المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب قصة ابن الصياد - مصابيح السنة - جـ ٣

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌16 - كِتَابُ الإِمَارَةِ وَالقَضَاءِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما على الوُلاةِ من التيسير

- ‌3 - باب العمل في القضاء والخوف منه

- ‌4 - باب رزق الولاة وهداياهم

- ‌17 - كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب إعداد آلة الجهاد

- ‌3 - باب آداب السفر

- ‌4 - باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإِسلام

- ‌5 - باب القتال في الجهاد

- ‌6 - باب حكم الأسارى

- ‌7 - باب الأمان

- ‌8 - باب قسمة الغنائم والغلول فيها

- ‌9 - باب الجِزْيَة

- ‌10 - باب الصلح

- ‌12 - باب الفَيْءِ

- ‌18 - كِتَابُ الصَّيْدِ والذَّبَائِحِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - بابُ ذِكر الكَلْبِ

- ‌3 - باب ما يحل أكله وما يحرم

- ‌4 - بَابُ العقِيقةِ

- ‌19 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الضيافة

- ‌فصل

- ‌3 - باب الأشربة

- ‌4 - باب النقيع والأنبذة

- ‌5 - باب تغطية الأواني وغيرها

- ‌20 - كِتَابُ اللِّبَاسِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الخاتم

- ‌3 - باب النِّعَال

- ‌4 - باب الترجيل

- ‌5 - باب التصاوير

- ‌21 - كِتَابُ الطِّبِ والرُّقى

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الفأل والطيرة

- ‌3 - باب الكهانة

- ‌22 - كِتَابُ الرُّؤيا

- ‌[1 - باب]

- ‌23 - كِتَابُ الآدَابِ

- ‌[1 - بابُ السَّلامِ]

- ‌2 - باب الاستئذان

- ‌3 - باب المصافحة والمعانقة

- ‌4 - باب القيام

- ‌5 - باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌6 - باب العُطاس والتثاؤب

- ‌7 - باب الضحك

- ‌8 - باب الأسامي

- ‌9 - باب البيان والشعر

- ‌10 - باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌11 - باب الوعد

- ‌12 - باب المزاح

- ‌13 - باب المفاخرة والعصبية

- ‌14 - باب البِّرِ والصِّلَةِ

- ‌15 - باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌16 - باب الحب في اللَّهِ ومِن اللَّهِ

- ‌18 - باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌20 - باب الغضب والكبر

- ‌21 - باب الظلم

- ‌22 - باب الأمر بالمعروف

- ‌24 - كِتَابُ الرِّقاقِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب فضل الفقراء وما كان من عَيْشِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب الأمل والحرص

- ‌4 - باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌5 - باب التوكل والصبر

- ‌6 - باب الرياء والسمعة

- ‌7 - باب البكاء والخوف

- ‌8 - باب تغير الناس

- ‌9 - باب

- ‌25 - كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - باب أشراط الساعة

- ‌4 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌5 - باب قصة ابن الصياد

- ‌8 - باب لا تقوم الساعة إلّا على الشرار

- ‌[26 - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق]

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌2 - باب الحشر

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌6 - باب رُؤية اللَّه تعالى

الفصل: ‌5 - باب قصة ابن الصياد

فما نخبِزُهُ حتَّى نجوعَ فكيفَ بالمؤمنينَ يومئذٍ؟ قال: يُجزِيهِمْ ما يُجزِي أهلَ السماءِ مِنَ التسبِيحِ والتَّقْديسِ" (1).

‌5 - باب قصة ابن الصياد

مِنَ الصِّحَاحِ:

4248 -

عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما "أنَّ عُمرَ بنَ الخطّابِ انطلقَ معَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رَهْطٍ منْ أصحابِهِ قِبَلَ ابنِ الصيّادِ حتَّى وجدُوه يلعبُ معَ الصِّبيانِ في أُطُمِ (2) بَني مَغالةَ، وقدْ قارَبَ ابنُ الصيّادِ يومئذٍ الحُلُمَ، فلم يَشعُرْ حتَّى ضربَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ظهرَهُ بيدِه ثم قال: أتشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فنظرَ إليهِ فقال: أشهدُ أنَّكَ رسولُ الْأُمِّيِّينَ، ثمَّ قال ابنُ الصيّادِ: أتشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فرضَّهُ (3) النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثمّ قال: آمنتُ باللَّه ورسولِهِ، ثمَّ قال لابنِ الصيّادِ: ماذا تَرَى؟ قال: يأتِيني صادِقٌ وكاذِب، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: خُلِّطَ عليكَ الأمرُ. ثمَّ قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنِّي خَبأْتُ لكَ خَبِيئًا (4)،

(1) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 11/ 391، باب الدجال، الحديث (20821)، وأبو داود الطيالسي في المسند ص 227، الحديث (1633)، وأحمد في المسند 6/ 453 - 454، 455 - 456، والطبراني في المعجم الكبير 24/ 158، الحديث (404).

