المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌16 - كِتَابُ الإِمَارَةِ وَالقَضَاءِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما على الوُلاةِ من التيسير

- ‌3 - باب العمل في القضاء والخوف منه

- ‌4 - باب رزق الولاة وهداياهم

- ‌17 - كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب إعداد آلة الجهاد

- ‌3 - باب آداب السفر

- ‌4 - باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإِسلام

- ‌5 - باب القتال في الجهاد

- ‌6 - باب حكم الأسارى

- ‌7 - باب الأمان

- ‌8 - باب قسمة الغنائم والغلول فيها

- ‌9 - باب الجِزْيَة

- ‌10 - باب الصلح

- ‌12 - باب الفَيْءِ

- ‌18 - كِتَابُ الصَّيْدِ والذَّبَائِحِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - بابُ ذِكر الكَلْبِ

- ‌3 - باب ما يحل أكله وما يحرم

- ‌4 - بَابُ العقِيقةِ

- ‌19 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الضيافة

- ‌فصل

- ‌3 - باب الأشربة

- ‌4 - باب النقيع والأنبذة

- ‌5 - باب تغطية الأواني وغيرها

- ‌20 - كِتَابُ اللِّبَاسِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الخاتم

- ‌3 - باب النِّعَال

- ‌4 - باب الترجيل

- ‌5 - باب التصاوير

- ‌21 - كِتَابُ الطِّبِ والرُّقى

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الفأل والطيرة

- ‌3 - باب الكهانة

- ‌22 - كِتَابُ الرُّؤيا

- ‌[1 - باب]

- ‌23 - كِتَابُ الآدَابِ

- ‌[1 - بابُ السَّلامِ]

- ‌2 - باب الاستئذان

- ‌3 - باب المصافحة والمعانقة

- ‌4 - باب القيام

- ‌5 - باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌6 - باب العُطاس والتثاؤب

- ‌7 - باب الضحك

- ‌8 - باب الأسامي

- ‌9 - باب البيان والشعر

- ‌10 - باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌11 - باب الوعد

- ‌12 - باب المزاح

- ‌13 - باب المفاخرة والعصبية

- ‌14 - باب البِّرِ والصِّلَةِ

- ‌15 - باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌16 - باب الحب في اللَّهِ ومِن اللَّهِ

- ‌18 - باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌20 - باب الغضب والكبر

- ‌21 - باب الظلم

- ‌22 - باب الأمر بالمعروف

- ‌24 - كِتَابُ الرِّقاقِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب فضل الفقراء وما كان من عَيْشِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب الأمل والحرص

- ‌4 - باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌5 - باب التوكل والصبر

- ‌6 - باب الرياء والسمعة

- ‌7 - باب البكاء والخوف

- ‌8 - باب تغير الناس

- ‌9 - باب

- ‌25 - كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - باب أشراط الساعة

- ‌4 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌5 - باب قصة ابن الصياد

- ‌8 - باب لا تقوم الساعة إلّا على الشرار

- ‌[26 - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق]

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌2 - باب الحشر

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌6 - باب رُؤية اللَّه تعالى

الفصل: ‌[1 - باب]

‌24 - كِتَابُ الرِّقاقِ

[1 - باب]

مِنَ الصِّحَاحِ:

3997 -

قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ مِن الناسِ: الصِّحَّةُ والفَرَاغُ"(1).

3998 -

وقال: "واللهِ ما الدُّنيا في الآخرةِ إلّا مِثْلُ ما يجعلُ أحدُكم إصبَعَهُ في اليمِّ فلينظرْ بمَ يرجعُ"(2).

3999 -

وعن جابر: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ بجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فقالَ: أيُّكم يُحِبُّ أَنَّ هذا لهُ بدرهمٍ؟ فقالوا: ما نحبُّ أنهُ لنا بشيءٍ فقال: فَواللَّهِ للدنيا أهونُ على اللَّهِ مِن هذا عليكُم"(3).

4000 -

وقال: "الدُّنيا سجنُ المؤمنِ وجَنَّةُ الكافرِ"(4).

(1) أخرجه من رواية ابن عباس رضي الله عنهما، البخاري في الصحيح 11/ 229، كتاب الرقاق (81)، باب ما جاء في الرقاق. . . (1)، الحديث (6412).

(2)

أخرجه من رواية المستورد رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2193، كتاب الجنة. . . (51)، باب فناء الدنيا. . . (14)، الحديث (55/ 2858).

(3)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2272، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (2/ 2957) قوله:"أَسَكّ" هو صغير الأذن أو عديمها، أو مقطوعها.

(4)

أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2272، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (1/ 2956).

