المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فضل العرب 842 - حديث سلمان: قال لي رسول الله صلى الله - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٥

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌أويس القرني

- ‌خَوّات بن جُبير

- ‌عبد الله بن سلام

- ‌الحباب بن المنذر

- ‌عثمان بن طلحة

- ‌نافع بن عتبة بن أبي وقّاص

- ‌محمد بن مسلمة

- ‌أبو أيوب الأنصاري

- ‌أبو موسى الأشعري

- ‌عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق

- ‌فضالة بن عبيد الأنصاري

- ‌ثوبان

- ‌سعد بن أبي وقاص

- ‌الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي

- ‌أبو هريرة الدوسي

- ‌أبو أُسَيْد

- ‌عبد الله بن زيد المازني

- ‌المِسْوَر بن مَخْرَمة

- ‌الضحّاك بن قيس

- ‌عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي

- ‌عبد الله بن عباس

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌عبد الله بن عمر بن الخطاب

- ‌رافع بن خَديج الأنصاري

- ‌سلمة بن الأكْوع

- ‌مالك بن سنان الخدري والد أبي سعيد

- ‌جابر بن عبد الله الأنصاري، أبو عبد الله

- ‌عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، أبو جعفر

- ‌سهل بن سعد الساعدي

- ‌أنس بن مالك الأنصاري

- ‌قُرّةُ بن إياس بن معاوية المُزَني، والد معاوية

- ‌عائذ بن عمرو المزني

- ‌عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول المؤمن ابن المنافق، بدري

- ‌أبو بَصْرة الغفاري جميل بن بصرة

- ‌أبو رُهْم الغفاري

- ‌أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي

- ‌سلمان الفارسي، أبو عبد الله

- ‌زيد بن سَعِنَة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سعد بن الربيع

- ‌الأسود بن سريع

- ‌وابصة بن معبد الأسدي

- ‌خُرَيْم بن فاتك الأسدي

- ‌عمرو بن أمية الضّمري الكناني

- ‌عمير بن سلمة الضمري

- ‌أبو الجعد الضمري

- ‌عمير بن قتادة الليثي والد عبيد

- ‌شدّاد بن الهَاد الليثي

- ‌سُهَيْل بن بَيْضَاء

- ‌أبو العاص بن الربيع

- ‌أبو أمامة الباهلي

- ‌تسمية زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عائشة

- ‌أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية

- ‌صفية بنت حيي

- ‌ميمونة بنت الحارث

- ‌العالية

- ‌الكلابيّة أو الكنديّة

- ‌أُمَيْمة

- ‌بناته صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌رُقَيّة

- ‌عمَّات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌صفيَّة

- ‌أم هانىء بنت أبي طالب، أخت علي

- ‌الشّفاء بنت عبد الله القرشية

- ‌فاطمة، أخت عمر بن الخطاب

- ‌حبيبة بنت أبي تِجْراة

- ‌بَرّة بنت أبي تِجْراة مولى بني عبد الدار

- ‌مناقب الصحابة وقبائلها

- ‌فضل المهاجرين

- ‌فضل الأنصار

- ‌فضل التابعين

- ‌فضل العرب

- ‌كتاب الأحكام

- ‌كتاب الأطعمة

الفصل: ‌ ‌فضل العرب 842 - حديث سلمان: قال لي رسول الله صلى الله

‌فضل العرب

842 -

حديث سلمان:

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (1): "لا تبغضني فتفارق دينك"، قلت: يا رسول الله، كيف أبغضك، وبك هداني الله؟! قال:"تبغض العرب، فتبغضني".

قال الحاكم (2): صحيح.

قلت: فيه قَابوس بن أبي ظَبْيان وقد تُكُلِّم فيه.

(1) قوله: (لي رسول الله صلى الله عليه وسلم) ليس في (ب).

(2)

قوله: (الحاكم) ليس في (ب) والتلخيص، وما أثبته من (أ).

842 -

المستدرك (4/ 86): حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، ثنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن سلمان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا سلمان، لا تبغضني فتفارق دينك"، فقلت: يا رسول الله، وكيف أبغضك، وبك هداني الله عز وجل؟! قال:"تبغض العرب، فتبغضني".

