المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌16 - كِتَابُ الإِمَارَةِ وَالقَضَاءِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما على الوُلاةِ من التيسير

- ‌3 - باب العمل في القضاء والخوف منه

- ‌4 - باب رزق الولاة وهداياهم

- ‌17 - كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب إعداد آلة الجهاد

- ‌3 - باب آداب السفر

- ‌4 - باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإِسلام

- ‌5 - باب القتال في الجهاد

- ‌6 - باب حكم الأسارى

- ‌7 - باب الأمان

- ‌8 - باب قسمة الغنائم والغلول فيها

- ‌9 - باب الجِزْيَة

- ‌10 - باب الصلح

- ‌12 - باب الفَيْءِ

- ‌18 - كِتَابُ الصَّيْدِ والذَّبَائِحِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - بابُ ذِكر الكَلْبِ

- ‌3 - باب ما يحل أكله وما يحرم

- ‌4 - بَابُ العقِيقةِ

- ‌19 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الضيافة

- ‌فصل

- ‌3 - باب الأشربة

- ‌4 - باب النقيع والأنبذة

- ‌5 - باب تغطية الأواني وغيرها

- ‌20 - كِتَابُ اللِّبَاسِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الخاتم

- ‌3 - باب النِّعَال

- ‌4 - باب الترجيل

- ‌5 - باب التصاوير

- ‌21 - كِتَابُ الطِّبِ والرُّقى

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الفأل والطيرة

- ‌3 - باب الكهانة

- ‌22 - كِتَابُ الرُّؤيا

- ‌[1 - باب]

- ‌23 - كِتَابُ الآدَابِ

- ‌[1 - بابُ السَّلامِ]

- ‌2 - باب الاستئذان

- ‌3 - باب المصافحة والمعانقة

- ‌4 - باب القيام

- ‌5 - باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌6 - باب العُطاس والتثاؤب

- ‌7 - باب الضحك

- ‌8 - باب الأسامي

- ‌9 - باب البيان والشعر

- ‌10 - باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌11 - باب الوعد

- ‌12 - باب المزاح

- ‌13 - باب المفاخرة والعصبية

- ‌14 - باب البِّرِ والصِّلَةِ

- ‌15 - باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌16 - باب الحب في اللَّهِ ومِن اللَّهِ

- ‌18 - باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌20 - باب الغضب والكبر

- ‌21 - باب الظلم

- ‌22 - باب الأمر بالمعروف

- ‌24 - كِتَابُ الرِّقاقِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب فضل الفقراء وما كان من عَيْشِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب الأمل والحرص

- ‌4 - باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌5 - باب التوكل والصبر

- ‌6 - باب الرياء والسمعة

- ‌7 - باب البكاء والخوف

- ‌8 - باب تغير الناس

- ‌9 - باب

- ‌25 - كِتَابُ الفِتَنِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - باب أشراط الساعة

- ‌4 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌5 - باب قصة ابن الصياد

- ‌8 - باب لا تقوم الساعة إلّا على الشرار

- ‌[26 - كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق]

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌2 - باب الحشر

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌6 - باب رُؤية اللَّه تعالى

الفصل: ‌[1 - باب]

‌25 - كِتَابُ الفِتَنِ

[1 - باب]

مِنَ الصِّحَاحِ:

4141 -

عن حُذَيْفة قال: "قامَ فِينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَقامًا، ما تركَ شيئًا يكونُ في مَقامِهِ ذلكَ إلى قِيامِ الساعةِ إلَّا حدَّثَ بهِ، حفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نسِيَهُ، قدْ علِمَهُ أصحابي هؤلاءِ، وإنّهُ لَيكونُ منهُ الشيءُ قدْ نسيتُهُ فأراهُ فأذْكُرُه كما يَذكُرُ الرجلُ وجْهَ الرجلِ إذا غابَ عنهُ ثمَّ إذ رآهُ عرَفَهُ"(1).

4142 -

وعن حُذَيْفة قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تُعرَضُ الفِتنُ على القُلوبِ كالحَصيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَتْ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنكَرَها نُكِتَتْ فيهِ نُكْتَةٌ بَيضاءُ حتَّى تَصيرَ على قلبَيْنِ: أبيضَ مِثلَ الصَّفا، فلا تضرُّهُ فِتنة ما دامَتِ السماواتُ والأرضُ، والآخرُ أسودُ مُرْبَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعرِفُ مَعروفًا ولا يُنكِرُ مُنكرًا إلّا ما أُشرِبَ منْ هَواهُ"(2).

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 494، كتاب القدر (82)، باب وكان أمر اللَّه قدرًا مقدورًا (4)، الحديث (6604)، ومسلم في الصحيح 4/ 2217، كتاب الفتن (52)، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة (6)، الحديث (123/ 2891).

(2)

أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 128، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (65)، الحديث (231/ 144)، ومُربدًا: من الربدة لون بين السواد والغبرة، ومجخيًّا: أي مائلًا منكوسًا.

ص: 465

4143 -

وقال حُذَيْفة: "حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدَهما وأنا أنتظر الآخر، حدّثنا أنَّ الأمانةَ نَزلَتْ في جَذْرِ قُلوبِ الرجالِ، ثمَّ عَلِموا مِنَ القُرآنِ، ثمَّ عَلِموا مِنَ السُّنَّةِ. وحدَّثَنا عن رفعِها قال: يَنامُ الرجلُ النوْمَةَ فتُقبضُ الأمانةُ مِنْ قلبهِ فيَظلُّ أثَرُها مِثْلَ أَثَرِ الوَكْتِ، ثمَّ يَنامُ النَّوْمةَ فتُقبضُ، فيَبقَى أثَرُها مِثْلَ أثَرِ المَجْلِ كجَمْرٍ دَحْرجتَهُ على رِجلِكَ فنَفِطَ، فتراهُ مُنتَبِرًا وليسَ فيهِ شيءٌ، ويُصبحُ النَّاسُ يَتبايَعونَ ولا يكادُ أحدٌ يُؤدِّي الأمانةَ فيُقال: إنَّ في بَني فُلانٍ رجلًا أمينًا، ويُقالُ للرجلِ: ما أعقَلَهُ وما أظرَفَهُ وما أجلَدَهُ، وما في قلبِهِ مِثقالُ حبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمانٍ"(1).

