الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خُرَيْم بن فاتك الأسدي
804 -
خُرَيْم بن فاتك الأسدي.
قلت (1): ساق حديثاً طويلاً لم يصح.
(1) قوله: (قلت) ليس في التلخيص.
804 -
المستدرك (3/ 621): حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد الكوفي بالكوفة، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن تسنيم الحضرمي، ثنا محمد بن خليفة الأسدي، ثنا الحسن بن محمد بن علي، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس رضي الله عنهما: حدثني بحديث يعجبني، قال: حدثني خريم بن فاتك الأسدي، قال: خرجت في إبل لي فأصابتها برق عراقة، فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي، قال: وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية، فإذا هاتف يهتف بي، ويقول:
ويحك، عُذْ بالله ذي الجلال
…
منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولا تبال
…
ما هو ذو الحزم من الأهوال
إذ يذكروا الله على الأميال
…
وفي سهول الأرض والجبال
وما وكيل الحق في سفال
…
إلا التقى وصالح الأعمال
قال: فقلت:
يا أيها الداعي بما يحيل
…
رشد يرى عندك أم تضليل؟ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقال:
هذا رسول الله ذو الخيرات
…
جاء بياسين وحاميمات
في سور بعد مفصّلات
…
محرمات ومحللات
يأمر بالصوم والصلاة
…
ويزجر الناس عن الهنات
قد كنَّ في الأيام منكرات
قال: فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك، بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أرض أهل نجد، قال: فقلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أومن به، فقال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة -إن شاء الله تعالى-، فاعتقلت بعيراً منها، ثم أتيت المدينة، فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت: يقضون صلاتهم، ثم أدخل، فإني لذاهب أنيخ راحلتي إذ خرج أبو ذر رضي الله عنه، فقال: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أدخل"، فدخلت، فلما رآني قال:"ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة؟ أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة"، قلت: رحمه الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أجل رحمه الله"،
فقال خريم: أشهد أن لا إله إلا الله، وحسن إسلامه.
تخريجه:
الحديث أخرجه الطبراني في الكبر (4/ 251 - 252 رقم4166).
وأبو نعيم في المعرفة (1/ ل 216 أ) من طريق الطبراني، وطريق آخر.
وأبو موسى الأصفهاني في ذيله على كتاب ابن مندة -كما في أسد الغابة (4/ 272 - 273) -.
جميعهم من طريق محمد بن تسنيم، عن محمد بن خليفة الأسدي، به نحوه.
قال الهيثمي في المجمع (8/ 251): "فيه من لم أعرفهم".
وأخرجه الطبراني أيضاً (4/ 250 - 251 رقم 4165). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو نعيم في الدلائل (1/ 135 - 137 رقم 61).
وفي المعرفة (1/ ل 216 أ).
كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك كيف كان بدو إسلامي؟ قال: بلى، فذكره نحوه.
وفي إسناد الطبراني، وأبي نعيم في المعرفة محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي، وهو كذاب يضع الحديث؛ كذبه الدارقطني، وقال ابن حبان: يضع الحديث لا تحل الرواية عنه، وقال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال أبو نعيم: روى عن الوليد بن مسلم، وشعيب بن إسحاق، وبقية، وسويد بن عبد العزيز موضوعات، وقال ابن عدي: منكر الحديث./ الكامل لابن عدي (6/ 2274 - 5)، 227 والتهذيب (9/ 14 رقم 18).
ولم ينفرد به محمد هذا، بل تابعه أحمد بن داود الأيلي، قال: ثنا أبو عمر اللخمي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، فذكره.
أخرجه أبو نعيم في الموضع السابق من الدلائل.
وأبو عمر اللخمي هذا لم أهتد إليه.
ومحمد بن إسحاق مدلس من الرابعة كما تقدم.
والحديث أخرجه الحافظ ابن عساكر -كما في تهذيب تاريخه (5/ 132) -.
