المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الله بن الزبير - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٥

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌أويس القرني

- ‌خَوّات بن جُبير

- ‌عبد الله بن سلام

- ‌الحباب بن المنذر

- ‌عثمان بن طلحة

- ‌نافع بن عتبة بن أبي وقّاص

- ‌محمد بن مسلمة

- ‌أبو أيوب الأنصاري

- ‌أبو موسى الأشعري

- ‌عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق

- ‌فضالة بن عبيد الأنصاري

- ‌ثوبان

- ‌سعد بن أبي وقاص

- ‌الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي

- ‌أبو هريرة الدوسي

- ‌أبو أُسَيْد

- ‌عبد الله بن زيد المازني

- ‌المِسْوَر بن مَخْرَمة

- ‌الضحّاك بن قيس

- ‌عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي

- ‌عبد الله بن عباس

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌عبد الله بن عمر بن الخطاب

- ‌رافع بن خَديج الأنصاري

- ‌سلمة بن الأكْوع

- ‌مالك بن سنان الخدري والد أبي سعيد

- ‌جابر بن عبد الله الأنصاري، أبو عبد الله

- ‌عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، أبو جعفر

- ‌سهل بن سعد الساعدي

- ‌أنس بن مالك الأنصاري

- ‌قُرّةُ بن إياس بن معاوية المُزَني، والد معاوية

- ‌عائذ بن عمرو المزني

- ‌عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول المؤمن ابن المنافق، بدري

- ‌أبو بَصْرة الغفاري جميل بن بصرة

- ‌أبو رُهْم الغفاري

- ‌أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي

- ‌سلمان الفارسي، أبو عبد الله

- ‌زيد بن سَعِنَة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سعد بن الربيع

- ‌الأسود بن سريع

- ‌وابصة بن معبد الأسدي

- ‌خُرَيْم بن فاتك الأسدي

- ‌عمرو بن أمية الضّمري الكناني

- ‌عمير بن سلمة الضمري

- ‌أبو الجعد الضمري

- ‌عمير بن قتادة الليثي والد عبيد

- ‌شدّاد بن الهَاد الليثي

- ‌سُهَيْل بن بَيْضَاء

- ‌أبو العاص بن الربيع

- ‌أبو أمامة الباهلي

- ‌تسمية زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عائشة

- ‌أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية

- ‌صفية بنت حيي

- ‌ميمونة بنت الحارث

- ‌العالية

- ‌الكلابيّة أو الكنديّة

- ‌أُمَيْمة

- ‌بناته صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌رُقَيّة

- ‌عمَّات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌صفيَّة

- ‌أم هانىء بنت أبي طالب، أخت علي

- ‌الشّفاء بنت عبد الله القرشية

- ‌فاطمة، أخت عمر بن الخطاب

- ‌حبيبة بنت أبي تِجْراة

- ‌بَرّة بنت أبي تِجْراة مولى بني عبد الدار

- ‌مناقب الصحابة وقبائلها

- ‌فضل المهاجرين

- ‌فضل الأنصار

- ‌فضل التابعين

- ‌فضل العرب

- ‌كتاب الأحكام

- ‌كتاب الأطعمة

الفصل: ‌عبد الله بن الزبير

‌عبد الله بن الزبير

(1)

770 -

حديث هشام، عن أبيه قال (2): هاجرت أسماء حبلى بابن الزبير، فنَفِسَتْه (3)، فأتت به النبي صلى الله عليه وسلم ليحنّكه

الحديث بطوله.

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: فيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة تركه أبو حاتم (4).

(1) العنوان لم يتضح في هامش (أ)، فأثبته من التلخيص.

(2)

إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده بياض يقرب من مقدار باقي المتن.

(3)

أي ولدته، يقال نُفِسَت المرأة، ونَفِسَت إذا ولدت، والنّفاس، ولادة المرأة إذا وضعت./ النهاية (5/ 95).

(4)

الجرح والتعديل (5/ 158رقم 729).

770 -

المستدرك (3/ 548): أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، ثنا جدي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه قال: خرجت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما حين هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي حامل بعبد الله بن الزبير، =

ص: 2246

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فنفسته، فأتت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليحنكه، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوضعه في حجره، وأتي بتمرة، فمصّها، ثم مضغها، ثم وضعها في فيه، فحنّكه بها، فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: ثم مسحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسماه عبد الله، ثم جاء بعد وهو ابن سبع سنين، أو ابن ثمان سنين ليبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أمره الزبير بذلك، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين رآه مقبلاً، وبايعه، وكان أول من ولد في الإسلام بالمدينة، مقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت اليهود تقول: قد أخذناهم، فلا يولد لهم بالمدينة ولد ذكر، فكبّر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ولد عبد الله.

وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب حين سمع تكبير أهل الشام، وقد قتلوا عبد الله بن الزبير: الذين كبّروا على مولده خير من الذين كبّروا على قتله.

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن مندة في معرفة الصحابة -كما في الإصابة (4/ 91) -. وأبو نعيم في المعرفة (2/ ل ب).

وابن عساكر في تاريخه (ص391و392 جزء عبد الله بن جابر - عبد الله بن زيد).

جميعهم من طريق عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، به نحوه، إلا أن ابن مندة لم يذكر قول ابن عمر.

وأصل الحديث في الصحيحين.

فقد أخرجه البخاري (7/ 248 رقم 3909) في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.

و (9/ 587رقم 5469) في العقيقة، باب تسمية المولود

، من طريق =

ص: 2247

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي أسامة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجت وأنا مُتِمّ، فأتيت المدينة، فنزلت قباء، فولدت بقباء، ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة، فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنّكه بالتمرة، ثم دعا له، فبّرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام، ففرحوا به فرحاً شديداً، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم.

وأخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1690و1691 رقم 25 و 26) في الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته

، من طريق الحكم بن موسى، حدثنا شعيب (يعني ابن إسحاق)، أخبرني هشام بن عروة، حدثني عروة بن الزبير، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير، أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت وهي حبلى بعبد الله بن الزبير، فقدمت قباء، فنفست بعبد الله بقباء، ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحنكه، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة، قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها، فمضغها، ثم بصقها في فيه، فإن أول شيء دخل بطنه لريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قالت أسماء: ثم مسحه، وصلى عليه، وسماه عبد الله، ثم جاء وهو ابن سبع سنين، أو ثمان ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره بذلك الزبير، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلاً إليه، ثم بايعه.

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله:"عبد الله تركه، أبو حاتم".

وعبد الله هذا هو ابن محمد بن عروة بن الزبير، وهو متروك؟ قال ابن =

ص: 2248

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال:"هو متروك الحديث، ضعيف الحديث جداً، وقال ابن حبان: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات

،

لا يحل كتابة حديثه، ولا الرواية عنه"، وقال ابن عدي: "أحاديثه عامتها مما لا يتابعه الثقات عليه"، وقال العقيلي: "له غير حديث عن هشام بن عروة لا يتابع عليه، مناكير". اهـ. من الجرح والتعديل (5/ 158رقم 729)، والمجروحين (2/ 10 - 11)، والضعفاء للعقيلي (2/ 300)، والكامل لابن عدي (4/ 1501)، والميزان (2/ 486 رقم 4539)، واللسان (3/ 331رقم1374).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لشدة ضعف عبد الله بن محمد.

وأما متنه فصحيح لرواية الشيخين له، عدا التكبير عند ولادة عبد الله بن الزبير، وقول ابن عمر عند قتله، فإني لم أجد ما يشهد له، والله أعلم.

ص: 2249

771 -

حديث صاعد، عن الشعبي، قال:

بعث عبد الملك برأس ابن الزبير إلى أبي حازم بخراسان، فكفّنه، وصلّى عليه، فقال: الشعبي: أخطأ؛ لا يُصَلّى على الرأس.

قلت: صاعد بن مسلم واه.

771 - المستدرك (3/ 553): حدثنا علي بن حمشاذ، ثنا هشام بن علي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا صاعد بن مسلم اليشكري، قال: سمعت الشعبي يقول: بعث عبد الملك بن مروان برأس عبد الله بن الزبير إلى أبي حازم بخراسان، فكفنه، وصلى عليه. قال: فقال الشعبي: أخطأ، لا يصلى على الرأس.

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1408)، من طريق صاعد هذا، عن الشعبي قال: أول رأس صُلّي عليه في الإسلام رأس ابن الزبير.

دراسة الإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي بقوله:"صاعد واه".

وصاعد هذا هو ابن مسلم، ويقال: ابن محمد، أبو العلاء اليشكري وهو ضعيف، قال عنه ابن معين: ليس بشيء، وكان هو وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عن صاعد هذا بشيء، وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال الفلاّس:

متروك، وقال ابن حبان: منكر الحديث، وذكره أيضاً في الثقات./ انظر الضعفاء للنسائي (ص 58 رقم 305)، والمجروحين لابن حبان (1/ 377 - 378)، والثقات له أيضاً (6/ 477)، والميزان (2/ 287رقم 3765)، واللسان (3/ 163رقم664).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف صاعد بن مسلم.

