المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌13 - باب المفاخرة والعصبية - مصابيح السنة - جـ ٣

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌16 - كِتَابُ الإِمَارَةِ وَالقَضَاءِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما على الوُلاةِ من التيسير

- ‌3 - باب العمل في القضاء والخوف منه

- ‌4 - باب رزق الولاة وهداياهم

- ‌17 - كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب إعداد آلة الجهاد

- ‌3 - باب آداب السفر

- ‌4 - باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإِسلام

- ‌5 - باب القتال في الجهاد

- ‌6 - باب حكم الأسارى

- ‌7 - باب الأمان

- ‌8 - باب قسمة الغنائم والغلول فيها

- ‌9 - باب الجِزْيَة

- ‌10 - باب الصلح

- ‌12 - باب الفَيْءِ

- ‌18 - كِتَابُ الصَّيْدِ والذَّبَائِحِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - بابُ ذِكر الكَلْبِ

- ‌3 - باب ما يحل أكله وما يحرم

- ‌4 - بَابُ العقِيقةِ

- ‌19 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الضيافة

- ‌فصل

- ‌3 - باب الأشربة

- ‌4 - باب النقيع والأنبذة

- ‌5 - باب تغطية الأواني وغيرها

- ‌20 - كِتَابُ اللِّبَاسِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الخاتم

- ‌3 - باب النِّعَال

- ‌4 - باب الترجيل

- ‌5 - باب التصاوير

- ‌21 - كِتَابُ الطِّبِ والرُّقى

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الفأل والطيرة

- ‌3 - باب الكهانة

- ‌22 - كِتَابُ الرُّؤيا

- ‌[1 - باب]

- ‌23 - كِتَابُ الآدَابِ

- ‌[1 - بابُ السَّلامِ]

- ‌2 - باب الاستئذان

- ‌3 - باب المصافحة والمعانقة

- ‌4 - باب القيام

- ‌5 - باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌6 - باب العُطاس والتثاؤب

- ‌7 - باب الضحك

- ‌8 - باب الأسامي

- ‌9 - باب البيان والشعر

- ‌10 - باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌11 - باب الوعد

- ‌12 - باب المزاح

- ‌13 - باب المفاخرة والعصبية

- ‌14 - باب البِّرِ والصِّلَةِ

- ‌15 - باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌16 - باب الحب في اللَّهِ ومِن اللَّهِ

- ‌18 - باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌20 - باب الغضب والكبر

- ‌21 - باب الظلم

- ‌22 - باب الأمر بالمعروف

- ‌24 - كِتَابُ الرِّقاقِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب فضل الفقراء وما كان من عَيْشِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب الأمل والحرص

- ‌4 - باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌5 - باب التوكل والصبر

- ‌6 - باب الرياء والسمعة

- ‌7 - باب البكاء والخوف

- ‌8 - باب تغير الناس

- ‌9 - باب

- ‌25 - كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - باب أشراط الساعة

- ‌4 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌5 - باب قصة ابن الصياد

- ‌8 - باب لا تقوم الساعة إلّا على الشرار

- ‌[26 - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق]

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌2 - باب الحشر

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌6 - باب رُؤية اللَّه تعالى

الفصل: ‌13 - باب المفاخرة والعصبية

رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْجُزُهُ، وَخَرَجَ أَبو بكرٍ مُغْضَبًا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين خَرَجَ أبو بكر: كيفَ رَأَيْتيني أَنْقَذْتكِ مِنَ الرَّجُلِ؟ قالَ (1): فَمَكَثَ أبو بكر أيامًا، ثمَّ اسْتَأذَنَ فَوَجَدَهُما قد اضْطَجَعا، فقالَ لهما: أَدْخِلاني في سِلْمِكُما كما أَدْخَلْتُماني في حَرْبِكُما، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ فَعَلْنا، قد فَعَلْنا" (2).

3800 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُمارِ (3) أَخاكَ، ولا تُمازِحْهُ، ولا تَعِدْهُ مَوْعِدًا فَتُخْلِفَهُ"(4)(غريب).