ص: 415

4001 -

وقال: "إنَّ اللَّهَ لا يظلمُ مؤمنًا حسنةً، يُعطَى بها في الدنيا ويُجزَى بها في الآخرةِ، وأمَّا الكافرُ فيُطعَمُ بحسناتِ ما عملَ بها للَّهِ في الدنيا حتَّى إذا أفضَى إلى الآخرةِ لم يَكُنْ له حسنةٌ يُجْزَى بها"(1).

4002 -

وقال: "حُجِبَتْ النّارُ بالشهواتِ، وحُجِبَتْ الجنةُ بالمَكارِه"(2).

4003 -

وقال: "تَعِسَ عبدُ الدينارِ وعبدُ الدرهمِ وعبدُ الخَميصَة، إنْ أُعطيَ رضي وإنْ لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ وإذا شيكَ فلا انتقشَ، طُوبى لعبدٍ آخذٍ بعِنانِ فرسِه في سبيلِ اللَّهِ أشعثٍ رأسُه مغْبَّرةٍ قدماهُ إنْ كانَ في الحراسة كانَ في الحراسةِ، وإنْ كانَ في الساقةِ كانَ في الساقةِ، إنْ استأذَنَ لم يُؤذَنْ لهُ وإنْ شَفَعَ لم يُشَفَّعْ"(3).

4004 -

عن أبي سعيد الخدري أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ مما أخافُ عليكُم مِن بعدي ما يُفتَحُ عليكُم مِن زهرةِ الدنيا وزينتِها، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ أَوَ يأتي الخيرُ بالشرِّ؟ فسكتَ حتَّى ظنَنَّا أنهُ يُنزَلُ عليهِ، قال: فمسحَ عنه الرُّحَضَاءَ وقال: أينَ السائلُ؟ وكأنَّهُ حَمِدَهُ فقال: إنَّه لا يأتي الخيُر بالشرِّ، وإنَّ مما يُنبِتُ الربيعُ ما يَقتُلُ حَبَطًا أو يُلِمُّ، إلَّا آكِلَةَ الخُضَرِ، أَكَلَتْ حتَّى إذا امتدَّتْ خاصِرَتَاها استقبَلَتْ عينَ الشمسِ فَثَلَطتْ

(1) أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2162، كتاب صفات المنافقين. . . (50)، باب جزاء المؤمن. . . (13)، الحديث (56/ 2808).

(2)

متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 320، كتاب الرقاق (81)، باب حجبت النار. . . (28)، الحديث (6487)، واللفظ له، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2174، كتاب الجنة. . . (51)، الحديث (1/ 2822).

(3)

أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 6/ 81، كتاب الجهاد (56)، باب الحراسة. . . (70)، الحديث (2887)، قوله:"تَعِسَ" أي انكبَّ وعثر. و"انتكس" انقلب. و"شيك فلا انتقش" أي لا أخرجه من الموضع الذي دخله. ونقش الشوكة: استخراجها، وهذا دُعاءٌ عليه.

ص: 416

وبَالَتْ، ثمَّ عادَتْ فأَكَلَتْ، وإنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فمَن أخذَهُ بحقِّه ووَضَعَهُ في حقِّه فنِعْمَ المعُونَةُ هُوَ، ومَن أخذَهُ بغيرِ حقِّهِ كانَ كالذي يأكلُ ولا يشبعُ، ويكونُ شهيدًا عليهِ يومَ القيامةِ" (1).

4005 -

وقال: "واللَّهِ ما الفقرَ أَخْشَى عليكُم، ولكِنْ أخشَى عليكُم أنْ تُبْسَطَ عليكُم الدنيَا كما بُسِطَتْ على مَن قبلَكم، فَتَنَافسُوها كما تَنَافَسُوها وتُهلِكَكُم كما أهلَكَتْهُم"(2).

4006 -

وقال: "اللَّهمَّ اجعلْ رزقَ آلِ محمدٍ قُوتًا"(3) ويروى: "كَفَافًا"(4).

