الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حبيبة بنت أبي تِجْراة
834 -
و 835 - حديث: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي".
أورده في ترجمة حبيبة بنت أبي تِجْراة (1)، ولم يصح.
(1) في أصل (أ) هكذا: (بنت تجراة) ومعلق بهامشها: (أبي).
834 -
المستدرك (4/ 70): أخبرني مخلد بن جعفر، ثنا محمد بن جرير، حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي، ثنا الخليل بن (عثمان)، قال: سمعت عبد الله بن نُبَيْه يحدث عن جدته صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، قالت: كانت لنا صُفة في الجاهلية، قالت: فآطلعت من كوة بين الصفا والمروة، فأشرفت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا هو يسعى، ويقول لأصحابه:"اسعوا، فإن الله تعالى كتب عليكم السعي"، قالت: رأيته في شدة السعي يدور الإزار حول بطنه حتى رأيت بياض إبطيه وفخذيه.
تخريجه:
الحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 232رقم2764).
والطبراني في الكبر (24/ 227رقم 576).
كلاهما من طريق محمد بن عمر بن علي المقدمي، به نحوه.
وتابع ابن نبيه عدة، منهم: منصور بن عبد الرحمن، وموسى بن عبيد، والوليد بن عبد الله، وعطاء بن أبي رباح. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما رواية منصور بن عبد الرحمن فأخرجها الدارقطني في سننه (2/ 255 رقم 84).
ومن طريقه البيهقي في سننه (5/ 97) في الحج، باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة.
من طريق عبد الله بن المبارك، أخبرني معروف بن مشكان، أخبرني منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية، قالت: أخبرتني نسوة من بني عبد الدار اللائي أدركن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره بنحوه هكذا دون التصريح باسم حبيبة، وهي من بني عبد الدار -كما سيأتي مصرحاً به في بعض طرق الحديث الآتي رقم (835) - وهي ممن عرف بهذا الحديث -كما سيأتي في الطرق الآتية-.
أما طريق موسى بن عبيد فهي التي أخرجها ابن خزيمة في صحيحه (4/ 233رقم 2765) فقال: ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن واصل مولى أبي عيينة، عن موسى بن عبيد، عن صفية بنت شيبة، أن امرأة أخبرتها، فذكره.
قال ابن خزيمة عقبه: "هذه المرأة التي لم تسم في هذا الخبر: حبيبة بنت أبي تجراة" وخالف محمد بن يحيى أحمد بن منصور الرمادي في روايته للحديث عن عبد الرزاق حيث قال: نا عبد الرزاق، قال: نا هشام بن حسان، يحدث عن واصل، عن موسى بن عبيدة، عن صفية بنت شيبة قالت: كنت في خوخة.
أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 256رقم 89) فقال: نا محمد بن مخلد، نا أحمد بن منصور الرمادي، فذكره هكذا بجعل شيخ عبد الرزاق هشاماً، وقال:"موسى بن عبيدة"، وجعل الحديث في مسند صفية.
وخالفهما ابن أبي عمر فقال: حدثنا عبد الرزاق، ثنا هشام، عن بديل، عن موسى بن عقبة، عن صفية بنت شيبة قالت: كنت في خوخة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه ابن أبي عمر في مسنده -كما في المطالب العالية المسندة (ل 46/ ب) وهو في المطبوع (1/ 366رقم1233) -.
وأما طريق الوليد بن عبد الله فأخرجها ابن أبي عمر في الموضع السابق، فقال: حدثنا وكيع، عن إبراهيم بن يزيد، عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة من بني نوفل قالت: فذكره وزاد: وسمعته وهو يقول وهو يسعى:"رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم".
وهذا إسناد ضعيف جداً، فإبراهيم بن يزيد الخُوزي -بضم المعجمة، وبالزاي- متروك الحديث -كما في التقريب (1/ 46 رقم 303) -، وانظر الكامل (1/ 227 - 229)، والتهذيب (1/ 179 - 180 رقم 327).
وأما متابعة عطاء فهي الآتية برقم (835)، وهي ضعيفة -كما سيأتي بيان ذلك-.
دراسة الإسناد:
الحديث في سنده الخليل بن عثمان التميمي، ولم أجد من ترجم له.
وقال الألباني في حاشيته على صحيح ابن خزيمة: "لم أجد له ترجمة".
قلت: واسمه في المستدرك: "الخليل بن عمر"، والصواب ما أثبته لأمرين:
1 -
ما جاء في صحيح ابن خزيمة، ومعجم الطبراني من أن اسمه هكذا.
2 -
ذكر المزي رحمه الله له في تهذيب الكمال (3/ 1249) في شيوخ محمد المقدمي.
