الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
22 - كِتَابُ الرُّؤيا
[1 - باب]
مِنَ الصِّحَاحِ:
3559 -
قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لم يَبْقَ مِن النبوَّةِ إلّا المبشِّراتِ، قالوا: وما المبشِّراتُ؟ قال: الرؤيا الصالحةُ يَراها المسلمُ، أو تُرَى لهُ"(1).
3560 -
وقال: "الرؤيا الصالحةُ جزءٌ مِن ستةٍ وأربعينَ جزءًا مِن النبوةِ"(2).
(1) • أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 12/ 375، كتاب التعبير (91)، باب المبشِّرات (5)، الحديث (6990).
• وأخرجه من رواية ابن عباس رضي الله عنهما، مسلم في الصحيح 1/ 348، كتاب الصلاة (4)، باب النهي عن قراءة القرآن. . . (41)، الحديث (208/ 479).
(2)
هذا الحديث متفق عليه من ثلاث طرق وانفرد البخاري بطريق:
• الأولى: من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 373، كتاب التعبير (91)، باب الرؤيا الصالحة. . . (4)، الحديث (6988)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1774، كتاب الرؤيا (42)، الحديث (8/ 2263) واللفظ له.
• الثانية: من رواية عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق، الحديث (6987)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، الحديث (7/ 2264).
• الثالثة: من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه البخاري في المصدر السابق 12/ 361، =
3561 -
وقال: "مَن رآني في المنامِ فقد رآني فإنَّ الشيطانَ لا يتمثَّلُ في صورتي"(1).
3562 -
وقال: "مَن رآني فقد رأى الحقَّ"(2).
3563 -
وقال: "مَن رآني في المنامِ فسَيراني في اليقظةِ، ولا يتمثَّلُ الشيطانُ بي"(3).
3564 -
وقال: "الرؤيا الصالحةُ مِن اللَّهِ والحلمُ مِن الشيطانِ، فإذا رَأَى أحدُكم ما يحبُّ فلا يحدِّثْ بهِ إلّا مَن يحبُّ، وإذا رَأَى ما يكرهُ فليتعوَّذْ باللَّهِ مِن شرِّها ومِن شرِّ الشيطانِ وليتفُلْ ثلاثًا [عن يسارِه](4) ولا يحدِّثْ بها
= باب رؤيا الصالحين (2)، الحديث (6983)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق، عقب الحديث (7/ 2264).
• وأخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 12/ 373، كتاب التعبير (91)، باب الرؤيا الصالحة. . . (4)، الحديث (6989) واللفظ له.
(1)
متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 202، كتاب العلم (3)، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم (38)، الحديث (110) واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1774، كتاب الرؤيا (42)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام. . ."(1)، الحديث (10/ 2266).
• وأخرجه من رواية أنس رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 12/ 373، كتاب التعبير (91)، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (10)، الحديث (6994).
(2)
متفق عليه من رواية أبي قتادة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في المصدر نفسه، الحديث (6996)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1776، كتاب الرؤيا (42)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام. . . "(1)، الحديث (2267) واللفظ لهما.
• وأخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، البخاري في المصدر السابق، الحديث (6997) واللفظ له.
(3)
متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 383، كتاب التعبير (91)، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (10)، الحديث (6993)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1775، كتاب الرؤيا (42)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام. . . "(1)، الحديث (11/ 2266) واللفظ لهما.
(4)
ساقطة من مخطوطة برلين، وأثبتناها من المطبوعة، وهي موجودة عند مسلم.
أحدًا فإنها لن تضرَّهُ" (1).
3565 -
وقال: "إذا رَأَى أحدُكم الرؤيا يكرهُها فليبصُقْ عن يسارِه ثلاثًا وليستعذْ باللَّهِ مِن الشيطانِ ثلاثًا، وليتحوَّلْ عن جنبِه الذي كانَ عليهِ"(2).
3566 -
وقال: "إذا اقتربَ الزمانُ لم تَكَدْ تَكذبُ رؤيا المؤمنِ، ورؤيا المؤمنِ جزءٌ مِن ستةٍ وأربعينَ جزءًا مِن النبوةِ، وما كانَ مِن النبوةِ فإنه لا يكذبُ"(3) رواه محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ محمدٌ، وأنا أقولُ: الرؤيا ثلاثٌ حديثُ النفسِ، وتخويفُ الشيطانِ، وبُشرَى مِن اللَّهِ، فمَن رأَى شيئًا يكرهُه فلا يقصَّه على أحدٍ وليقمْ فليُصَلِّ، قال: وكانَ يَكرهُ الغُلَّ في النومِ ويعجِبُه القَيْدُ، ويقالُ: القَيْدُ ثباتٌ في الدينِ. وأدرجَ (4) بعضُهم الكلَّ في الحديثِ.
