الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي
762 -
حديث ابن عمر مرفوعاً:
"الصُّفْرة خضاب المؤمن (1)، والحمرة خضاب المسلم، والسواد خضاب الكافر".
قلت: خبر منكر، وفيه أبو عبد الله القرشي، وهو نكرة (2).
(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.
(2)
في التلخيص: (قلت: حديث منكر، والقرشي نكره ابن عيينة)، وهذا من تصحيف الطباعة، والصواب أن قوله:(ابن عيينة) بداية لإسناد الحديث الذي بعده في التلخيص.
762 -
المستدرك (3/ 526): حدثني أبو علي الحافظ، ثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا داود بن رشيد، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني سالم بن عبد الله الكلاعي، عن أبي عبد الله القرشي قال: دخل عبد الله بن عمر على عبد الله بن عمرو وقد سوّد لحيته، فقال عبد الله بن عمر: السلام عليك أيها الشويب، فقال له ابن عمرو: أما تعرفني يا أبا عبد الرحمن؟! قال: بلى، أعرفك شيخاً، فأنت اليوم شاب، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول
…
، الحديث بلفظه.
تخريجه:
الحديث أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 185) بنحوه، في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ترجمة سالم بن عبد الله (الكلاعي) رقم (802) وقال: "هو حديث منكر شبه موضوع، وأحسبه من أبي عبد الله القرشي الذي لم يسمّ".
وأخرجه الطبراني في الكبير -كما في المجمع (5/ 163 - ، بلفظه، ثم قال الهيثمي عقبه:"فيه من لم أعرفه".
دراسة الإسناد:
الحديث في سنده أبو عبد الله القرشي هذا، وسبق ذكر كلام ابن أبي حاتم عنه، وذكره الحافظ ابن حجر في اللسان (7/ 73رقم 713)، وذكر كلام ابن أبي حاتم عن الحديث، ثم ذكر الحديث، وقال:"قال شيخنا: وأبو عبد الله القرشي هذا غير الذي روى عن أبي بردة -يعني المذكور في التهذيب، والميزان-".
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لجهالة أبي عبد الله القرشي، ونكارة متنه التي أشار إليها الذهبي، وقبله ابن أبي حاتم.
والحديث ذكره الألباني في ضعيف الجامع (3/ 284 رقم 3555) وقال عنه: "موضوع".
أما النهي عن الخضاب بالسواد فتقدم الكلام عنه في الحديث رقم (661).
763 -
حديث الأخْنَس بن خليفة الضّبّي، قال:
رأى كعب الأحبار عبد الله بن عمرو يفتي الناس
…
الخ.
قلت: الأخْنس تابعي كبير أودعه البخاري في الضعفاء (1)، وقوّاه أبو حاتم (2) وغيره.
(1) الضعفاء الصغير للبخاري (ص 22 رقم 37)، والجرح والتعديل (2/ 345رقم 1311)، وانظر معه دراسة الإسناد.
(2)
الضعفاء الصغير للبخاري (ص 22 رقم 37)، والجرح والتعديل (2/ 345رقم 1311)، وانظر معه دراسة الإسناد.
763 -
المستدرك (3/ 528): أخبرنا عبد الله بن محمد الصيدلاني، ثنا إسماعيل بن قتيبة، ثنا يحيى بن يحيى، أنا جرير، عن عمارة، عن الأخنس بن خليفة الضبي، قال: رأى كعب الأحبار عبد الله بن عمرو يفتي الناس، فقال: من هذا؟ قالوا: هذا عبد الله بن عمرو بن العاص، فأرسل إليه رجلًا من أصحابه، قال: قل له: يا عبد الله بن عمرو، لا تفتر على الله كذباً فيُسْحتك بعذاب، وقد خاب من افترى.
قال: فأتاه الرجل، فقال له ذلك، قال ابن عمرو: صدق كعب، وقد خاب من افترى، ولم يغضب. قال: فأعاد عليه كعب الرجل فقال: سله عن الحشر ما هو؟ وعن أرواح المسلمين أين تجتمع؟ وأرواح أهل الشرك أين تجتمع؟ فأتاه، فسأله، فقال: أما أرواح المسلمن فتجتمع بأريحاء، وأما أرواح أهل الشرك فتجتمع بصنعاء، أما أول الحشر فإنها نار تسوق الناس يرونها ليلاً، ولا يرونها نهاراً، فرجع رسول كعب إليه، فأخبره بالذي قال، فقال: صدق، هذا عالم فسلوه.
تخريجه:
الحديث أشار المزي في تهذيب الكمال (1/ 73) إلى أن ابن ماجه رواه في التفسير.
وأخرج ابن مندة في كتاب الروح -كما في كتاب الروح لابن القيم (ص 106) - من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الجليل بن عطية، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شهر بن حوشب، أن كعباً رأى عبد الله بن عمرو وقد تكلب الناس عليه يسألونه، فقال لرجل: سله، أين أرواح المؤمنين، وأرواح الكفار؟ فسأله، فقال: أرواح المؤمنين بالجابية، وأرواح الكفار ببرهوت.
ثم قال ابن منده في الموضع السابق: أخبرنا محمد بن محمد بن يونس، حدثنا أحمد بن عاصم، حدثنا أبو داود سليمان بن داود، حدثنا همام، حدثني قتادة، حدثني رجل، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن أرواح المؤمنين تجتمع بالجابية، وإن أرواح الكفار تجتمع في سبخة بحضرموت يقال لها: برهوت.
ولا منافاة بين رواية الحاكم، وروايتي ابن منده في كون أرواح المسلمين بأريحاء، أو بالجابية، وأرواج أهل الشرك بصنعاء، أو ببرهوت.