وشيخ الخليل هذا هوعبد الله بن نُبيه، ولم أجد من ذكره، وقال الألباني في حاشيته على صحيح ابن خزيمة: و"نبيه" أظنه محرفاً من: "خثيم"، وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم ثقة معروف بالرواية عن صفية".
قلت: لو تحرف الاسم عند ابن خزيمة، فهل يتحرف أيضاً عند الطبراني، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحاكم مع اختلاف الطريق؟!! بل الصواب أن هذا اسمه، غير أنه مجهول.
وأما الطريق الأخرى التي رواها منصور بن عبد الرحمن وتقدم ذكرها، فقد نقل صاحب نصب الراية عن صاحب التنقيح أنه قال:"إسناده صحيح، ومعروف بن مشكان باني كعبة الرحمن صدوق، لا نعلم من تكلم فيه، ومنصور هذا ثقة، مخرج له في الصحيحين".
قلت: منصور هذا هو ابن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث العبدري، الحَجَبي، وهو ابن صفية بنت شيبة ثقة من رجال الشيخين./ الجرح والتعديل (8/ 174رقم 771)، والتقريب (2/ 276رقم 1388)، والتهذيب (10/ 310 رقم 542).
ومعروف بن مُشكان -بضم أوله وسكون المعجمة-، أبو الوليد المكي، باني الكعبة مقريء مشهور مقدم في القراءة، قليل الحديث، قال عنه ابن عبد الهادي في التنقيح -كما سبق-:"صدوق لا نعلم من تكلم فيه"، وقال الحافظ في التقريب (2/ 264 رقم1270):"صدوق"، وانظر التهذيب (10/ 232رقم 425)، ومعرفة القراء الكبار للذهبي (10/ 130 رقم 47).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً من هذه الطريق لجهالة الخليل بن عثمان، وابن نبيه، وهو حسن لذاته من الطريق التي رويت عن منصور بن عبد الرحمن، وانظر الحديث الآتي.
835 -
المستدرك (4/ 70): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا عبد الله بن المؤمل المكي، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، حدثني عطاء بن أبي رباح، عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت: دخلت على دار أبي حسين في نسوة من قريش، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطوف بين الصفاء والمروة، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو يسعى، يدور به إزاره من شدة السعي، وهو يقول لأصحابه:"اسعوا، فإن الله عز وجل كتب عليكم السعي".
تخريجه:
الحديث أخرجه الِإمام أحمد في مسنده (6/ 421) من طريق يونس، به نحوه. هكذا على أن الحديث من رواية عطاء عن حبيبة.
والصواب أن عطاء يروي الحديث عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة -كما روى ذلك الشافعي في مسنده (1/ 351 رقم 907) فقال: أخبرنا عبد الله بن المؤمل العائذي، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفية بنت شيبة، قالت: أخبرتني بنت أبي تجراة -إحدى نساء بني عبد الدار-، فذكره بنحوه.
وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 226رقم 573).
والدارقطني في سننه (2/ 256رقم 87 و 88).
وابن عدي في الكامل (4/ 1456).
وأبو نعيم في الحلية (9/ 158 - 159).
والبيهقي في سننه (5/ 98).
وفي المعرفة (2/ ل 299 أ).
وابن عبد البر في التمهيد (2/ 100 - 101).
والبغوي في شرح السنة (7/ 140 - 141 رقم 1921).
جميعهم من طريق الشافعي، به نحوه.
وتابع الشافعي عليه أبو نعيم الفضل بن دكين، وحميد بن عبد الرحمن، ومعاذ بن هانيء البهراني، ومحمد بن ماهان.
أما رواية أبي نعيم الفضل بن دكين فقد أخرجها ابن عبد البر في التمهيد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (2/ 100) فقال: أخبرنا عبيد بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن مسرور، قال: حدثنا عيسى بن مسكين، قال: أخبرنا محمد بن سنجر، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن السهمي، عن عطاء، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة -امرأة من أهل اليمن- قالت: فذكره بنحوه هكذا على أن حبيبة من أهل اليمن.
وأما رواية حميد بن عبد الرحمن فأخرجها الطبراني في الكبر (24/ 226رقم 574)، فقال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا علي بن حكيم الأودي، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن المؤمل، فذكره بنحو رواية الشافعي.
وأما رواية معاذ بن هانيء البهراني فأخرجها ابن سعد في الطبقات (8/ 247) فقال: أخبرنا معاذ بن هانيء البهراني، حدثنا عبد الله بن المؤمل المكي، فذكره بنحوه.
هكذا رواه ابن سعد عن معاذ.
ورواه الدارقطني في سننه (2/ 255رقم 86) فقال: نا محمد بن مخلد، نا محمد بن إسحاق الصغاني، نا يونس بن محمد، ومعاذ بن هانيء قالا: نا ابن المؤمل، عن عبد الله بن محيصن، عن عطاء، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة، فذكره بنحوه هكذا بتسمية شيخ ابن المؤمل عبد الله بن محيصن.
