الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى: {اتخذوا أحبارَهم ورُهبانهم أربابًا مِن دون الله والمسيحَ ابنَ
مريم وما أُمِروا إِلا ليَعبدوا إِلهًا واحدًا لا إِله إِلا هو سبحانه عما يُشركون}
[التوبة: 31]
وقد فسر حذيفة العبادة بالطاعة فيما أحل لهم علماء اليهود وحرَّموا.
المشاهد والمزارات
إِن المشاهد التي نراها في البلاد الإِسلامية، كبلاد الشام والعراق ومصر وغيرها من البلاد لا توافق تعاليم الإِسلام، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور، ففي الحديث الصحيح:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصَّصَ القبر وان يُقعَد عليه، وأن يُبنى عليه". [رواه مسلم]
والتجصيص: (يشمل الدهان بالكلس وغيره)
وفي رواية صحيحة للترمذي: "وأن يُكتب عليه"(القرآن والشعر وغيره).
1 -
إِن هذه المزارات أكثرها غير صحيح: فالحسين بن علي-رضي الله عنه استشهد في العراق، ولم يصل إِلى مصر فقبره في مصر غير صحيح، وأكبر دليل على ذلك أن له قبرًا في العراق ومصر والشام؛ ودليل آخر، وهو أن الصحابة لا يدفنون الموتى في المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم:
"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". [منفق عليه]
والحكمة في ذلك حتى تبقى المساجد خالية من الشرك، قال تعالى:{وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا} [الجن: 18]
والثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم دُفن في بيته، ولم يدفن في مسجده، وقد وسع الأمويون المسجد فأدخلوه فيه، وليتهم لم يفعلوا؛ وقبر الحسين الآن في المسجد يطوف بعض الناس حوله، ويطلبون حاجاتهم التي لا تطلب إِلا من الله، كشفاء
المرضى، وتفريج الكربات وديننا يأمرنا أن نطلبها من الله وحده، وأن لا نطوف إِلا حول الكعبة، وقال تعالى:{وليَطوَّفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29]
2 -
إِن مشهد السيدة زينب بنت علي، في مصر ودمشق غير صحيح، لأنها لم تمت في مصر، ولا في الشام، والدليل على ذلك وجود مشهد لها في كل منهما!!
3 -
إِن الإِسلام ينكر بناء القباب على القبور، وجَعلَها في المساجد ولو كانت حقيقة، كقبر الحسين في العراق، وعبد القادر الجيلاني في بغداد والإمام الشافعي في مصر وغيرهم، للنهي العام الوارد المتقدم؛ وحَدثني شيخ صادق أنه رأى رجلًا يصلي إلى قبر الجيلاني، ويترك القبلة، وقدم النصيحة له فرفضها، وقال له: أنت وهابي!! وكأنه لم يسمع قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تجلسوا على القبور ولا تُصَلّوا إليها". [رواه مسلم]
4 -
إِن أكثر المشاهد في مصر بنتها ما تسمى بالدولة الفاطمية (1)، وقد ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية) ج 11 / ص 346 قائلًا عنهم:
(كفار، فساق، فجار، مُلحدون، زنادقة، مُعطلون، للإِسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية مُعتقدون).
هؤلاء الكفار، راعهم لما رأوا المساجد تمتلئ بالمصلين، وهم لا يُصلون ولا يَحجون ويحقدون على المسلمين، ففكروا في صرف الناس عن المساجد، فأنشؤوا القباب والمزارات الكاذبة، وزعموا أن فيها الحسين بن علي، وزينب بنت علي، وأقاموا احتفالات ليجذبوا الناس إِليها، وسَمُّوا أنفسهم بالفاطميين تَسَتُّرًا ليميل الناس إِليهم، ثم أخذ المسلمون عنهم هذه البدع التي أوقعتهم في الشرك، وصرفوا لها الأموال الطائلة، وهم في أمس الحاجة إِليها لشراء الأسلحة للدفاع عن دينهم وكرامتهم.
5 -
إِن المسلمين الذين صرفوا الأموال على بناء القباب والمزارات والجدران والشواهد
(1) اسمهم الحقيقي (العُبَيْديون) نسبة إِلى عبيد بن سعد ذكر اسمه ابن كثير فى البداية والنهاية ج 11/ 346.