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 327، كتاب الزكاة (24)، باب الصدقة على اليتامى (47)، الحديث (1465)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 728 - 729، كتاب الزكاة (12)، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا (41)، الحديث (123/ 1052)، قوله:"أَوَيأتي الخيرُ بالشرِّ" بفتح الواو، والاستفهام للاسترشاد، والمعنى: أيفتح علينا ويأتي الخير من الغنائم، مصحوبًا بالشرِّ المترتب عليه ترك الخير من الطاعة والعبادة مما يخاف علينا، قوله:"الرُّحَضَاء" بضم الراء وفح الحاء المهملة وبالضاد المعجمة وبالمد، عَرَق الحُمّى، والمعنى أنه مسح عنه عرقًا كعرق الحمى، قوله: حَبَطًا" بفتحتين أي انتفاخ بطن من الامتلاء، قوله: "أويُلِمُّ" بضم ياء وتشديد ميم أي يكاد، أن يقتل والمعنى أن الربيعَ يُنبِتُ خيار العُشب، فتستكثر منه الماشية لاستطابتها إياه حتَّى تنتفخ بطونها، فتنفتق أمعاؤها من ذلك فتموت، قوله: "الخَضِرَ" بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين وفي نسخة بضم ففتح، وهو الطري الغضُّ من النبات، والمعنى: يَقتلُ أو يُلِم كل آكلةٍ إلّا آكلة الخضر على الوجه المذكور، قوله: "استقبلت عين الشمس" والمعنى أنها بركت مستقبلة إليها تستمري بذلك ما أكلت، ولم تأكل ما فوق طاقة كرشها حتَّى تقتلها كثرة الأكل، قوله: "فَتَلَطَتْ" أي ألقت روثها رقيقًا سهلًا.

(2)

متفق عليه من رواية عمرو بن عوف رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 319 - 320، كتاب المغازي (64)، باب (12)، الحديث (4015)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2273 - 2274، كتاب الزهد. . (53)، الحديث (6/ 2961)، واللفظ لهما.

(3)

متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 283، كتاب الرقاق (81)، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم. . . (17)، الحديث (6460)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2281، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (18/ 1055) واللفظ له.

(4)

أخرجه مسلم في المصدر نفسه، قوله:"كفافًا" بفتح الكاف هو من القوت ما يكفُّ الرجلَ عن الجوع.

ص: 417

4007 -

وقال: "قد أفلحَ مَن أسلمَ ورُزِقَ كَفَافًا وقنَّعَهُ اللَّهُ بما آتاهُ"(1).

4008 -

وقال: "يقولُ العبدُ: مالي مالي، إنَّما لهُ مِن مَالِهِ ثلاثٌ: ما أكلَ فأَفْنَى أو لَبِسَ فأَبْلَى أو أَعْطَى فاقتَنَى، ما سِوَى ذلكِ فهوَ ذَاهِبٌ وتَارِكُه للناسِ"(2).

4009 -

وقال: "يَتْبَعُ الميتَ ثلاثةٌ فيَرجعُ اثنانِ ويبقَى معَهُ واحدٌ: يتبعُهُ أهلُه ومالُه وعملُه، فيرجِعْ أهلُه ومالُه، ويبقَى عملُه"(3).

4010 -

عن عبد اللَّه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أيُّكم مالُ وارثِهِ أحبُّ إليهِ مِن مالِه؟ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ما مِنَا أحدٌ إلّا مالُه أحبُّ إليهِ، قال: فإنَّ مالَهُ ما قدَّمَ ومالُ وارثِهِ ما أخَّرَ"(4).

4011 -

عن مُطَرف، عن أبيه قال: "أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} (5) قال، يقولُ ابنُ آدمَ: مالي مالي قال:

(1) أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 2/ 730، كتاب الزكاة (12)، باب في الكفاف. . . (43)، الحديث (125/ 1054).

(2)

أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 4/ 2273، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (4/ 2959).

(3)

متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 362، كتاب الرقاق (81)، باب سكرات الموت (42)، الحديث (6514)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2273، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (5/ 2960) واللفظ لهما.

(4)

أخرجه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، البخاري في الصحيح 11/ 260، كتاب الرقاق (81)، باب ما قدَّم من ماله. . . (12)، الحديث (6442).

(5)

سورة التكاثر (102)، الآية (1).

ص: 418

وهل لكَ مِن مالِكَ يا ابنَ آدَم إلّا ما أكلْتَ فأَفنَيْتَ أو لَبِسْتَ فأَبليْتَ أو تصدَّقْتَ فأَمضَيْتَ" (1).

4012 -

وقال: "ليس الغِنى عن كثرةِ العَرَضِ، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النفسِ"(2).

مِنَ الحِسَان:

4013 -

عن أبي هريرة قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَن يَأْخُذْ عَنّي هؤلاءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أو يُعَلِّمُ مَن يعملُ بهنَّ؟ قلتُ: أنا يا رسولَ اللَّهِ، فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا فقال: اتَّقِ المَحَارِمَ تكنْ أَعْبَدَ الناسِ، وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لكَ تكنْ أغنَى الناسِ، وأَحسِنْ إلى جارِكَ تكن مؤمنًا، وأَحِبَّ للناسِ ما تحبُ لنفسِك تكنْ مسلمًا، ولا تُكْثِرِ الضحكَ فإنَّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ"(3)(غريب).

4014 -

عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2273، كتاب الزهد. . . (53)، الحديث (3/ 2958)، ووالد مُطَرِّف هو: عبد اللَّه بن الشِّخِّير رضي الله عنه.