ص: 2250

772 -

حديث ابن الزبير مرفوعاً:

"من قرأ القرآن (ظاهراً، أو نظراً)(1) أعطي شجرة في الجنة

الخ.

قلت: فيه محمد بن (بَحْر)(2) الهُجَيْمي، وهو منكر الحديث.

(1) في (أ): (طاهراً ونظراً)، وفي موضعها في (ب) بياض بقدر كلمتين، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2)

في (أ): (يحيى).

772 -

المستدرك (3/ 554): حدثنا الشيخ أبو محمد المزني، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا محمد بن بحر الهجيمي، ثنا سعيد بن سالم القدّاح، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من قرأ القرآن ظاهراً، أو نظراً أعطي شجرة في الجنة، لو أن غراباً فرّخ تحت ورقة منها، ثم طار ذلك الفرخ، أدركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير -كما في الميزان (2/ 139)، ومجمع الزوائد (7/ 165) -، من طريق الفريابي، عن محمد بن بحر الهجيمي، به نحوه، وقد وقع في المجمع المطبوع خطأ، حيث جعل الحديث من مسند ابن مسعود، والصواب ما في الميزان.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 38).

وابن عدي في الكامل (3/ 1234 - 1235).

كلاهما من طريق محمد بن بحر الهجيمي، به نحوه.

قال الهيثمي: "فيه محمد الهجيمي، ولم أعرفه، وسعيد بن سالم القداح مختلف فيه، وبقية رجال الطبراني ثقات". =

ص: 2251

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وللحديث عن ابن أبي مليكة طريقان آخران.

* الأولى: طريق محمد بن عبد الله بن عبيد الليثي، عنه.

أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2226).

وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 47).

كلاهما من طريق محمد بن ماهان، عن محمد بن عبد الله الليثي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير، به بلفظ:"من قرأ القرآن ظاهراً، أو نظراً أعطاه الله شجرة في الجنة".

* الطريق الثانية: أخرجها البزار في مسنده (3/ 93 - 94 رقم 2322) من طريق نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، به بنحو لفظ الحاكم.

قال الهيثمي في الموضع السابق من المجمع: "إسناد البزار ضعيف".

وقد أخرج الحديث أيضاً ابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان -كما في كنز العمال (1/ 538رقم 2414 و2415) - في الموضع الأول مختصراً، وهو لابن مردويه بمفرده، وفي الثاني بنحوه، وهو له أيضاً وللبيهقي، ولم يتبين لي الطريق الذي أخرجاه منه.

دراسة الإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"محمد منكر الحديث".

ومحمد هذا هو ابن بحر الهُجَيْمي وهو ضعيف، قال عنه العقيلي:"منكر الحديث، كثير الوهم"، وقال ابن حبان:"يروي عن الضعفاء أشياء لم يحدث بها غيره عنهم، حتى يقع في القلب أنه كان يقلبها عليهم، فلست أدري البليّة في تلك الأحاديث منه، أو منهم؟ ومن أيهم كان فهو ساقط الاحتجاج (به) حتى تتبين عدالته بالاعتبار بروايته عن الثقات". اهـ.

الضعفاء للعقيلي (4/ 38)، والمجروحين لابن حبان (2/ 300 - 301)، والميزان (3/ 489 رقم 7264). =

ص: 2252

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي سنده أيضاً عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وتقدم في الحديث (587) أنه ثقة فقيه فاضل مدلس من الثالثة، وقد عنعن هنا.

* والطريق الأولى في سندها محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، المكي، وهو متروك ضعفه ابن معين، وابن عمار، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال النسائي مرة: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال أبو داود: ليس بثقة، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال ابن مهدي: كان له هيئة وسَمْت، فقال رجل: لا ينظر إلى هيئته وسَمْته؛ فإنه من أكذب الناس، ثم قام إليه، فقال: كيف حدثت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم باع مصحفاً؟ فقال: حدثني عطاء، عن ابن عباس بذلك، قال ابن حجر عقب هذا الخبر:"وهذا باطل يدل على أنه كان يتلقن، فيتوهم، فيُقدم، والله أعلم". اهـ. من الكامل لابن عدي (6/ 2225 - 2227)، والميزان (3/ 590 - 591رقم 7734)، واللسان (5/ 216 - 217 رقم 756).

والراوي عنه محمد بن ماهان، إن كان القصباني، فهو مجهول، وإن كان أبا جعفر الدباغ، فقد قال عنه الدارقطني: ليس بالقوي./ انظر الميزان (4/ 23رقم8111و8112)، واللسان (5/ 357رقم1165و1166).