دراسة الإسناد:
الحديث في سنده محمد بن خليفة الأسدي، ولم أجد من ذكره.
والراوي عنه محمد بن تسنيم الحضرمي الورّاق ذكره الذهبي في الميزان (3/ 494رقم 7288) وقال: "ما أعرف حاله، لكن روى حديثاً باطلاً، ثم ذكر حديثاً غير هذا الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومحمد هذا ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 96) وذكر أنه روى عنه يعقوب بن سفيان، وأهل الكوفة، فهو مجهول الحال.
الحكم على الحديث:
الحديث في سنده محمد بن خليفة ولم أجد من ترجمه، والحكم على الحديث متوقف على معرفة حاله.
وأما الطريقان المتقدمان فإحداهما موضوعة لنسبة محمد بن إبراهيم بن العلاء إلى الكذب ووضع الحديث، والأخرى يتوقف الحكم عليها على معرفة أبي عمر اللخمي، والله أعلم.
805 -
وعن خُرَيْم:
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:"يا خُرَيْم، لولا (خصلتان) (1) فيك لكنت أنت الرجل (2): توفير شعرك، (وتسبيل) (3) إزارك"، فانطلق، فجزّ شعره، وقص إزاره.
قلت (4): إسناده مظلم.
(1) في (أ) و (ب)، والمستدرك، وتلخيصه:(خصلتين)، وما أثبته من مصدر التخريج.
(2)
إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(إلخ) إشارة لاختصار متنه.
(3)
في (أ): (وسبل)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
(4)
قوله: (قلت) ليس في التخليص.
805 -
المستدرك (3/ 622): حدثنا أبو القاسم السكوني، ثنا أبو جعفر الحضرمي، ثنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معين السعدي المسعودي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك رضي الله عنه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا خريم بن فاتك، لولا (خصلتان) فيك لكنت أنت الرجل"، فقال: ما هما بأبي أنت يا رسول الله؟ قال: "توفير شعرك، وتسبيل إزارك"، فانطلق خريم، فجز شعره، وقصر إزاره.
تخريجه:
الحديث له عن خريم رضي الله عنه طريقان:
* الأولى: طريق شمر بن عطية، وله عنه ثلاث طرق:
1 -
طريق الأعمش، عنه، عن خريم، وله عن الأعمش طريقان: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (أ) طريق يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، فذكره.
وهذه هي طريق الحاكم.
وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 248رقم 4159) بلفظه وزاد بعد قوله: (يا رسول الله) قال: (حسبي واحدة).
(ب) طريق عمار بن رزيق، عن الأعمش.
أخرجه الطبراني في الموضع السابق برقم (4160): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسن بن منصور الرقي، ثنا أبو الجواب، ثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، بنحوه.
وفي سنده الحسين بن منصور الرّقي، أبو علي البغدادي مجهول الحال، ذكره ابن حبان في ثقاته (8/ 191)، ولم يذكر الخطيب فيه جرحاً ولا تعديلًا./ تاريخ بغداد (8/ 111رقم 4231)، وانظر التهذيب (2/ 372رقم 639).
2 -
طريق أبي إسحاق السبيعي، عن شمر، عن خريم، به.
أخرجه الِإمام أحمد في المسند (4/ 321): ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن أبي إسحاق، فذكره بنحو.
وأخرجه أيضاً (4/ 322، و 345).
والطبراني في الكبير (4/ 247رقم 4157).
كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، به نحوه.
وذكر هذه الطريق الهيثمي في المجمع (5/ 123) وقال: "رجال أحمد رجال الصحيح".
وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (4156).
ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة (1/ ل 215 ب). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق عبد الله بن صالح العجلي، ثنا إسماعيل، عن أبي إسحاق، به نحوه.
وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (4158).
وأبو نعيم في الموضع السابق.
