الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق
747 -
حديث عبد الرحمن بن أبي بكر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ائْتني بدواة (1) وكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلُّوا بعده"، ثم (ولَاّنا)(2) قفاه، ثم أقبل علينا، فقال:"يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
قلت: إسناده صحيح.
(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قال:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.
(2)
في (أ): (فلاناً)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
747 -
المستدرك (3/ 477): أخبرني أحمد بن عبد الله المزني بنيسابور، ومحمد بن يزيد العدل، ثنا إبراهيم بن شريك الأسدي بالكوفة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن عمرو بن قيس، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ائتني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً"، ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا، فقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
تخريجه:
الحديث مداره على عبد الله بن عبيد الله بن مليكة، واختلف عليه.
فرواه عمرو بن قيس، عنه، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه عبد العزيز بن رفيع، وعبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، ونافع بن عمر، ثلاثتهم عنه، عن عائشة رضي الله عنها.
أما رواية عمرو بن قيس فهي التي أخرجها الحاكم هنا من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عنه.
وأما رواية عبد العزيز بن رفيع، فأخرجها:
أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 210 - 211 رقم 1508) من طريق محمد بن أبان، عنه، به نحو.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 180).
وابن أبي عاصم في السنة (2/ 555رقم 1163).
كلاهما من طريق الطيالسي، به، وقرن ابن سعد معه عفان بن مسلم.
وأما رواية عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، فأخرجها:
ابن سعد في الطبقات (3/ 180).
والإمام أحمد في المسند (6/ 47).
وفي الفضائل (1/ 205 - 206 رقم 226).
والقطيعي في زياداته على الفضائل (1/ 395رقم 600).
ثلاثتهم من طريق أبي معاوية، عن عبد الرحمن القرشي، به نحوه.
وأما رواية نافع بن عمر، فأخرجها:
الإمام أحمد في المسند (6/ 106).
وفي الفضائل (1/ 190 - 191 رقم 205).
من طريق مؤمل، عنه، به نحوه.
والحديث في الصحيحين من رواية عائشة رضي الله عنها. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقد أخرجه البخاري (10/ 123رقم 5666) في المرضى، باب ما رخِّص للمريض أن يقول: إن وجع، و (13/ 205رقم 7217) في الأحكام، باب الاستخلاف، في كلا الموضعين من طريق القاسم بن محمد: قال: قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ذاك لو كان وأنا حي، فأستغفر لك، وأدعو لك"، فقالت عائشة: واثكلياه! والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك، لظللت آخر يومك معرَّساً ببعض أزواجك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"بل أنا وارأساه، لقد هممت -أو: أردت- أن أرسل إلى أبي بكر وابنه، فأعهد؛ أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنَّون، ثم قلت: يأبى الله، ويدفع المؤمنون -أو يدفع الله، ويأبى المؤمنون-".
وأخرجه مسلم (4/ 1857رقم 11) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: أدعي لي أبا بكر، وأخاك؛ حتى أكتب كتاباً؛ إني أخاف أن يتمنَّى متمن، ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
دراسه الإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وصححه الذهبي، وهو من طريق أبي شهاب، عن عمرو بن قيس، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر.
وتقدم بيان مخالفة عمرو بن قيس لبقية الرواة عن ابن أبي مليكة.
وعمرو بن قيس هذا لم أستطع تمييزه عن غيره؛ لأن المزي رحمه الله لم يذكر في شيوخ أبي شهاب عمرو بن قيس، ولا في الرواة عن ابن أبي مليكة./ انظر تهذيب الكمال (2/ 707و771).
ولكن الذي يظهر أنه عمرو بن قيس الملائي، أبو عبد الله الكوفي، فإنه في هذه الطبقة، ولم يذكر المزي في ترجمته في تهذيب الكمال (2/ 1047) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن أبي مليكة من شيوخه، ولا أبا شهاب من الرواة عنه، فإن لم يكن هو، فلم أعرفه، وإن كان هو، فهو ثقة متقن عابد، روى له مسلم./ انظر الجرح والتعديل (6/ 254 - 255 رقم 1406)، والتهذيب (8/ 92 رقم146)، والتقريب (2/ 77رقم661).