(1) متفق عليه من رواية أبي قتادة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 338، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3292)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1772، كتاب الرؤيا (42)، الحديث (4/ 2261) واللفظ له.
(2)
أخرجه من رواية جابر رضي الله عنه، مسلم في المصدر نفسه، الحديث (5/ 2262).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 404 - 405، كتاب التعبير (91)، باب القيد في المنام (26)، الحديث (7017) واللفظ له، وأخرجه مسلم في المصدر السابق 4/ 1773، الحديث (6/ 2263)، قوله:(قال محمد) هو ابن سيرين وقد ذكر البخاري القول عقب الحديث.
(4)
أورد البخاري الحديث في المصدر السابق من طريقين، الأولى: وفيها بيان صاحب القول -وهو محمد بن سيرين- من طريق معتمر عن عوف، عن محمد ابن سيرين، عن أبي هريرة. ثم الثانية: فقال فيها (وروى قتادة ويونس وهشام وأبو هلال عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأدرجه بعضهم كله في الحديث، وحديث عوف أَبْيَنُ! وقال يونس: لا أحسبه إلّا عن النبي صلى الله عليه وسلم)، وكذلك مسلم أورد في الصحيح 4/ 1773 روايات للحديث وفيها:(عن أيوب، بهذا الإِسناد، وقال في الحديث، قال أبو هريرة: فيعجبني القيد وأكره الغل) ثم أورد رواية عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:(وأدرج في الحديث قوله: وأكره الغُلّ. . .) فيكون الإِدراج في الحديث من رواية قتادة، عن ابن سيرين، كما صرِّحت بذلك رواية مسلم في الصحيح.
3567 -
عن جابر قال: "جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: رأيتُ في المنامِ كأنَّ رأسي قُطِعَ، قال: فضحكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: إذا لعبَ الشيطانُ بأحدِكم في منامِه فلا يحدِّثْ به الناسَ"(1).
3568 -
وعن أنس رضي الله عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"رأيتُ ذاتَ ليلةٍ فيما يرَى النائمُ كأنَّا في دارِ عُقبةَ بنِ رافع فأُتينا برُطَبٍ مِن رُطَبِ ابنِ طابٍ فأَوَّلتُ أنَّ الرِّفعةَ لنا في الدنيا، والعاقِبةَ في الآخرةِ وأنَّ دَينَنا قد طابَ"(2).
3569 -
عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنه: "في رؤيا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في المدينةِ: رأيتُ امرأةً سوداءَ ثائرةَ الرأسِ خرجَتْ مِن المدينةِ حتَّى نزلَتْ مَهْيَعَةَ، فتأوَّلْتُها: أنَّ وباءَ المدينةِ نُقِلَ إلى مَهْيَعةَ، وهي الجُحْفَةُ"(3).
3570 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "رأيتُ في المنامِ أني أُهاجِرُ مِن مكةَ إلى أرضٍ بها نخلٌ، فذهبَ وَهْلي إلى أنها اليمامةُ، أو هَجَر، فإذا هي المدينةُ يثرب، ورأيتَ في رؤيايَ هذه أني هَزَزْتُ سيفًا فانقطعَ صدرُه، فإذا هو ما أُصيبَ مِن المؤمنينَ (4)
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1777، كتاب الرؤيا (42)، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به. . . (2)، الحديث (16/ 2268).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1779، كتاب الرؤيا (42)، باب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (4)، الحديث (18/ 2270) وقد تحرَّف اسم عقبة بن رافع في النسخة المطبوعة بالمطبعة التجارية إلى:(عقبة بن رافا) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين، وكذلك قوله:"فأتينا" تحرف في المطبوعتين إلى (فأتانا) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين قوله: "من رطب ابن طاب" قيل هو رجل من أهل البادية ينسب إليه نوع من التمر.
