الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن عبد الوهاب، فقرأه وأعجبه ولما علم بمؤلفه بدأ يمدحه.
2 -
ورد في الحديث: "اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قالوا وفي نجدنا، قال: هنالك الزلازل والفِتَن وبها يطلعُ قرن الشيطان"[رواه البخاري ومسلم]
(ذكر ابن حجر العسقلاني وغيره من العلماء أن نجد الواردة في الحديث هي
نجد العراق) فقد ظهرت الفتن هناك حيث قتل الحسين بن علي رضي الله عنه خلافًا لما يظنه بعض الناس أن المراد نجد الحجاز، حيث لم يظهر فيها شيء من الفتن التي ظهرت في العراق، بل ظهر من نجد الحجاز التوحيد الذي خلق الله العالم لأجله، والذي من أجل أرسل الله الرسل.
3 -
ذكر بعض العلماء المنصفين أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو من
مُجددي القرن الثاني عشر الهجري، ولقد ألفوا كتبًا عنه، ومن هؤلاء المؤلفين
الشيخ علي الطنطاوي أخرج سلسلة من أعلام التاريخ، ذكر منهم الشيخ محمد ابن عبد الوهاب، وأحمد بن عرفان، ذكر فيه أن عقيدة التوحيد وصلت إِلى الهند وغيرها بواسطة الحجاج المسلمين الذين تأثروا بها في مكة، فقام (الإنكليز) وأعداء الإسلام يحاربونها لأنها توحد المسلمين ضدهم وأوعزوا إِلى المرتزقة أن يُشوِّهوا سُمعتها، فأطلقوا على كل موحد يدعو للتوحيد كلمة (وهابي)، وأرادو به المبتدع، لِيصرفوا المسلمين عن عقيدة التوحيد التي تدعو إِلى دعاء الله وحده، ولم يعلم هؤلاء الجهلة أن كلمة (وهابي) نسبة إِلى (الوهاب) وهو اسم من أسماء الله الذي وهب له التوحيد، ووعده بالجنة.
معركة التوحيد والشرك
1 -
إِن معركة التوحيد مع الشرك قديمة منذ زمن الرسول نوح عليه السلام حينما دعا قومه إِلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وبقي فيهم ألف سنة
إِلا خمسين عامًا، وهو يدعوهم إِلى التوحيد، فكان ردهم كما ذكر القرآن،
(وقالوا لا تَذَرُنَّ آلهتَكم ولا تَذرُنَّ ودًّا ولا سواعًا ولا يغوثَ ويَعوقَ ونَسْرًا (23) وقد أضَلّوا كثيرًا} [نوح:23، 24]
روى البخاري عن ابن عباس-رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية قال:
1 -
هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إِلى
قومهم أن انصِبوا إِلى مجالسهم التى كانوا يجلسون أنصابًا وسموها باسمائهم
ففعلوا فلم تعبد حتى إِذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عُبِدَت. (أي الأحجار
والأنصاب التي هي التماثيل)
2 -
ثم جاء الرسل بعد نوح يدعون قومهم إِلى عبادة الله وحده، وترك ما
يعبدون من دونه من الآلهة التي لا تستحق العبادة، فاسمع إِلى القرآن وهو يُحدثك عنهم فيقول:{وِإلى عادٍ أخاهم هُودًا قال يا قوم اعبُدوا الله ما لكم مِن إِله غَيره أفلا تتقون} . [الأعراف: 65]
{وإِلى ثمودَ أخاهم صالحًا فال يا قوم اعبدوا الله ما لكم مِن إِله غيره}
[هود: 61]
{وإِلى مَدين أخاهم شُعيبًا قال يا قَوم اعبدوا الله ما لكم من إِله غيره}
[هود: 84]
{وإِذ قال إِبراهيم لأبيه وقومَه إِنني بَراءٌ مما تَعبدون (26) إِلا الذي فطرَني فإِنه سيهدين} [الزخرف:27،26]
وكان رَدُّ المشركين على جميع الأنبياء بالمعارضة والاستنكار لما جاءوا به، ومحاربتهم بكل ما يستطيعون من قوة.
3 -
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان معروفًا عند العرب قبل البعثة بالصادق الأمين، لما دعاهم الى عبادة الله وتوحيده، وترك ما كان يعبد آباؤهم نسوا صدقه
وأمانته، وقالوا:{ساحر كذاب} وهذا القرآن يحكي ردهم فيقول: {وعجبوا أنْ جاءَهم مُنذِرٌ منهم وقال الكافرون هذا ساحِرٌ كذَّاب (4) أجعل الآلهة إِلهًا واحد إِن هذا لشيءٌ عجاب} [ص: 4، 5]
{كذلك ما أتى الذين مِن قَبلهم مِن رسول إِلا قالوا ساحِرٌ أو مجنون (52) أتواصَوا به بل هم قومٌ طاغون} [الذاريات: 52 - 53]
هذا موقف الرسل جميعًا من الدعوة إِلى التوحيد، وهذا هو موقف أقوامهم
المكذبين المفترين.
4 -
وفي عصرنا الحاضر حينما يدعو المسلم إِخوانه إِلى الأخلاق والصدق والأمانة لا تجد معارضًا له، فإِذا قام يدعو إِلى التوحيد الذي دعت إِليه الرسل وهو دعاء الله وحده، وعدم دعاء من سواه من الأنبياء والأولياء الذين هم عباد الله - قام الناس يعارضونه ويتهمونه بتهم كاذبة، ويقولون عنه (وهابي)! ليصدوا الناس عن دعوته، وإِذا جاءهم بآية فيها توحيد قال قائلهم:(هذه آية وهابية)!!
وإِذا جاءهم بحديث: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنتَ فاستعِن بالله" قال بعضهم: (هذا حديث وهابي)!.
وإِذا وضع المصلي يديه على صدره، أو حرَّك إِصبعه في التشهد، كما فعل
الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الناس عنه وهابي!! فأصبح الوهابي رمزًا للموحد الذي يدعو ربه وحده، ويتبع سنة نبيه، والوهابي منسوب للوهَّاب، وهو اسم من أسماء الله - الذي وهب له التوحيد، وهو أكبر نعمة من الله على الموحدين.
5 -
على دعاة التوحيد أن يصبروا، ويتأسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له ربه:
(واصبِر على ما يقولون واهجُرهم هَجرًا جميلًا} [المزمل: 10]
{فاصبر لحكم ربك ولا تُطِعْ منهم آثِمًا أو كَفورًا} [الإِنسان:24]
على المسلمين أن يقبلوا دعوة التوحيد، ويحبوا دعاته، لأن التوحيد دعوة