والراوي عن عمرو هذا هو أبو شهاب عبد ربه بن نافع الكناني، الحنَّاط -بمهملة، ونون-، نزيل المدائن، وهو صدوق، وروى له الشيخان -كما في الكاشف (2/ 154رقم 3166) -، فقد وثقه ابن معين، والبزار، وابن سعد، وزاد:"كثير الحديث"، وابن نمير، وزاد:"صدوق"، والعجلي، وقال مرة:"لا بأس به"، وقال الإمام أحمد:"ما علمت إِلا خيراً، وفي رواية قال: "ما بحديثه بأس"، وقال ابن خراش، والخطيب: "صدوق"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال يعقوب بن شيبة: "كان ثقة، وكان كثير الحديث، وكان رجلاً صالحاً لم يكن بالمتين، وقد تكلموا في حفظه"، وقال الساجي: "صدوق يهم في حديثه"، وكذا قال الأزدي، وزاد: "يخطيء"، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم، وأما يحيى بن سعيد القطان، فإنه لم يرض أمره، وقال: "لم يكن بالحافظ"، ولما ذكر للإمام أحمد قوله هذا، لم يرض به، ولم يقرَّ به. اهـ. من الجرح والتعديل (6/ 42رقم 217)، وتاريخ بغداد (1/ 36)، والتهذيب (6/ 128 - 130رقم 269).
أقول: الراجح من حال أبي شهاب أنه صدوق كما تقدم، وهو قول ابن خراش، وهو الذي اختاره الخطيب، ويقرب منه قول الإمام أحمد:"ما بحديثه بأس"، وهو الذي رجحه الذهبي في الكاشف، ويقرب منه قوله في الميزان (2/ 544رقم4800):"صدوق في حفظه شيء"، وكذا قال في "من تكلم فيه وهو موثق"، (ص 116 رقم 201)، بمعنى أنه حسن الحديث عنده، فقد قال في المقدمة (ص 27) عن الرواة المذكورين في هذا الكتاب: "فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح، فلا ينزل عن رتبة الحسن، اللهم إلا أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه، وهي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التي تكلم فيه من أجلها، فينبغي التوقف في هذه الأحاديث".
وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري (ص 417) عن أبي شهاب هذا: "احتج الجماعة به سوى الترمذي، والظاهر أن تضعيف من ضعَّفه إنما هو بالنسبة إلى غيره من أقرانه كأبي عوانة، وأنظاره". اهـ.، وقد اختار القول بأنه صدوق الشيخ عبد العزيز التخيفي في رسالته عن المتكلم فيهم من رجال التقريب (ص 54).
الحكم علي الحديث:
الحديث بإسناد الحاكم ضعيف؛ إذ الصواب فيه أنه من رواية ابن أبي مليكة، عن عائشة، وقد يكون الغلط فيه من عمرو بن قيس الذي لم يتضح لي من هو؟ إلا أن يكون هو الملائي، فيكون الغلط من أبي شهاب؛ لخفَّة ضبطه، والحديث صحيح لغيره لمجيئه من طرق أخرى تقدم ذكرها، منها ما في الصحيحين، والله أعلم.
748 -
حديث عبد الرحمن بن أبي بكر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أردف أختك عائشة، فأَعْمرها من التنعيم (1) فإذا هبطت (الأكَمَة) (2)؛ فمُرْها، فلتحرم فإنها عمرة مُتَقَبِّلة".
قلت: سنده قوي.
(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قال:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.
والتَنْعيم -بالفتح، ثم السكون، وكسر العين المهملة، وياء ساكنة، وميم-: موضع بمكة في الحلِّ، وهو بين مكة وسَرِف./ معجم البلدان (2/ 49).
(2)
في (أ): (الأكيمة)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
والأكَمَة: هي الرابية./ انظر النهاية (1/ 59).
748 -
المستدرك (3/ 477): أخبرني عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخزاعي بمكة، ثنا أبو يحيى بن أبي (مسرة)، ثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرق، ثنا داود بن عبد الرحمن العطار، حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له، فذكره بلفظه سواء.
تخريجه:
الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 198).
والدارمي في السنن (1/ 381 رقم 1870) في مناسك الحج، باب الميقات في العمرة.