4144 -

وعن حُذَيْفة قال: " [كانَ النَّاسُ يسألونَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عنِ الخيرِ وكنتُ أسألُهُ عَنِ الشرِّ مَخافةَ أنْ يُدرِكَني](2)، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه إنَّا كُنّا في جاهليّةٍ وشرٍّ فجاءَنا اللَّه بهذا الخيرِ، فهلْ بعدَ هذا الخيرِ مِنْ شرٍّ؟ قال: نعمْ. قلتُ: وهلْ بعدَ ذلكَ الشر مِنْ خيرٍ؟ قال: نعمْ وفيهِ دَخَنٌ. قلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قال: قومٌ يَستنُّونَ بغيرِ سُنَّتي ويَهدونَ بغيرِ هَدْيي تَعرِفُ منهمْ وتُنكِرُ منهمْ. قلت: فهلْ بعدَ ذلكَ الخيرِ منْ شرٍّ؟ قال: نعمْ دُعاةٌ على أبوابِ جهنَّمَ مَنْ أجابَهُمْ إليها قَذَفوهُ فيها. قلت: يا رسولَ اللَّه صِفْهُمْ لنا. قال: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنا ويتكلَّمونَ بألسِنَتِنا. قلتُ: فما تأْمُرُني إنْ أدركَني ذلكَ؟ قال: تَلزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامَهُمْ. قلتُ: فإنْ لمْ يكُنْ لهُمْ

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 333، كتاب الرقاق (81)، باب رفع الأمانة (35)، الحديث (6497)، وفي 13/ 38، كتاب الفتن (92)، باب إذا بقي في حثالة من الناس (13)، الحديث (7086)، ومسلم في الصحيح 1/ 126، كتاب الإيمان (1)، باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب (64)، الحديث (230/ 143)، والوَكْت: الأثر اليسير كالنقطة في الشيء. والمجل: أثر العمل في اليد، ونفط أي صار منتفطًا وهو المنتبر، يقال انتبر الجرح وانتفط إذا ورم وامتلأ ماء (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 11/ 333 - 334 و 13/ 39).

(2)

ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وأثبتناه من المطبوعة وهو عند البخاري ومسلم. ووقع في المطبوعة بعده: "وعن حذيفة قال" مما يوهم الابتداء بحديث آخر.

ص: 466

جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال: فاعتَزِلْ تلكَ الفِرَقِ كلَّها ولوْ أنْ تَعَضَّ بأصْلِ شَجَرةٍ حتَّى يُدرِكَكَ الموتُ وأنتَ على ذلكَ" (1)، وفي رواية: "تكونُ بعدِي أئمَّةٌ لا يَهتَدونَ بهُدايَ ولا يَستنُّونَ بسُنَّتي، وسيقومُ فيهِمْ رِجالٌ قُلُوبُهُمْ قُلوبُ الشياطينِ في جُثمانِ إنْسٍ. قال حُذَيْفة، قلتُ: كيفَ أصنعُ يا رسولَ اللَّه إنْ أدركْتُ ذلكَ؟ قال: تسمعُ وتُطيعُ الأميرَ وإن ضُرِبَ ظهرُكَ وأُخِذَ مالُكَ" (2).

4145 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بادِرُوا بالأعمالِ فِتَنًا كقِطَعِ اللِّيلِ المُظلمِ، يُصبحُ الرجلُ مُؤمُنًا ويُمسي كافِرًا، ويُمسي مُؤمِنًا ويُصبحُ كافِرًا، يبيعُ دِينَهُ بعَرَض مِنَ الدُّنيا"(3).

4146 -

وقال عليه السلام: "ستكونُ فِتَنٌ القاعدُ فيها خيرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي، مَنْ تَشرَّفَ لها تَستَشرِفْهُ، فمنْ وجدَ ملجأً أو مَعاذًا فلْيَعُذْ بهِ"(4)، وفي رواية:

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 615، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3606)، وفي 13/ 35، كتاب الفتن (92)، باب كيف الأمر إذا لم يكن جماعة (11)، الحديث (7084)، ومسلم في الصحيح 3/ 1475 - 1476، كتاب الإمارة (33)، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين. . . (13)، الحديث (51/ 1847).

(2)

أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (52/ 1847).

(3)

أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 1/ 110، كتاب الإيمان (1)، باب الحث على المبادرة بالأعمال (51)، الحديث (186/ 118).

(4)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 612، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3601)، وفي 13/ 29 - 30، كتاب الفتن (92)، باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم (9)، الحديث (7081)، و (7082)، ومسلم في الصحيح 4/ 2212، كتاب الفتن (52)، باب نزول الفتن كمواقع القطر (3)، الحديث (10/ 2886)، قوله:"من تشرَّف لها" أي تطلع لها بأن يتصدى ويتعرض لها ولا يعرض عنها، وقوله "تستشرفه" أي تهلكه بأن يشرف منها على الهلاك (الحافظ ابن ججر، فتح الباري 3/ 31).

ص: 467

"النائِمُ فيها خيرٌ مِنَ اليَقْظانِ، واليَقْظانُ [فيها] (1) خيرٌ مِنَ القائِمِ"(2). وفي رواية: "فإذا وقعَتْ فمَنْ كانَ لهُ إبِلٌ فليلْحَقْ بإبلِهِ، ومَنْ كانَتْ لهُ غنَمٌ فليلْحَقْ بغنَمِهِ، ومَنْ كانَتْ لهُ أرضٌ فليلْحَقْ بأرضِهِ. فقال رجلٌ: يا رسُول اللَّه أرأَيْتَ مَنْ لمْ تكُنْ لهُ إبِلٌ ولا غَنَمٌ ولا أرضٌ؟ قال: يعمِدُ إلى سيفِهِ فيدُقُّه عَلَى حَدِّهِ بحجرٍ، ثمَّ ليَنْجُ إن استطاعَ النَّجاءَ، اللَّهُمَّ هلْ بلَّغْتُ؟ ثلاثًا، فقال رجلٌ: يا رسُولَ اللَّه أرأيتَ إنْ أُكْرِهْتُ حتَّى يُنطَلَقَ بي إلى أحدِ الصَّفَّيْنِ فضرَبَني رجلٌ بسيفِهِ أوْ يَجيءُ سَهمٌ فيقتُلُني؟ فقال: يَبوءُ بإثمِكَ وإثمِهِ ويكونُ مِنْ أصحابِ النَّارِ"(3).

4147 -

وقال عليه السلام: "يُوشِكُ أنْ يكونَ خَيْرَ مالِ المسلمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبالِ ومَواقِعَ القَطْرِ يَفِرُّ بدينهِ مِنَ الفِتَنِ"(4).