‌13 - باب المفاخرة والعصبية

مِنَ الصِّحَاحِ:

3801 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قالَ: أكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاهُمْ. قالوا: لَيْسَ عَن هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فَأكْرَمُ النَّاسِ يوسف نَبيُّ اللَّهِ، ابنُ نَبيِّ

(1) تصحفت في المطبوعة إلى (قالت) والتصويب من سنن أبي داود.

(2)

أخرجه أبو داود في السنن 5/ 271، كتاب الأدب (35)، باب ما جاء في المزاح (92)، الحديث (4999)، وأخرجه النسائي في الكبرى عزاه له المِزي في تحفة الأشراف 9/ 28، في أطراف النعمان بن بشير رضي الله عنه.

(3)

لا تُمارِ: المِراءُ الجِدالُ، والتَّمَارِي والمُمَاراة: المجادَلَة على مذهب الشك والريبة (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 322).

(4)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 142 - 143، باب لا تعد أخاك شيئًا فتخلفه (185)، الحديث (396)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 359، كتاب البر والصلة (28)، باب ما جاء في المراء (58)، الحديث (1995)، وأخرجه أبو نُعَيم في حلية الأولياء 3/ 344، في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس (245)، وأخرجه الغزالي في إحياء علوم الدين 3/ 116، في كتاب آفات اللسان، الآفة الرابعة، المراء والجدال.

ص: 338

اللَّهِ، ابنُ نَبيِّ اللَّهِ، ابنُ خَليلِ اللَّهِ. قالُوا: لَيْسَ عَنْ هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فَعَنْ مَعادِنِ العَرَبِ تَسْأَلوني؟ قالُوا: نَعَمْ. قالَ: فَخِيارُكُمْ في الجاهِلِيَّةِ خيارُكُم في الإِسْلامِ إذا فَقِهُوا" (1).

3802 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الكَريمُ ابنُ الكَريمِ، ابنُ الكَريمِ، ابنُ الكَريم: يوسفُ بنُ يعقوبَ بن إسْحقَ بنِ إبراهيمَ"(2).

3803 -

عن البراء بن عازب "أنه قالَ في يوم حنين: كانَ أبو سُفْيانَ بنِ الحارِثِ (3) آخِذًا بعِنانِ بَغْلَتِهِ يعني بَغْلَةَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم (4) - فلمَّا غَشِيَهُ المُشْرِكون نَزَلَ فَجَعَلَ يَقُولُ:

أنا النبىُّ لا كَذِبْ

أنا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 362، كتاب التفسير (65)، باب {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7] (2)، الحديث (4689) وهذا لفظه، وأخرجه في 6/ 387، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (8)، الحديث (3353)، وأخرجه في 6/ 414، باب:{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} (14)، الحديث (3374)، وفي 6/ 417، باب قول اللَّه تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} (19)، الحديث (3383)، وفي 6/ 525، كتاب المناقب (61)، باب قول اللَّه تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} (1)، الحديث (3490) مختصرًا. وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1846، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل يوسف عليه السلام (44)، الحديث (168/ 2378).

(2)

أخرجه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه في ثلاثة مواضع من صحيحه: في 6/ 419، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب قول اللَّه تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} (19)، وفي 6/ 551، كتاب المناقب (61)، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية (13)، تعليقًا عن ابن عمر وأبي هريرة، وأخرجه في 8/ 361، كتاب التفسير (65)، باب:{وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} (1)، الحديث (4688).

(3)

أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما صرح به البخاري في رواية.

(4)

هذه الجملة التفسيرية مُدْرَجة في الحديث وليست منه، ولم ترد عند الشيخين، فيمكن أن تكون من قول البغوي، واللَّه أعلم.

ص: 339

قال: فما رُئيَ مِنَ الناسِ يَوْمَئِذٍ أَشَدٌّ مِنْهُ" (1).

