الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشّفاء بنت عبد الله القرشية
832 -
حديث الشّفاء بنت عبد الله القرشية:
أنها كانت ترقي برقى في الجاهلية، (وأنها هاجرت)(1)، فقالت: يا رسول الله، إني كنت أرقي برقى، وقد رأيت أن أعرضها عليك، قال:"اعرضيها"، فعرضتها عليه، وكانت فيها رقية النَّملة، فقال:"علِّميها حفصة"(2)
…
الحديث.
قلت: فيه عثمان بن عمر بن عثمان العدوي، سئل ابن معين عنه فلم يعرفه (3).
(1) في (أ): (وأتاها حرب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
(2)
من قوله: (وإنها هاجرت) إلى هنا ليس في (ب).
(3)
الكامل (5/ 1821).
832 -
الحديث رواه الحاكم في المستدرك (4/ 56و57) بإسنادين مختلفين عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي، عن الشفاء، ثم ذكر هذا الحديث، فقال (4/ 57): حدثنا بالحديث على وجهه أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر الزاهد العدل، إملاءً سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الهروي، حدثني عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي، حدثني أبي، عن جدي عثمان بن سليمان، عن أبيه، عن أمه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الشفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقى في الجاهلية، وإنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدمت عليه، فقالت: يا رسول الله، إني كنت أرقي برقى في الجاهلية، وقد رأيت أن أعرضها عليك، فقال:"اعرضيها"، فعرضتها عليه، وكانت منها رقية النملة، فقال:"ارقي بها، وعلميها حفصة": بسم الله صلوب حين يعود من أفواهها ولا تضر أحداً، اللهم اكشف البأس رب الناس، قال: ترقي بها على عود كركم سبع مرات، وتضعه مكاناً نظيفاً، ثم تدلكه على حجر، وتطليه على النورة.
تخريجه:
الحديث أخرجه ابن منده في المعرفة (2/ 332/ 1) -كما في السلسلة الصحيحة للألباني (1/ 132) في تخريج الحديث رقم (178) - من طريق عثمان بن عمر، به.
وأخرجه ابن حبان (ص 342 رقم 1414).
والطبراني في الكبير (24/ 316رقم 796).
والحاكم (4/ 57).
جميعهم من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، عن الجراح بن الضحاك الكندي، عن كريب بن سليمان الكندي قال: أخذ بيدي علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم حتى انطلق بي إلى رجل من قريش أحد بني زهرة يقال له: ابن أبي حثمة، وهو يصلي قريباً منه حتى فرغ ابن أبي حثمة من صلاته، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال له علي بن الحسين: الحديث الذي ذكرت عن أمك في شأن الرقية، فقال: نعم، حدثتني أمي إنها كانت ترقي برقية في الجاهلية. فلما أن جاء الإسلام قالت: لا أرقي حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:أرقي ما لم يكن شرك بالله عز وجل".
هذا لفظ الحاكم، ولفظ ابن حبان والطبراني نحوه، إلا أن في المطبوع عند ابن حبان:"ابن خيثمة"، وأظنه خطأ من الطباعة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكريب جاء في المستدرك أنه ابن سليمان، وعند ابن حبان والطبراني:"كريب الكندي"، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 169 رقم 961) كريب بن سليم الكندي، وقد بيَّض له ابن أبي حاتم. وذكره البخاري في تاريخه (7/ 231 رقم 995)، وسكت عنه، وأورده ابن حبان في ثقاته (7/ 357) وكلاهما قالا:"كريب الكندي"، ولم يذكرا اسم أبيه، وبكل حال فهو مجهول؛ لأني لم أجدهم نصوا على أنه روى عنه غير الجراح بن الضحاك، فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لأجله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (القسم الأول من الجزء الثامن/ ص 38 رقم 3593).
والإمام أحمد في مسنده (6/ 372).
وأبو داود في سننه (4/ 215رقم 3887) في الطب، باب ما جاء في الرقي.
والنسائي في الكبرى في الطب -كما في تحفة الأشراف (11/ 336 رقم 15900) -.
والطبراني في الكبير (24/ 313 - 314رقم790).
والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 326).
والبيهقي في سننه (9/ 349).
جميعهم من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال:"ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ " وهذا لفظ أحمد والباقون بنحوه.
