الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنس بن مالك الأنصاري
787 -
حديث معبد بن هلال، قال:
كنا إذا أكثرنا على أنس بن مالك أخرج إلينا (مَجَالًّا)(1) عنده (2)، فقال: هذه سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبتها، وعرضتها عليه.
قلت: فيه عتبة بن أبي حكيم ضعّفه ابن معين (3)، واحتجّ به أصحاب السنن، وقال أبو حاتم: لا بأس به (4).
(قلت)(5): (والحديث)(6) منكر.
(1) في (أ) و (ب): (مكيالاً)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
والمَجَالُّ: جمع مَجَلّة، يعني صُحُفاً./ لسان العرب (11/ 120).
(2)
إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله:(الحديث) إشارة لاختصار متنه.
(3)
ضعفه في رواية ابن أبي خيثمة، وفي رواية الدوري قال:"ثقة"./ الجرح والتعديل (6/ 370 - 371رقم2044)، وتاريخ ابن معين (2/ 389 رقم 5123).
(4)
في الموضع السابق من الجرح والتعديل قال: "صالح لا بأس به".
(5)
ما بين القوسين ليس في (أ).
(6)
في (أ): (فالحديث منكر)، وفي التلخيص:(قلت: الحديث منكر)، وما أثبته من (ب).
787 -
المستدرك (3/ 573 - 574): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، ثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثني عتبة بن أبي حكيم، عن معبد بن هلال قال
…
، الحديث بلفظه.
تخريجه:
الحديث مداره على عتبة بن أبي حكيم، وله عنه ثلاث طرق:
* الأولى: طريق محمد بن شعيب بن شابور.
وله عنه ثلاث طرق:
1 -
طريق العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.
أخرجها الحاكم هنا من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، ثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثني عتبة بن أبي حكيم، عن معبد بن هلال، قال: كنا إذا أكثرنا
…
، الحديث.
وأخرجها الخطيب في تقييد العلم (ص 95) من طريق أبي علي الحسين بن حبيب بن عبد الملك، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرنا محمد بن شعيب بن شابور، أخبرنا عتبة بن أبي حكيم الهمداني، حدثني هبيرة بن عبد الرحمن، عن أنس بن مالك قال: كان إذا حدث فكثر عليه الناس جاء بمجالّ، فألقاها، ثم قال: هذه أحاديث سمعتها، وكتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرضتها عليه.
هكذا رواه الحسين بن حبيب بن عبد الملك فجعل شيخ عتبة: هبيرة بن عبد الرحمن بدلاً من معبد بن هلال، وتابعه بحشل في تاريخ واسط (ص 63) بمثل سنده، ونحو متنه.
2 -
طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا محمد بن شعيب، فذكر الحديث بنحو رواية ابن عبد الملك السابقة، وبنفس الإسناد؛ حيث جعل شيخ عتبة هو هبيرة.
أخرجه الخطيب في الموضع السابق.
3 -
طريق نعيم بن حماد، حدثنا بقية بن الوليد، ومحمد بن شعيب بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شابور، عن عتبة بن أبي حكيم الأزدي عن هبيرة بن عبد الرحمن، قال أحدهما: عن أبيه، وقال الآخر: عن رجل، فذكره بنحو مما سبق.
أخرجه الخطيب في الموضع السابق.
* الطريق الثانية: طريق بقيّة بن الوليد، ومنها الطريق السابقة المقرونة برواية محمد بن شعيب، وهي من رواية نعيم بن حماد عنهما.
ومنها ما أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 367 رقم 325) من طريق شيخه محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن حنان الحمصي، ثنا بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن هبيرة بن عبد الرحمن، قال: كنا إذا أكثرنا على أنس بن مالك ألقى إلينا مخلاة، فقال: هذه أحاديث كتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن طريق ابن حنان أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1995) بنحوه وزاد: "وعرضتها عليه".
* الطريق الثالثة: طريق صدقة بن خالد، حدثنا عتبة بن أبي حكيم، حدثنا هبيرة بن عبد الرحمن، عن أنس بن مالك أنه كان إذا حدث فكثر الناس عليه الحديث جاء بصكاك، فألقاها إليهم، فقال: هذه أحاديث سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبتها، وعرضتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الخطيب في الموضع السابق (ص 95 - 96).
وأخرجه البيهقي في المدخل (ص 415 - 416 رقم 757) بنحوه.
دراسة الإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي بقوله:"عتبة ضعّفه ابن معين، واحتج به أصحاب السنن، وقال أبو حاتم: لا بأس به، قلت: الحديث منكر".
وعتبة هذا هو ابن أبي حكيم الهمداني، أبو العباس الأردني، وهو صدوق، إلا أنه يخطيء كثيراً./ الكامل لابن عدي (5/ 1995)، والتهذيب (7/ 94رقم 201)، والتقريب (2/ 4رقم 11). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والصواب في إسناد الحديث أنه من رواية عتبة بن أبي حكيم هذا، عن هُبَيْرة بن عبد الرحمن، عن أنس، فجميع الرواة متفقون على هذا الإسناد، عدا رواية الحاكم هنا، ورواية نعيم بن حماد.
أما نعيم فلا يُعتدّ بمخالفته، فقد تقدم في الحديث (751) أنه صدوق يخطيء كثيراً.
وأما رواية الحاكم هنا فهي من طريق شيخه أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، عن الوليد بن مزيد البيروتي، عن محمد بن شعيب، عن عتبة بن أبي حكيم، عن معبد بن هلال، عن أنس، وقد خالف أبا العباس الأصم كل من بحشل، والحسين بن حبيب بن عبد الملك، فروياه عن الوليد، عن محمد بن شعيب، عن عتبة، عن هبيرة، عن أنس، فوافقا بقية الرواة عن محمد بن شعيب، عن عتبة كما تقدم في التخريج.
وهُبَيْرة بن عبد الرحمن السلمي هذا مجهول الحال، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 110رقم 460) وبيّض له، وذكره ابن حبان في ثقاته (5/ 511)، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 708رقم 6733)، ونقل أن ابن عدي ذكره في الضعفاء، والظاهر أنه أخطأ في هذا النقل، ولذا أورده في الميزان (4/ 293رقم 9208) وذكر أنه ذكره في المغني، وذكر أن ابن عدي ذكره في الضعفاء، ثم قال:"فلم أره" -أي فلم يره في الكامل لابن عدي-، ولم أره أنا كذلك، وانظر معه اللسان (6/ 191 رقم 680).
الحكم علي الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الإسناد لضعف عتبة من قبل حفظه، ولجهالة حال هبيرة.
وذكر الذهبي الحديث في الميزان (3/ 28)، وقال:"هذا بعيد من الصحة".
وأما النكارة التي قصدها الذهبي بقوله: "الحديث منكر"، فيعني بها تفرد عتبة بهذا الحديث، حيث لم أجد من تابعه عليه، والله أعلم.