الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي يضيع في المحاكم المدنية بلا فائدة تُذكر، إِضافة إِلى العذاب الأكبر يوم القيامة، لأنه أعرض عن حكم الله العادل، ولجأ إِلى حكم المخلوق الظالم.
العقيدة أولًا أم الحاكمية
؟
أجاب الداعية الكبير محمد قطب على هذا في محاضرة ألقاها في دار الحديث بمكة المكرمة، وهذا نص السؤال:
س- البعض يقول إِن الإِسلام سيعود من قِبَل الحاكمية، والبعض الآخر يقول: سيعود الإِسلام عن طريق تصحيح العقيدة، والتربية الجماعية، فأيهما أصح؟
ج- من أين تأتي حاكمية هذا الدين في الأرض، إِن لم يكن دعاة يصححون
العقيدة ويؤمنون إِيمانًا صحيحًا ويُبتَلون في دينهم فيصبرون، ويجاهدون في سبيل الله، فَيُحكَّم دِين الله في الأرض، قضية واضحة جدًا، ما يأتي الحكم من السماء، ما يتنزل من السماء؟ وكل شيء يأتي من السماء، لكن بجهد من البشر، فرضه الله على البشر:{ولو يشاء الله لانتصرَ منهم ولكن لِيَبلُوَ بعضكم ببعض} [محمد: 4]
لابد أن نبدأ بتصحيح العقيدة، وتربية جيل على العقيدة الصحيحة، جيل يُبتلى فيصبر على البلاء، كما صبر الجيل الأول. انتهى.
الشرك الأكبر وأنواعه
الشرك الأكبر أن تجعل لله نِدًا (شريكًا) تدعوه كما تدعو الله، أو تصرف له نوعًا من أنواع العبادة، كالاستغاثة أو الذبح أو النذر أو غيرها، وفي الصحيحين عن ابن مسعود سألت النبي صلى الله عليه وسلم أيُّ الذنب أعظم؟ قال:"أن تجعلَ لله نِدًا وهو خلقك". [رواه البخاري ومسلم]
أنواع الشرك الأكبر
1 -
شرِك الدعاء: وهو دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء لطلب الرزق أو شفاء المرض، لقول الله - تعالى:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [أي المشركين بالله][يونس: 106]
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن ماتَ وهو يدعو من دون الله نِدًا دخل النار"[رواه البخاري]
والدليل على أن دعاء غير الله من الأموات أو الغائبين شرك قول الله - تعالى:
2 -
الشرك في صفات الله: كالاعتقاد بأن الأنبياء أو الأولياء يعلمون الغيب قال الله - تعالى: {وعنده مفاتح الغيبِ لا يَعلَمُها إِلا هو} [الأنعام: 59]
3 -
شرِك المحبة: وهو محبة أحد الأولياء أو غيرهم كمحبة الله لقوله - تعالى: {ومِنَ الناسِ مَن يتخذُ مِن دون الله أندادًا يحبونهم كحُبّ الله والذين آمنوا أشَدُّ حُبًا لله} . [البقرة: 165]
4 -
شِرك الطاعة: وهو طاعة العلماء والمشايخ في المعصية مع اعتقادهم جواز ذلك لقوله تعالى: {اِتخَذوا أحبارَهم ورُهبانهم أربابًا مِن دونِ الله} [التوبة: 31]
وقد فسرت العبادة بطاعتهم في المعصية بتحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل
الله.
قال صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". [صحيح رواه أحمد]
5 -
شِرك الحُلول: وهو الإعتقاد بأن الله حل في مخلوقاته، وهذه عقيدة ابن عربي الصوفي المدفون بدمشق حتى قال:
الربُّ عبدٌ، والعبد رَبٌّ
…
يا ليتَ شِعري مَن المكلفُ؟
وقال شاعر آخر صوفي يعتقد الحلول:
وما الكلب والخنزير إِلا إِلهنا
…
وما الله إِلا راهبٌ في كنيسةٍ
6 -
شرِك التصرف: وهو اعتقاد أن بعض الأولياء لهم تصرفات في الكون يُدبرون أموره، يُسمونهم الأقطاب مع أن الله -تعالى- يسأل المشركين الأقدمين قائلًا:{ومَن يُدبِّرُ الأمرَ فسيقولون الله} [يونس: 31]
7 -
شِرك الخوف: وهو الاعتقاد بأن لبعض الأولياء الأموات أو الغائبين تصرفًا وضررًا يسبب الخوف منهم لذلك تجد بعض الناس يحلف بالله كاذبًا ولا يحلف بالولي كاذبًا خوفًا منه وهذا اعتقاد المشركين الذي حذر منه القرآن بقوله: {ألَيسَ الله بكافٍ عبده ويُخوفونك بالذين مِن دونه} . [الزمر: 36]
أما الخوف من الحيوان المفترس، والظالم الحي فجائز، وليس بشرك.
8 -
شِرك الحاكمية: وهو الذي يصدر القوانين المخالفة للإِسلام ويجيزها، أو يرى عدم صلاحية حكم الاسلام، ويشمل الحاكم والمحكوم، وذلك إِذا اعتقدها المحكوم ورضيَ بها.
9 -
الشرك الأكبر يحبط العمل: لقوله - تعالى: {ولقد أوحيَ إِليكَ وإِلى الذينَ مِن قبلِكَ لئن أشركتَ ليَحبطَنَّ عملُكَ ولتَكوننَّ مِن الخاسرين} . [الزمر: 65]
10 -
الشرك الأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة: وترك الشرك كله: قال تعالى: {إِن الله لا يغفرُ أن يُشرَكَ به ويَغفرُ ما دون ذلك لِمَن يشاء ومَن يُشرِكْ بالله فقد ضَلَّ ضَلالًا بعيدًا} . [النساء: 116]
11 -
وللشرك أنواع كثيرة: منها الأكبر والأصغر .. يجب الحذر منها، وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقول:"اللهم إنا نعوذُ بك مِن أن نُشرِك بك شيئًا نعلَمه، ونستغفرك لما لا نعلمه". [رواه أحمد بسند حسن]