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 425، كتاب التعبير (91)، باب المرأة السوداء (42)، الحديث (7039)، قوله:"إلى مَهْيَعَة وهي الجحفة" قال ياقوت في معجم البلدان 2/ 111 عن الجُحْفة: (بالضم ثم السكون والفاء، كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة. . . وكان اسمها يومئذٍ مَهْيَعة).
(4)
كذا في المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم، والعبارة في المخطوطة:(بالمؤمنين).
يومَ أُحُدٍ، ثمَّ هَزَزْتُه (1) أُخرَى فعادَ أحسنَ ما كانَ، فإذا هوَ ما جاءَ اللَّهُ بهِ مِن الفتحِ واجتماعِ المؤمنينَ" (2).
3571 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"بينا أنا نائمٌ، أُتيتُ بخزائِنِ الأرضِ فوُضِعَ في كفَّي سِوارانِ مِن ذهبِ فكبُرا عليَّ، فأُوحيَ إلي أنْ انفخْهما فنفخْتُهما فذهَبا، فأَوَّلتُهما الكذَّابَيْنِ اللذيْنِ أنا بينَهما، صاحبَ صنعاءَ وصاحبَ اليمامةِ"(3) وفي رواية: "يقالُ لأحدِهما مُسَيْلمةُ صاحبُ اليمامةِ، والعَنْسيُّ صاحبُ صنعاءَ"(4).
3572 -
وقالت أم العلاءِ الأنصاريةُ: "رأيتُ لعثمانَ بنِ مظعون رضي الله عنه في النومِ عينًا تجري، فقَصَصْتُها على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: ذاكَ عملُه يُجْرَى لهُ"(5).
(1) في المطبوعة (هززت) وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق للفظ البخاري ومسلم.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 627، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3622)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1779 - 1780، كتاب الرؤيا (42)، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (4)، الحديث (20/ 2272) واللفظ لها. قوله:"وَهْلي" بسكون الهاء ويفتح، أي وهمي، قوله:"اليمامة" جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، وبلاد الجو منسوبة إليها وسُمِّيت باسمها، قوله:"هَجَر" بفتح الهاء والجيم، بلد باليمن، قوله:"فإذا هي المدينة يثرب" في المطبوعتين هو: (فإذا هي مدينة يثرب) والصواب ما أثبتناه من مخطوطة برلين.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 89، كتاب المغازي (64)، باب وفد بني حنيفة. . . (70)، الحديث (4375)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1781، كتاب الرؤيا (42)، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (4)، الحديث (22/ 2274) واللفظ لها.
(4)
أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 6/ 627، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة. . . (25)، الحديث (3621)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 542، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (10)، الحديث (2292) وقال:(حديث صحيح حسن غريب) واللفظ له.
(5)
أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 410، كتاب التعبير (91)، باب العين الجارية. . . (27)، الحديث (7018)، ضمن رواية مطوَّلة.
3573 -
عن سَمُرَة بنِ جُنْدب رضي الله عنه أنّه قال: "كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى أقبلَ علينا بوجهِه فقال: مَن رَأَى منكم الليلةَ رؤيا؟ قال: فإنْ رَأَى أحدٌ قَصَّها فيقولُ ما شاءَ اللَّهُ، فسأَلَنا يومًا فقالَ: هل رَأَى منكم أحدٌ رؤيا؟ قلنا: لا، قال: لكني رأيتُ الليلةَ رَجُلَيْنِ أَتَياني فأَخَذا بيديَّ وأخرجاني إلى أرضٍ مقدَّسةٍ، فإذا رجلٌ جالسٌ ورجلٌ قائمٌ بيدِهِ كَلُّوبٌ (1) مِن حديدٍ، يُدْخِلُه في شِدْقِه فيشقَه حتَّى يبلغَ قفاهُ، ثمَّ يفعلُ بشدقِه الآخرِ مثلَ ذلكَ ويَلتئمُ شِدقُه هذا، فيعودُ فيصنعُ مثلَه (2)، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى أتيْنا على رجلٍ مضطَجِعٍ على قفاهُ، ورجلٌ قائمٌ على رأسِه بِفِهْرٍ (3)، أو صخرةٍ، يشدخُ بها رأسَهُ، فإذا ضربَه تَدَهْدَهَ (4) الحجرُ فانطلقَ إليهِ ليأخذَه، فلا يرجعُ إلى هذا حتَّى يلتئمَ رأسُه وعادَ رأسُه كما كانَ، فعادَ إليه فضربَه، فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى أتيْنا إلى نَقْبٍ (5) مثلِ التنورِ، أَعلاهُ ضيقٌ وأسفلُه واسعٌ تتوقَّدُ تحتَه نارٌ، فإذا اتَّقدَتْ ارتفَعُوا حتَّى يَكادُوا يخرجونَ منها، فإذا خَمَدَتْ رجعُوا فيها، [وفيها] (6) رجالٌ ونساءٌ عُراةٌ فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى أتيْنا على نهرٍ مِن دمٍ فيهِ رجلٌ قائمٌ، وعلى شَطِّ النهرِ رجلٌ بينَ يديهِ حجارةٌ، فأقبلَ الرجلُ الذي في النهرِ،
(1) قوله: "كَلُّوبُ" بفتح الكاف وتشديد اللام المضمومة، وقد يقال له كلاب أيضًا، حديدة معوجَّة الرأس.
