الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحباب بن المنذر
(1)
741 -
حديث (الحباب)(2) بن المنذر:
أشرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر (3) بخصلتين، فقبلهما مني
…
الحديث.
قلت: حديث منكر (4).
(1) العنوان لم يتضح في (أ)، وليس في (ب)، وأثبته مختصراً من التلخيص.
(2)
في (أ) و (ب): (الخيار)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
(3)
قوله: (يوم بدر) ليس في (ب).
(4)
في التلخيص: (قلت: حديث منكر، وسنده).
741 -
المستدرك (3/ 426 - 427): حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، ثنا أبو العباس بن سعيد الحافظ، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، ثنا أبو حفص الأعشى، أخبرني بسام الصيرفي، عن أبي الطفيل الكناني، أخبرني حباب بن المنذر الأنصاري، قال: أشرت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوم بدر بخصلتين، فقبلهما مني، خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة بدر، فعسكر خلف الماء، فقلت: يا رسول الله، أبِوَحْي فعلت، أو برأي؟ قال:"برأي يا حباب"، قلت: فإن الرأي أن تجعل الماء خلفك، فإن لجأت لجأت إليه، فقبل ذلك مني.
فحدثني أبو عبد الله الأصبهاني، ثنا الحسين بن الجهم، ثنا الحسن بن الفرج، ثنا محمد بن عمر، حدثنا ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن ابن عباس قال: نزل جبرئيل عليه الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:"الرأي ما أشار إليه الحباب"، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"يا حباب أشرت بالرأي".
حدثني أبو إسحاق المزكي، ثنا أبو العباس بن سعيد الحافظ، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي، ثنا أبو حفص الأعشى، ثنا بسام الصيرفي، عن أبي الطفيل الكناني، عن حباب بن المنذر، قال: ونزل جبرئيل عليه الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:"أي الأمرين أحب إليك، تكون في دنياك مع أصحابك، أو ترد على ربك فيما وعدك من جنات النعيم من الحور العين، والنعيم المقيم، وما اشتهت نفسك، وما قرت به عينك؟ " فاستشار أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، تكون معنا أحب إلينا، وتخبرنا بعورات عدونا، وتدعو الله لينصرنا عليهم، وتخبرنا من خبر السماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"ما لك لا تتكلم يا حباب؟ " فقلت: يا رسول الله، اختر حيث اختار لك ربك، فقبل ذلك مني.
تخريجه:
الحديث هنا من طريقين:
* الأولى: طريق أبي الطفيل الكناني.
ذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 10) فقال:"روى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق أبي الطفيل
…
"، ثم ذكره بنحوه.
* الثانية: طريق عكرمة عن ابن عباس التي يرويها الواقدي.
وهذه أخرجها ابن سعد في الطبقات (3/ 567) من طريق الواقدي أيضاً.
دراسة الإسناد:
الحديث بالطريق الأولى في سنده أبو حفص الأعشى، ولم أجد من ذكره.
والراوي عنه يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي لم أجده أيضاً، وقد ذكر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحافظ ابن حجر في اللسان (6/ 310 رقم 1120) رجلاً اسمه يعقوب بن يوسف غير منسوب، وهو في طبقة هذا الذي معنا، ونقل عن الدارقطني أنه ضعفه، فلعله هو.
أما الحديث بالطريق الثانية فهو من رواية الواقدي، وتقدم في الحديث (577) أنه متروك.
ومع ذلك فهو من رواية داود بن الحصين، عن عكرمة، وتقدم في الحديث (655) أن روايته عنه منكرة.
الحكم علي الحديث:
الحديث ضعيف بالطريق الأولى لجهالة أبي حفص الأعشى، ويعقوب الضبي، وتقدم نقل تضعيف ابن حجر له.
أما بالطريق الثانية فهو ضعيف جداً لأجل الواقدي.
وأما النكارة التي قصدها الذهبي، فلأجل تفرد يعقوب بن يوسف بالحديث عن أبي حفص الأعشى، في الطريق الأولى.
وأما الطريق الثانية، فمع وجود الواقدي في الإسناد، فإنها من رواية داود بن الحصين، عن عكرمة، وتقدم أن هذه الرواية منكرة.
وأما إشارة الحباب بن المنذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقد أخرجها ابن إسحاق في المغازي -كما في سيرة ابن هشام (2/ 272) -، فقال: حُدِّثت عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة؛ فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس، حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغوّر ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً، فنملؤه ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقد أشرت بالرأي"، فنهض =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أوفى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب، فغوّرت، وبنى حوضاً على القليب الذي نزل عليه، فمُلى ماء"، فقذفوا فيه الآنية. اهـ.
ورواه ابن إسحاق أيضاً في ذكر قصة غزوة بدر؛ فقال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، وحدثني الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر، وغيرهم من علمائنا، فبعضهم قد حدث بما لم يحدث به بعض، وقد اجتمع حديثهم فيما ذكرت لك من يوم بدر، قالوا
…
، فذكر حديث قصة بدر بطوله، وفيه موضع الشاهد بنحو سياق ابن هشام السابق.
أخرجه البيهقي في الدلائل (3/ 31 - 35).
والحديث من رواية ابن هشام ضعيف جداً، لأنه معضل.
ومن رواية البيهقي ضعيف لإرساله.
وعليه فالحديث باق على ضعفه، والله أعلم.