(2)

متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 271، كتاب الرقاق (81)، باب الغنى غنى النفس. . . (15)، الحديث (6446)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 726، كتاب الزكاة (12)، باب ليس الغنى عن كثرة العرض (40)، الحديث (120/ 1051).

(3)

أخرجه أحمد في المسند 2/ 310، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 551، كتاب الزهد (37)، باب من اتقى المحارم. . . (2)، الحديث (2305)، واللفظ له، وقال:(حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث جعفر بن سليمان)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1410، كتاب الزهد (37)، باب الورع والتقوى (24)، الحديث (4217)، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص 42، باب ما جاء في حفظ الجار. . .، واللفظ له، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 16، وعزاه أيضًا للبيهقي في شعب الإيمان.

ص: 419

"إنَّ اللَّهَ يقولُ: ابنَ آدَم تفرَّغْ لعبادتي املأ صدرَكَ غِنَى وأَسُدَّ فقرَكَ، وإنْ لا تفعلْ ملأتُ يدَكَ شغلًا ولم أَسُدَّ فقرَكَ"(1).

4015 -

عن جابر قال: "ذُكِرَ رجلٌ عندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعبادةٍ واجتهادٍ، وذُكِرَ آخرُ بِرِعَةٍ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تَعدِلْ بالرِّعَةِ شيئًا"(2) يعني الورع.

4016 -

و"قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ (3) وهو يَعِظُه: اغتنمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَكَ قبلَ هرمِكَ، وصحتَكَ قبلَ سقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فقرِكَ، وفراغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحياتَك قبلَ موتكَ"(4)(مرسل).

(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 358، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 642، كتاب صفة القيامة (38)، باب (30)، الحديث (2466)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1376، كتاب الزهد (37)، باب الهم بالدنيا (2)، الحديث (4107) واللفظ لهم.

(2)

أخرجه الترمذي في السنن 4/ 669، كتاب صفة القيامة (38)، باب (60)، الحديث (2519).

(3)

قوله: "لرجل" مُثْبَتٌ في الأصل المخطوط، وفي المطبوعة الأميرية، ولكنه ساقط من مطبوعة المكتبة التجارية.

(4)

هذا الحديث مخرَّجٌ من طريقين:

• الأولى من رواية عمرو بن ميمون الأودي مرسلًا، أخرجه عبد اللَّه بن المبارك في الزهد، ص 2، باب التحضيض على طاعة اللَّه عز وجل، الحديث (2) واللفظ له، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 2/ 16، الحديث (1210)، وعزاه لأحمد في الزهد، وذكره المزي في تحفة الأشراف 13/ 328، الحديث (19179)، وعزاه للنسائي في (الكبرى) كتاب المواعظ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 148، ضمن ترجمة عمرو بن ميمون الأودي (258)، وذكره السيوطي في المصدر السابق، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه الشهاب القضاعي في المسند 1/ 425، باب اغتنم خمسًا. . . (481)، الحديث (729) من طريق ابن المُبارك واللفظ لهم.

• الطريق الثانية: من رواية ابن عباس رضي الله عنهما موصولًا، أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 306، كتاب الرقاق، باب نعمتان مغبون فيهما. . .، وقال:(على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 2/ 16، الحديث (1210)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1430، =

ص: 420

4017 -

عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"ألا إنَّ الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلّا ذكرَ اللَّهِ وما وَالَاهُ وعالمًا أو متعلمًا"(1).

4018 -

عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"ما ينتظر أحدُكم إلّا غنًى مُطْغِيًا، أو فقرًا مُنْسِيًا، أو مَرضًا مُفْسِدًا، أوهَرَمًا مُفْنِدًا، أو موتًا مُجْهِزًا، أو الدجال فالدجالُ شرُّ غائبٍ يُنتَظَرُ، أو الساعةَ والساعةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"(2).

4019 -

وعن سهل بن سعد قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لو كانَت الدُّنيا تَعْدِلُ عندَ اللَّهِ (3) جناحَ بعوضةٍ ما سقَى كافرًا منها شربةَ ماءٍ"(4).

= الحديث (5174)، وعزاه للترمذي مرسلًا، ولم نجده عند الترمذي، وكذلك لم يعزه المزي في تحفة الأشراف 13/ 328 إلى الترمذي، ولا السيوطي في الجامع الصغير.

(1)

أخرجه الترمذي في السنن 4/ 561، كتاب الزهد (37)، باب (14)، وهو ما يلي باب ما جاء في هوان الدنيا. . . (13)، الحديث (2322)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1377، كتاب الزهد (37)، باب مثل الدنيا (3)، الحديث (4112)، وقد تأخر هذا الحديث في مخطوطة برلين بعد الذي يليه.