تخريجه:

الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 440).

والترمذي في سُننه (10/ 428 - 429 رقم4020) في فضل العرب من كتاب المناقب. =

ص: 2465

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبراني في الكبير (6/ 291رقم6093).

والبيهقي في "مناقب الشافعي"(1/ 35 - 36).

جميعهم من طريق شجاع بن الوليد، به نحوه.

قال الترمذي عقبه: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد".

وذكره ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 50 - 51).

دراسة الإسناد:

الحديث أعله الذهبي هنا بقابوس بن أبي ظبيان، وهو قابوس بن أبي ظبيان الجَنْبي -بفتح الجيم، وسكون النون، بعدها موحدة-، الكوفي، وفيه لين./ الكامل (6/ 2071 - 2072)، والتقريب (2/ 115 رقم 1)، والتهذيب (8/ 305 - 306 رقم 553).

وللحديث علة أخرج لم يذكرها الذهبي، وهي: عدم سماع أبي ظبيان حصين بن جندب من سلمان رضي الله عنه.

نقل ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل (1/ 130) عن يحيى بن سعيد القطان قال: سمعت شعبة ينكر: أبو ظبيان سمع من سلمان.

ونقل ابن أبي حاتم أيضاً في كتابه المراسيل (ص 50) عن الإمام أحمد قال: كان شعبة ينكر أن يكون أبو ظبيان سمع من سلمان.

وقال ابن أبي حاتم في الموضع نفسه: سمعت أبي يقول: حصين بن جندب، أبو ظبيان قد أدرك ابن مسعود، ولا أظنه سمع منه، ولا أظنه سمع من سلمان حديث العرب الذي يرويه. اهـ. وانظر جامع التحصيل (ص200رقم 138)، والتهذيب (3/ 379 - 380رقم654).

الحكم على الحديث:

من خلال ما تقدم في دراسة الإسناد يتضح أن الحديث ضعيف بهذا الإسناد؛ لانقطاعه، وضعف قابوس من قبل حفظه.

ص: 2466

843 -

حديث أنس مرفوعاً:

"حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق".

قال: صحيح.

قلت: فيه الهيثم بن (جمَّاز)(1) متروك، ومَعْقِل بن مالك ضعيف.

(1) في (أ) و (ب)، والمستدرك وتلخيصه:(حماد)، وما أثبته من مصادر التخريج، والترجمة.

843 -

المستدرك (4/ 87): حدثني علي بن حمشاذ العدل، أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، أن معقل بن مالك حدثهم، قال: ثنا الهيثم بن (جمَّاز)، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكره بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 355).

والطبراني في الأوسط (1/ ل15/ أمن مجمع البحرين أحمد الثالث).

ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 233).

كلاهما من طريق أبي مسلم الكشّي إبراهيم بن عبد الله، به بلفظ:"حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم كفر، ومن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني"، إلا أن أبا نعيم لم يذكر قوله:"حب قريش إيمان، وبغضهم كفر".

وأخرجه البزار في مسنده (1/ 51رقم 64) من طريق الحسن بن يحيى، ثنا سعيد بن عبد الله، ثنا الهيثم بن جماز، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، من أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني". =

ص: 2467

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال البزار عقبه: لا نعلم أحداً رواه عن ثابت إلا الهيثم، والحسن بن أبي جعفر روى شبيهاً به، وهو والهيثم لا يحتج بما انفردا به".

وقال الهيثمي في المجمع (1/ 89): "فيه الهيثم بن جماز ضعفه أحمد، ويحيى بن معين، والبزار".

وقال أيضاً في (10/ 27): "فيه الهيثم بن جماز، وهو متروك".

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"الهيثم متروك، ومعقل ضعيف".

قلت: أما الهيثم فهو ابن جمَّاز الحنفي البكَّاء وجاء اسمه في المستدرك وتلخيصه، ونسختي ابن الملقن (أ) و (ب) هكذا:(الهيثم بن حماد)، ولم أجد أحداً بهذا الاسم إلا واحداً ترجم له الذهبي في الميزان (4/ 321 رقم 9297) فقال:"الهيثم بن حماد، عن أبي كثير، لا يعرف لا هو، ولا شيخه، روى عنه يعلى الغزال". اهـ.