وخالف عبد العزيز بن عمر إبراهيم بن سعد فروى الحديث عن صالح بن كيسان، ثنا إسماعيل بن محمد بن سعد، أن أبا بكر بن سليمان بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي حثمة القرشي حدثه أن رجلًا من الأنصار خرجت به نملة فدُلَّ: أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها، فسألها أن ترقيه، فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشفاء، فقال:"اعرضي علي"، فعرضتها عليه، فقال:"ارقيه، وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب" هكذا زاد في متنه، وزاد في سنده إسماعيل بن محمد.
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 56 - 57) وقال: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
قلت: ذكر هذه المخالفة الألباني في سلسلته الصحيحة (1/ 130 - 131) فقال: "تابع إبراهيم بن سعد، عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ولكنه خالفه في المسند والمتن.
أما المسند فقال: عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد الله، فأسقط منه إسماعيل بن محمد بن سعد.
وأما المتن فرواه بلفظ، ثم ذكر اللفظ من رواية عبد العزيز بن عمر السابقة، ثم قال: "والرواية الأولى -يعني رواية إبراهيم بن سعد- أصح؛ لوجهين:
الأول: أن إبراهيم بن سعد أحفظ من مخالفه عبد العزيز بن عمر، فإنهما وإن كان الشيخان قد احتجا بهما كليهما، فإن الأول قال فيه الحافظ في التقريب:(ثقة حجة تكلم فيه بلا قادح) وأما الآخر فقال فيه: (صدوق يخطيء)، ولهذا أورده الذهبي في الميزان، وفي الضعفاء، ولم يورد الأول.
الثاني: أن إبراهيم معه زيادة في المسند والمتن، وزيادة الثقة مقبولة -كما هو معروف-". اهـ. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= دراسة الإسناد:
الحديث أعله الذهبي بعثمان بن عمر، وذكر أن ابن معين سئل عنه فلم يعرفه، وهو كذلك، واسمه عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي، ساق ابن عدي الرواية عن ابن معين أنه سئل عنه كيف حاله؟ فقال: لا أعرفه. وقال ابن عدي عقبه: وهذا الذي قال يحيى إنه لا يعرفه، فهو كما قال؛ لأنه مجهول. اهـ. من الكامل (5/ 1821)، والميزان (3/ 49 رقم 5544)، واللسان (4/ 149 رقم 345).
الحكم علي الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لجهالة عثمان بن عمر، وهو حسن لغيره بالطريقين المتقدم ذكرهما. وله شاهد من حديث حفصة.
أخرجه الِإمام أحمد (6/ 286).
والطبراني في الكبير (24/ 316رقم 797).
والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 327).
والحاكم في المستدرك (4/ 414).
جميعهم من طريق سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان، عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة يقال لها: شفاء ترقي من النملة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"علميها حفصة" هذا لفظ أحمد، والباقون بنحوه.
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (القسم الأول من الجزء الثامن/ ص 37 رقم 3591).
والطبراني في الكبير (24/ 316رقم 798).
كلاهما من طريق ابن علية، عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجدته =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الشفاء: "علمي حفصة رقيتك" وهذا لفظ الطبراني، ولفظ ابن أبي شيبة نحوه.
فهذه مخالفة من ابن علية لسفيان الثوري في وصل الحديث وإرساله، وكلاهما إمامان، إلا أن الثوري أوثق من ابن علية. فالثوري ثقة حافظ فقيه، عابد إمام حجة -كما في الحديث المتقدم برقم (657) -.
وأما ابن عُلَيَّة فسبق في الحديث رقم (709) أنه: ثقة حافظ.
ولعل الخلاف هنا لا يضر -إن شاء الله-؛ لأن أبا بكر سمع الحديث من جدته الشفاء، ومن حفصة، فحدث به عن هذه مرة، وعن هذه أخرى، وساقه على الحكاية من نفسه لتيقنه بالقصة، والله أعلم.
قال الحاكم عقب روايته للحديث:"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في المجمع (5/ 112) بعد أن عزاه لأحمد فقط:" رجاله رجال الصحيح".
وصححه الألباني في سلسلته الصحيحة (1/ 129رقم 178)، فيكون الحديث بمجموع هذه الطرق صحيحاً لغيره، والله أعلم.