(2)

أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 3، باب التحضيض على طاعة اللَّه عز وجل، الحديث (7) واللفظ له، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 552، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في المبادرة بالعمل (3)، الحديث (2306)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2434، ضمن ترجمة محرز بن هارون، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 321، كتاب الرقاق، باب تمثيل آخر الدنيا، وقال:(إن كان معمر بن راشد سمع من المقبري فالحديث صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، واللفظ له، وأخرجه الشهاب القضاعي في المسند 2/ 31 - 32، باب ما ينتظر أحدكم. . . (540)، الحديث (823 - 824)، واللفظ له، قوله:"مُفْنِدًا" الرواية فيه بالتخفيف، ومن شدده فليس بمصيب، يقال: أفنده الكبر: يعني الذي لا يدري ما يقول من غاية كبره.

(3)

الورقة (232) من مخطوطة برلين رُمِّمَتْ بخط مغاير وليس فيها اختلاف عن المطبوعة.

(4)

أخرجه الترمذي في السنن 4/ 560، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في هوان الدنيا. . . (13)، الحديث (2320)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1377، =

ص: 421

4020 -

عن ابن مسعود قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لا تَتَّخِذوا الضيْعَةَ فترغبُوا في الدنيا"(1).

4021 -

وقال "مَن أحبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بآخِرَتهِ، ومَن أحبُّ آخرَتَة أَضَرَّ بدنياهُ فآثِروا ما يَبْقَى على ما يَفْنَى"(2).

4022 -

عن أبي هريرة، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لُعِنَ عبدُ الدينارِ، ولُعِنَ عبدُ الدرهمِ"(3).

4023 -

عن كعب بن مالك، عن أبيه قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى

= كتاب الزهد (37)، باب مثل الدنيا (37)، الحديث (4110)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 253؛ ضمن ترجمة سلمة بن دينار (240)، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 5/ 328، الحديث (7480)، وعزاه للضياء المقدسي في المختارة، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 228 - 229، الحديث (4027).

(1)

أخرجه أحمد في المسند 1/ 377، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 565، كتاب الزهد (37)، باب (20)، وهو ما قبل باب ما جاء في طول العمر. . . (21)، الحديث (2328)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 322، كتاب الرقاق، وقال:(صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 612، كتاب الزهد (40)، باب فتنة المال (1)، الحديث (2471)، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 13/ 431، الحديث (5177)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، واللفظ لهم.

(2)

أخرجه من رواية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أحمد في المسند 4/ 412، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص 612، كتاب الزهد (40)، باب فتنة المال (1)، الحديث (2473)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 308، كتاب الرقاق، باب من أحب دنياه. . .، وذكره الخطيب التبريزي في المشكاة 3/ 1431، الحديث (5179)، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 238 - 239، الحديث (4038) واللفظ لهم.

(3)

أخرجه الترمذي في السنن 4/ 587، كتاب الزهد (37)، باب (42)، وهو ما يلي باب ما جاء في أخذ المال (41)، الحديث (2375).

ص: 422

اللَّهُ عليه وسلم: "ما ذئبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنمٍ بأَفْسَدَ لها مِن حرصِ المرءِ على المالِ والشرفِ لدينِهِ"(1).

4024 -

عن خَبَّاب، عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ما أنفقَ المؤمنُ مِن نَفَقَةٍ إلّا أُجِرَ فيها إلَّا نَفَقَتَهُ في هذا الترابِ"(2).

4025 -

عن أنس قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"النفقةُ كلُّها في سبيلِ اللَّهِ إلّا البناءَ فلا خيرَ فيهِ"(3)(غريب).

4026 -

وقال: "إنَّ كلَّ بناءٍ وبالٌ على صاحِبِه إلَّا مَالَا، إلَّا مَالَا" يعني إلَّا مَا لَا بُدَّ منه (4).

4027 -

عن أبي هاشم بن عتبة أنّه قال: "عهدَ إليَّ رسولُ اللَّهِ

(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 460، وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 304، كتاب الرقائق، باب ما ذئبان جائعان، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 588، كتاب الزهد (37)، باب (43)، الحديث (2376)، وقال:(حسن صحيح)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص 612، كتاب الزهد (40)، باب فتنة المال (1)، الحديث (2472)، واللفظ لهم.

(2)

أخرجه أحمد في المسند 5/ 110، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 651، كتاب صفة القيامة (38)، باب (40)، الحديث (2483)، وقال:(حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1394، كتاب الزهد (37)، باب في البناء والخراب (13)، الحديث (4163)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 64، الحديث (3620)، واللفظ له، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 146، ضمن ترجمة خباب بن الأرت (23).

