الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بناته صلى الله عليه وآله وسلم
-
رُقَيّة
828 -
حديث أبي هريرة، قال:
دخلت على رُقَيّة امرأة عثمان وبيدها مشط (1)، فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي آنفاً رجّلت له رأسه، فقال:"كيف تجدين أبا عبد الله؟ " قلت: بخير، قال:"أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً".
صحيح، منكر المتن (2)؛ فإن رقية ماتت وقت بدر، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر.
(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.
(2)
في (أ) و (ب): (قلت: صحيح منكر المتن
…
)، والصواب ما أثبته من حذف كلمة:(قلت)؛ بدليل عدم وجودها في التلخيص، ولكون التعقيب للحاكم، لا للذهبي، إلا أن الذي في المستدرك هكذا:"واهي المتن" -كما سيأتي-.
828 -
المستدرك (4/ 48): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ علي بن الحسين بن الجنيد (ح). وحدثنا محمد بن أحمد بن سعيد الرازي إملاء في الجمامع، حدثنا أبو زرعة الرازي، قالا: ثنا المعافى بن سليمان الحراني، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن المطلب بن عبد الله، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امرأة عثمان وبيدها مشط، فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عندي آنفاً رجّلت رأسه، فقال:"كيف تجدين أبا عبد الله؟ " قلت: بخير، قال:"أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً".اهـ.
قال الحاكم عقبه: "هذا حديث صحيح الِإسناد، واهي المتن؛ فإن رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر، وأبو هريرة إنما أسلم بعد فتح خيبر، والله أعلم. وقد كتبناه بإسناد آخر" ثم ذكر الحديث الآتي رقم (829).
تخريجه:
الحديث أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في تاريخه (3/ 162) بنحوه والبخاري في تاريخه الصغير (1/ 17) مختصراً، وقال:"ولا أدري حفظ؟! لأن رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم ماتت أيام بدر، وأبو هريرة هاجر بعد ذلك بنحو من خمس سنين أيام خيبر. ولا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة، ولا لمحمد عن المطلب، ولا تقوم به الحجة".
وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 32 رقم 99) بنحوه.
وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 81) وقال: فيه محمد بن عبد الله يروي عن المطلب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الدولابي في الذرية الظاهرة (ل 13 ب) بنحوه، إلا أنه قال:"دخلت على زينب" وشطبت زينب، وصوبت في الهامش على أنها أم كلثوم حيث جاء فيه ما نصه:"قال: والصواب أم كلثوم"، ثم قال المعلق: "قال شيخنا ونقلته من خطه، قال الشيخ أبو نصر المؤتمن ونقلته من خطه من حاشية نسخته وفيها سماعي: إنما هذا وهم ما أدري ممن أتى؟ وإنما تزوج عثمان برقية، ثم أم كلثوم، ورقية ماتت من وقعة بدر قبل إسلام أبي هريرة ومقدمه المدينة فننظر فيه إن شاء الله، ما هذا الخطأ، وممن وقع؟ قال الشيخ: وقد روى الدولابي بهذا الِإسناد من حديث محمد بن سلمة عبد الله من أبي هريرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه خيثمة بن سليمان، والبغوي -كما في الرياض النضرة (3/ 12) -.
ومن طريقهما أخرجه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عثمان (ص 90 - 91)، وساق بإسناده عن البخاري قوله السابق، وساق أيضاً عن يعقوب بن سفيان الفسوي أنه قال:"ورقية قد توفيت قبل قدوم أبي هريرة بسنتين".
دراسة الإسناد:
الحديث تقدم ذكر إعلال الحاكم لمتنه، والذهبي أقرّه في التلخيص، وأورده ابن الملقن ظناً منه أن نقل الذهبي لكلام الحاكم تعقب منه، وأما الحديث فمعلول بالآتي:
1 -
منافاة القصة لما هو معلوم من التاريخ من أن رقية ماتت وقت بدر، وأن أبا هريرة أسلم وقت خيبر.
2 -
نفي البخاري لسماع المطلب بن عبد الله من أبي هريرة.
3 -
نفي البخاري لسماع محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان من المطلب.
4 -
حال محمد هذا حيث قال البخاري: "لا تقوم به الحجة" وقال الهيثمي: "لم أعرفه".
أما منافاة القصة لما علم من التاريخ من تأخر وفادة أبي هريرة عن موت رقية فهو كذلك.
فقد قال البخاري في تاريخه الصغير (1/ 19): حدثني عبيد، ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إِلى بدر، وخلف عثمان على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، وتخلف معه أسامة بن زيد، فماتت ليلاً، فَغَدَوْا بها فدفنوها، فسمعوا لجّة التكبر، فأرسل عثمان أسامة، فإذا هو بأبيه زيد جاء بشيراً على ناقة النبي -صلى اله عليه وسلم-، فما صدقوا حتى رأوهم أتي بهم.