(2)

الْأُطُم: القصر وكل حصن مبني بحجارة والجمع آطام.

(3)

قوله "فرضه النبي صلى الله عليه وسلم" قال الخطابي: وقع هنا بالضاد المعجمة وهو غلط، والصواب بالصاد المهملة أي قبض عليه بثوبه يضم بعضه إلى بعض. وقال ابن بطال: من رواه بالمعجمة فمعناه دفعه حتَّى وقع فتكسر (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 561).

(4)

قوله: "خبأت لك خبيئًا" أي أخفيت لك شيئًا (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 173).

ص: 510

وخَبأَ لهُ {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} (1)(2). فقال: هوَ الدُّخُّ (3)، قال: اخْسَأْ فلَنْ تَعْدُو قَدْرَكَ. قال عمر: يا رسولَ اللَّه أتأذَنُ لي فيهِ أضْرِبْ عنُقَه؟ قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنْ يَكنْ هوَ فلا تُسلَّطَ عليهِ، وإنْ لَمْ يكُنْ هوَ فلا خيرَ لكَ في قتلِهِ. قال ابن عمر: انطلقَ بعدَ ذلكَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأُبَيُّ بنُ كعبٍ الأنصارِيُّ يَؤمَّانِ النخْلَ التي فيها ابنُ صيّادٍ، فطَفِقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يتَّقي بجُذوعِ النَّخْلِ وهوَ يَخْتِلُ (4) أنْ يسمعَ منْ ابنِ صيّادٍ شيئًا قبلَ أنْ يراهُ، وابنُ صيّادٍ مُضطجِعٌ علَى فِراشهِ في قَطِيفَةٍ لهُ فيها زَمْزَمَةٌ (5)، فرأتْ أمُّ ابنِ صيَادٍ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وهوَ يَتَّقي بجُذوعِ النَّخْلِ فقالت: أيْ صافُ، وهوَ اسمُه، هذا محمَّدٌ، فتناهَى (6) ابنُ صيّادٍ. قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: لو تَرَكَتْهُ بيَّن. قالَ عبدُ اللَّه بن عمر: قامَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ فأثنَى على اللَّه بما هوَ أهلُهُ، ثمَّ ذكرَ الدجّالَ فقال: إنِّي أُنْذِرْكموهُ، وما منْ نبىٍّ إلَّا وقدْ أنذرَ قومهُ، لقدْ أنذرَهُ نُوحٌ قومهُ، ولكنِّي سأقولُ لكمْ فيهِ قولًا لَمْ يقلْهُ نبيٌّ لقومِهِ، تعلمونَ أنَّهُ أعوَرُ، وأنَّ اللَّه ليسَ بأعوَرَ" (7).

(1) سورة الدخان (44)، الآية (10)

(2)

قوله: "وخبأ له {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} " ليس عند البخاري ومسلم، بل جاء في حديث أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع بآخر المصنف لعبد الرزاق) 11/ 389، باب الدجال، الحديث (20817)، وأحمد في المسند 2/ 148، وأبو داود في السنن 4/ 505، كتاب الملاحم (31)، باب في خبر ابن صائد (16)، الحديث (4229).

(3)

الدُّخّ: الدخان.

(4)

الختلْ هو طلب الشيء بحيلة والمفعول محذوف أي يخدع ابن صياد.

(5)

القطيفة: كساء مخمل، وزمزمة: هو صوت خفيّ لا يكاد يفهم أو لا يفهم (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 55).

(6)

أي انتهى عما كان فيه من الزمزمة وسكت.

(7)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 218، كتاب الجنائز (23)، باب إذا أسلم الصبيّ فمات هل يصلى عليه. . . (79)، الحديث (1354) و (1355)، وفي 6/ 172، كتاب =

ص: 511

4249 -

عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: "لقِيَهُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بَكْرٍ وعُمرُ في بعضِ طُرقِ المدينةِ، فقالَ لهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فقال هو: تشهدُ أنِّي رسولُ اللَّه؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: آمنتُ باللَّه وملائِكتِهِ وكُتُبهِ ورُسُلِهِ، ما تَرَى؟ قال: أَرَى عَرْشًا على الماءِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: نَرَى عَرْشَ إبليسَ على البحرِ، وما تَرَى؟ قالَ: أرَى صادِقَيْنِ وكاذِبًا، أو كاذِبَيْنِ وصادِقًا. فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: لُبِسَ عليهِ فدعوهُ"(1).