3804 -

وعن أنس رضي الله عنه أنّه قال: "جاءَ رجُلٌ إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا خَيْرَ البَرِيَّةِ (2)، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ذاكَ إبراهِيمُ"(3).

3805 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُطْرُوني (4) كما أَطْرَتْ النَّصارى ابنَ مَرْيَمَ، فإنَّما أَنا عَبْدُهُ، فقولوا: عَبْدُ اللَّهِ ورَسُولهِ"(5).

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في خمسة مواضع في صحيحه: أخرجه بلفظه مجتزأ من حديث في 6/ 164، كتاب الجهاد (56)، باب من قال: خذها وأنا ابن فلان (167)، الحديث (3042) ولفظه: عن أبي إسحاق قال: "سأل رجل البراء رضي الله عنه فقال: يا أبا عمارة! أَوَلَّيْتُم يوم حُنَيْن؟ قال البراء وأنا أسمع: أما رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يُوَلِّ يومئذ. . . " وذكر الحديث، وأخرجه بألفاظ مقاربة في 6/ 69، باب من قال دابة غيره في الحرب (52)، الحديث (2864)، وفي 6/ 75، باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء (61)، الحديث (2874)، وفي 6/ 105، باب من صف أصحابه عند الهزيمة (97)، الحديث (2930)، وفي 8/ 28، كتاب المغازي (64)، باب قول اللَّه تعالى:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} (54)، الحديث (4317)، وأخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1400 - 1401، كتاب الجهاد والسير (32)، باب في غزوة حنين (28)، الأحاديث (78/ 1776 - 79 - 80).

(2)

البَرِيَّة: الخلق (المناوي، كشف المناهج ورقة 106).

(3)

أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1839، كتاب الفضائل (43)، باب من فضائل إبراهيم الخليل (41)، الحديث (150/ 2369).

(4)

الإطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه، وذلك أن النصارى أفرطوا في مدح عيسى وإطرائه بالباطل فمنعهم صلى الله عليه وسلم أن يطروه بالباطل (المناوي، كشف المناهج ورقة 106).

(5)

هذا الحديث من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو بهذا اللفظ جزء من حديث طويل يسمى حديث السقيفة، أخرجه الستة ورواه مجتزأ هكذا البخاري في صحيحه 6/ 478، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب قول اللَّه:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} (48)، الحديث (3445). وأخرجه مطولًا البخاري في صحيحه 12/ 144 - 145، كتاب الحدود (86)، باب رجم الحُبلى من الزنا (31)، الحديث (6830)، وفيه ذكر الشاهد. وأخرجه مفرقًا في مواضع من صحيحه بدون ذكر الشاهد، في 5/ 109، كتاب المظالم (46)، باب ما جاء في السقائف (19)، الحديث (2462)، وفي 7/ 264، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مَقْدَم النبي صلى الله عليه وسلم =

ص: 340

3806 -

عن عِياض بن حِمار المجاشِعي (1) رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ أَوْحى إليَّ أَنْ تَواضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ ولا يَبْغي أَحَدٌ على أَحَدٍ"(2).

مِنَ الحِسَان:

3807 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لَيَنْتَهِيَن أَقْوام يَفْتَخِرُونَ بِآبائِهِمْ الذينَ ماتُوا، إنَّما هُمْ فَحْمٌ مِنْ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونَن أَهْوَنُ على اللَّهِ من الجُعَلِ الذي يُدَهْدِهُ الخُرْءَ بأَنْفِهِ (3). إنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ (4) الجاهِلِيَّةِ وفَخْرَها بِالآباءِ إنَّما هُوَ مُؤْمِنٌ تَقيٌّ، أوْ فاجِرٌ شَقيٌّ. النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدمَ، وآدَمُ مِنْ تُرابٍ"(5).

