الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أي لا أُعلّمه غيري، ولا أعمل به ولا يُبدل مِن أخلاقي السيئة)[فسره المناوى]
5 -
الناس الذين أخذوا بكلام مشايخهم وأطاعوهم في معصية الله خالفوا قول رسولهم صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف". [رواه البخاري]
وسوف يندمون يوم القيامة على طاعتهم، حيث لا ينفعهم الندم. قال تعالى يصف عذاب الكافرين ومَن سار على طريقتهم: {يوم تُقلَّبُ وُجُوهُهُم في النار يقولون يا ليتَنا أطعنا الله وأطعْنا الرسولا (66) وقالوا ربنا إِنا أطعنا سادَتنا وكَبُراءَنا
فأضلونا السبيلا (67) ربنا آتِهم ضعفَينِ من العذابِ والْعَنْهم لَعْنًا كبيرًا}. [الأحزاب: 66 - 68]
قال ابن كثير في تفسير الآية: (أي اتبعنا الأمراء والكبراء من المشيخة، وخالفنا الرسل، واعتقدنا أن عندهم شيئًا، وأنهم على شيء، فإِذا هم ليسوا على شيء)
ما معنى وهّابي
؟
اعتاد الناس أن يُطلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم، ولو كانت هذه المعتقدات فاسدة، تخالف القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة، ولا سيما الدعوة إِلى التوحيد ودعاء الله وحده دون سواه:
كنت أقرأ على شيخ حديث ابن عباس في الأربعين النووية، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:"إذا سألتَ فاسأل الله وإذا استعنتَ فاستعن بالله". [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]
فأعجبني شَرح النووي حين قال: "ثم إِن كانت الحاجة التي يسألها، لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه، كطلب الهداية والعلم .. وشفاء المرض وحصول العافية سأل ربه ذلك؛ وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم" فقلت للشيخ هذا الحديث وشرحه يفيد عدم جواز الاستعانة بغير الله، فقال لي: بل تجوز!! قلت
وما دليلك؟ فغضب الشيخ وصاح قائلًا: إِن عمتي تقول يا شيخ سعد (وهو مدفون في مسجده تستعين به)، فأقول لها يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول: أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!! مع أنه ميت!!
قلت له: إِنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب، ثم تأخذ عقيدتك
من عمتك الجاهلة! فقال لي عندك أفكار وهابية، أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية!!!
وكنت لا أعرف شيئًا عن الوهابية إِلا ما أسمعه من المشايخ:
فيقولون عنهم: الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم، ولا
يحبون الرسول، وغيرها من الاتهامات الكاذبة! فقلت في نفسي: إِن كانت
الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده، وأن الشافي هو الله وحده، فيجب أن أتعرف عليها، سألت عن جماعتها فقالوا لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس، لإِلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه، فذهبت إِليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقف، فدخلنا غرفة كبيرة، وجلسنا ننتظر الدرس، وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن، فسلَّم علينا وصافحنا جميعًا مبتدئًا بيمينه، ثم جلس على مقعد، ولم يقم له أحد، فقلت في نفسي هذا شيخ متواضع لا يحب القيام.
بدأ الشيخ الدرس بقوله: إِن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. إِلى آخر الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه، ثم بدأ يتكلم باللغة العربية، ويورد الأحاديث، ويبين صحتها وراويها، ويصلي علي النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه؛ وأخيرًا وجهت له الأسئلة المكتوبة على الأوراق، فكان يجيب عليها بالدليل من القرآن والسنة، ويناقشه بعض الحاضرين فلا يرد سائلًا، وقد قال في آخر درسه: الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون (1)، وبعض الناس يقولون إننا
(1) السلفيون: الذين يتبعون طريقة السلف الصالح.