الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه، حتى تحصل منه العداوة والبغضاء باديتين ظاهرتين، وأما إِذا وجدت الموالاة والمواصلة فإِن ذلك يدل على عدم البغضاء.
(4)
القيام بواجب النصيحة: فمن قال لا أتعرَّض للمسلمين ولو فعلوا الشرك
والكفر والمعاصي، لا يكون مسلمًا حقًا بل يجب. عليه أن ينصحهم ويبين لهم خطر الشرك والكفر والمعاصي وغيرها من الأعمال المنكرة، بأسلوب لَيِّن، عملاً بقوله - تعالى:{ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} . [النحل: 125]
شروط قبول العمل
س 1 - ما هي شروط قبول العمل؟
ج 1 - شروط قبول العمل عند الله أربعة:
(1)
الإِيمان بالله وتوحيده، قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} . [الكهف: 107]
وقال صلى الله عليه وسلم: "قل آمنت بالله، ثم استقِمْ"[رواه مسلم]
(2)
الإِخلاص: وهو العمل لله من غير رِياء ولا سُمعة. قال الله تعالى:
{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} . [الزمر: 2]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَن قال لا إله إلا الله مُخلِصًا دخل الجنة"[صحيح رواه البزار وغيره](الرياء والسمعة: أن تعمل عملاً ليسمع بك الناس)
(3)
الموافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} . [الحشر: 7]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَن عمِل عمَلًا ليسَ عليه أمرُنا فهو رَدٌّ". [رواه مسلم]
(4)
أن لا ينقض صاحب العمل إِيمانه بكفر أو شرك، بأن يصرف شيئًا من
العبادة لغير الله كدعاء الأنبياء والأولياء والأموات والاستعانة بهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"الدعاء هو العبادة". [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]
قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} . [يونس: 106](الظالمين: أي المشركين)
وقال الله - تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} . [الزمر: 65]
س 2 - ما هو معنى النية؟
ج 2 - النية: هي القصد، محلها القلب، ولا يجوز التلفظ بها لأن الرسول
والصحابة لم يتلفظوا. قال الله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} . [الملك: 13]
وقال صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". [متفق عليه]
ومعناه: إِنما صحة الأعمال أو قبول الأعمال أو كمال الأعمال بالنيات
(انظر شرح الحديث في الأربعين النووية).
س 3 - ما معنى قول الناس: الدين في القلب؟
ج 3 - هذه الكلمة يقولها بعض الذين يريدون التهرب من التكاليف الشرعية؛ والدين يشمل العقائد والعبادات والمعاملات ....
(1)
إن العقائد تكون بالقلب كأركان الإيمان التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدَر خيره وشره". [رواه مسلم]
(2)
إِن العبادات تكون بالجوارح مع نية القلب، كأركان الإِسلام التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله، ويُكفرَ بما دونه، وإقام الصلاة،
وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان". [رواه مسلم]
ولابد من تطبيق هذه الأركان اعتقادًا بالقلب وعملًا بالجوارح.
(3)
كثيرًا ما نذكَّر المسلم بالصلاة وإعفاء اللحية مثلًا فيقول متهربًا: الدين في القلب!!
نحن نحكم على المسلم بأعماله الظاهرة، والقلوب لا يعلم ما فيها إلا الله، ولو كان قلب هذا الرجل صالحًا لظهر على بدنه الصلاة والزكاة وغيرها من الفروض، ولظهرت اللحية في وجهه، وقد أشار الرسول الكريم إِلى ذلك بقوله:"ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"
وقال الحسن البصرى: ليس الإِيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكنه شيء وقر في القلب، وصدقه العمل
وقال الشافعي: الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص.
وقال السلف: الإيمان هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان.
[انظر فتح الباري جـ1/ 46]
وقال البخاري: باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال [جـ 1/ 11]
س 4 - ما هي شروط قبول التوبة؟
ج 4 - شروط قبول التوبة هي:
1 -
الإِخلاص: أن تكون توبة المذنب خالصة لله، لا لشيء آخر.
2 -
الندم: أن يندم المذنب على ما فعل من الذنوب.
3 -
الإِقلاع: أن يترك المذنب المعصية التي فعلها.
4 -
عدم العودة: أن يعزم المسلم على ألا يعود إِلى ذنبه.
5 -
الاستغفار: أن يستغفر الله من الذنب الذي فعله في حق الله.
6 -
أداء الحقوق: أن يؤدى حقوق الناس أو يسامحوه.
7 -
وقت القبول: أن تكون توبة المذنب في حياته وقبل حضور موته.
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقبل توبة عبده ما لم يُغرغِر". [حسن رواه الترمذي]