= وأصحابه المدينة (46)، الحديث (3928)، وفي 7/ 322، كتاب المغازي (64)، باب (12)، الحديث (4021)، وفي 12/ 137، كتاب الحدود (86)، باب الاعتراف بالزنا (30)، الحديث (6829)، وفي 13/ 303، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (96)، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم (16)، الحديث (7323)، وأخرجه مسلم بدون ذكر الشاهد في صحيحه 3/ 1317، كتاب الحدود (29)، باب رجم الثيب في الزني (4)، الحديث (5/ 1691).

(1)

عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه: صحابي، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة 1/ 430.

(2)

هذا الحديث مجتزأ من حديث طويل أوله: "قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطيبًا فقال أنَّ اللَّه أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا. . . " وساق حديثًا طويلًا ذكر الشاهد في آخره، رواه مسلم في صحيحه 4/ 2197 - 2199، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (51)، باب الصفات التي يُعرف بها في الدنيا (16)، الحديث (64/ 2865).

(3)

الجُعَلُ: بفتح العين حيوان معروف كالخنفساء، والجُعْلُ: بسكون العين هو الإجرة على الشيء (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 1/ 276 - 277) ويُدَهْدِهُ: يُدَحْرِج، يقال: دَهْدَيْتُ الحَجَرَ ودهْدَهْتُه (المصدر نفسه 2/ 143).

(4)

العُبِّيَّةُ: بضم العين وكسرها الكِبْرُ والنخوة (البغوي، شرح السنة 13/ 124).

(5)

يروي الأئمة هذا الحديث مجتزأ ومطولًا، مع بعض التقديم والتأخير، أخرجه أحمد في المسند 2/ 361، 524، في مسند أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه أبو داود في سننه 5/ 339 - 340، كتاب الأدب (35)، باب في التفاخر بالأحساب (120)،=

ص: 341

3808 -

[وعن مُطَرِّف بن عبد اللَّه بن الشخير قال، قال أبي: "انطلقتُ في وفد بني عامر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنتَ سَيِّدُنا. فقال: السيِّدُ اللَّهُ. فقلنا: وأفضلنا فضلًا وأعظمُنا طَوْلًا. فقال: قولوا قولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينّكم الشيطان" (1)](2).

3809 -

عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"الحَسَبُ المالُ (3)، والكَرَمُ التَّقْوَى"(4).

3810 -

وعن أُبَى بن كعب رضي الله عنه أنّه قال، سمعت

= الحديث (5116)، وأخرجه بلفظه الترمذي في سننه 5/ 734، كتاب المناقب (50)، باب في فضل الشام واليمن (75)، الحديث (3955 - 3956 وهو آخر أحاديث كتابه)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 232، كتاب الشهادات، باب شهادة أهل العصبية.

(1)

أخرجه أحمد في المسند 4/ 25، في مسند مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير عن أبيه، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 154 - 155، كتاب الأدب (35)، باب في كراهية التمادح (10)، الحديث (4806)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 248 - 249، باب ذكر اختلاف الأخبار في قول القائل: سيدنا وسيدي، الأحاديث (245 - 247).

(2)

هذا الحديث مؤخر في بعض النسخ إلى آخر الباب.

(3)

قال البغوي في شرح السنة 13/ 125: (قال وكيع في قوله: الحسب المال، يريد أن الرجل إذا صار ذات مالٍ عظمه الناس، وقال سفيان: إنما هو قول أهل المدينة: إذا لم يجد الرجل نفقة امرأته فرّق بينهما، ورُوِيَ عن عمر أنّه قال: حسب الرجل ماله، وكرمه دينه، وأصله عقله، ومروءته خلقه).

(4)

أخرجه الحديث أحمد في المسند 5/ 10، في مسند سمرة بن جندب رضي الله عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 390، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الحجرات (50)، الحديث (3271)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1410، كتاب الزهد (37)، باب الورع والتقوى (24)، الحديث (4219)، وأخرجه الدارقطني في السنن 3/ 302، كتاب النكاح، باب المهر، الحديث (208)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 163، كتاب النكاح، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي في التلخيص، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 136، كتاب النكاح، باب اعتبار اليسار في الكفاءة.