كلاهما من طريق يحيى الحماني، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، وأبي حصين، عن شمر بن عطية، فذكره بنحوه.
3 -
طريق أبي حصين، وهي التي سبق ذكرها آنفاً مقرونة بطريق أبي إسحاق، من رواية يحيى الحماني، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، وأبي حصين.
وهذه الطريق فيها يحيى بن عبد الحميد الحماني، وتقدم في الحديث (551) أنه متهم بسرقة الحديث، فهي موضوعة.
وأما بقية الطرق فمدارها على أبي إسحاق السبيعي، وتقدم في الحديث (496) أنه ثقة، إلا أنه مدلس من الثالثة وقد عنعن هنا، واختلط بآخره، فالحديث ضعيف لأجله من هذه الطريق.
* الطريق الثانية: طريق يونس بن بكير، عن المسعودي، عن عبد الملك بن عمير عن أيمن بن خريم بن فاتك، عن أبيه، فذكره بنحوه.
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 248رقم 4161).
والصغير (1/ 148).
والأوسط -كما في المجمع (5/ 122) -، ثم قال عقبه:"ومداره على المسعودي، وقد اختلط، والراوي عنه لم أعرفه".
قلت: الراوي عنه هو يونس بن بكير، وتقدم في الحديث (537) أنه: صدوق، إلا أنه يخطيء. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= دراسة الإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي بقوله:"إسناده مظلم"، على عادته في الحكم على الأسانيد التي يوجد بها مجاهيل.
وفي سنده إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، وأبو القاسم الحسن بن محمد السّكوني، ولم أجد لهما ترجمة.
الحكم على الحديث:
الحديث في سنده إبراهيم المسعودي، وأبو القاسم السكوني، ولم أجد من ترجم لهما، فالحكم على الحديث متوقف على معرفة حالهما.
لكن الحديث بالطرق التي يرويها عمار بن رزيق، وأبو إسحاق السبيعي، ويونس بن بكير عن المسعودي؛ يرتقي لدرجة الحسن لغيره.
وله شاهد من حديث سهل بن الحنظليّة رضي الله عنه، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل خُرَيم الأسدي لولا طول جُمّته، وإسبال إزاره"، فبلغ ذلك خريماً، فعجل، فأخذ شفرة، فقطع بها جمّته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. اهـ.
وهو جزء من حديث طويل أخرجه الِإمام أحمد في المسند (4/ 179 - 180).
والبخاري في تاريخه (3/ 225).
وأبو داود في سننه (4/ 348 - 350رقم4089) في اللباس، باب ما جاء في إسبال الِإزار.
والطبراني في الكبير (6/ 113 - 114 رقم 5616).
والحاكم في المستدرك (4/ 183) مختصراً، ولم يذكر موضع الشاهد، وقال:"صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
جميعهم من طريق هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي،
…
الحديث بطوله، واللفظ لأبي داود، وإسناده ضعيف. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هشام بن سعد المدني، أبو عباد، أو أبو سعد المدني صدوق، إلا أن له أوهاماً./ الجرح والتعديل (9/ 61 - 62 رقم 241)، والتهذيب (11/ 39 - 41رقم80)، والتقريب (2/ 318 رقم 81).
والحديث ذكره النووي في رياض الصالحين (ص350 - 352 رقم 796)، وقال:"رواه أبو داود بإسناد حسن، إلا قيس بن بشر فاختلفوا في توثيقه، وتضعيفه، وقد روى له مسلم".
وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في تعليقه على جامع الأصول (2/ 588): "إسناده حسن".
وذكره الألباني في ضعيف الجامع (6/ 15رقم 5976)، وقال:"ضعيف"، وعزا تخريجه إلى المشكاة، ولم يتكلم عنه بشيء هناك (2/ 1266رقم 4461).
وبكل حال فالحديث بمجموع الطرق المتقدم ذكرها، وهذا الشاهد يرتقي لدرجة الصحيح لغيره، والله أعلم.