4250 -

عن أبي سعيد الخُدْرِيّ "أنَّ ابنَ صيّادٍ سألَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عنْ تُربةِ الجنَّةِ. فقال: دَرْمَكَةٌ بَيْضاءُ مِسْكٌ خالِصٌ"(2).

4251 -

وقال نافع: "لقيَ ابنُ عُمرَ ابنَ صيّادٍ في بعضِ طُرُقِ المدينةِ، فقالَ لهُ قولًا أغضبَهُ، فانتفخَ حتَّى ملَأ السِّكَّةَ، فدخلَ ابنُ عُمرَ على حَفْصَةَ وقدْ بَلَغَها، فقالتْ لهُ: رَحِمَكَ اللَّه ما أردْتَ منْ ابنِ صيّادٍ؟ أما علِمْتَ أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إنَّما يخرجُ منْ غَضْبَةٍ يغضَبُها"(3).

= الجهاد (56)، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي (178)، الحديث (3055)، و (3056) و (3057)، وفي 10/ 561، كتاب الأدب (78)، باب قول الرجل للرجل اخسأ (97)، الحديث (6173)، و (6174) و (6175)، ومسلم في الصحيح 4/ 2244 - 2245، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (95/ 2930) وتقدم الحديث برقم (4225).

(1)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2241، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (87/ 2925)، وقوله:"لُبِس عليه" أي خُلِط عليه أمره (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 50).

(2)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2243، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (93/ 2928)، والدرمك: هو الدقيق الحُوارَى الخالص البياض (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 52).

(3)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2246، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (98/ 2932).

ص: 512

4252 -

عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: "صحِبْتُ ابنَ صيّادٍ إلى مكّةَ، فقال لي: ما لقيتُ من النّاسِ، يزعُمونَ أنِّي الدجّالُ، ألستَ سمِعتَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إنّهُ لا يُولدُ لهُ؟ وقدْ وُلِدَ لي، أوَ ليسَ قدْ قال: هو كافِرٌ؟ وأنا مُسلم، أو ليسَ قدْ قال: لا يدخلُ المدينةَ ولا مكّةَ؟ وقدْ أقبلتُ منَ المدينةِ وأنا أُريدُ مكّةَ. ثم قالَ لي في آخِر قولهِ: أما واللَّه إنِّي لأعلمُ مولِدَهُ ومكانَهُ وأيْنَ هوَ، وأعرفُ أباهُ وأُمّهُ. قال: فَلَبَسنِي، قال، قلتُ لهُ: تبًّا لكَ سائِرَ اليومِ. قال، وقيلَ لَهُ: أَيَسُرُّك أنَّكَ ذاكَ الرجلُ؟ قال، فقال: لوْ عُرِضَ عليَّ ما كرِهْتُ"(1).

4253 -

وقال ابن عمر: "لقِيتُهُ وقد نَفَرَتْ عينُه، فقلتُ: متَى فعلَتْ عينُكَ ما أرَى؟ قال: لا أدرِي، قلتُ: لا تَدرِي وهيَ في رأسِكَ؟ قال: إنْ شاءَ اللَّه خلَقَها في عصاك هذِه، قال: فنخَر كأشَدِّ نخيرِ حمارٍ سمعتُ"(2).

4254 -

عن محمد بن المُنْكَدِر رضي الله عنه أنّه قال: "رأيتُ جابرَ بنَ عبدِ اللَّه رضي الله عنه يَحلِفُ باللَّه أنَّ ابنَ الصيّادَ الدجّالُ، قلت: تَحلِفُ باللَّه؟ قال: إنِّي سمعتُ عُمرَ يَحلِفُ على ذلكَ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فلمْ يُنكِرْهُ النَّبيُّ عليهِ"(3).

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2242، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (89/ 2927)، و (90/ 2927) و (91/ 2927)، وقوله:"فلَبَسَني" أي جعلني ألتبس في أمره وأشك فيه (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 50).

(2)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2246، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (99/ 2932)، ونفرت أي ورمت.

(3)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 323، كتاب الاعتصام (96)، باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة (23)، الحديث (7355)، ومسلم في الصحيح 4/ 2243، كتاب الفتن (52)، باب ذكر ابن صياد (19)، الحديث (94/ 2929)، واللفظ في الصحيحين:". . . فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم".