4148 -

عن أُسامة قال: "أشرَفَ النَّبيُّ عليه السلام على أُطُمٍ مِنْ آطامِ المدينةِ فقال: هل تَروْنَ ما أَرَى؟ قالوا: لا، قال: فإني لَأرَى الفتنَ تقعُ خلالَ بُيوتكُمْ كوَقْعِ المطرِ"(5).

(1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة، وهي في لفظ مسلم.

(2)

أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2212، كتاب الفتن (52)، باب نزول الفتن كمواقع القطر (3)، الحديث (12/ 2886).

(3)

أخرجه مسلم من حديث أبى بكرة رضي الله عنه في المصدر نفسه، الحديث (13/ 2887).

(4)

أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيح 1/ 69، كتاب الإيمان (2)، باب من الدين الفرار من الفتن (12)، الحديث (19)، وشَعَف الجبال: أي رؤوس الجبال وأعاليها.

(5)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 94، كتاب فضائل المدينة (29)، باب آطام المدينة (8)، الحديث (1878)، وفي 13/ 11، كتاب الفتن (92)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"ويل للعرب من شر قد اقترب"(4)، الحديث (7060)، ومسلم في الصحيح 4/ 2211، كتاب الفتن (52)، باب نزول الفتن كمواقع القطر (3)، الحديث (9/ 2885).

ص: 468

4149 -

وقال عليه السلام: "هَلَكَةُ أُمَّتي على يَدَيْ غِلمَةٍ مِنْ قُريشٍ"(1)

4150 -

وقال عليه السلام: "يتقارَبُ الزمانُ ويُقبَضُ العِلمُ وتظهَرُ الفِتنُ ويُلْقَى الشُّحُّ ويكثُرُ الهَرْجُ. قالوا: وما الهَرْجُ؟ قال: القتلُ"(2).

4151 -

وقال عليه السلام: "والذي نفسي بيدِه لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يأْتي عَلَى النَّاسِ يومٌ لا يدري القاتِلُ فيمَ قتلَ ولا المَقتولُ فيمَ قُتِلَ. فقيل: كيفَ يكونُ ذلكَ؟ قال: الهَرْجُ، القاتِلُ والمَقتولُ في النَّارِ"(3).

4152 -

وقال (4): "العِبادَةُ في الهَرْجِ كهِجرَةٍ إليَّ"(5).

4153 -

وقال الزُّبَيْر بن عَديّ: "أتَيْنا أَنَسَ بنَ مالِكٍ فشكَوْنا إليهِ

(1) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 6/ 612، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3605)، وفي 13/ 9، كتاب الفتن (12)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء (3)، الحديث (7058).

(2)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 182 كتاب العلم (3)، باب من أجاب الفُتيا بإشارة اليد والرأس (24)، الحديث (85)، وفي 13/ 13، كتاب الفتن (92)، باب ظهور الفتن (5)، الحديث (7061)، ومسلم في الصحيح 4/ 2057، كتاب العلم (47)، باب رفع العلم وقبضه. . . (5)، الحديث (11/ 157) واللفظ له.

(3)

أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2231 - 2232، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (18)، الحديث (56/ 2908).

(4)

عبارة المطبوعة: (وقال عمر)، والحديث من رواية مَعْقِل بن يَسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم، وفي جامع الأصول 10/ 18، كتاب الفتن، الفصل الأول في الوصية عند وقوع الفتن، الحديث (7471).

(5)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2268، كتاب الفتن (52)، باب فضل العبادة في الهرج (26)، الحديث (130/ 2948).

ص: 469

ما نلقَى من الحَجَّاجِ، فقال: اصبِرُوا فإنَّهُ لا يأْتي عليكُمْ زمانٌ إلَّا الذي بعدَهُ أشرُّ منهُ حتَّى تَلْقَوْا ربَّكُمْ. سمعتُهُ مِنْ نبيِّكُمْ عليه السلام" (1).

مِنَ الحِسَان:

4154 -

عن حُذَيْفة رضي الله عنه قال: "واللَّهِ ما أدري أَنَسِيَ أصحابي أوْ تَناسَوْا؟ واللَّهِ ما تركَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنْ قائِدِ فِتنةٍ إلى أنْ تَنقضيَ الدُّنيا يبلغُ مَنْ معهُ ثلثمائةٍ فصاعِدًا إلّا قدْ سمَّاهُ لنا باسمِهِ واسمَ أبيهِ واسمَ قبيلتِهِ"(2).

4155 -

قال عليه السلام: "إنَّما أخافُ عَلَى أُمَّتي الأئمَّةَ المضلِّينَ، وإذا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتي لم يُرفعْ عنهمْ إلى يومِ القِيامَةِ"(3).

4156 -

عن سَفينة قال: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "الخِلافَةُ ثلاثونَ سنةً ثمَّ تكونُ مُلكًا. ثم يقول سفينة: أمْسِكْ، خِلافةَ أبي بكرٍ سَنتين، وخِلافةَ عُمرَ عَشرًا، وخِلافةَ عُثمانَ اثنتَيْ عَشَرةَ، وعليٍّ سِتًّا"(4).

(1) أخرجه البخاري في الصحيح 13/ 19 - 20، كتاب الفتن (92)، باب لا يأتي زمان إلّا الذي بعده شرّ منه (6)، الحديث (7068).

(2)

أخرجه أبو داود في السنن 4/ 443، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4243).

(3)

أخرجه من حديث ثوبان رضي الله عنه: أحمد في المسند 5/ 278، 284، وأبو داود في السنن 4/ 451، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4252)، والترمذي في السنن 4/ 504، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في الأئمة المضلين (51)، الحديث (2229)، وفي 4/ 490، باب (32)، الحديث (2202)، وقال:(حسن صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1304، كتاب الفتن (36)، باب ما يكون من الفتن (9)، الحديث (3952)، وأخرجه أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه في المنسد 4/ 123.