* أما الطريق الثانية، فتقدم كلام الهيثمي عنها، وهي من رواية عبد الله بن شبيب الربعي، وتقدم في الحديث (705) أنه ضعيف جداً، متهم بسرقة الحديث.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف من طريق الهجيمي؛ لضعفه، وتدليس ابن جريج.

وهو ضعيف جداً من الطريقين الآخرين، أما الأولى فلشدة ضعف محمد بن عبد الله الليثي، وأما الأخرى فلشدة ضعف الربعي، واتهامه بسرقة الحديث، والله أعلم.

ص: 2253

773 -

حديث ابن الزبير:

بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مرتين.

قال: صحيح.

قلت: بل منكر، وفيه عبد الله بن نافع الزبيري، عن أخيه، (وأخوه مجهول)(1).

(1) في (أ): (وهو وأخوه مجهولان)، وفي التلخيص:(قلت: بل منكر، وأخو الزبيري مجهول)، وما أثبته من (ب).

773 -

المستدرك (3/ 554): أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، حدثني عبد الله بن نافع الزبيري، عن أخيه، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم مرتين.

دراسه الإسناد:

تقدمت الإشارة إلى أنه في نسخة (أ) جاء التعقيب هكذا: "قلت: بل منكر، وفيه عبد الله بن نافع الزبيري، عن أخيه، وهو وأخوه مجهولان"، وليس الأمر كذلك، بل الصواب ما جاء في (ب)، والتلخيص؛ لأن عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، الزبيري ليس بمجهول، بل هو صدوق./ الجرح والتعديل (5/ 184 رقم 857)، والتهذيب (6/ 50 رقم 96)، والتقريب (1/ 455 - 456 رقم 684).

وأما أخوه الذي حكم عليه الذهبي بالجهالة فاسمه عبد الله أيضاً، غير أن هذا يقال له: الأصغر، والمجهول يقال له: الأكبر، ولم أجد من ترجم له، إلا أنه جاء في ترجمة أخيه: أنه روى عن أخيه عبد الله بن نافع الزبيري الأكبر./ انظر الموضع السابق من التهذيب، وتهذيب الكمال للمزي (2/ 747).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإسناد لجهالة عبد الله بن نافع الزبيري الأكبر.

ص: 2254

774 -

حديث ابن عمر:

أنه سئل عن ابني (1) الزبير: أيهما كان (2) أشجع؟ قال: ما منهما إلا شجاع؛ كلاهما مشى إلى الموت وهو يراه -يعني مُصعباً وعبد الله-.

قلت: في سنده متروك (3).

(1) في (ب): (ابن).

(2)

قوله: (كان) ليس في أصل (ب) ومعلق بهامشها مع الإشارة لدخوله في الصلب.

(3)

في التلخيص أورد الذهبي هكذا: "عن ابن عمر -قلت: في سنده متروك- أنه سئل عن ابني الزبير -مصعباً وعبد الله -".

774 -

المستدرك (3/ 555): حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، ثنا الحسن بن الجهم، ثنا الحسين بن الفرج، حدثني محمد بن عمر الواقدي، عن عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قيل له: أي ابني الزبير كان أشجع؟ قال ما منهما إلا شجاع كلاهما مشى إلى الموت وهو يراه.

تخريجه:

لم أجد هذا الأثر عن ابن عمر، لكن ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (4/ 142) أن سالماً سئل: أي ابني الزبير أشجع؟ قال: كلاهما جاء الموت وهو ينظر إليه.

دراسة الإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم وأعلَّه الذهبي بقوله: "في سنده متروك".

أقول: والصواب أن في سنده متروكين، وهما: الواقدي، وتقدم في الحديث (577)، أنه متروك، والآخر هو الحسين بن الفرج الخياط، قال عنه ابن معين: كذاب، صاحب سُكْر، شاطر، وقال أيضاً: يسرق الحديث، وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالبصرة أيام أبي الوليد، وبالري، ثم =

ص: 2255

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تركه، ولم يقرأ عليَّ حديثه، وقال: سئل أبي عن حسين بن الفرج، فقال: تكلم الناس فيه، والذي أنكر عليه حديث ابن أبُيرق، وذاك حديث لم يكن إلا عند ابن أبي شعيب، فرواه هو، وكان أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين لا يرضيانه.

وقال ابن أبي حاتم أيضاً: سألت أبا زرعة عنه، فقال: لا شيء، لا أحدث عنه، وذكر أنه قال: ذهب حديثه./ انظر الجرح والتعديل (3/ 62 رقم 284)، والميزان (1/ 545رقم2040)، واللسان (2/ 307 رقم 1264).

الحكم على الحديث:

الحديث موضوع بهذا الإسناد لشدة ضعف الواقدي، والحسين بن الفرج، والله أعلم.