فأريحاء: مدينة في الغَوْر من أرض الأردن بالشام، بينهما وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسالك./ معجم البلدان (1/ 165).
والجابية: قرية من أعمال دمشق، من ناحية الجولان./ المرجع السابق (2/ 91).
فقد يكون الموضع بين أريحاء، والجابية، فأطلق على هذه مرة، وعلى هذه أخرى؛ لقرب كل منهما من الآخر.
أما صنعاء، وحضر موت، فكلتاهما من مدن اليمن، وبينهما إثنان وسبعون فرسخاً، وقيل مسيرة أحد عشر يوماً./ المرجع السابق (2/ 269 - 271)، و (3/ 425 - 429).
وما قيل عن أريحاء والجابية، يقال عن صنعاء وحضرموت، والله أعلم.
دراسة الإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"الأخنس تابعي كبير، أودعه البخاري في الضعفاء، وقوّاه أبو حاتم، وغيره".
والأخنس بن خليفة الضبي راوي هذا الحديث، يروي عنه عمارة بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= القعقاع، والذي أودعه البخاري في الضعفاء، وقواه أبو حاتم هو الأخنس بن خليفة الذي يروي عن ابن مسعود، ويروي عنه ابنه بكير.
والذهبي هنا جمع بينهما، وأما ابن حجر فلم يجزم، فإنه ذكر الضبي في التهذيب (1/ 194رقم 361)، وقال:"في الرواة الأخنس بن خليفة والد بكير بن الأخنس، روى عن ابن مسعود، قوّاه أبو حاتم الرازي، فلعلّه هو، وإن كان غيره فينبغي أن يذكر للتمييز".
قلت: وفي التقريب (ص177رقم1478بتحقيق محمد عوامة) قال عن الضبي: "مستورد".
أما الأخنس والد بكير، فقد ذكره البخاري في الضعفاء الصغير (ص 22 رقم 37)، فقال:"أخنس، سمع الحديث من ابن سعود، روى عنه بكير، ولم يصح حديثه".
وذكره في تاريخه الكبير (2/ 65رقم 1701)، فقال:"الأخنس، سمع ابن مسعود، روى عنه ابنه بكير، ولم يصح حديثه، رواه أبو جناب".
وبناء على قول البخاري هذا أورده العقيلي في الضعفاء (1/ 121 - 122).
وابن عدي في الكامل (1/ 409 - 410)، وذكر العقيلي حديث أخنس هذا عن ابن مسعود الذي ضعفه البخاري، وأما ابن عدي، فقال:"أخنس هذا غير معروف، ويعرف بحرف يحكيه عن ابن مسعود، ولا أعرف ما ذكره البخاري من ذكر أخنس عن ابن مسعود، ولعله شيء مقطوع غير مسند " اهـ.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 345رقم 1311) قال: "سمعت أبي ينكر على من أخرج اسمه (أي الأخنس) في كتاب الضعفاء، ويقول: لا أعلم رُوي عن الأخنس إلا ما روى أبو جناب يحيى بن أبي حية الكوفي، عن بكير بن الأخنس، عن أبيه، فإن كان أبو جناب لين الحديث، فما ذنب الأخنس والد بكير؟! وبكير ثقة عند أهل العلم، وليس في حديث واحد رواه ثقة، عن أبيه ما يلزم الوهن بلا حجة". اهـ. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكر ابن حجر في اللسان (1/ 331 رقم 1009) قول أبي حاتم هذا، وتعقبه بقوله:"قلت: ولا يلزم من ذلك أن يكون الرجل ثقة، إذْ حاله غير معروفة، ورواية ابنه عنه فقط لا ترفع جهالة حاله، هذا إن رفعت جهالة عينه، والله أعلم. وقد ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته". اهـ.
قلت: وعليه فالراجح من حال الأخنس هذا: أن حاله غير معروفة كما قال الحافظ ابن حجر، فهو مجهول الحال، فسواء كان هو الضبي، أو لا، فحالهما متقاربة، والله أعلم.
وأما الطريق الأولى التي أخرجها ابن مندة، ففي سندها شهر بن حوشب، وتقدم في الحديث (614) أنه صدوق كثير الِإرسال والأوهام.
والطريق الأخرى في سندها شيخ قتادة، وهو مبهم.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الإسناد لجهالة حال الأخنس بن خليفة.
وأما قوله عن أرواح المسلمن أنها تجتمع بأريحاء، وأن أرواح أهل الشرك تجتمع بصنعاء، فقد يكون حسناً لغيره بمجموع طريقي ابن مندة، مع طريق الحاكم هذه، لكن لا يلزم من ذلك الاعتقاد بصحته؛ لاحتمال تلقّي عبد الله بن عمرو لذلك من أهل الكتاب كما قال ابن القيم في كتاب الروح (ص 107).
وأما قوله: إن أول الحشر نار تسوق الناس يرونها ليلاً، ولا يرونها نهاراً، فقد جاء في الصحيح ما يدل على حشر النار لآخر الناس، لكن ليس فيه ذكر لرؤيتهم لها ليلاً، واختفائها عنهم نهاراً، بل ظاهر النص رؤيتهم لها ليلاً ونهاراً.
فقد أخرج البخاري في صحيحه (11/ 377رقم6522) في الرقاق، باب الحشر.
ومسلم (4/ 2195رقم 59) في الجنة وصفة نعيمها، وأهلها، باب فناء الدنيا، وبيان، الحشر يوم القيامة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كلاهما من طريق وهيب، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يحشر الناس على ثلاث طرائق، راغبين، وراهبين، وإثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا". اهـ. وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم مثله، إلا أنه قدم قوله: "تبيت معهم
…
"، والله أعلم.