وهذا إسناد صحيح. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عروة بن الزبير تقدم في الحديث (608) أنه: ثقة فقيه مشهور.
وابنه هشام ثقة فقيه روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (9/ 63 - 64 رقم 249)، والتقريب (2/ 319 رقم 92)، والتهذيب (11/ 48 رقم 89).
وحماد بن أسامة، أبو أسامة تقدم في الحديث (643) أنه: ثقة ثبت.
وعبيد هو ابن إسماعيل القرشي الهباري، وهو ثقة روى له البخاري./ سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 254 رقم 428)، والتقريب (1/ 541 رقم1532)، والتهذيب (7/ 59رقم119).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده (1/ 68و 75).
والطبراني في الكبير (1/ 45رقم 135).
كلاهما من طريق معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن عاصم، عن شقيق قال: لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة، فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه؟ فقال له عبد الرحمن: أبْلغه أني لم أفرّ يوم عينين -قال عاصم: يقول: يوم أحد-، ولم أتخلف يوم بدر، ولم أترك سنة عمر رضي الله عنه. قال: فآنطلق فخبر ذلك عثمان رضي الله عنه قال: فقال: أما قوله: إني لم أفر يوم عينين، فكيف يعيّرني بذنب وقد عفا الله عنه، فقال:
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ (155)} [آل عمران: 155](الآية 155 من سورة آل عمران).
وأما قوله: إني تخلفت يوم بدر، فإني كنت أمرّض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ماتت، وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمي، ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه فقد شهد.
وأما قوله: إني لم أترك سنة عمر رضي الله عنه فإني لا أطيقها، ولا هو، فأته فحدثه بذلك. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 226) وعزاه لأحمد، وأبي يعلى، والطبراني، والبزار، ثم قال:"فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات".
وقال الشيخ أحمد شاكر في حاشيته على المسند (1/ 373رقم490) و (2/ 14رقم 556): "إسناده صحيح".
قلت: وإنما هو حسن فقط، فإن عاصماً كما تقدم في الحديث (508): صدوق.
فهذان الحديثان فيهما دلالة على أن رقية رضي الله عنها ماتت وقت بدر، وانظر التاريخ الصغير للبخاري (1/ 17 - 19)، والإصابة لابن حجر (7/ 648 - 650).
وأما وفادة أبي هريرة رضي الله عنه فكانت وقت خيبر، بدليل ما رواه البخاري في صحيحه (6/ 39رقم 2827) في الجهاد، باب الكافر يقتل المسلم، ثم يسلم فيسدّد بعد، ويقتل، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعدما افتتحوها، فقلت: يا رسول الله، أسهم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تسهم له يا رسول الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قَوْقل، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجباً لوبرٍ تدلّى علينا من قدوم ضأن ينعى علي قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي، ولم يُهنّي على يديه
…
الحديث.
فهذا الحديث فيه دلالة على أن وفادة أبي هريرة كانت وقت خيبر، وكان ذلك في المحرم سنة سبع -كما في الإصابة (7/ 435) -.
وأما سماع المطلب بن عبد الله بن حنطب من أبي هريرة، فتقدم قريباً ذكر قول البخاري:"ولا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة".
وفي جامع التحصيل (ص 347 رقم 774) والمراسيل لابن أبي حاتم (ص209 - 210رقم380) أن رواية المطلب عامتها مرسلة، وأنه لم يدرك أحداً من الصحابة إلا سهل بن سعد، وأنساً، وسلمة بن الأكوع، ومن كان قريباً منهم.
وأنه لم يسمع من جابر، ولا من زيد بن ثابت، ولا من عمران بن حصين، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولا من أبي بكر الصديق، ولا من سعد، ولا من عائشة، ولا من عبادة، ولا من أبي هريرة، وأن روايته عن ابن عباس وابن عمر مشكوك فيها.
وأما محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وقول البخاري رحمه الله إنه لا يُعرف له سماع من المطلب، ولا تقوم به الحجّة، وقوله الهيثمي:"لم أعرفه".
فإن محمداً هذا هو ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان القرشي، الأموي، أبو عبد الله المدني، المعروف بالديباج لحسنه، وهو صدوق قال عنه النسائي: ثقة، وقال مرة: ليس بالقوي، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، عالماً، وقال العجلي: مدني، تابعي، ثقة، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال:"في حديثه عن أبي الزناد بعض المناكير، وتقدم قول البخاري: "لا تقوم به الحجة"، وقال أيضاً: "عنده عجائب"، وقال ابن الجارود: لا يكاد يتابع على حديثه./ ثقات العجلي (ص 406 رقم 1472)، وتهذيب التهذيب (9/ 268 - 269 رقم 444)، والتقريب (2/ 179رقم 401).