وأما رواية محمد بن ماهان، فأخرجها بحشل في تاريخ واسط (ص 157)، فقال: ثنا سليمان بن داود بن ثابت الخزاز، قال: أنا محمد بن ماهان، قال: ثنا عبد الله بن زيد أبو المؤمل المكي، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفية بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة
…
، الحديث بنحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالف الشافعي سريج بن النعمان، ومحمد بن سنان العوفي، ومحمد بن بشر، واختلف على سريج فيه أيضاً.
فرواه الإمام أحمد في المسند (6/ 421 - 422).
وأحمد بن زهير عند ابن عبد البر في التمهيد (2/ 99 - 100).
كلاهما قالا: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفية، فذكره بنحوه هكذا بحذف عمر بن عبد الرحمن.
وخالفهما محمد بن العباس المؤدب عند الطبراني في الكبير (24/ 225 رقم 572) فقال: ثنا سريج بن النعمان الجوهري، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن صفية بنت شيبة، فذكره بنحوه هكذا بحذف عطاء وإثبات عمر.
وأما مخالفة محمد بن سنان العوفي فهي ما ذكرها ابن عبد البر في التمهيد (2/ 101) من طريق العقيلي: حدثنا محمد بن أيوب، قال: أخبرنا محمد بن سنان العوفي، قال: أخبرنا عبد الله بن المؤمل المكي، قال: أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة يقال لها: حبيبة بنت أبي تجراة قالت: دخلت المسجد أنا ونسوة معين من قريش، قالت: والنبي عليه السلام يطوف بالبيت، قالت: وإنه ليسعى حتى إني لأرثي له وهو يقول لأصحابه: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي".
قال ابن عبد البر: هكذا قال: "يطوف بالبيت"، وأسقط من إسناد الحديث عطاء.
وأما مخالفة محمد بن بشر للشافعي فرواها ابن أبي شيبة في المصنف -كما في نصب الراية (3/ 56) -.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 226 - 227 رقم 575).
وابن عبد البر في التمهيد (2/ 101). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ل 364 أ).
ثلاثتهم من طريق ابن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا عبد الله بن المؤمل المخزومي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء، عن حبيبة بنت أبي تجراة، فذكره بنحوه هكذا بتسمية شيخ ابن المؤمل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وإسقاط صفية بنت شيبة، والسياق للطبراني، وسياق ابن عبد البر نحوه.
دراسة الإسناد:
الحديث هنا من طريق الحاكم معلول بثلاثة أمور:
1 -
الانقطاع في سنده بحذف صفية بنت شيبة كما تقدم، وكما سيأتي.
2 -
أن مدار الحديث على عبد الله بن المؤمل، وتقدم في الحديث (746) أنه: ضعيف الحديث.
3 -
الاضطراب في سنده -كما يتضح من تخريج الحديث-.
وهل الاضطراب فيه من ابن المؤمل، أو ممن دونه؟
قال ابن القطان: "وعندي أن الوهم من عبد الله بن المؤمل، فإن ابن أبي شيبة إمام كبير. وشيخه محمد بن بشر ثقة، وابن المؤمل سيء الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث اضطراباً كثيراً، فأسقط عطاء مرة، وابن محيصن أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وأبدل ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عبدرية تارة، ويمنية أخرى، وفي الطواف تارة، وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى، وكل ذلك دليل على سوء حفظه، وقلة ضبطه، والله أعلم. اهـ. من نصب الراية (3/ 56).
وأما ابن عبد البر رحمه الله فقال في التمهيد (2/ 101 - 102) بعد أن ذكر حديث الشافعي: "وذكره أبو بكر بن أبي شيبة فأخطأ في إسناده، إما هو، وإما محمد بن بشر" ثم ذكر الحديث من طريقهما، وقال: "أخطأ في موضعين من الإسناد أحدهما: أنه جعل موضع عمر بن عبد الرحمن، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الله بن أبي حسين، والآخر: أنه أسقط صفية بنت شيبة من الإسناد، فأفسد إسناد هذا الحديث، ولا أدري ممن هذا؟ أمن أبي بكر؟ أم من محمد بن بشر؟ ومن أيهما كان فهو خطأ لا شك فيه، وقد رواه محمد بن سنان العوفي، عن عبد الله بن المؤمل فجعله بالطواف بالبيت"، ثم ذكر الحديث السابق من طريق محمد بن سنان، ثم قال: "هكذا قال: يطوف بالبيت، وأسقط من إسناد الحديث عطاء، والصحيح في إسناد هذا الحديث ومتنه ما ذكره الشافعي، وأبو نعيم؛ إلا أن قول أبي نعيم: امرأة من أهل اليمن ليس بشيء، والصواب ما قال الشافعي، والله أعلم.