(4)

أخرجه أحمد في المنسد 5/ 220، 221، وأبو داود في السنن 5/ 36 - 37، كتاب السنة (34)، باب في الخلفاء (9)، الحديث (4646) و (4647)، والترمذي في السنن 4/ 503، كتاب =

ص: 470

4157 -

عن حُذَيْفة قال: "قلتُ يا رسُولَ اللَّه أيكونُ بعدَ هذا الخيرِ شرٌّ كما كانَ قبلَهُ شرٌّ؟ قال: نَعَمْ. قلتُ: فما العصمةُ؟ قال: السَّيفُ. قلتُ: وهلْ بعدَ السَّيفِ بقيَّةٌ؟ قال: نَعَمْ تكونُ إمارةٌ على أقذاءَ وهُدْنَةٌ على دَخَنٍ. قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: ثمَّ تنشأُ دعاةُ الضلالِ، فإنْ كانَ للَّه في الأرضِ خليفةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وأخذَ مالَكَ فأطِعْهُ، وإلّا فمتْ وأنتَ عاضٌّ على جَذْلِ شجرةٍ. قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: ثم يخرُجُ الدجّالُ بعدَ ذلكَ، معَهُ نَهْرٌ ونارٌ، فمَنْ وقع (1) في نارِهِ وجَبَ أجرُهُ وحُطَّ وِزْرُهُ، ومَنْ وقعَ في نهرِهِ وجَبَ وِزْرُهُ وحُطَّ أجرُهُ. قال، قلت: ثمَّ ماذا؟ قال: ثمَّ يُنْتَجُ المهرُ فلا يُركبُ حتَّى تقومَ الساعةُ"(2)، وفي رواية:"هُدْنةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أقذاءَ. قلت: يا رسولَ اللَّه الهُدنةُ عَلَى الدَّخَنِ ما هيَ؟ قال: لا ترجِعُ قلوبُ أقوامٍ على الذي كانتْ عليهِ. قلت: بعدَ هذا الخيرِ شرّ؟ قال: فتنةٌ عمياءُ صمّاءُ عليها دُعاةٌ على أبوابِ النَّارِ، فإنْ تَمُتْ يا حذيفةُ وأنتَ عاضٌّ على جَذْلٍ خيرٌ لكَ منْ أنْ تَتَّبِعَ أحدًا منهُمْ"(3).

= الفتن (34)، باب ما جاء في الخلافة (48)، الحديث (2226)، وقال:(حديث حسن)، وعزاه للنسائي: المزي في تحفة الأشراف 4/ 21، الحديث (4479)، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 369، كتاب الإمارة (25)، باب الخلافة (1)، الحديث (1534)، و (1535)، والحاكم في المستدرك 3/ 145، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(1)

من هنا إلى آخر الورقة (242/ ب) تَرْمِيمٌ فى مخطوطة برلين كُتِب بخط مغاير.

(2)

أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 342، باب لزوم الجماعة، الحديث (20711)، وأحمد في المسند 5/ 403، وأبو داود في السنن 4/ 444 - 448، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4244) و (4245) و (4247).

(3)

أخرجه أحمد في المسند 5/ 386 - 387، وأبو داود في المصدر نفسه، الحديث (4276)، وابن ماجه مختصرًا في السنن 2/ 1317 - 1318، كتاب الفتن (36)، باب العزلة (13)، الحديث (3981)، وجِذل الشجرة: بكسر الجيم ويفتح، أي أصلها.

ص: 471

4158 -

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "كنتُ رَديفًا خلفَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا على حمارٍ، فلمَّا جاوَزْنا بُيوتَ المدينةِ قال: كيفَ بكَ يا أبا ذَرٍّ إذا كانَ بالمدينةِ جُوعٌ تقومُ عنْ فِراشِكَ فلا تبلُغُ مسجِدَكَ حتَّى يُجْهِدَكَ الجُوعُ؟ قال، قلت: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: تعفَّفْ يا أبا ذرّ ثمَّ قال: كيفَ بكَ يا أبا ذرٍّ إذا كانَ بالمدينةِ موتٌ يبلُغُ البيتُ العبدَ حتَّى أنَّهُ يُباعُ القبرُ بالعبدِ؟ قال، قلت: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: تصَبَّرْ يا أبا ذرٍّ قال: كيفَ بكَ يا أبا ذرٍّ إذا كانَ بالمدينةِ قَتْلٌ تغمُرُ الدِّماءُ أحجارَ الزَّيْتِ؟ قال، قلت: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال: تأْتي مَنْ أنتَ منهُ. قال، قلت: وألبَسُ السِّلاحَ، قال: شارَكْتَ القومَ إذًا. قلتُ: فكيفَ أصنعُ يا رسولَ اللَّه؟ قال: إنْ خَشيتَ أنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فأَلْقِ ناحِيَةَ ثوبِكَ عَلَى وجهِكَ ليَبُوءَ بإثمِكَ وإثمِهِ"(1).

4159 -

وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أنّ النَّبيّ عليه السلام قال: "كيفَ بكَ إذا بَقيتَ في حُثالَةٍ مِنَ النَّاسِ مَرِجَتْ عُهودُهُمْ وأماناتُهُمْ، واختلَفُوا فكانُوا هكذا؟ وشَبَّكَ بينَ أصابعِهِ، قال: فبِمَ تأمُرُني؟ قال: عليكَ بما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ، وعليكَ بخاصَّةِ نفسِكَ وَإِيَّاكَ وعوامَّهُمْ"(2). وفي رواية:

(1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص 62، الحديث (459)، ومعمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 351، باب الفتن، الحديث (20729)، وأحمد في المسند 5/ 149، 163، وأبو داود في السنن 4/ 458، كتاب الفتن (29)، باب في النهي عن السعي في الفتنة (2)، الحديث (4261)، وابن ماجه في السنن 2/ 1308، كتاب الفتن (36)، باب التثبت في الفتنة (10)، الحديث (3958)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن ص 460، كتاب الفتن (31)، باب كيف يفعل في الفتن (16)، الحديث (1862)، والحاكم في المستدرك 4/ 423، كتاب الفتن، باب الترهيب عن إمارة السوء وقال:(صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وأحجار الزيت: قيل هي محلة بالمدينة.

(2)

أخرجه معمر بن راشد في الجامع (المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق) 11/ 359، باب الفتن، الحديث (20741)، وأحمد في المسند 2/ 162، 220، 221، وأبو داود في السنن 4/ 513، =

ص: 472

"الزَمْ بيتكَ واملِكْ عليكَ لسانَكَ وخُذْ ما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ وعليكَ بأمرِ خاصَّةِ نفسِكَ ودَعْ أمرَ العامَّة"(1)(صح).

4160 -

عن أبي موسى عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنَّ بينَ يدَي السَّاعةِ فِتنًا كقِطَعِ الليلِ المُظلمِ، يُصبحُ الرجلُ فيها مُؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مُؤمنًا ويُصبحُ كافرًا، القاعِدُ فيها خيرٌ منَ القائِمِ، والماشي خيرٌ مِنَ السَّاعي، فكسِّرُوا فيها قِسِيَّكُمْ وقطِّعُوا فيها أوْتارَكُمْ واضرِبُوا سُيُوفَكُمْ بالحِجارَةِ والزَمُوا فيها أجْوافَ بُيوتِكُمْ، فإن دُخِلَ على أحدٍ منكمْ فليكُنْ كخَيْرِ ابنيْ آدمَ"(2)(صحيح). ويُروى: "أنَّهم قالوا: فما تأمُرنا؟ قال: كونوا أحلاسَ بُيُوتِكُمْ"(3).

