الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فليجلسْ، ثمَّ إذا قامَ فليُسلمْ فليسَتِ الْأُولى بأَحَقَّ مِن الآخرةِ" (1).
3610 -
وقال: "لا خيرَ في جلوس في الطرقاتِ إلّا لِمَن هَدَى السبيلَ، وردَّ التحيةَ، وغَضَّ البصرَ، وأعانَ على الحُمُولة"(2).
2 - باب الاستئذان
مِنَ الصِّحَاحِ:
3611 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّه قال: "أتانا أبو موسى قال: إنَّ عمر أرسلَ إليَّ أنْ آتِيَهُ، فأَتيتُ بابَه فسلَّمتُ ثلاثًا فَلَمْ يَرُدَّ عليَّ فرجعتُ، فقالَ: ما مَنَعَكَ أنْ تأتِيَنا؟ فقلتُ: إني قد أتيتُ فسلَّمتُ على بابِكَ ثلاثًا فلم تردّوا عليَّ فرجعتُ، وقد قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا استأذَنَ أحدُكم ثلاثًا فلم يُؤذَن له فليرجعْ، فقالَ عمرُ: أَقِمْ عليهِ البَيِّنَةَ! قال أبو سعيد: فقمتُ معه فذهبتُ إلى عمرَ فشهِدتُ"(3).
3612 -
وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه: "قال لي النبيُّ
(1) أخرجه أبو داود في السنن 5/ 386، كتاب الأدب (35)، باب في السلام إذا قام من المجلس (150)، الحديث (5208)، والترمذي في السنن 5/ 62 - 63، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في التسليم عند القيام والقعود (15)، الحديث (2849) وقال:(هذا حديث حسن)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص 299، باب ما يقول إذا قام، الحديث (369).
(2)
أخرجه ابن السنّي في عمل اليوم والليلة، ص 161، باب ما يجب على الرجل إذا جلس بفناء داره، الحديث (429). وأخرجه المصنف في كتابه شرح السنة 12/ 305، بسنده المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كتاب الاستئذان، باب كراهية الجلوس على الطرق، الحديث (3339).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 26 - 27، كتاب الاستئذان (79)، باب التسليم والاستئذان ثلاثًا (13)، الحديث (6245)، ومسلم في الصحيح 3/ 1694، كتاب الآداب (38)، باب الاستئذان (7)، الحديث (33/ 2153).
صلى اللَّه عليه وسلم: إذْنُكَ عليَّ أنْ ترفعَ الحجابَ، وأنْ تَسمعَ سِوادِي (1) حتَّى أنهاكَ" (2).
3613 -
وقال جابر: "أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في دَيْنٍ كانَ على أبي، فدَقَقْتُ البابَ فقال: مَنْ ذا؟ فقلتُ: أنا، فقال: أنا أنا! كأنه كَرِهَها"(3).
3614 -
وقال أبو هريرة: "دخلتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فوجدَ لَبَنًا في قَدَح فقالَ: أبا هرٍّ الْحَقْ بأهلِ الصُّفَّةِ فادعهم إليَّ، فأتيتُهم فدَعَوْتُهم فأَقْبَلوا، فاستَأذَنوا فأُذِنَ لهم فَدَخلوا"(4).
مِنَ الحِسَان:
3615 -
قال أنس: "أَتَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على سعدِ بنِ عُبادةَ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ فقال سعدٌ: وعليكم السلامُ
(1) قال النووي في شرح مسلم 14/ 150: (السِّواد بكسر السين المهملة بالدال، واتفق العلماء على أنَّ المراد به السِّرار بكسر السين وبالراء المكررة، وهو السر والمسارر، يقال ساودت الرجل مساودة إذا ساررته، قالوا: وهو مأخوذ من إدناء سَوَادِك مِن سَواده عند المساررة، أي شخصك مِن شخصه، والسواد اسم لكل شخص، وفيه دليل لجواز اعتماد العَلَامةِ في الأذنِ في الدخول، فإذا جعلَ الأميرُ والقاضي ونحوهما وغيرُهم رفعَ الستر الذي علىٍ بابه علامةً في الأذنِ في الدخولِ عليه للناسِ عامةً، أو لطائفةٍ خاصةً أو لشخصٍ، أو جعل علامةً غير ذلك جاز اعتمادُها والدخول إذا وجِدَت بغير استئذانٍ، وكذا إذا جعلَ الرجلُ ذلك علامةً بينَهُ وبينَ خدمِه ومماليكه وكبارِ أولادِه وأهلِه، فمتى أرخى حجابَه فلا دخولَ عليه إلّا باستئذانٍ، فإذا رفعَه جاز بلا استئذانٍ واللَّه أعلم).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1708، كتاب السلام (39)، باب جواز جعل الإذن رفع حجاب. . . (6)، الحديث (16/ 2169).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 35، كتاب الاستئذان (79)، باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا (17)، الحديث (6250)، ومسلم في الصحيح 3/ 1697، كتاب الآداب (38)، باب كراهة قول المستأذن: أنا. . . (8)، الحديث (38/ 2155).
(4)
البخاري: المصدر السابق 11/ 31، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن؟. . . (14)، الحديث (6246).
ورحمةُ اللَّهِ ولَم يُسْمِع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، حتَّى سلَّم ثلاثًا ورد عليه سعدٌ ثلاثًا ولم يُسْمِعْه، فرجِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاتَّبعه سعدٌ" (1)
3616 -
وعن كَلَدَةَ بنِ حنبل: "أنَّ صفوانَ بنَ أُميَّة بعث بلبنٍ وجَدَايةٍ (2) وضَغَابِيسَ (3) إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي قال: فدخلتُ عليهِ ولم أُسَلِّم ولَم أستأذنْ، فقالَ النبي صلى الله عليه وسلم: ارجعْ فقلْ: السلامُ عليكم، أَأَدْخل"(4).
3617 -
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى
(1) أخرجه مَعْمَر في كتاب الجامع (المطبوع بذيل المصنَّف لعبد الرزاق) 10/ 381 - 382، باب الاستئذان ثلاثًا، الحديث (19425)، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 138، من طريق عبد الرزاق عن معمر، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 498 - 499، باب بيان مشكل ما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في السلام عند وقوف الرجل عند باب أخيه كم هو من مرة، والبيهقي في السنن 7/ 287، كتاب الصداق، باب الدعاء لرب الطعام، والبغوي في شرح السنة 12/ 283، كتاب الاستئذان، باب الاستئذان بالسلام، وأن الاستئذان ثلاث، وللحديث تتمة وسياقها في مسند أحمد:"فقال يا رسول اللَّه بأبي أنت وأمي ما سلَّمتَ تسليمة إلّا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أُسْمِعْكَ أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثمَّ أدخله البيت فقرَّب له زبيبًا فأكل نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم فلما فرغ فقال: أكل طعامكم الأبرار، وصَلَّتْ عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون".
(2)
قال ابن الأثير في النهاية 1/ 248 (وهي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرًا كان أو أنثى).
(3)
هي صغار القِثَّاء، واحدها ضُغْبوس (المصدر نفسه 3/ 89).
(4)
أخرجه أحمد في المسند 3/ 414، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 368 - 369، كتاب الأدب (35)، باب كيف الاستئذان (137)، الحديث (5176)، والترمذي في السنن 5/ 64 - 65، كتاب الاستئذان (43)، باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان (18)، الحديث (2710)، وقال:(هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث ابن جريج)، وذكره المزي في تحفة الأشراف 8/ 327، ضمن أطراف كَلَدَة بن حنبل، وعزاه للنسائي في السنن الكبرى.