ص: 513

مِنَ الحِسَان:

4255 -

عن نافِع قال: كان ابنُ عمر رضي الله عنه يقول: "واللَّهِ ما أشُكُّ أنَّ المسيحَ الدجّالَ ابنُ صيّادٍ"(1).

4256 -

وعن جابر رضي الله عنه أنّه قال: "فُقِدَ ابنُ صيّادٍ يومَ الحَرّةِ"(2).

4257 -

عن أبي بَكْرَة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يمكُثُ أبَوا الدجّالِ ثلاثينَ عامًا لا يُولَدُ لهما ولَدٌ ثمَّ يُولَدُ لهما غُلامٌ أعوَرُ أضْرَسُ (3) وأقلُّهُ مَنفعةً، تنامُ عَيْناهُ ولا يَنامُ قلبُهُ. ثمَّ نعتَ لنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أبَوْيه فقال: أبوه طُوالٌ ضَرْبُ اللّحْمِ كأنّ أنفَهُ مِنقارٌ، وأُمُّهُ امرأةٌ فِرضاخيّةٌ طويلةُ اليدينِ. فقال أبو بَكْرَة رضي الله عنه: فسمِعْنا بمولودٍ في اليهودِ بالمدينةِ، فذهبتُ أنا والزُّبَيْرُ بنُ العَوّامِ حتَّى دخَلْنا على أبَوَيْهِ، فإذا نَعْتُ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِيهما، فقلنا: هلْ لكُما ولدٌ؟ فقالا: مَكَثْنا ثلاثينَ عامًا لا يُولَدُ لنا ولدٌ ثم وُلدَ لنا غُلامٌ أعورُ أضْرَسُ (3) وأقلُّهُ مَنفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينَامُ قلبُهُ، قال: فخرَجْنا منْ عِندِهما فإذا هو مُنْجَدِلٌ في الشمسِ في قَطيفةٍ ولهُ هَمْهَمَةٌ، فكشفَ عنْ رأسِهِ فقال: ما قُلتُما؟ قلنا:

(1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 506، كتاب الملاحم (31)، باب في خبر ابن صائد (16)، الحديث (4330).

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 15/ 160، كتاب الفتن، باب ما ذكر في فتنة الدجال، الحديث (19377)، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (4332)، ويوم الحرّة: هو يوم غلبة يزيد بن معاوية على أهل المدينة.

(3)

قال القاري في المرقاة 5/ 219: (قال الجزري: قوله "أضرس" كذا في نسخ المصابيح، أي عظيم الضرس أو الذي يولد وضرسه معه، ولا شك عندي أنه تصحيف أضر شيء، وكذا هو في كتاب الترمذي الذي أخذه المؤلف منه).

ص: 514

وهلْ سمِعتَ ما قُلناه؟ قال: نَعَمْ تنامُ عينايَ ولا ينَامُ قلبي" (1).

4258 -

وعن جابر رضي الله عنه: "أنَّ امرأةً منَ اليهودِ بالمدينةِ ولَدَتْ غُلامًا ممسوحَةً عينُهُ طالعَةً نابُهُ، فأشفقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أنْ يكونَ الدجّالَ، فوجدَهُ تحتَ قَطيفَةٍ يُهَمْهِمُ، قآذنَتْهُ أُمّهُ فقالت: يا عبدَ اللَّه هذا أبو القاسِم، فخرجَ منَ القطيفَةِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما لها قاتَلَها اللَّه، لوْ تركَتْهُ لبيَّنَ. فذكرَ مِثلَ معنَى حديثِ ابنِ عُمرَ، فقالَ عُمرُ بن الخطّابِ رضي الله عنه: ائذَنْ لي يا رسولَ اللَّه فأقتُلَهُ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنْ يكُنْ هُوَ فلستَ صاحبَهُ وإنَّما صاحبُهُ عيسَى بنُ مريمَ، وإلَّا يكُنْ هوَ فليسَ لكَ أنْ تقتُل رجلًا منْ أهل العهْدِ. فلمْ يزَلْ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مُشفقًا أنّهُ الدجّالُ"(2).

6 -

باب نزول عيسى [بن مريم](3) عليه السلام

مِنَ الصِّحَاحِ:

4259 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والذِي نفسِي بيدِه ليُوشِكنَّ أنْ ينزِلَ فيكُمُ ابنُ مريمَ حكمًا عَدْلًا فيكسِرَ الصليبَ ويقتُلَ الخِنزيرَ ويضعَ الجِزيةَ ويَفيضَ المالُ حتَّى لا يقبلَهُ أحد، حتَّى تكونَ السجدةُ الواحِدةُ خيرًا منَ الدُّنيا وما فيها. ثمّ يقولُ أبو هريرة

(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 40، 49 - 50، والترمذي في السنن 4/ 518، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في ذكر ابن صائد (63)، الحديث (2248)، وقال:(حسن غريب)، وقوله:"ضَرْب اللحم" أي خفيف اللحم. و"امرأة فرضاخيّة" أي ضخمة عظيمة، و"منجدل" أي ملقى على وجه الأرض.

