الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله ليحكم في اليهود، فركب حمارًا، فلما وصل قال للأنصار:"قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" فقاموا إِليه فأنزلوه، وهذا القيام مطلوب لمساعدة سعد سيد الأنصار رضي الله عنه وهو جريح على ظهر الحمار لئلا يقع، ولم يقم الرسول وبقية الصحابة.
3 -
ورد أن الصحابي كعب بن مالك، حينما دخل المسجد، والصحابة جالسون، فقام إِليه طلحة وحده مُهرولًا ليبشره بقبول توبته بعد أن تخلف عن الجهاد، وهذا القيام لإدخال السرور على رجل حزين: وبشارته بالتوبة عليه من الله - تعالى.
4 -
القيام إِلى القادم من سفر لمعانقته.
5 -
نلاحظ أن هذه الأحاديث كلها جاءت بلفظ:
(إِلى سيدكم، إِلى طلحة، إِلى فاطمة) وهي تدل على جواز القيام بعكس
الأحاديث المانعة من القيام، فقد جاءت بلفظ:(له). والفرق كبير بين قام إِليه (أي أسرخ إلى مساعدته أو إِكرامه) وبين قام له: (أي قام واقفًا في مكانه للتعظيم).
الأحاديث الضعيفة والموضوعة
الأحاديث المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم منها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، ولكل ذكر الإمام مسلم في مقدمة كتابه ما فيه تحذير من الضعيف:"باب النهي عن الحديث بكل ما سمع" مستدلًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّث بكل ما سمع"[رواه مسلم] وذكر الإمام النووي في شرحه لمسلم:
"باب النّهي عن الرواية عن الضعفاء" مستدلًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر الزمان ناسٌ مِن أُمتي يُحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم، فإياكم وإياهم"[رواه مسلم]
قال الإمام ابن حبان في صحيحه: "فصل ذكر إِيجاب دخول النار لمن نسب شيئًا إِلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو غير عالم بصحته" ثم ساق بسنده قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قال علَيَّ ما لم أقل، فلْيَتَبَوَّأ مقعدَه مِن النار"[حسن رواه أحمد]
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الموضوعة فقال:
"مَنْ كذب علَيَّ متعمدًا، فليتَبوَّأ مقعده من النار". [متفق عليه]
ومن الأسف نسمع كثيرًا من المشايخ يُحدث بها تأييدًا لمذهبه ومعتقده. من هذه الأحاديث قوله: "اختلاف أُمتي رحمة" .. قال العلامة ابن حزم: ليس بحديث، بل هو باطل مكذوب، لأنه لو كان الاختلاف رحمة، لكان الاتفاق سخطًا، وهذا ما لا يقوله مسلم.
ومن الأحاديث المكذوبة (تعلموا السحر ولا تعملوا به) وقولهم (لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه) وغيرها من الأحاديث الموضوعة.
وأما الحدّ يث المنتشر الآتي: "جَنّبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم".
قال ابن حجر: ضعيف، وقال ابن الجوزي لا يصح، وقال عبد الحق لا أصل له.
لقد ثبت في الحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "علِّموا أولادَكم الصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليهَا وهم أبناء عشر". [صحيح رواه أحمد]
والتعليم يكون في المسجد كما علَّم الرسول أصحابَه الصلاة وهو على المنبر، والصبيان كانوا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى غير المميزين:
1 -
لا يكفي أن نقول في آخر الحديث: [رواه الترمذي أو غيره، لأنه يروي أحيانًا أحاديث غير صحيحة، فلا بد من ذكر درجة الحديث: [صحيح، حسن، ضعيف]
أما قولنا "رواه البخاري أو مسلم" فيكفي لأن أحاديثهما صحيحة.
2 -
إن الحديث الضعيف لم تثبت نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم لوجود علة في سنده أو متنه، وِإن أحدنا لو نزل للسوق ورأى لحمًا سمينًا وضعيفًا فيأخذ السمين في الأضحية، ونترك الضعيف، وقد أمرنا الإسلام أن نأخذ الذبيحة السمينة في الأضحية، ونترك الضعيفة الهزيلة، فكيف يجوز الأخذ بالحديث الضعيف في الدين، ولا سيما عند وجود الحديث الصحيح؟ ونص علماء الحديث على أن الحديث الضعيف لا يقال فيه قال رسول الله التي هي للصحيح، بل يقال روي بصيغة المجهول للتفريق بينهما.