وزاد الحافظ ابن حجر في اللسان (6/ 205رقم 730): "والظاهر أنه الهيثم بن جماز الذي تقدم". اهـ.

قلت: وهو الصواب الذي تؤيده مصادر التخريج المتقدمة.

والهيثم هذا متروك؛ ضعفه ابن معين، وقال مرة: ليس بذاك، وقال أحمد: ترك حديثه، وقال النسائي: متروك، وتقدم قول البزار عنه بأنه لا يحتج بما انفرد به، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الساجي: متروك جداً ذكره البرقي في الكذابين. وقال ابن عدي: أحاديثه أفراد غرائب، وفيها ما ليس بمحفوظ. اهـ. من الكامل (7/ 2560 - 2562)، والميزان (4/ 319 رقم 9292)، واللسان (6/ 204رقم 727).

وأما معقل بن مالك فقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي عنه: متروك، فخطأه ابن حجر بقوله:"زعم الأزدي أنه: متروك، فأخطأ" ولخص =

ص: 2468

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= القول فيه بقوله: "مقبول"./ ثقات ابن حبان (9/ 202)، والتهذيب (10/ 234 رقم428)، والتقريب (2/ 264 رقم1273).

ومعقل هذا ليس هو علة الحديث لأنه قد توبع عند البزار كما تقدم.

الحكم على الحديث:

من خلال ما تقدم في دراسة الإسناد يتضح أن الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لشدة ضعف الهيثم، وأما معقل فقد توبع.

وفي معناه حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً بلفظ: "بغض بني هاشم والأنصار كفر، وبغض العرب نفاق".

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 145 - 146 رقم11312).

وتناقض الهيثمي في حكمه على الحديث، فذكره في المجمع (9/ 172) وقال:"فيه من لم أعرفهم". وذكره في نفس المرجع (10/ 27) وقال: "رجاله ثقات".

وذكره الألباني في ضعيف الجامع (3/ 11رقم 2340) وقال: "ضعيف جداً" وعزا تخريجه لسلسلته الضعيفة رقم (3372)، ولما يطبع، والله أعلم.

ص: 2469

844 -

حديث ابن عباس مرفوعاً:

"أحبوا العرب لثلاث (1): لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي".

(قال المؤلف: حديث ابن بُرَيْد (2) صحيح.

قلت: بل يحيى) (3) ضعفه أحمد (4) وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي وليس بعمدة.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب).

(2)

في التلخيص: (يزيد) ويأتي بيان ذلك في دراسة الإسناد.

(3)

في (أ) و (ب): (قال: فيه يحيى بن يزيد وحديثه ضعيف. قلت: ضعفه

) الخ، وما أثبته من التلخيص، ويؤيده كلام الحاكم الآتي عن الحديث.

(4)

كما في الكامل لابن عدي (7/ 2681).

844 -

المستدرك (4/ 87): حدثنا أبو محمد المزني، وأبو سعيد الثقفي في آخرين، قالوا: ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا يحيى بن (بُريد) الأشعري، أنبأ ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكره، ثم ذكر شاهده الحديث الآتي برقم (845)، ثم قال: "قال الحاكم -رحمه الله تعالى-: حديث يحيى بن يزيد، عن ابن جريج حديث صحيح. وإنما ذكرت حديث محمد بن الفضل متابعاً له

".

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم أيضاً في علوم الحديث (ص 201) من نفس الطريق بمثله.

ومن طريقه البيهقي في مناقب الشافعي (1/ 32 - 33). =

ص: 2470

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه العقيلي أيضاً في الضعفاء (3/ 348) بمثله، وقال:"منكر لا أصل له".

ورواه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 375 - 376 رقم2641) بمثله، وقال:"سمعت أبي يقول: هذا حديث كذب".

وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 185رقم 11441) بمثله، وفي الأوسط بنحوه -كما في المجمع (10/ 52) -، ثم قال الهيثمي عقبه:"فيه العلاء بن عمرو الحنفي، وهو مجمع على ضعفه".

ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 41).

وأخرجه أيضاً البيهقي في شعب إلإيمان، وتمام في فوائده، والضياء المقدسي في صفة الجنة، والواحدي في تفسيره، وابن عساكر في تاريخه، وأبو بكر الأنباري في الوقف والابتداء -كما في المقاصد الحسنة (ص 22)، والسلسلة الضعيفة للألباني (1/ 190) -.

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"بل يحيى ضعفه أحمد وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي، وليس بعمدة".

قلت: أما يحيى فهو ابن بُرَيْد بن أبي بردة بن موسى الأشعري وهو ضعيف، ضعفه أحمد، ويحيى، وصالح جزرة، وذكره الساجي، والعقيلي، وابن الجارود في الضعفاء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالمتروك، ويكتب حديثه، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن نمير: يحيى بن بريد ما يسوى تمرة، وذكره ابن حبان في ثقاته. اهـ. من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 131 - 132 رقم 555)، والكامل لابن عدي (7/ 2681)، والميزان (4/ 365 رقم 9464)، واللسان (6/ 242 - 243 رقم 853).

ويحيى هذا جاء اسم أبيه في (أ)، و (ب)، والمستدرك، وتلخيصه، =

ص: 2471

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والعلل لابن أبي حاتم، ومعجم الطبراني الكبير، ومناقب الشافعي للبيهقي، والموضوعات لابن الجوزي هكذا:(يزيد).

وفي المعرفة للحاكم، وعند العقيلي، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم والكامل لابن عدي هكذا:(بُريد)، وهو الذي صوبه الذهبي في الميزان (4/ 415رقم 9654) حيث قال:"يحيى بن يزيد الأشعري. عن ابن جريج، كذا قال بعضهم، فصحف، وإنما هو ابن بريد، مرّ". اهـ.

وانظر معه تلخيص المتشابه للخطيب (1/ 327 - 332)، والإكمال لابن ماكولا (1/ 229 - 230).

وفي سنده أيضاً العلاء بن عمرو الحنفي. قال النسائي: ضعيف، وقال الأزدي: لا يكتب حديثه، وقال صالح جزرة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وما رأيت إلا خيراً، وتناقض ابن حبان في حكمه عليه، فذكره في الثقات، وقال:"ربما خالف". وذكره في المجروحين، وقال:"شيخ يروي عن أبي إسحاق الفزاري العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال".

وقال عبد الله بن عمر بن أبان: "سمعت أنا والعلاء بن عمرو من رجل حديثاً عن سعيد بن مسلمة، فسألوا العلاء عنه بحضرتي فقال: حدثنا سعيد بن مسلمة". وقال الذهبي: "متروك". اهـ. من المجروحين (2/ 185)، والميزان (3/ 103رقم 5737)، واللسان (4/ 185 رقم 486).

وللحديث علة أخرى لم يذكرها الذهبي وهي تدليس ابن جريج؛ حيث تقدم في الحديث (587) أنه: ثقة فقيه فاضل، مدلس من الثالثة، وقد عنعن هنا.

الحكم على الحديث:

من خلال ما تقدم في دراسة الإسناد يتضح أن الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد، ومتنه ردَّه كثير من الأئمة، فتقدم قول أبي حاتم:"هذا حديث كذب". =

ص: 2472

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقول العقيلي: "منكر لا أصل له".

وعدَّه ابن الجوزي في الموضوعات.

وقال الذهبي في الميزان (3/ 103): "موضوع".

لكن السيوطي في اللآليء (1/ 442 - 443) تعقب ابن الجوزي بمتابعة محمد بن الفضل الآتية، وبشاهد أَورده من طريق الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا عربي، والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي".

وهذا الحديث أورده الهيثمي في المجمع (10/ 52 - 53) وعزاه للطبراني في الأوسط.

وقال: "فيه عبد العزيز بن عمران، وهو متروك".

قلت: وهو كما قال الهيثمي، وتقدمت في الحديث (654).

وعليه فهذا الحديث أيضاً ضعيف جداً بهذا الإسناد لشدة ضعف عبد العزيز بن عمران.