ص: 342

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ تَعَزَّى بِعَزاءِ الجاهِلِيَّةِ فَأعِضُّوهُ بِهَنِ أبيهِ (1) ولا تَكْنُوا"(2).

3811 -

عن عبد الرحمن بن أبي عقبة [عن أبي عُقْبَةَ](3) رضي الله عنهما وكان مولى من أهل فارس أنّه قال: "شَهِدْتُ معَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أُحُدًا فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكينَ، فَقُلْتُ: خُذْها مِنِّي وأَنا الغُلامُ الفارِسيُّ. فَالْتَفَتَ إليَّ فقالَ: فَهَلَّا قُلْتَ: خُذْها مِنّي وأَنا الغُلامُ الأَنْصاري"(4).

(1) قوله: "مَن تعزى بعزاء الجاهلية" له وجهان: الأول: أي انتسب وانتمى، كقولهم: يا لفلان، ويا لبني فلان. قوله:"بِهَنِ أَبيهِ" يعني ذَكَرَهُ، يجاهره بهذا اللفظ الشنيع ردًّا لما أتى به من الانتماء إلى قبيلته والافتخار بهم، وقوله:"ولا تكنوا" أي لا تكنوا عن الأير بالهن.

والوجه الآخر أن معنى التعزي: التأسي والتصبُّر عند المصيبة، فيقول: إنا للَّه وإنا إليه راجعون كما أمر اللَّه عز وجل: (راجع شرح السنة 13/ 121، وكشف المناهج ورقة 103) والراجح الوجه الأول كما جاء في حديث أحمد في المسند 5/ 136، عن أبي قال:"رأيت رجلًا تعزْى عند أُبَيّ بعزاء الجاهلية افتخر بأبيه. . . " وساق الحديث.

(2)

هذا الحديث مجتزأ من حديث فيه قصة سماع أُبَيّ لرجل يتعزّى بعزاء الجاهلية، من رواية عُتَيَّ بن ضمرة عن أبي، أخرجه أحمد في المسند 5/ 136، في مسند أَبي بن كعب رضي الله عنه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 324، باب (436)، الحديث (966)، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب السير، عزاه له المزي في تحفة الأشراف 1/ 35، في أطراف أُبَيّ، الحديث (67)، وأخرجه في عمل اليوم والليلة، ص 539 - 540، باب عزاء الجاهلية، الأحاديث (974 - 976)، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، ص 163، باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية، الحديث (435): وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عزاه له الهيثمي في موارد الظمآن، ص 188، كتاب الجنائز، باب فيمن تعزّى بعزاء الجاهلية (17)، الحديث (736)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 167، في معجم أُبَيّ بن كعب (15)، الحديث (532)، ورحاله ثقات كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 3.

(3)

ليست في المطبوعة، وأبو عقبة رضي الله عنه: صحابي فارسي الأصل كان مولى للأنصار، وقيل مولى بني هاشم قيل اسمه رشيد، ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/ 171، في الكنى وذكر حديثه.

(4)

أخرجه أبو داود في السنن 5/ 342 - 343، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5123)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 931، كتاب الجهاد (24)، باب النية في القتال (13)، الحديث (2784).

ص: 343

3812 -

عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "مَنْ نَصَرَ قَوْمَهُ على غَيْرِ الحَق فَهُوَ كالبَعيرِ الذي رَدَى (1) فَهُوَ يُنْزَعُ بِذَنَبِهِ"(2).

3813 -

عن واثلة بن الاسقع أنّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللَّه! ما العَصَبِيَّةُ؟ قال: أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ على الظُّلْمِ"(3).

3814 -

وعن سُراقَةَ بن مالِكِ بنِ جُعْشُمٍ أنّه قال: "خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: خَيْرُكُمْ المُدافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ ما لَم يَأْثَمْ"(4).

(1) العبارة في المطبوعة: (تردّى في البئر)، والتصويب من أبي داود، ورَدَى بفتح الدال والراء، أي سقط في بئر أو نهر.