(3)

أخرجه الترمذي في السنن 4/ 651، كتاب صفة القيامة (38)، باب (40)، الحديث (2482) واللفظ له، وقال:(حديث غريب)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1087، ضمن ترجمة زافر بن سليمان.

(4)

أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه، أحمد في المسند 3/ 220، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 403، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في البناء (169)، الحديث (5238) واللفظ له، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 416، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في النهي عن اتخاذ الغرف.

ص: 423

صلى اللَّهُ عليه وسلم قال: إنما يَكْفيكَ مِن جمعِ المالِ خادِمٌ ومَركَبٌ في سبيلِ اللَّهِ" (1).

4028 -

عن عثمان أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ليسَ لابنِ آدَم حقٌّ في سِوَى هذه الخِصَال: بيتٌ (2) يَسْكنُه، وثوبٌ يُوَارِي بهِ عورَتَهُ، وجِلْفُ الخبزِ والماءِ"(3).

4029 -

عن سهل بن سعد قال: "جاءَ رجلٌ فقال: يا رسولَ اللَّهِ دُلَّني على عمل إذا أنا عَمِلْتُهُ أَحَبَّني اللَّهُ وأَحَبني النَّاسُ، قال: ازهَدْ في الدنيا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وازهَدْ فيما عندَ الناسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ"(4).

(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 290، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 564، كتاب الزهد (37)، باب (19)، وهو ما يلي باب ما جاء في الهمِّ في الدنيا. . . (18)، الحديث (2327) واللفظ لهما، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 218 - 219، كتاب الزينة (48)، باب اتخاذ الخادم. . . (119)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1374، كتاب الزهد (37)، باب الزهد في الدنيا (1)، الحديث (4103)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 614، كتاب الزهد (40)، باب فيما يكفي من الدنيا (8)، الحديث (2478)، وذكره المنذي في الترغيب والترهيب 4/ 123 - 124، فضل في عيش السلف، الحديث (75)، وعزاه لرُزَين.

(2)

قال القاري في المرقاة 5/ 32: (بالجر، وروي بالرفع، وكذا فيما بعده من الخصال المُبَيَّنة).

(3)

أخرجه أحمد في المسند 1/ 62، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 571 - 572، كتاب الزهد (37)، باب (30)، وهو ما يلي باب ما جاء في الزهادة في الدنيا (29)، الحديث (2341) واللفظ له، وقال:(حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 312، كتاب الرقاق، باب الأشياء التي لا بد لابن آدم منها، وقال:(صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، قوله:"جِلْف" بكسر الجيم، وسكون اللام، الغليظ اليابس من الخبز.

(4)

أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1373 - 1374، كتاب الزهد (37)، باب في الزهد في الدنيا (1)، الحديث (4102)، وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 11، ضمن ترجمة خالد بن عمرو الأموي (413)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 237، الحديث (5972)، وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 902، ضمن ترجمة خالد بن عمرو القرشي، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 313، كتاب الرقاق، باب ازهد في الدنيا. . .،=

ص: 424

4030 -

عن ابن مسعود: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نامَ على حصيرٍ فقامَ وقد أَثَّرَ في جسدِهِ فقال ابنُ مسعودٍ: يا رسولَ اللَّهِ لو أَمَرْتَنا أنْ نَبْسُطَ لكَ ونعملَ، فقالَ: مالِي وللدُّنيا، وما أنا والدُّنيا إلّا كرَاكِبٍ استظَلَّ تحتَ شجرةٍ ثم راحَ وتركَها"(1).

4031 -

وعن أبي أُمَامَةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَغْبَط أوليائي عندي لمؤمنٌ خفيفُ الحَاذِ، ذو حظٍ مِن الصلاةِ، أحسنَ عبادةَ ربِّهِ وأطاعَهُ في السرِّ، وكانَ غامِضًا في النّاسِ لا يُشَارُ إليه بالأصابعِ، وكانَ رزقُهُ كَفَافًا فصبَر على ذلكَ، ثمَّ نقدَ بيدِهِ فقال: عُجِّلَتْ مَنِيَّتُه، قَلَّتْ بواكِيهِ، قَلَّ تُرَاثُه"(2).

= وأخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 253، ضمن ترجمة سلمة بن دينار (240)، واللفظ له، وذكره التبريزي في المشكاة 3/ 1433، وعزاه للترمذي ولابن ماجه، ولكن عزوه للترمذي غير سديد، يقول القاري في المرقاة 5/ 33:(قال ميرك، أظن أن ذكر الترمذي وقع سهوًا من نساخ الكتاب، أو من صاحبه، فإن الحافظ المنذري، والإمام النووي، والشيخ الجزري رحمهم اللَّه تعالى قالوا كلهم: رواه ابن ماجه فقط، فتأمل).