(2)
اضطربت العبارة في المخطوطة، والتصويب من المطبوعة وصحيح البخاري.
(3)
قوله: "بِفِهْرٍ" بكسر الفاء وسكون الهاء، أي آخذ بحجر ملء الكف، والصخرة: الحجر العظيم.
(4)
قوله: "تَدَهْدَهَ" أي تدحرج.
(5)
قوله: "إلى نقب" كذا وردت في المطبوعتين ومخطوطة برلين، ولكنها في صحيح البخاري، وفي المشكاة "إلى ثَقْب" وقال القاري في المرقاة 4/ 546:(ثقب، بفتح مثلثة وسكون قاف، وفي نسخة بنون مفتوحة في أوله، وهو الموافق لما في "المصابيح" ومؤداهما واحد).
(6)
قوله: "وفيها" ساقط من المطبوعة بالمطبعة التجارية والصواب ما أثبتناه كما في مخطوطة برلين.
فإذا أرادَ أنْ يخرجَ رَمَى الرجلُ بحجرٍ في فيهِ فردَّه حيثُ كانَ، فجعلَ كلما جاءَ ليخرجَ رَمَى في فيهِ بحجرٍ فيرجعُ كما كانَ، فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلِقْ فانطلَقْنا حتَّى انتهَيْنا إلى روضةٍ خضراءَ فيها شجرةٌ عظيمةٌ وفي أصلِها شيخٌ وصبيانِ، وإذا رجلٌ قريبٌ مِن الشجرةِ وبينَ يديهِ نارٌ يوقِدُها، فصَعَدا بيَ الشجرةَ فأَدخَلاني دارًا وسطَ الشجرةِ لم أَرَ قَطُّ أحسنَ منها، فيها رجالٌ شيوخٌ وشُبَّانٌ ونساءٌ وصِبيانٌ، ثمَّ أخرجاني منها فصَعَدا بيَ الشجرةَ فأدخلاني دارًا هي أفضلُ وأحسنُ، فيها شيوخٌ وشبانٌ فقلتُ لهما: إنكما قد طَوَّفتُماني الليلةَ فأخبِرأني عما رأيتُ؟ قالا: نعم، أمَّا الرجلُ الذي رأيتَه يُشَقُّ شدقُه فكذَّابٌ يحدِّثُ بالكذبةِ فتُحْمَلُ عنه حتَّى تبلغَ الآفاقَ، فيُصنَعُ بهِ ما تَرَى إلى يومِ القيامةِ، والذي رأيتَه يُشدَخُ رأسُه فرجلٌ علَّمَه اللَّهُ القرآنَ فنامَ عنه بالليلِ ولم يعملْ بما فيهِ بالنهارِ، يُفعَلُ بهِ ما رأيتَ إلى يومِ القيامةِ، والذي رأيتَه في النَّقْبِ فهم الزُّناةُ، والذي رأيتَهُ في النهرِ آكِلُ الربا، والشيخُ الذي رأيتَه في أصلِ الشجرةِ إبراهيم عليه السلام والصبيانُ حولَه فأولادُ الناسِ، والذي يوقِدُ النَّارَ مالِكٌ خازِنُ النَّارِ، والدارُ الأولى التي دخلتَ دارُ عامَّةِ المؤمنينَ، وأمَّا هذه الدارُ فدارُ الشهداءِ، وأنا جبريلُ وهذا ميكائيلُ فارفعْ رأسَكَ، فرفعْتُ رأسي فإذا فوقي مثلُ السحابِ -وفي رواية: مثلُ الربابةِ البيضاءِ (1) - قالا: ذاكَ منزلُكَ، قلتُ: دَعاني أَدْخُلْ منزِلي، قالا: إنه بقي لكَ عمرٌ لم تَستكمِلْهُ فإذا استكمَلْتَهُ أتيتَ منزلَك" (2).
