الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفية بنت حيي
822 -
حديث أنس:
أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية خبزاً ولحماً.
قال: صحيح.
قلت: بل غلط؛ ذي زينب.
822 - المستدرك (4/ 29): أخبرنا علي بن عبد الرحمن السبيعي بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا أبو نعيم، ثنا عيسى بن طهمان، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: أطعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صفية بنت حيي خبزاً ولحماً.
دراسة الإسناد:
الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"بل غلط؛ إنما ذي زينب".
وبيان حال رجال الإسناد كالتالي:
الراوي للحديث عن أنس رضي الله عنه هو عيسى بن طهمان بن رامة الجُشَمي، وهو صدوق./ الجرح والتعديل (6/ 280 رقم 1552)، والتقريب (2/ 98 - 99 رقم 887)، والتهذيب (8/ 215رقم 398).
وأبو نعيم الفضل بن دكين تقدم في الحديث (606) أنه: ثقة ثبت. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأحمد بن حازم الغفاري، ابن أبي غرزة ثقة حافظ متقن صدوق./ ثقات ابن حبان (8/ 44)، وسير أعلام النبلاء (13/ 239رقم120).
وشيخ الحاكم علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي -بكسر التاء وفتحها- وهو ثقة وثقه الخطيب./ تاريخ بغداد (12/ 32رقم6400)، وسير أعلام النبلاء (15/ 566رقم 339).
الحكم على الحديث:
من خلال ما تقدم في دراسة الِإسناد يتضح أن الحديث حسن الإسناد، إلا أن متنه معلول بما ذكره الذهبي من أن التي أطعم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبز واللحم ليست صفية، وإنما هي زينب، وهو كذلك.
فقد أخرج مسلم في صحيحه (2/ 1045 - 1047رقم 87) في النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمته، ثم يتزوجها من حديث أنس رضي الله عنه قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر، وقدمي تمس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس، وقد أخرجوا مواشيهم، وخرجوا بفؤوسهم، ومكاتلهم، ومرورهم، فقالوا: محمد، والخميس. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"، قال: وهزمهم الله عز وجل ووقعت في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنّعها له، وتهيئها، قال: وأحسبه قال: وتعتد في بيتها، وهي صفية بنت حُيَيّ. قال: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر، والأقط، والسمن، فُحِصَت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع فوضعت فيها، وجيء بالأقط، والسّمن، فشبع الناس. قال: وقال الناس: لا ندري، أتزوجها، أم اتخذها أمّ ولد؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته، وإن لم يحجبها فهي أم ولد. فلما أراد أن يركب حجبها، فقعدت على عجز البعير، فعرفوا أنه قد تزوجها. فلما دنوا من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المدينة دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفعنا، قال: فعثرت الناقة العضباء، وندر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونَدرَتْ، فقام فسترها، وقد أشرفت النساء، فقلن: أبعد الله اليهودية. قال: قلت: يا أبا حمزة، أوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي والله، لقد وقع. قال أنس: وشهدت وليمة زينب، فأشبع الناس خبزاً ولحماً، وكان يبعثني، فأدعو الناس، فلما فرغ قام، وتبعته، فتخلف رجلان استأنس بهما الحديث، لم يخرجا، فجعل يمر على نسائه، فيسلم على كل واحدة منهن:"سلام عليكم، كيف أنتم يا أهل البيت؟ " فيقولون: بخير يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ فيقول:"بخير"، فلما فرغ رجع، ورجعت معه، فلما بلغ الباب إذا هو بالرجلين قد استأنس بهما الحديث، فلما رأيا قد رجع قاما، فخرجا، فوالله ما أدري، أنا أخبرته، أم نزل عليه الوحي بأنهما قد خرجا؟ فرجع، ورجعت معه، فلما وضع رجله في أسْكُفَة الباب أرخى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى هذه الآية:
{لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ (53)} [الأحزاب: 53](الآية 53 من سورة الأحزاب).
المكاتل: جمع مِكْتل -بكسر الميم- وهو الزبيل الكبير. اهـ. من النهاية (4/ 150).
فحصت الأرض أفاحيص: أي حفرت، والفَحص البحث والكشف. اهـ.
من المرجع السابق (3/ 415)، وقال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله في حاشيته على صحيح مسلم عند كلامه على هذه العبار ما نصّه:"فحصت الأرض أفاحيص، أي كشف التراب من أعلاها، وحفرت شيئاً يسيراً لتجعل الأنطاع في المحفور، ويصب فيها السمن فيثبت ولا يخرج من جوانبها".
نَدَر: أي سقط ووقع. اهـ. من النهاية (5/ 35).