(1)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (من زيادة نعيم بن حماد)، ص 54، باب في التواضع وكراهية الكبر، الحديث (195)، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 391، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 588، كتاب الزهد (37)، باب (44)، الحديث (2377)، وقال:(هذا حديث حسن صحيح)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1376، كتاب الزهد (37)، باب مثل الدنيا (3)، الحديث (4109)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 310، كتاب الرقاق، باب إذا أحبَّ اللَّه عبدًا حماه الدنيا، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 236، الحديث (4034) واللفظ له.

(2)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (من زيادة نعيم بن حماد)، ص 54، باب في التواضع. . .، الحديث (196)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 252، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 575، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الكفاف. . . (35)، الحديث (2347)، وقال:(حديث حسن) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1378 - 1379، كتاب الزهد (37)، باب من لا يُؤبُه له (4)، الحديث (4117)، قوله:"خفيف الحاذ" بتخفيف الذال المعجمة أي خفيف الحال الذي يكون قليل المال.

ص: 425

4032 -

وقال: "عرضَ عليَّ ربي ليجعلَ لي بطحاءَ مكةَ ذهبًا فقلتُ: لا يا ربِّ، ولكنْ أشبعُ يومًا وأجوعُ يومًا، فإذا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إليكَ وذكرتُكَ، وإذا شَبِعْتُ حمدتُكَ وشكرتُك"(1).

4033 -

عن عبدِ (2) اللَّهِ بن مِحْصَن قال، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَن أصبحَ منكم آمنًا في سَرْبِهِ، مُعَافًى في جسدِه، عندَه قُوتُ يومِهِ، فكأنما حِيزَتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرِها"(3)(غريب).

4034 -

وعن المِقْدَامِ بن مَعْدِ يكرب أنّه قال، سمعث رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"ما ملْأ آدميٌّ وِعَاءً شرًا مِن بطنٍ بحسبِ ابنِ آدَم أُكُلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإنْ كانَ لا محالةَ: فثلثٌ طعامٌ، وثلثٌ شرابٌ، وثلثٌ لِنَفَسِهِ"(4).

(1) أخرجه من رواية أبي أمامة رضي الله عنه، ابن المبارك في الزهد، (من زيادات نعيم بن حماد)، ص 54، باب في التواضع. . .، عقب الحديث (196)، واللفظ له، وأخرجه في المسند 5/ 254، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 575، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء في الكفاف. . . (35)، عقب الحديث (2347)، وقال:(حديث حسن).

(2)

"عبد اللَّه بن مِحْصَن"كذا ورد في الأصل المخطوط وفي المطبوعتين، ولكنه عند البخاري، والترمذي، وابن ماجه: عبيد اللَّه بن مِحْصَن، وقد ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 363، فقال:(عبيد اللَّه بن محصن الأنصاري، يروي عنه ابنه سلمة، وقيل: بل هو عبد اللَّه).

(3)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 113، باب من أصبح آمنًا في سربه، الحديث (301)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 574، كتاب الزهد (37)، باب (34)، وهو ما يلي في التوكل على اللَّه (33)، الحديث (2346)، وقال:(حديث حسن غريب)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1387، كتاب الزهد (37)، باب القناعة (9)، الحديث (4141) واللفظ لهما سوى قوله:"بحذافيرها" فلم تأت عندهما، قوله:"وسِرْبِه" المشهور كسر السين أي في نفسه، وقيل: السِّربُ الجماعة، فالمعنى: في أهله وعياله، وقيل: بفتح السين، أي في مسلكه وطريقه، وقيل: بفتحتين أي في بيته، قوله:"حيزت" وهي الجمع والضم.

(4)

أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 213، باب في طلب الحلال، الحديث (603)، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 132، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 590، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء =

ص: 426

4035 -

عن ابن عمر: "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سمعَ رجلًا يَتَجَشَّأُ فقال: أَقْصِرْ مِن جُشَائكَ، فإنَّ أطولَ الناسِ جوعًا يومَ القيامةِ أطولُهم شِبَعًا في الدنيا"(1).

4036 -

وقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لكلِّ أمةٍ فتنةً، وفتنةُ أمتي المالُ"(2).

4037 -

عن أنس، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "يُجَاءُ بابنِ آدَمَ يومَ القيامةِ كأنه بَذَجٌ فيُوقَفُ بينَ يدي اللَّهِ فيقولُ له: أعطيتُكَ وخَوَّلتُكَ

= في كراهية كثر الأكل (47)، الحديث (2380)، وقال:(حديث حسن صحيح)، واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1111، كتاب الأطعمة (29)، باب الاقتصاد في الأكل. . . (50)، الحديث (3349)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 328، كتاب الأطعمة (19)، باب فيما يكفي الإنسان من الأكل. . . (6)، الحديث (1348)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 121، كتاب الأطعمة، باب كان أحب الفاكهة إلى النبي صلى الله عليه وسلم البطيخ، وصححه الذهبي، قوله:"أُكُلات" بضمتين، والأكلة بالضم اللقمة.