(2)

يروى هذا الحديث موقوفًا على ابن مسعود من قوله، ويروى عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظ المرفوع "انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قُبَّةٍ من أَدَم. . . " وذكر الحديث، أخرجه أبو داود في السنن 5/ 341، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5118)، وأخرج الموقوف برقم (5117)، قال الخطابي في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود) 8/ 17:(يُنْزَعُ بذنبه: معناه أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في بئر فصار يُنزَع بذنبه ولا يُقدَر على خلاصه).

(3)

أخرجه من رواية واثلة بن الأسقع، أبو داود في السنن 5/ 341، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5119)، وأخرج الحديث ابن ماجه من رواية فُسَيْلَة قالت:"سمعت أبي يقول: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ اللَّه! أمن العصبية أن يحبَّ الرجل قومَهُ؟ قال: لا، ولكن مِن العصبية أن يعين الرجلُ قومَه على الظلم"، أخرجه في السنن 2/ 1302، كتاب الفتن (36)، باب العصبية (7)، الحديث (3949). وظاهر إسناد الروايتين مختلف، لكنه في الحقيقة واحد، وقد بين ذلك ابن أبي حاتم الرازي في علل الحديث 2/ 313، في كتاب الأدب، الحديث (2453)، والمزي في تحفة الأشراف 9/ 82، وذكرا أن فُسَيْلَة هي بنت واثلة بن الأسقع، ويُقال لها أيضًا خُصَيْلة، وكذلك قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 17 - 18.

(4)

أخرجه أبو داود في السنن 5/ 341، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5120)، وإسناده ضعيف، قال أبو داود عقب الحديث:(أيوب بن سُويَد ضعيف)، وقال ابن أبي حاتم بانقطاعه في علل الحديث 9/ 202، 231، لعدم سماع أسامة بن زيد من =

ص: 344

3815 -

عن جُبَيْر بن مطعم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ مِنّا مَنْ دَعا إلى عَصَبِيَّةٍ، ولَيْسَ مِنا مَنْ قاتَلَ عَصَبِيَّة، ولَيْسَ مِنا مَنْ ماتَ على عَصَبِيَّةٍ"(1).

3816 -

عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "حُبُّكَ الشَّيءَ يُعْمي وَيُصِمُّ"(2).

= سعيد بن المسيب، وعدم سماع سعيد بن المسيب من سراقة وقال:(وهذا حديث موضوع، بابه حديث الواقدي)، وانظر ما قاله المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 18.

(1)

أخرجه أبو داود في السنن 5/ 343، كتاب الأدب (35)، باب في العصبية (121)، الحديث (5121)، وهو ضعيف الإسناد، قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 19 (قال أبو داود في رواية ابن العبد: هذا مرسل، عبد اللَّه بن سليمان لم يسمع من جبير هذا آخر كلامه. وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن المكي -وقيل فيه العكي- قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في سننه من حديث أبي هريرة نحوه بمعناه، أتمّ منه، ومن حديث جندب بن عبد اللَّه البجلي مختصرًا)، انظر صحيح مسلم، الحديث (1850)، وسنن النسائي 7/ 123، فيصبح حديث جبير بن مطعم حسنًا لوجود شاهد له صحيح.

(2)

أخرجه الحديث أحمد في المسند 5/ 194، في مسند أبي الدرداء رضي الله عنه وفي 6/ 450، في بقية حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 1/ 172، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 346 - 347، كتاب الأدب (35)، باب في الهوى (125)، الحديث (5130)، وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 328، في ترجمة بلال بن أبي الدرداء، وأخرجه الشهاب القضاعي في مسنده 1/ 157، الحديث (151/ 219)، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين، الأحاديث (1454 و 1468)، وأخرجه الغزالي في إحياء علوم الدين 3/ 32، كتاب شرح عجائب القلب، باب تفصيل مداخل الشيطان إلى القلب، وذكره الميداني في مجمع الأمثال 1/ 196، المثل (1037)، في فصل الحاء، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير 1/ 499، للحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" والعسكري في "الأمثال"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والطبراني في "المعجم الكبير".

