الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنتُ أقول لهم هو الحق" ثم قرأت: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} . [النمل:80]
وقال قتادة راوي حديث أبي طلحة الذي في معناه: "أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا، ونقمة وحسرة وندامة". [رواه البخاري في كتاب المغازي باب 8]
يستفاد من الحديث
(1)
إِن سماع قتلى المشركين مؤقَّت بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "إنهم الآن يسمعون" ومفهومه بعد الآن لا يسمعون، لأنه كما قال قتادة راوي الحديث: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وندامة.
(2)
إِنكار عائشة لرواية ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل "يسمعون" بل قال: "إنهم الآن ليَعلمون" مستدلة بالآية: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} . [النمل:8]
(3)
ويمكن التوفيق بين رواية ابن عمر وعائشة بما يلي:
إِن الأصل هو عدم سماع الموتى، كما صرح به القرآن، ولكن الله أحيا قتلى
المشركين معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا كما صرح بذلك قتادة راوي الحديث والله أعلم.
* * *
إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لفهم الصحابة
إِن في حديث القليب دلالة على أن الموتى لا يسمعون وذلك يتضح من مبادرة الصحابة، وفي مقدمتهم عُمر إِلى قولهم: ما تُكلِّم أجسادًا لا أرواح فيها؟ فهو يدل على رسوخ هذه الفكرة عندهم، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لسؤالهم هو تأكيد لها أيضًا، ولكنه صلى الله عليه وسلم نبههم للخصوصية لأهل القليب.
ويزيد الأمر وضوحًا ما رواه أحمد بلفظ؛ "فسمع عمر صوته" فقال: يا رسول
الله: أتناديهم بعد ثلاث؟ وهل يسمعون؟ يقول الله عز وجل: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