(1)

هذا الحديث قد لفق البغوي فيه، فجعله من رواية ابن عمر رضي الله عنهما، بينما اللفظ هو من رواية أيوب بن عثمان منقطعًا، أخرجه بهذا اللفظ ابن المبارك في الزهد، ص 213، باب في طلب الحلال، الحديث (604)، والمصنف نفسه في شرح السنة 14/ 250، الحديث (4049)، كتاب الرقاق، باب القناعة بالقليل من الدنيا.

بينما أخرجه من رواية ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه الترمذي في السنن 4/ 649، كتاب صفة القيامة (38)، باب (37)، الحديث (2478)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 111، كتاب الأطعمة (29)، باب الاقتصاد في الأكل. . . (50)، الحديث (3350)، وأخرجه البغوي معلقًا في شرح السنة 14/ 250، عقب الحديث (4049)، والرجل الذي سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يتجشأ هو: وهب بن عبد اللَّه السوائي، أبو جُحيفة.

(2)

أخرجه من رواية كعب بن عياض رضي الله عنه، أحمد في المسند 4/ 160، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 569، كتاب الزهد (37)، باب ما جاء أن فتنة هذه الأمة في المال (26)، الحديث (2336)، وقال:(حديث حسن صحيح)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 84، كتاب الرقاق، باب لو توكلتم على اللَّه. . .، وقال:(صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، واللفظ لهم.

ص: 427

وأنعمتُ عليكَ فما صنعتَ فيها؟ فيقولُ: ربِّ جَمَّعتُهُ وثَمَّرتُه فَتَركْتُه أكثَر ما كانَ، فارجِعْني آتِكَ بهِ كلِّه، فيقولُ لهُ: أَرِني ما قَدَّمْتَ، فيقولُ: ربِّ جَمَّعتُه وثَمَّرتُه فتركتُه أكثرَ ما كانَ، فارْجِعْني آتِكَ بهِ كلِّه، فإذا عبدٌ لم يُقَدِّمْ خيرًا فيُمضى بهِ إلى النَّارِ" (1)(ضعيف).

4038 -

عن أبي هريرة قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أولَ ما يُسأَلُ العبدُ يومَ القيامةِ مِن النعيمِ أنْ يُقالَ لهُ: أَلَم نُصِحَّ جسمَكَ ونُرْوِكَ مِن الماءِ الباردِ"(2).

4039 -

عن ابن مسعود، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"لا تزولُ قَدَمَا ابنِ آدَم يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن خَمْسٍ: عن عُمْرِهِ فيما أَفْنَاهُ، وعن شبابِهِ فيما أبلاهُ، وعن مالِه مِن أينَ اكتسَبَهُ وفيما أنفقَهُ، وماذا عَمِلَ فيما عَلِمَ"(3)(غريب).

(1) أخرجه الترمذي في في السنن 4/ 618، كتاب صفة القيامة (38)، باب (6)، الحديث (2427) واللفظ له، وقال:(وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الحسن قولَهُ ولم يُسنِدوه، وإسماعيل بن مسلم يُضَعَّف في الحديث)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 990، وعزاه للدارقطني في السنن، ولابن عساكر في تاريخ دمشق، ولم نجد الحديث بلفظه عند الدارقطني، وإنما أخرج الدارقطني بمعناه في السنن 1/ 51، كتاب الطهارة، باب النية، الحديث (2)، قوله:"بَذَجٌ" بفتح موحدة، وذال معجمة فجيم، ولد الضأن، أراد بذلك هَوَانَةُ وعجزه.

(2)

أخرجه الترمذي في السنن 5/ 448، كتاب تفسير القرآن (48)، باب (89)، ومن سورة التكاثر، الحديث (3358)، واللفظ له، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 640، كتاب البعث (41)، باب ما جاء في الحساب (10)، الحديث (2585)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 138، كتاب الأشربة، باب إن أول ما يحاسب به العبد. . . واللفظ له، وقال:(صحيح الإسناد)، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في جمع الجوامع 1/ 231، وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان، وأخرجه البغوي في شرح السنة 14/ 311، الحديث (4120).

(3)

أخرجه الترمذي في السنن 2/ 614؛ كتاب صفة القيامة (38)، باب في القيامة (1)، الحديث (2416) واللفظ له وقال: (حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يُضَعَّف في الحديث مِن قِبَلِ =

ص: 428