وقد تكلم المنذري في مختصر سنن أبي داود 8/ 31، على إسناد الحديث فقال: (في إسناده: بقية بن الوليد، وأبو بكر بُكير بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغساني السَّامي، وفي كل واحد منهما مقال.

وروى عن بلال عن أبيه قوله، ولم يرفعه.

وقيل: إنه أشبه بالصواب. =

ص: 345

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وروى من حديث معاوية بن أبي سفيان. ولا يثبت.

وسئل ثعلب عن معناه؟ فقال: يعمي العين عن النظر إلى مساويه، ويُصِمَّ الأذن عن استماع العَذْل فيه، وأنشأ يقول:

وَكَذَّبْتُ طَرفِي فِيكَ، وَالطَّرفُ صَادِقٌ

وَأَسْمَعْتُ أُذُنِي فِيكَ ما لَيْسَ تَسْمَعُ

وقال غيره: يعمى ويصم عن الآخرة.

وفائدته: النهي عن حُبِّ ما لا ينبغي الإغراقُ في حبه).

وهذا الحديث هو العاشر من الأحاديث التي رماها القزويني (750 هـ) بالوضع في كتاب "المصابيح" وقد تبع بذلك ابن الجوزي (597 هـ) حيث أورد الحديث في كتابه "الموضوعات" والصاغاني (650 هـ) حيث أورد الحديث في كتابه "الدر الملتقط في تبيين الغلط" مستدركًا فيه على كِتَابَيْ الشهاب والنجم وما فيهما من الموضوع وهو الحديث الثاني عشر من كتابه. وكذا أورده الحافظ أحمد المقدسي في كتابه "تذكرة الموضوعات"، الحديث (199)، والفتني الهندي (986 هـ) في كتابه "تذكرة الموضوعات"، ص 199 حيث قال:(ذكره أبو الفرج -ابن الجوزي- والصغاني في "الموضوعات، والقزويني ذكره في "المصابيح" في -باب- المفاخرة وهو موضوع)، وأورده المُلا علي القاري (1014 هـ) في كتابه "الأسرار المرفوعة"، الحديث (161)، والشوكاني (1250 هـ) في كتابه "الفوائد المجموعة"، ص 255، الحديث (115).

وأجاب الحافظ ابن حجر في أجوبته عن أحاديث المصابيح عن هذا الحديث فقال: (الحديث العاشر: حديث "حبك الشيء يعمي ويصم":

أخرجه أبو داود من طريق خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.

وأخرجه أحمد أيضًا من هذا الوجه مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أشبه. قاله المنذري وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم وهو شامي صدوق، طرَقَهُ لصوص ففزع فتغير عقله، فعدوه فيمن اختلط.

ومعنى هذا الحديث أنه خبر يراد به النهي عن اتباع الهوى، فإنه من يفعل ذلك لا يبصر قبيح ما يفعله، ولا يسمع نصح من يرشده، وإنما يقع ذلك لمن ايفتقد أحوال نفسه، واللَّه أعلم) وخلص في آخر الرسالة من أجوبته (فصل في تلخيص من أخرج هذه الأحاديث من الأئمة الستة في كتبهم المشهورة) فقال:(العاشر: أبو داود، وهو ضعيف).

كما أجاب الأئمة عن هذا الحديث في مصنفاتهم، فذكره الزركشي (794 هـ) في "التذكرة في الأحاديث المشتهرة"، ص 72، الحديث الأول من الباب الثاني: في الحكم والآداب، وذكره المناوي صدر الدين (803 هـ) في كشف المناهج الورقة 107، وذكر له شاهدًا من حديث معاوية بن أبي سفيان وقال: ولا يثبت، وذكره العراقي (806 هـ) في المغني عن حمل الأسفار 3/ 32، وخلص إلى ضعف إسناده، ونقل عنه السخاوي قوله: (ويكفينا سكوت =

ص: 346