(1) هذه الرواية أخرجها البخاري في الصحيح 12/ 439، كتاب التعبير (91)، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (48)، الحديث (7048) والربابة: السحابة التي ركب بعضها على بعض.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 251 - 152، كتاب الجنائز (23)، باب (93)، وهو ما يلي باب ما قيل في أولاد المشركين (92)، الحديث (1386) واللفظ له، وأخرج أصله مسلم في الصحيح 4/ 1781، كتاب الرؤيا (42)، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم (4)، الحديث (23/ 2275).
مِنَ الحِسَان:
3574 -
عن أبي رُزَيْن العُقَيْليِّ رضي الله عنه أنّه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"رؤيا المؤمنِ جزءٌ مِن ستةٍ وَأَرْبَعِينَ جزءًا مِن النبوةِ، وهي على رجلِ طائرٍ ما لم يحدِّثْ بها فإذا حدَّثَ بها وقعَتْ -وأحسبُه قال- لا يُحدِّثْ إلّا حبيبًا أو لبيبًا"(1) وفي رواية: "الرؤيا على رجلِ طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ، فإذا عُبِّرت وقعَت -أحسبُه قال- ولا تَقُصَّها إلَّا على وادٍّ أو ذي رأيٍ"(2).
3575 -
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "سئلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن وَرَقَةَ؟ فقالَت لهُ خديجةُ: إنه كانَ صدَّقَكَ ولكنْ ماتَ قبلَ أنْ تظهرَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُريتُه في المنامِ وعليهِ ثيابٌ بيضٌ، ولو كانَ مِن أهلِ النَّارِ لكانَ عليهِ لباسٌ غيرُ ذلكَ"(3).
3576 -
عن أبي بَكْرة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال ذاتَ يوم: "مَن رَأَى منكم رُؤيا؟ فقال رجلٌ: أنا رأيتُ كأنَّ ميزانًا نزلَ مِن السماءِ فوُزِنْتَ أنتَ وأبو بكرٍ فرجَحْتَ أنتَ بأبي بكرٍ، ووزِنَ أبو بكرٍ
(1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند، ص 147، الحديث (1088)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 12، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 536، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في تعبير الرؤيا (6)، الحديث (2278 - 2279) واللفظ له، وقال:(حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 390، كتاب تعبير الرؤيا، باب القيد ثبات في الدين، وقال:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.
(2)
أخرجه من رواية أبي رُزَيْن العقيلي رضي الله عنه أحمد في المسند 4/ 10، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 283 - 284، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في الرؤيا (96)، الحديث (5020) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1288، كتاب تعبير الرؤيا (35)، باب الرؤيا إذا عُبِّرت وقعت. . . (6)، الحديث (3914).
(3)
أخرجه أحمد في المسند 6/ 65، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 540، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. . . (10)، الحديث (2288) واللفظ له.
وعمرُ فرجحَ أبو بكرٍ، ووزِنَ عمرُ وعثمانُ فرجحَ عمرُ، ثمَّ رُفِعَ الميزانُ فرأيتُ الكراهيةَ في وجهِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم" (1).
3577 -
ورويَ: "أنَّ خزيمةَ بنَ ثابتٍ رأى فيما يَرَى النائمُ أنه سجدَ على جبهةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبرَهُ، فاضطَجَعَ لهُ وقال: صدِّقْ رؤياكَ فسجدَ على جبهتِهِ"(2) واللَّه المستعان.
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 44، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 29 - 30، كتاب السنة (34)، باب في الخلفاء (9)، الحديث (4634) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 540، كتاب الرؤيا (35)، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. . . (10)، الحديث (2287)، وقال:(حديث حسن صحيح).
(2)
أخرجه من رواية خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، أحمد في المسند 5/ 215، وذكره المزي في تحفة الأشراف 3/ 128، الحديث (3532) وعزاه للنسائي، وأخرجه البغوي في شرح السنة 12/ 225، الحديث (3285) واللفظ له والراوي هو ابن خزيمة عن عمّه.