وأبو داود في السنن (2/ 507رقم 1995) في المناسك، باب المُهلَّة بالعمرة تحيض فيدركها الحج فتنقض عمرتها
…
والبيهقي في السنن (4/ 357 - 358) في الحج، باب من أحرم بها من التنعيم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جميعهم من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، به بنحوه.
وأخرجه أحمد أيضاً (1/ 197).
والبخاري في صحيحه (3/ 606رقم 1784) في العمرة، باب عمرة التنعيم، و (6/ 131رقم 2985) في الجهاد، باب إرداف المرأة خلف أخيها.
ومسلم في صحيحه (2/ 880 رقم 135) في الحج، باب بيان وجوه الإحرام
…
والترمذي (4/ 3رقم 938) في الحج، باب ما جاء في العمرة من التنعيم، وقال:"حديث حسن صحيح".
والنسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (4/ 197رقم 9687) -.
وابن ماجه (2/ 997رقم 2999) في المناسك، باب العمرة من التنعيم.
والدارمي في الموضع السابق رقم (1869).
والبيهقي في الموضع السابق أيضاً.
جميعهم عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أردف عائشة رضي الله عنها إلى التنعيم، فأعمرها، وهذا لفظ أحمد.
وأخرجه الإمام أحمد أيضاً (1/ 198) من طريق علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله -يعني ابن المبارك-، أنبأنا زكريا بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، أن أباه حدثه، أنه أخبره من سمع عبد الرحمن بن أبي بكر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحل هذه الناقة، ثم أردف أختك، فإذا هبطتما من أكمة التنعيم فأهِلَاّ وأقبلا"، وذلك ليلة الصدر. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= دراسة الإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي:"سنده قوي".
وبيان حال رجال إسناده كالتالي:
حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ثقة روى لها مسلم./ ثقات العجلي (ص 518 رقم 2090)، وثقات ابن حبان (4/ 194)، والتهذيب (12/ 410رقم 2763)، والتقريب (2/ 594رقم 8).
يوسف بن ماهك بن بُهزاد -بضم الموحدة، وسكون الهاء بعدها زاي-، الفارسي، المكي، ثقة روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (9/ 229 رقم 961)، والتقريب (2/ 382 رقم 449)، والتهذيب (11/ 421 رقم 821).
وعبد الله بن عثمان بن خثيم تقدم في الحديث (716) أنه صدوق.
وداود بن عبد الرحمن العطار، أبو سليمان المكي ثقة روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (3/ 417رقم1907)، والتهذيب (3/ 192رقم 366)، والتقريب (1/ 233رقم 25).
وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرق ثقة روى له البخاري./ الجرح والتعديل (2/ 70 رقم128)، والتهذيب (1/ 79 رقم 134)، والتقريب (1/ 25 رقم 118).
وأبو يحيى بن أبي مسرة اسمه عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة، المكي. وفي إسناد الحاكم، وثقات ابن حبان (8/ 369):(ابن أبي ميسرة)، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 6رقم 28)، وتهذيب الكمال للمزي (1/ 41) في ترجمة أحمد بن محمد بن الوليد الأزرق، وسير أعلام النبلاء للذهبي (12/ 632رقم 252)، والعقد الثمين (5/ 99رقم1477):(ابن أبي مَسَرَّة)، وهو الراجح؛ لكثرة من نقل ذلك، وهو ثقة؛ وثقه ابن حبان. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بمكة، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومحله الصدق، وقال الذهبي عنه: الإمام المحدث المسند، ونقل الفاسي في العقد الثمين عن محمد بن إسحاق الفاكهي مؤلف "أخبار مكة"، أنه قال في الأوَّليات بمكة: وأول من أفتى الناس من أهل مكة، وهو ابن أربع وعشرين سنة أو نحوها: أبو يحيى بن أبي مسرة، وهو فقيه أهل مكة إلى يومنا هذ. اهـ.
وأما شيخ الحاكم عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخزاعي، فهو الخراساني، البغوي، ولم أجد من نسبه إلى خزاعة، وتقدم في الحديث (511) أن الدارقطني قال عنه: فيه لين.
الحكم على الحديث:
الحديث في سنده شيخ الحاكم، وتقدم أن الدارقطني ليَّنه، ولكنه لم ينفرد بالحديث كما تقدم، فالحديث صحيح لغيره بالطرق الأخرى، ومنها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما، والله أعلم.