4161 -

وعن أم مالك البَهْزِيَّة أنّها قالت: "ذكَرَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِتنةً فقرَّبَها، قلتُ: مَنْ خيرُ النَّاسِ فيها؟ قال: رجلٌ في ماشِيَتهِ

= كتاب الملاحم (31)، باب الأمر والنهي (17)، الحديث (4342)، وابن ماجه في السنن 2/ 1307، كتاب الفتن (36)، باب التثبت في الفتنة (10)، الحديث (3957)، ومرجت أي فسدت.

(1)

أخرجه أحمد في المسند 2/ 212، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (4343)، والنسائي في عمل اليوم والليلة ص 230، باب التفدية، الحديث (205)، والحاكم في المستدرك 4/ 525، كتاب الفتن، باب لن تفتن أمتي حتَّى يظهر التمايز، وقال:(صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

(2)

أخرجه أحمد في المسند 4/ 416، وأبو داود في السنن 4/ 457، كتاب الفتن (29)، باب في النهي عن السعي في الفتنة (2)، الحديث (4259)، والترمذي في السنن 4/ 490 - 491، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في اتخاذ سيف من خشب في الفتنة (33)، الحديث (2204)، وقال:(حسن غريب صحيح)، وابن ماجه في السنن 2/ 1310، كتاب الفتن (36)، باب التثبت في الفتنة (10)، الحديث (3961)، القِسِيّ: جمع قوس.

(3)

أخرجه أحمد في المسند 4/ 408، وأبو داود في المصدر السابق 4/ 459، الحديث (4262)، والحاكم في المستدرك 4/ 440، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة إلّا على شرار من خلقه، وقال:(صحيح الإسناد)، وأحلاس البيوت ما يبسط تحت حر الثياب فلا تزال ملقاة تحتها، والمعنى الزموا بيوتكم.

ص: 473

يُؤدِّي حقَّها ويعبُدُ ربَّهُ، ورجلٌ أخذَ برأسِ فرَسِهِ يُخيفُ العدُوَّ ويُخوِّفونَه" (1).

4162 -

عن عبد اللَّه بن عمرو أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ستكونُ فِتنةٌ تستنظِفُ العربُ قَتلاها في النَّارِ اللِّسانُ فيها أشدُّ منْ وقْعِ السَّيفِ"(2).

4163 -

وعن أبي هريرة أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ستكون فِتنةٌ صمَّاءُ بكْماءُ عَمياءُ، مَنْ أشرفَ لها استشرفَتْ لهُ، وإشراف اللِّسانِ فيها كوُقُوع السَّيفِ"(3).

4164 -

عن عبد اللَّه بن عمر قال: "كُنّا قعودًا عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فذكرَ الفِتنَ فأكثرَ حتَّى ذكرَ فِتنةَ الأحلاسِ، فقال قائل: وما فتنةُ الأحلاسِ؟ قال: هيَ هَرَبٌ وحَرَبٌ، ثمَّ فتنةَ السَّراءِ دخَنُها منْ تحتِ قَدَمَيْ رجلٍ مِنْ أهلِ بيتي يزعُمُ أنَّه منِّي وليسَ منِّي، إنَّما أوليائي المتَّقُون، ثمَّ يصطَلِحُ النَّاسُ على رجُلٍ كوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثمَّ فتنةُ الدُّهَيْماءِ لا تدَعُ أحدًا مِنْ هذهِ الأُمَّةِ إلّا لطمَتْهُ لَطْمةً، فإذا قيلَ: انقضَتْ تمادَتْ يُصبحُ الرجُلُ فيها مُؤمنًا ويُمسي كافِرًا حتَّى يَصيرَ النَّاسُ إلى فُسْطاطَيْنِ: فُسطاطِ إيمانٍ لا نِفاقَ

(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 419، والترمذي في السنن 4/ 473، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة (15)، الحديث (2177)، وقال:(حسن غريب)، والطبراني في المعجم الكبير 25/ 150، الحديث (360) و (361) و (362).

(2)

أخرجه أحمد في المسند 2/ 212، وأبو داود في السنن 4/ 461، كتاب الفتن (29)، باب في كف اللسان (3)، الحديث (4265)، والترمذي في السنن 4/ 473، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة (16)، الحديث (2178)، وابن ماجه في السنن 2/ 1312، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3967).

(3)

أخرجه أبو داود في السنن 4/ 460، كتاب الفتن (29)، باب في كف اللسان (3)، الحديث (4264).

ص: 474

فيهِ، وفُسطاطِ نِفاقٍ لا إيمانَ فيهِ، فإذا كانَ ذلكُمْ فانتظِرُوا الدجَّالَ مِنْ يومِهِ أوْ مِنْ غَدِه" (1).

4165 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وَيْلٌ للعربِ مِنْ شرٍّ قدِ اقتربَ، أفلحَ مَنْ كَفَّ يدَهُ"(2).

4166 -

عن المقداد بن الأسود أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ السَّعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتنَ، إنَّ السَّعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتنَ، إنَّ السَّعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتنَ ولَمَنْ ابتُليَ فصبَرَ فَواهًا"(3).

4167 -

عن ثَوْبان أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتي لم يُرفَعْ عنها إلى يومِ القِيامَةِ، ولا تقومُ

(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 133، وأبو داود في السنن 4/ 442، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4242)، والحاكم في المستدرك 4/ 466، كتاب الفتن، باب إياك ومعضلات الأمور، وقال:(صحيح الإسناد)، وأقره الذهبي.

قال الخطابي: في معالم السنن (المطبوع مع مختصر سنن أبي داود) 6/ 131: (قوله "فتنة الأحلاس" إنما أضيفت الفتنة إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها، يقال للرجل إذا كان يلزم بيته لا يبرح منه: هو حلس بيته، لأن الحلس يفترش فيبقى على المكان ما دام لا يرفع. وقد يحتمل أن تكون هذه الفتنة إنما شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها. "والحَرَب" ذهاب المال والأهل، يقال: حُرِب الرجل فهو حريب إذا سُلب أهله وماله. و"الدخَن" الدخان يريد أنها تثور كالدخان من تحت قدميه. وقوله "كورك على ضلع" مثَل ومعناه: الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم، وذلك أن الضلع لا يقوم بالورك ولا يحمله، وإنما يقال في باب الملامة والموافقة إذا وصفوا: هو ككفٍّ في ساعد، وساعد في ذراع أو نحو ذلك، يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك، ولا مستقل به. و"الدهيماء" تصغير الدهماء، وصغرها على مذهب المذمة لها، واللَّه أعلم).