(2)

أخرجه أحمد في المسند 3/ 368، وقوله:"يهمهم" أي يتكلم بكلام غير مفهوم.

(3)

ساقطة من المطبوعة.

ص: 515

رضي اللَّه عنه: واقرَؤا إنْ شِئتُم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} (1) الآية" (2).

4260 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "واللَّهِ لَيَنْزِلنَّ ابنُ مريمَ حَكَمًا عَدْلًا، فلَيَكْسِرَنَّ الصَّليبَ ولَيَقْتُلَنَّ الخِنْزِيرَ ولَيَضَعَنَّ الجِزيَةَ ولَيَتْركَنَّ القِلَاصَ ولا يَسعَى عليها، ولَتَذْهَبَنَّ الشَّحْناءُ والتباغُضُ والتحاسُدُ، ولَيَدْعُوَنَّ إلى المالِ فلا يقبَلُهُ أحدٌ"(3).

4261 -

وقال عليه السلام: "كيفَ أنتُمْ إذا نزلَ ابنُ مريمَ فيكُمْ وإمامُكُمْ منكُمْ"(4).

4262 -

وقال عليه السلام: "لا تزالُ طائفةٌ منْ أُمّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القِيامَةِ. قال: فينزِلُ عيسَى بنُ مريمَ، فيقولُ أميرُهُمْ: تعالَ صَلِّ لنا، فيقولُ: لا إنَّ بعضَكُمْ على بعضٍ أُمراءُ، تَكْرِمَةَ اللَّه هذهِ الْأُمّةَ"(5).

(1) سورة النساء (4)، الآية (159).

(2)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 414، كتاب البيوع (34)، باب قتل الخنزير (102)، الحديث (2222)، وفي 6/ 490 - 491، كتاب الأنبياء (60)، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام (49)، الحديث (3448)، ومسلم في الصحيح 1/ 135 - 136، كتاب الإيمان (1)، باب نزول عيسى ابن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (71)، الحديث (242/ 155).

(3)

أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في المصدر نفسه، الحديث (243/ 155)، والقِلاص: جمع قَلوص وهي الناقة الشابة، (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 100).

(4)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 491، كتاب الأنبياء (60)، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام (49)، الحديث (3449)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (244/ 155).

(5)

أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه في الصحيح 1/ 137، كتاب الإيمان (1)، باب نزول عيسى بن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (71)، الحديث (247/ 156)، وهذا الباب خال عن الأحاديث الحسان.

ص: 516

7 -

باب قرب الساعة وأن من مات [فقد](1) قامت قيامته

مِنَ الصِّحَاحِ:

4263 -

عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بُعثتُ أنا والسّاعةَ كهاتينِ، قال قَتادة في قَصَصِهِ: كفَضْلِ إحْداهُما على الْأُخرَى"(2).

4264 -

عن جابر رضي الله عنه قال: "سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ قبلَ أنْ يموتَ بشهرٍ: تسألونَني عنِ السّاعة؟ وإنَّما عِلمُها عندَ اللَّه، وأُقسِمُ باللَّه ما على الأرض منْ نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ تأتِي عليها مِائَةُ سنةٍ"(3).

4265 -

وعن أبي سعيد الخُدْرِيّ رضي الله عنه أنّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تأتِي مِائَةُ سنةٍ وعلى الأرضِ نَفْسٌ مَنفوسةٌ اليومَ"(4).

4266 -

وعن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: "كانَ رجالٌ منَ الأعرابِ جُفاةً (5) يأتونَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فيسألونَهُ عن السّاعةِ،

(1) ساقطة من المطبوعة.

(2)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 347 كتاب الرقاق (81)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"بعثت أنا والساعة كهاتين"(39)، الحديث (6504)، دون ذكر قول قتادة، وأخرجه مسلم تمامه في الصحيح 4/ 2268 - 2269، كتاب الفتن (52)، باب قرب الساعة (27)، الحديث (133/ 2951).

(3)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1966، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم"(53)، الحديث (218/ 2538).

(4)

أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (219/ 2539).

(5)

ساقطة من مخطوطة برلين وليست في لفظ مسلم، وهي عند البخاري وفي المطبوعة.

ص: 517