والحديث ذكره الألباني في سلسلته الضعيفة (1/ 189 - 192 رقم 160) وحكم عليه بالوضع، وانظر الحديث الآتي (845).

ص: 2473

845 -

(وأما)(1) محمد بن الفضل (فهو)(2) مُتَّهم، وأظن الحديث موضوعاً.

(1) في (أ) و (ب): (وفيه)، وما أثبته من التلخيص، وعليه يستقيم المعنى؛ لأن محمد بن الفضل في سند الحديث المتابع لحديث يحيى بن بُريد الأشعري كما يتضح من إسنادي الحديثين.

(2)

في (أ) و (ب): (وهو)، وما أثبته من التلخيص.

845 -

المستدرك (4/ 87) قال الحاكم عقب الحديث السابق: تابعه محمد بن الفضل، عن ابن جريج، حدثناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا محمد بن الفضل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "احفظوني في العرب لثلاث خصال: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي".

دراسة الإسناد:

الحديث أورده الحاكم شاهداً للحديث السابق، وأعلَّه الذهبي بمحمد بن الفضل.

ومحمد بن الفضل بن عطية بن عمر الكوفي هذا تقدم في الحديث (519) أنه كذاب.

الحكم على الحديث:

الحديث موضوع بهذا الإسناد لنسبة محمد بن الفضل إلى الكذب.

ص: 2474

846 -

حديث ابن عمر مرفوعاً:

"من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية (1)، فلا يتكلم بالفارسية؛ فإنه يورث النفاق".

قلت: فيه عمر بن هارون كذَّبه ابن معين (2)، وتركه الجماعة.

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الخ) إشارة لاختصار متنه.

(2)

كما في الجرح والتعديل (6/ 141).

846 -

المستدرك (4/ 87): "

والمتهاون بقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "كلام أهل الجنة عربي" متهاون بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن شواهده تنذر بالوعيد منه صلى الله عليه وآله وسلم لمن يختار الفارسية على العربية نطقاً، وكتابة، وقد روينا في ذلك أحاديث.

فمنها ما حدثني أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء المطوعي، ثنا أحمد بن الليث بن الخليل، ثنا إسحاق بن إبراهيم الجريري ببلخ، ثنا عمر بن هارون، ثنا أسامة بن زيد الليثي، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحسن منكم أن يتكلم العربية؛ فلا يتكلمن بالفارسية؛ فإنه يورث النفاق".

دراسة الإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلَّه الذهبي بقوله:"عمر كذبه ابن معين وتركه الجماعة".

وعمر هذا هو ابن هارون بن زيد الثقفي مولاهم، البلخي، وتقدم في الحديث (643) أنه متروك.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لشدة ضعف عمر بن هارون.

وذكره الشيخ الألباني في سلسلته الضعيفة (12/ 2 رقم 523) وقال: "موضوع".

ص: 2475

847 -

حديث أنس مرفوعاً:

"من تكلم بالفارسية (زادت) (1) في (خبثه) (2)، ونقصت مروءته".

قلت: ليس بصحيح، وإسناده واه (بمرَّة)(3).

(1) في (أ): (زاد).

(2)

في (أ): (خبه)، وهو الذي يظهر من شكلها في (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(3)

ما بين القوسين ليس في (أ).

848 -

المستدرك (4/ 88) قال الحاكم عطفاً على الكلام السابق في الحديث قبله في الوعيد منه صلى الله عليه وسلم لمن يختار الفارسية على العربية نطقاً، وكتابة: ومنها: ما حدثنا أبو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله البيروتي، ثنا أبو فروة، حدثني أبي، حدثني طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تكلم بالفارسية زادت في خبثه، ونقصت من مروءته".

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1428) من طريق أبي فروة، به مثله.

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلَّه الذهبي بقوله:"ليس بصحيح، وإسناده واه بمرَّة".

قلت: الحديث في سنده طلحة بن زيد القرشي، أبو مسكين، أو: أبو محمد الرَّقي، وتقدم في الحديث (520) أنه يضع الحديث.

الحكم علي الحديث:

الحديث موضوع بهذا الِإسناد لنسبة طلحة بن زيد لوضع الحديث.

ص: 2476