(2)

أخرجه أحمد في المسند 2/ 441، وأبو داود في السنن 4/ 449، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4249)، والحاكم في المستدرك 4/ 439، كتاب الفتن، باب خطبة عمر رضي الله عنه في الفتنة، وقال:(صحيح على شرط مسلم) وأقره الذهبي.

(3)

أخرجه أبو داود في السنن 4/ 460، كتاب الفتن (29)، باب في النهي عن السعي في الفتنة (2)، الحديث (4263)، "واهًا" كلمة معناها التلهف.

ص: 475

السَّاعةُ حتَّى تلحَقَ قبائِلُ مِنْ أُمَّتي بالمُشركينَ وحتَّى تعبُدَ قبائِلُ مِنْ أُمَّتي الأوثانَ، وأنّهُ سيكونُ في أُمَّتي كَذَّابونَ ثلاثونَ كُلُّهمْ يزعُمُ أنَّهُ نبيُّ اللَّه، وأنا خاتَمُ النَّبيِّينَ لا نبيَّ بعدي، ولا تزالُ طائفةٌ مِنْ أُمَّتي على الحقِّ ظاهِرينَ لا يضرُّهُمْ مَنْ خالَفَهُمْ حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّه" (1).

4168 -

عن عبد اللَّه بن مسعود عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "تدورُ رَحَى الإسلامِ لخمسٍ وثلاثينَ، أو لستٍ وثلاثينَ، أو سَبْعٍ وثلاثينَ، فإنْ يَهْلِكُوا فسبيلُ مَنْ هلكَ، وإنْ يَقُمْ لهمْ دينُهُمْ يقُمْ لهمْ سبعينَ عامًا. قلت: أممَّا بقيَ أوْ ممَّا مَضَى؟ قال: ممَّا مَضَى"(2). واللَّه أعلى وأعلم بذلك.

(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 278، وأبو داود في السنن 4/ 451 - 452، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4252)، والترمذي مفرقًا في السنن 4/ 490، كتاب الفتن (34)، باب (32)، الحديث (2202)، وفي 4/ 499، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتَّى يخرج كذابون (43)، الحديث (2219)، وفي 4/ 504، باب ما جاء في الأئمة المضلين (51)، الحديث (2229)، وابن ماجه في السنن 2/ 1304، كتاب الفتن (36)، باب ما يكون من الفتن (9)، الحديث (3952)، والحاكم في المستدرك 4/ 449 - 450، كتاب الفتن، باب إذا وضع السيف في أمتي. . . وقال:(صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي، وأخرجه مسلم القسم الأخير من الحديث:"لا تزال طائفة. . . " في الصحيح 3/ 1523، كتاب الإمارة (33)، باب قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي. . . "(53)، الحديث (170/ 1920).

(2)

أخرجه أحمد في المسند 1/ 390، 393، 451، وأبو داود في السنن 4/ 453 - 454، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4254)، والحاكم في المستدرك 3/ 114، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر إسلام أمير المؤمنين علي رضي اللَّه تعالى عنه، وفي 4/ 521، كتاب الفتن، باب ذكر شيطان الردهة، وقال:(صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

ص: 476

2 -

باب (1) الملاحم

مِنَ الصِّحَاحِ:

4169 -

عن أبي هريرة أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ السَّاعة حتَّى يقتتلَ فِئتانِ عَظيمتانِ يكون بينَهُما مَقْتَلَةٌ عَظيمةٌ دَعْواهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبعَثَ دجَّالونَ كَذَّابونَ قَريبٌ مِنْ ثلاثينَ كلُّهُمْ يزعُمُ أنَّهُ رسولُ اللَّه، وحتَّى يُقبَضَ العلمُ وتكثُرَ الزلازلُ ويتقارَبَ الزمانُ وتظهرَ الفِتنُ ويكثُرَ الهَرْجُ وهو القتْلُ، وحتَّى يكثُرَ فيكُمُ المالُ فيَفيضَ حتَّى يُهِمَّ ربَّ المالِ مَنْ يقبلُ صدقتَهُ، وحتَّى يعْرِضَهُ فيقول الذي يعرِضُهُ عليهِ: لا أَرَبَ لي بِهِ، وحتَّى يتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنيانِ، وحتَّى يمُرَّ الرجُلُ بقبرِ الرجُلِ فيقول: يا ليتَني مكانَهُ، وحتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مغرِبِها، فإذا طلعَتْ ورآها النَّاسُ آمنوا أجمعُونَ فذلكَ حينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (2)، ولَتَقومَنَّ السَّاعةُ وقدْ نَشَرَ الرجُلانِ ثَوبَهُما بينَهُما فلا يتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقومَنَّ السَّاعة وقدِ انصرَفَ الرجُلُ بلبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقومَنَّ السَّاعةُ وهو يَلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسقي فيهِ، ولَتَقومَنَّ السَّاعةُ وقدْ رفعَ أكْلَتَهُ إلى فيهِ فلا يَطعَمُها"(3).

(1) في المخطوطة (كتاب الملاحم) والتصويب من المطبوعة والمشكاة.

(2)

سورة الأنعام (6)، الآية (158).

(3)

متفق عليه، أخرجه البخاري بتمامه في الصحيح 13/ 81 - 82، كتاب الفتن (92)، باب حدثنا مسدد (25)، الحديث (7121)، وأخرجه أيضًا مفرقًا في مواضع أخرى من الصحيح، وأخرجه مسلم مفرقًا في الصحيح 1/ 137 كتاب الإيمان (1)، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان (72)، الحديث (248/ 157)، وفي 2/ 701، كتاب الزكاة (12)، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (18)، الحديث (61/ 157)، وفي 4/ 2057، كتاب العلم (47)، باب رفع العلم وقبضه. . . (5)، الحديث (11/ 157)، وفي 4/ 2214، كتاب الفتن (52)، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما (4)، الحديث (17/ 157)، وفي 4/ 2231، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (53/ 157)، وفي =

ص: 477

4170 -

وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتِلُوا قومًا نعالُهُمُ الشّعَرُ، وحتَى تُقاتِلُوا التُّرْكَ صِغارَ الأعيُنِ حُمْرَ الوُجوهِ ذُلْفَ الْأُنوفِ كأنَّ وُجوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَةُ"(1).

