الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمرو بن أمية الضّمري الكناني
806 -
حديث عمرو بن أمية الضمري:
يا رسول الله، أرسل راحلتي وأتوكّل؟ فقال:"بل قيّدها وتوكّل".
قلت: سنده جيّد.
806 - المستدرك (3/ 623): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أرسل راحلتي وأتوكل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"بل قيدها وتوكل".
تخريجه:
الحديث مداره على يعقوب بن عمرو، وله عنه طريقان:
* الطريق الأولى: طريق حاتم بن إسماعيل، وهي طريق الحاكم هذه التي أخرجها من طريق أسد بن موسى، عن حاتم، عن يعقوب، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه، به.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (ص 633 رقم2549).
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ل 102 ب). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كلاهما من طريق هشام بن عمار، عن حاتم بن إسماعيل به نحو سياق الحاكم.
وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 368 رقم 633) من طريق يعقوب بن محمد، عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب، عن جعفر بن عمرو، قال: قال عمرو بن أمية: قلت: يا رسول الله
…
الحديث بنحوه.
وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (2/ ل 84 ب) من طريق محمد بن عباد، عن حاتم، عن يعقوب، عن جعفر بن عمرو بن أمية، قال: قال عمرو بن أمية: يا رسول الله
…
، الحديث.
وأخرجه إبراهيم بن إسحاق الحربي في "غريب الحديث"(3/ 1226)، فقال: حدثنا أبو بكر ابن أبي الأسود، حدثنا ابن إسماعيل، عن يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن جعفر بن عمرو، قلت مرة: يا رسول الله
…
، الحديث بنحوه.
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 212) من طريق القعنبي، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن عمرو قال: قال عمرو بن أمية: يا رسول الله
…
، الحديث بنحوه.
وقد أخرجه غير هؤلاء، ولم أطلع على إسناد الحديث عندهم.
فقد ذكر الحديث العراقي في تخريج الِإحياء (4/ 272)، وقال:"رواه ابن خزيمة في التوكل، والطبراني من حديث عمرو بن أمية الضمري بإسناد جيد".
وأخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه -كما في إتحاف السادة المتقين (9/ 507) -.
والبيهقي في شعب الإيمان -كما في كنز العمال (3/ 103رقم 5688).
ومحمد بن العباس البزار في حديثه، وأبو بكر الكلاباذي في مفتاح معاني الآثار -كما في "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" للألباني (ص 23) -. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الهيثمي في المجمع (10/ 291): "رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وقال أيضاً (10/ 303): "رواه الطبراني من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح، غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية، وهو ثقة".
وذكر المناوي في فيض القدير (2/ 7 - 8) أن الزركشي قال عن هذا الحديث: "إسناده صحيح".
* الطريق الثانية: طريق عبد الله بن موسى، حدثني يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه عمرو بن أمية، قال: قلف: يا رسول الله، أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال:"بل قيّدها وتوكّل".
أخرجه ابن أبي عاصم في الموضع السابق، فقال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الله بن موسى، فذكره.
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه أبو نعيم في الموضع السابق.
دراسة الإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وقال عنه الذهبي:"سنده جيد"، وبيان حال رجال إسناده كالتالي:
جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ثقة روى له الشيخان./ ثقات العجلي (ص 98 رقم214)، وثقات ابن حبان (4/ 104)، والتهذيب (2/ 100 رقم 150)، والتقريب (1/ 131 رقم 87).
ويعقوب بن عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري مقبول./ ثقات ابن حبان (7/ 640)، والتهذيب (11/ 393رقم 757)، والتقر يب (2/ 376 رقم 387).
وحاتم بن إسماعيل المدني، أبو إسماعيل الحارثي، مولاهم ثقة احتج به الجماعة، فقد وثقه ابن معين، والعجلي، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كثير الحديث، وقال النسائي ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الإمام أحمد: حاتم بن إسماعيل أحب إلي من الدراوردي، وزعموا أن حاتماً كان رجلًا فيه غفلة، إلا أن كتابه صالح، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حاتم بن إسماعيل وسعيد بن سالم، فقال: حاتم أحب إلي منه.
قلت: قد فضّل الإمام أحمد حاتماً على الدراوردي، وقد قال عن الدراوردي:"كان معروفاً بالطلب، وإذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم".
وأما أبو حاتم ففضّله على سعيد بن سالم، وكان قد قال عنه:"محلّه الصدق".
وقال ابن المديني عن حاتم: روى عن جعفر، عن أبيه أحاديث مراسيل أسندها، وروي عن النسائي قوله: ليس بالقوي، مع أنه احتج به، وقال عنه كما سبق:"ليس به بأس"، وغاية ما يؤخذ من جرح من جرحه الاحتياط في روايته عن جعفر، عن أبيه، وليس هذا الحديث منها، وقد قال الذهبي عن حاتم هذا:"ثقة مشهور صدوق"، وقال في موضع آخر:"ثقة"./ الجرح والتعديل (3/ 258 - 259 رقم 1154) و (4/ 31 رقم 128)، والكاشف (1/ 191رقم 841)، والميزان (1/ 428رقم 1595)، وهدي الساري (ص 395)، والتهذيب (2/ 128 - 129 رقم 209)، و (6/ 354).
وأسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، المعروف بـ: أسد السنة، صدوق، يغرب، وفيه نصب./ ثقات العجلي (ص 62 رقم 76)، والتهذيب (1/ 260 رقم 494)، والتقريب (1/ 63 رقم 458).