فإن قال قائل: إن عبد الله بن المؤمل ليس ممن يحتج بحديثه لضعفه، وقد انفرد بهذا الحديث، قيل له: هو سيء الحفظ فلذلك اضطربت الرواية عنه، وما علمنا له ضربة تسقط عدالته، وقد روى عنه جماعة من جلّة العلماء، وفي ذلك ما يرفع حاله، والاضطراب عنه لا يسقط حديثه؛ لأن الاختلاف على الأئمة كثير، ولم يقدح ذلك في روايتهم، وقد اتفق شاهدان عدلان عليه، وهما الشافعي، وأبو نعيم، وليس من لم يحفظ ولم يُقم، حجة كل من أقام وحفظ". اهـ.
قلت: لم يطلع ابن عبد البر على متابعة محمد بن ماهان، وحميد بن عبد الرحمن للشافعي، وهي موافقة لروايته -كما يتضح من سياقها-.
وكان قد سبق ابن عبد البر إلى ترجيح هذه الرواية الدارقطني رحمه الله في العلل حيث قال: "والصحيح قول من قال: عن عمر بن محيصن، عن عطاء، عن صفية، عن حبيبة بنت أبي تجراة، وهو الصواب". اهـ. من نصب الراية (3/ 57).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لما تقدم في دراسة الإسناد، وهو ضعيف فقط من طريق الشافعي ومن وافقه على الرواية لحال ابن المؤمل.
فهذا انضمت رواية منصور بن عبد الرحمن التي هي حسنة لذاتها ومرّ ذكرها =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في الحديث السابق رقم (834) إلى رواية الشافعي ومن وافقه التي رجح العلماء أنها هي الصواب ازداد الحديث قوّة.
وله شاهد من حديث تملك، وبَرة، وابن عباس رضي الله عنهم.
أما حديث تملك العبدرية فأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 206 - 207 رقم 529).
والبيهقي في سننه (5/ 98) في الحج، باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة.
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ل 379 أ).
وأبو نعيم في المعرفة (2/ ل 340 أ).
وابن عبد البر في التمهيد (2/ 103) من طريق العقيلي.
جميعهم من طريق يوسف بن موسى القطان، ثنا مهران بن أبي عمر، ثنا سفيان، ثنا المثنى بن الصباح، عن المغيرة بن أبي حكيم، عن صفية بنت شيبة، عن تملك، قالت: نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في غرفة لي بين الصفا والمروة، وهو يقول: "إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا: هذا سياق الطبراني.
قال الهيثمي في المجمع (3/ 248):"فيه المثنى بن الصباح، وقد وثقه ابن معين في رواية، وضعفه جماعة".
وقال البيهقي: "تفرد به مهران بن أبي عمر، عن الثوري".
قلت: أما المثنى بن الصباح فتقدم في الحديث (768) أنه ضعيف.
وأما مهران بن أبي عمر العطار، أبو عبد الله الرازي، فهو صدوق إلا أنه: سيء الحفظ./ الكامل (6/ 2453 - 2454)، والتقريب (2/ 279رقم 1419)، والتهذيب (10/ 327رقم 572).
وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإسناد لأجلهما. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه الطبراني أيضاً في الموضع السابق (24/ 323رقم 813) من طريق المثنى على أنه من مسند صفية).
وأما حديث برة بنت أبي تجراة فأخرجه الواقدي في المغازي (2/ 1099) فقال: حدثني علي بن محمد، عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن برة بنت أبي تجراة، قالت: فذكره بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف جداً لأجل الواقدي حيث تقدم مراراً أنه: متروك.
ومن طريق الواقدي أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 255رقم 85).
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 184رقم11437) من طريق ابن جريج، وإسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس قال: سئل رسول الله -صلى اللُا عليه وسلم- عام حج عن الرمل فقال: "إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا".
قال الهيثمي في المجمع (3/ 248): "فيه المفضل بن صدقة، وهو متروك".
قلت: ولا يصلح من هذه الشواهد لتقوية الحديث سوى حديث تملك العبدرية، فيه يتقوى الحديث، والله أعلم.
فإن قيل: إن صفية روت الحديث مرة عن حبيبة، ومرة عن تملك، ومرة عن برة، فهل يؤثر ذلك في قوة الحديث؟
فالجواب ما ذكره ابن حجر رحمه الله في الفتح (3/ 498) حيث قال: "واختلف على صفية بنت شيبة في اسم الصحابية التي أخبرتها به، ويجوز أن تكون أخذته عن جماعة، فقد وقع عند الدارقطني عنها: (أخبرتني نسوة من بني عبد الدار)، فلا يضره الاختلاف". اهـ. والله أعلم.