4171 -

وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تُقاتِلُوا خُوزًا وكِرْمانَ مِنَ الأعاجِمِ حُمْرَ الوُجوهِ فُطْسَ الْأُنوفِ صِغارَ الأعيُنِ كأنَّ وُجوهَهُمُ المجانُّ المُطْرَقَةُ نِعالُهُمُ الشَّعَر"(2). ويُروى "عِراض الوُجوه"(3).

4172 -

وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُقاتِلَ المسلمونَ اليهودَ، فيقتُلُهُم المسلمونَ حتَّى يَختبئَ اليهوديُّ مِنْ وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجَرُ والشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللَّه هذا يهودِيٌّ خَلفي فتعالَ فاقتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ فإنَّهُ منْ شجرِ اليهودِ"(4).

= 4/ 2240، الحديث (84/ 157)، وفي 4/ 2270، باب قرب الساعة (27)، الحديث (140/ 2954)، اللقحة: الناقة ذات لبن، يليط: أي يطين ويصلح.

(1)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 104، كتاب الجهاد (56)، باب قتال الترك (95)، الحديث (2928)، وفي 6/ 604، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3587)، ومسلم في الصحيح 4/ 2233، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (62 - 66/ 2912)، وذلف الأنوف: أي فطس الأنوف، وقيل صغيرها. والمجانّ: جمع المجِن وهو الترس.

(2)

أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 6/ 604، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3590).

(3)

أخرجه البخاري من حديث عمرو بن تغلب رضي الله عنه في الصحيح 6/ 104، كتاب الجهاد (56)، باب قتال الترك (95)، الحديث (2927).

(4)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 103، كتاب الجهاد (56)، باب قتال اليهود (94)، الحديث (2926)، ومسلم في الصحيح 4/ 2239، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (8)، الحديث (82/ 2922) واللفظ له.

ص: 478

4173 -

وقال عليه السلام: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يَخرُجَ رجلٌ مِنْ قَحْطانَ يَسوقُ النَّاسَ بعَصاهُ"(1).

4174 -

وقال عليه السلام: "لا تذهبُ الأيّامُ والليالي حتَّى يملِكَ رجلٌ يُقالُ لهُ الجَهْجاهُ"(2). وفي رواية: "حتَّى يملِكَ رجل مِنَ المَوالي يُقالُ لهُ الجَهْجاهُ"(3).

4175 -

وقال عليه السلام: "لَيَفتَتِحنَّ عِصابَةٌ مِنَ المسلمينَ كَنْزَ آلِ كِسرَى الذي في الأبيضِ"(4).

4176 -

وقال عليه السلام: "إذا هلكَ كِسرَى فلا يكونُ كِسرَى بعدهُ، وقَيْصَرٌ ليَهلِكَنَّ ثمَّ لا يكون قيصرٌ بعدَهُ، ولتُقْسَمَنَّ كنوزُهُما في سبيل اللَّه. وسمَّى الحربَ خُدْعة"(5).

(1) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 545، كتاب المناقب (61)، باب ذكر قحطان (7)، الحديث (3517)، ومسلم في الصحيح 4/ 2232، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (60/ 2910)

(2)

أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في المصدر نفسه، الحديث (61/ 2911).

(3)

أخرجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أحمد في المسند 2/ 329، والترمذي في السنن 4/ 504، كتاب الفتن (34)، باب (50)، الحديث (2228).

(4)

أخرجه مسلم من حديث جابر بن سَمُرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (78/ 2919).

(5)

متفق عليه من حديث أبي هريرة وجابر بن سمرة رضي الله عنهما:

• حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 157، كتاب الجهاد (56)، باب الحرب خدعة (157)، الحديث (3027) و (3028)، واللفظ له، ومسلم في الصحيح 4/ 2237، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (76/ 2918).

• حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 219 - 220، كتاب =

ص: 479

4177 -

وقال عليه السلام: تغزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ لَتَغْزُونَ فارِسَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدجَّالَ فيفتَحُهُ اللَّه" (1).

4178 -

عن عَوْف بن مالِك أنّه قال: "أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في غَزوةِ تَبوكَ وهو في قبَّةٍ [مِنْ] (2) أدَم فقال (3): اعدُدْ سِتًّا بينَ يدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتي، ثمَّ فَتحُ بيتِ المَقْدِسِ، ثمَّ مُوتانٌ يأخُذُ فيكُمْ كقُعاصِ الغنمِ، ثمَّ استفاضةُ المالِ حتَّى يُعطَى الرجل مائةَ دينارٍ فيظَلُّ ساخِطًا، ثمَّ فِتنةٌ لا يَبقَى بيت مِنَ العربِ إلَّا دخلَتْه، ثمَّ هُدنةٌ تكونُ بينَكُمْ وبينَ بَني الأصفرِ فيغْدِرونَ فيأْتُونَكُمْ تحتَ ثمانينَ غايةً تحتَ كُلِّ غايةٍ اثْنا عَشَرَ ألفًا"(4).

4179 -

وقال عليه السلام: "لا تقومُ السّاعةُ حتَّى ينزلَ الرُّومُ بالأعماقِ أوْ بدابِق، فيخرُجُ إليهمْ جيشٌ منَ المدينةِ منْ خِيارِ أهلِ الأرضِ يومئذٍ، فإذا تصافُّوا قالت الرُّومُ خلُّوا بَيْننا وبينَ الذينَ سَبَوْا منا نُقاتِلْهُمْ، فيقولُ المسلمونَ: لا واللَّهِ لا نُخلِّي بينَكُمْ وبينَ إخوانِنا، فيُقاتِلونَهُمُ فيَنْهزِمُ ثُلثٌ لا يتوبُ اللَّه عليهمْ أبدًا، ويُقتلُ ثلثُهُمْ هُمْ أفضلُ الشُّهداءِ عندَ اللَّهِ، ويفتَتِحُ الثلُثُ لا يُفتَنُونَ أبدًا فيَفْتَتِحونَ قُسْطنطينيَّةَ، فبينما هُمْ يقتسِمون الغنائِم قَدْ علَّقُوا سُيوفَهُمْ بالزَّيْتونِ إذْ صاحَ فيهِمُ الشيطانُ: إنَّ المسيحَ قدْ خلفَكَمْ في أهلِيكُمْ، فيخرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُا الشّامَ خرجَ، فبينما هُمْ يُعِدُّونَ

= فرض الخمس (57)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أحلَّت لكم الغنائم"(8)، الحديث (3121)، ومسلم في المصدر السابق، الحديث (77/ 2919).

