الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرسل عامة، ودعوة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أحب الرسول صلى الله عليه وسلم أحب دعوة التوحيد، ومن أبغض التوحيد فقد أبغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
إنِ الحكم إلا لله
خلق الله العالم لعبادته وحده، وأرسل لهم الرسل لتعليمهم وأنزل مع الرسل
الكتب، ليحكم بالحق والعدل بينهم، وهذا الحكم يتمثل في كلام الله، وكلام
رسوله صلى الله عليه وسلم ويشمل الحكم في العبادات، والمعاملات، والعقائد، والتشريع، والسياسة، وغيرها من أمور البشر.
1 -
الحكم في العقيدة: أول ما بدأ به الرسل دعوتهم هو تصحيح العقائد،
ودعوة الناس إِلى التوحيد، فهذا يوسف عليه السلام في السجن يدعو صاحبيه إِلى التوحيد عندما سألاه تعبير الرؤيا، وقبل أن يجيبهما قال لهما:{يا صاحِبَي السجن أَأربابٌ مُتَفَرِّقون خير أم الله الواحدُ القهار (39) ما تعبدون مِن دونه إِلا أسماءً سمَّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها مِن سلطان إِنِ الحكمُ إِلا لِلّه أمرَ ألا تعبدوا إِلا إِياه ذلك الدين القيِّم ولكن أكثرَ الناس لا يعلمون} . [يوسف: 39 - 40]
2 -
الحكم في العبادات: يجب أن تأخذ أحكام العبادة من صلاة وزكاة وحج وغير ذلك من القرآن والحديث الصحيح عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "صَلّوا كما رأيتموني أصلي"[متفق عليه]
وقوله صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككُم"[رواه مسلم]
وعملًا بقول الأئمة المجتهدين: إِذا صح الحديث فهو مذهبي.
فإِذا اختلف الأئمة في أمر من الأمور، فلا نتعصب لقول أحد، إِلا لمن كان معه الدليل الصحيح الذي له أصل من الكتاب والسنة.
3 -
الحكم في المعاملات من بيع وشراء وقرض وإجارة وغيرها يكون الحكم فيها
لله ولرسوله، لقوله تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]
وقد ذكر المفسِّرون سبب نزولها، وهو أن رجلين اختلفا في السقاية، فحكم
الرسول صلى الله عليه وسلم للزبير أن يسقي، فقال رجل حكمتَ له لأنه ابن عمتك! فنزلت الآية. [رواه البخارى]
4 -
الحكم في الحدود والقصاص لقوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} إِلى قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]
5 -
الحكم لله في التشريع لقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الشورى: 13]
وقد أنكر الله على المشركين إِعطاء حق التشريع لغير الله فقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21]
الخلاصة
يجب على المسلمين أن يحكموا بالكتاب والسنة الثابتة، ويتحاكموا إِليهما في كل شيء، عملاً بقول الله - تعالى:{وأن احكمْ بينهم بما أنزل الله} [المائدة:49] وقوله صلى الله عليه وسلم: "وما لم تحكُم أئِمتُهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسَهم بينهم"[حسن رواه ابن ماجه وغيره]
وعلى المسلمين أن يُلغوا القوانين الأجنبية من بلادهم كالقوانين الفرنسية والإِنجليزية وغيرها مما يخالف حكم الإِسلام وأن لا يلجؤوا إِلى المحاكم التي تحكم بقوانين تخالف الإِسلام وأن يحتكموا إِلى الإِسلام عند مَن يثقون به من أهل العلم، فذلك خير لهم، لأن الإِسلام ينصفهم، ويعدل بينهم، ويوفر عليهم المال والوقت