ص: 2256

775 -

حديث هشام بن عروة، عن أبيه:

قال ابن الزبير لعبد الله بن جعفر: أتذكر يوم استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت؟ قال: نعم، فَحَمَلَني، وتركك.

قال: صحيح.

قلت: بل (1) فيه إسماعيل بن (عياش)(2)، وهو واه في الحجازيين.

(1) قوله: (بل) ليس في (ب).

(2)

في (أ) و (ب): (عياض)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

775 -

المستدرك (3/ 555 - 556): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر: أتذكر يوم استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت، فحملني وتركك؟. اهـ. الحديث هكذا في المستدرك، على أن الذي لم يحمله النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله بن جعفر. وفي التلخيص جاء الحديث موافقاً لما ذكر ابن الملقن من أن الذي لم يحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابن الزبير، وسيأتي في تخريج الحديث توضيح ذلك، وبيان الصواب.

تخريجه:

الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 5) من طريق أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، به نحو رواية الحاكم؛ على أن الذي لم يحمله النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله بن جعفر.

وأخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1885 رقم 65) في فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، من كتاب فضائل الصحابة، من طريق =

ص: 2257

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إسماعيل بن عليَّة، وأبي أسامة، كلاهما عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقَّينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا، وأنت، وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

هكذا رواه مسلم مقلوباً، على أن القائل هو عبد الله بن جعفر، وأنه الذي لم يُحمل.

وقد رواه الإمام أحمد في المسند (1/ 203) عن ابن عليَّة، فبيَّن سبب الوهم، ولفظه: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقَّينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا، وأنت، وابن عباس؟ قال: نعم، قال: فحملنا وتركك.

قال الإمام أحمد: وقال إسماعيل مرة: أتذكر إذ تلقَّينا رسول الله -صلى الله - عليه وسلم- أنا، وأنت، وابن عباس، فقال: نعم، فحملنا وتركك.

فرواية الإمام أحمد هذه أوضحت أن الِإشكال من بعض الرواة، فمنهم من يحذف:(قال)، ومنهم من يثبتها.

وقد روى الحديث البخاري في صحيحه (6/ 191رقم 3082) في الجهاد، باب استقبال الغزاة، من طريق يزيد بن زريع، وحميد بن الأسود، كلاهما عن حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة، قال ابن الزبير لابن جعفر رضي الله عنهم: أتذكر إذ تلقَّينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا، وأنت، وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

هكذا رواه البخاري على أن القائل هو ابن الزبير، وأنه الذي لم يُحمل، وتطرق لهذا الاختلاف الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 192) ورجح رواية البخاري هذه على رواية مسلم، ونقل عن القاضي عياض رحمه الله هذا الترجيح أيضاً. =

ص: 2258

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "بل إسماعيل واه في الحجازيين.

وإسماعيل هذا هو ابن عياش، وتقدم في الحديث (683) أنه صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهو هنا يروي الحديث عن هشام بن عروة، وليس من أهل بلده، وإنما كان بالمدينة، ثم تحوّل إلى العراق./ انظر التهذيب (11/ 48 - 51 رقم 89).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإسناد لضعف إسماعيل بن عياش في غير أهل بلده، لكن قد صح الحديث من غير طريقه على أن الذي لم يُحمل هو ابن الزبير كما رواه البخاري آنفاً، والله أعلم.

ص: 2259

776 -

حديث ابن الزبير:

وددت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني النداء.

قيل: ولم ذلك؟ (1) قال: لأنهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة.

قال: صحيح.

قلت: لا.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قال:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.

776 -

المستدرك (3/ 556): أخبرني محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أحمد بن بشر المرثدي، ثنا إبراهيم بن حمزة، حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: وددت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني النداء.

قيل: ولم ذاك؟ قال: إنهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة.

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير، والأوسط -كما في مجمع البحرين (لـ 16 نسخة أحمد الثالث)، ومجمع الزوائد (326/ 1) -، فقال: حدثنا محمد بن علي الصايغ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، فذكره بنحوه، إلا أنه قال:"أعطانا" بضمير الجمع.

قال الهيثمي عقبه في مجمع الزوائد: "وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك الحديث".

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"لا"، ولم يذكر سبب ردِّه لتصحيح الحاكم. =

ص: 2260

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي سند الحديث عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، وتقدم في الحديث رقم (770) أنه: متروك.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لشدة ضعف عبد الله بن يحيى بن عروة.

وأما قوله عن المؤذنين: "إنهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة"، فقد ورد مرفوعاً إليه صلى الله عليه وسلم من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة".

أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 290رقم 14) في الصلاة، باب فضل الأذان.

ص: 2261