والربيع بن سليمان بن عبد الجبار، المرادي، أبو محمد المصري المؤذن صاحب الشافعي، ثقة./ الجرح والتعديل (3/ 464رقم2083)، والتقريب (1/ 245رقم 43)، والتهذيب (3/ 245 رقم 473). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وشيخ الحاكم أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم تقدم في الحديث (531) أنه: ثقة إمام محدّث.
وقد اختلف على حاتم بن إسماعيل كما سبق.
فرواه أسد بن موسى، وهشام بن عمار، عنه، عن يعقوب بن عمرو، عن جعفر بن عمرو، عن أبيه عمرو، به.
وهذا ظاهره الاتصال، ويقرب منه رواية يعقوب بن محمد، بنحوه، إلا أنه قال: (
…
عن جعفر، قال: قال عمرو بن أمية: قلت يا رسول الله
…
) الحديث.
وهذا ظاهره الاتصال أيضاً؛ لأن جعفر بن عمرو لم يوصف بالتدليس.
ورواه محمد بن عباد، عن حاتم، عن يعقوب، عن جعفر قال: قال عمرو بن أمية: يا رسول الله
…
الحديث.
وهذا ظاهره الإرسال.
ورواه أبو بكر بن أبي الأسود، عن حاتم، عن يعقوب، عن جعفر، قلت مرة: يا رسول الله
…
الحديث.
وهذا خطأ قطعاً؛ لأن جعفراً ليس بصحابي كما في مصادر ترجمته السابقة، والأظهر أنه سقط من "غريب الحديث" للحربي اسم عمرو بن أمية، إما من المطبوع، أو من المخطوط، فالله أعلم.
ورواه القعنبي، إلا أنه أسقط يعقوب من سنده.
وعليه فالأرجح رواية الحاكم هنا التي ظاهرها الاتصال؛ لموافقة أكثر الروايات لها، ولموافقة الطريق الأخرى لها وفيها متابعة عبد الله بن موسى لحاتم بن إسماعيل على الحديث.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الإسناد لجهالة حال يعقوب الضمري. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وله شاهد من حديث أنس، وابن عمر، وشاهد مرسل.
أما حديث أنس رضي الله عنه فيرويه المغيرة بن أبي قرة السدوسي، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال:"اعقلها وتوكل".
أخرجه الترمذي في سننه (7/ 220 - 221رقم 2636) في صفة القيامة، باب منه.
وفي العلل التي بآخر السنن (10/ 529)، واللفظ له في كلا الموضعين.
وأبو داود في كتاب القدر -كما في تهذيب الكمال (3/ 1363) -.
وابن أبي الدنيا في التوكل (ص 61 - 62 رقم 11).
ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 212).
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 390) كلاهما بلفظه.
والقشيري في رسالته (1/ 417).
وابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص 312) كلاهما بنحوه.
والبيهقي في الشعب، وابن عساكر، والضياء -كما في إتحاف السادة المتقين، (9/ 507) -.
جميعهم من طريق المغيرة بن أبي قرة، به.
وقال الترمذي عقبه: "قال عمرو بن علي: قال يحيى (يعني بن سعيد القطان): وهذا عندي حديث منكر. قال أبو عيسى: وهذا حديث غريب من حديث أنس، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا".
وفي سنده المغيرة بن أبي قُرّة السدوسي هذا، وهو مستور؛ وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله./ ثقات ابن حبان (5/ 409)، والتقريب (2/ 270 رقم 1326)، والتهذيب (10/ 268رقم 480). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإسناد لأجله.
وأما حديث ابن عمر رضي الله عنهما فيرويه محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن ريسان، عن إسحاق بن محمد البيروني، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، أنه قال: قلت: يا رسول الله، أرسل وأتوكل؟ فقال:"قيد وتوكل".
أخرجه الخطيب في رواة مالك -كما في كنز العمال (3/ 103رقم 5689)، وكما في إتحاف السادة المتقين (9/ 507) -.
وابن عساكر -كما في تهذيب تاريخه (2/ 454) - و -كما في المصدرين السابقين-، وانظر تخريج أحاديث مشكلة الفقر للألباني (ص 24).
وهذا الحديث ضعيف جداً لا يصلح للاستشهاد به، ففي سنده محمد بن عبد الرحمن بن مجبر بن ريسان، قال عنه ابن عدي: روى عن الثقات بالمناكير (كذا!)، وعن أبيه، عن مالك بالبواطيل (كذا أيضاً!).
وقال ابن يونس: ليس بثقة، متروك الحديث، غير مأمون.
وقال الدارقطني: منكر الحديث. وقال الخطيب: كذاب، وكذا قال مسلمة بن قاسم في الصلة./ الكامل لابن عدي (6/ 2290)، والميزان (3/ 621 رقم7840)، واللسان (5/ 246 رقم 852).
وأما مرسل ابن أبي ليلى فأخرجه علي بن الجعد في مسنده (2/ 881 رقم 2477)، من طريق شريك، عن هلال الوزان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أترك ناقتي أو بعيري وأتوكل، أو أعقله وأتوكل؟ قال:"بل أعقله وتوكل".
وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله، ولسوء حفظ شريك القاضي -كما تقدم في الحديث (497) -.
وعليه فالحديث بهذه الشواهد -عدا حديث ابن عمر- يرتقي لدرجة الحسن لغيره، والله أعلم.