وأما سماع محمد هذا من المطلب، فتقدم قول البخاري إنه لا يعرف له سماع منه، والبخاري رحمه الله حجة في معرفة الرواة وأحوالهم، ولم أجد له مخالفاً، سوى أن المزي ذكر في تهذيب الكمال (3/ 1223) أنه روى عن المطلب، وقوله:"روى" ليس صريحاً في إثبات السماع، وأظن المزي لم يطلع على كلام البخاري المتقدم.
وأما قول الهيثمي رحمه الله إنه لم يعرف محمداً هذا، فإنه كثيراً ما يطلق هذا القول على رجال معروفين، وهذا أحدهم، بل هو من الرجال المذكورين في الكتب التي ألّفت في رجال الكتب الستة، وهي كثيرة، وتكاد تكون في متناول الجميع.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد للعلل المذكورة في دراسة الِإسناد، ومن أهمها مخالفة متنه لما هو معلوم من تأخر قدوم أبي هريرة رضي الله عنه عن وفاة رقية رضي الله عنها -كما سبق، والله أعلم.
829 -
حديث أبي هريرة، قال:
دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
، فذكر الحديث.
قلت: سنده واه (1).
(1) هذا الحديث بكامله ليس في (ب)، ولا في التلخيص المخطوط، ولا المطبوع، وما أثبته من (أ)، ويؤيده أن الحديث في المستدرك بإسنادين مختلفين، أحدهما الحديث المتقدم، والآخر هو هذا، غير أن هذا الحديث في (أ) متقدم على الحديث السابق، وإنما أخّرته لترتيب الحاكم له في السياق، وتعقبه عليه وعلى الحديث قبله بما يوجب اتباع الحاكم في ترتيبه، حيث قال عن الحديث السابق:"وقد كتبنا بإسناد آخر"، ثم ذكر هذا الحديث في المستدرك (4/ 48)، فقال:"أخبرناه الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس، حدثني أبي، عن وهب بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيدها مشط، فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عندي آنفاً، فرجّلت رأسه، فقال لي: "كيف تجدين عثمان؟! قالت: فقلت: بخير، قال:"أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً".
قال الحاكم -رحمه الله تعالى-: "ولا أشك أن أبا هريرة -رحمه الله تعالى- روى هذا الحديث عن متقدم من الصحابة أنه دخل على رقية رضي الله عنها، لكني قد طلبته جهدي، فلم أجده في الوقت".
دراسة الإسناد:
الحديث تقدم كلام الحاكم عنه، وأعله الذهبي بقوله:"سنده واه".
قلت: في سنده عبد المنعم بن إدريس اليماني، وهو كذاب يضع الحديث، قال عنه الِإمام أحمد: كان يكذب على وهب بن منبه، وقال: لم يسمع من أبيه شيئاً. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال إسماعيل بن عبد الكريم: مات إدريس، وعبد المنعم رضيع. وقال يحيى بن معين: الكذاب الخبيث. قيل له: يا أبا زكريا، بم عرفته؟ قال: حدثني شيخ صدوق أنه رآه في زمن أبي جعفر يطلب هذه الكتب من الورّاقين، وهو اليوم يدّعيها. فقيل له: إنه يروي عن معمر، فقال: كذاب.
وقال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه، وعلى غيره. وقال البخاري: ذاهب الحديث. اهـ. من المجروحين لابن حبان (2/ 157)، والكامل لابن عدي (5/ 1974)، والميزان (2/ 668 رقم 5270) واللسان (4/ 73 - 74 رقم119).
وبالِإضافة لوجود عبد المنعم هذا في سند الحديث، فإن الحديث منكر المتن -كما تقدم الحديث قبله-.
الحكم على الحديث:
الحديث موضوع بهذا الِإسناد لنسبة عبد المنعم بن إدريس إلى الكذب ووضع الحديث.
وقد أخرج الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته وهي تغسل رأس عثمان رضي الله عنهما فقال: "يا بنية أحسني إلى أبي عبد الله، فإنه أشبه أصحابي بي خلقاً".
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 31 - 32 رقم 98).
وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 81) وقال: "رجاله ثقات".
قلت: فيه عبد الملك بن عبد الله من ولد قيس بن مخرمة بن المطلب الذي يروي الحديث عن عبد الرحمن، ولم أجد من ذكره.