(1)

أخرجه مسلم من حديث نافع بن عتبة رضي الله عنه، في الصحيح 4/ 2225، كتاب الفتن (52)، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الرجال (12)، الحديث (38/ 2900).

(2)

ساقطة من مخطوطة برلين وأثبتناها من المطبوعة، وهي موجودة عند البخاري.

(3)

في المطبوعة زيادة (لي)، وليست في المخطوطة ولا عند البخاري.

(4)

أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 277، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب ما يحذر من الغدر (15)، الحديث (3176)، الموتان: الوباء، القُعاص: داء يأخذ الغنم فلا يلبثها أن تموت، والغاية: الراية.

ص: 480

للقتالِ يُسَوُّونَ الصُّفوفَ إذْ أُقيمَتِ الصلاة، فينزِلُ عيسَى بنُ مريمَ فأمَّهُمْ، فإذا رآهُ عدُوُّ اللَّهِ ذابَ كما يَذوبُ المِلحُ في الماءِ، فلو تركَهُ لذابَ حتَّى يَهلِكَ، ولكنْ يقتُلُهُ اللَّه بيدِهِ فيُريهِمْ دمَهُ في حَرْبَتِهِ" (1).

4180 -

عن عبد اللَّه بن مسعود أنّه قال (2): "إنَّ السّاعةَ لا تقومُ حتَّى لا يُقسَمَ مِيراث ولا يُفرَحَ بغَنيمةٍ. ثمَّ قال: عدوٌّ يَجتمعونَ لأهل الشام ويجتمعُ لَهُمْ أهلُ الإِسلامِ، يعني الرُّومَ، فيتَشَرَّطُ المسلمونَ شُرطةً للموتِ لا ترجِعُ إلَّا غالِبةً، فيقتتِلونَ حتَّى يحجُزَ بينَهُمُ الليلُ، فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتفنَى الشُّرْطَة، ثمَّ يتَشرَّطُ المسلمونَ شُرطَةً للموتِ لا ترجِعُ إلَّا غالَبةً، فيَقتتِلونَ حتَّى يحجُزَ بينهُمُ الليلُ، فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتفنَى الشُّرْطَةُ، ثمَّ يتَشرَّطُ المسلمونَ شُرْطَةً للموتِ لا ترجِعُ إلَّا غالَبةً، فيَقتتِلونَ حتَّى يُمْسُوا، فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتفنَى الشُّرْطَة، فإذا كانَ اليومُ الرابعُ نَهَدَ إليهِمْ بقيّةُ أهلِ الإِسلامِ، فيجعلُ اللَّه الدَبَرَةَ عليهِمْ فيقتُلُونَ مَقْتَلةً لَمْ يُرَ مِثلُها، حتَّى إنَّ الطائِرَ ليَمر بجنَباتِهمْ فما يُخلِّفُهُمْ حتَّى يخِرَّ مَيْتًا، فيتَعادُّ بنُو الأبِ كانوا مائةً فلا يَجدونَهُ بَقِيَ منهُمْ إلَّا الرجُلُ الواحِدُ، فبأيِّ غنيمةٍ يفرحُ؟ أو أيُّ ميراثٍ يُقَسَمُ؟ فبينا هُمْ كذلكَ إذْ سمعُوا ببأسٍ هو أكبرُ منْ ذلكَ فجاءَهُمُ الصَّريخُ أنَّ الدجَّالَ قدْ خلفَهُمْ في ذَرارِيِّهِمْ فيَرفُضونَ ما في أيديهِمْ ويُقبِلونَ، فيَبعثون عشرةَ فوارِسَ طَليعةً. قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنِّي لأعرفُ أسماءَهُمْ وأسماءَ آبائهِمْ

(1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2221، كتاب الفتن (52)، باب في فتح قسطنطينية. . (9)، الحديث (34/ 2897)، والأعماق ودابق: موضعان بالشام بقرب حلب (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 21).

(2)

عبارة المطبوعة: (عن عبد اللَّه بن مسعود أنه قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم.

ص: 481

وألوانَ خُيولهِم هُمْ خَيرُ فَوارِسَ، أو منْ خيرِ فَوارسَ على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ" (1).

4181 -

عن أَبى هريرة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سمعتُمْ (2) بمدينةٍ جانِبٌ منها في البرِّ وجانِبٌ منها في البحرِ؟ قالوا: نعمْ يا رسولَ اللَّه، قال: لا تقومُ السّاعَةُ حتَّى يغَزُوَها سبعونَ ألفًا منْ بَني إسحاق، فإذا جَاءُوهَا نزلُوا فلمْ يُقاتِلُوا بسِلاحٍ ولمْ يَرمُوا بسَهْمٍ، قالوا: لا إلهَ إلَّا اللَّه واللَّه أكبَرُ، فيَسقُطُ أحدُ جانِبَيْها الذي في البحرِ، ثمَّ يقولونَ الثانيةَ: لا إلهَ إلَّا اللَّه واللَّه أكبَرُ، فيَسقُطُ جانبُها الآخرُ، ثمَّ يقولونَ الثالثةَ: لا إلهَ إلَّا اللَّه واللَّه أكبَرُ، فيُفَرَّجُ لَهُمْ، فيَدخُلونَها فيَغْنَمُون، فبَيْنا هُمْ يَقتسِمُون المغَانِمَ إذْ جاءَهُمُ الصَّريخُ فقال (3): إنَّ الدجَّالَ قدْ خرجَ، فيَترُكُونَ كلَّ شيءٍ ويَرجِعُون"(4).

مِنَ الحِسَان:

4182 -

عن معاذ بن جبل قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عُمرانُ بيتِ المَقدِسِ خَرابُ يَثرِبَ، وخَرابُ يَثرِبَ خُروجُ المَلْحَمةِ، وخُروجُ المَلْحَمةِ فتحُ قُسطنطينيَّة، وفتحُ قُسطنطينيّة خُروجُ الدجّالِ"(5).

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2223، كتاب الفتن (52)، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال (11)، الحديث (37/ 2899)، الشُّرطة: طائفة من الجيش تقدم للقتال، ونَهَدَ: أي نهض وتقدم (النووي، شرح صحيح مسلم 18/ 24).

(2)

عبارة المطبوعة (هل سمعتم) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ مسلم.

(3)

تصحفت في المطبوعة إلى: (فيقال) والتصويب من مخطوطة برلين وصحيح مسلم.

(4)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2238، كتاب الفتن (52)، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل. . . (18)، الحديث (78/ 2920).

(5)

أخرجه أحمد في المسند 5/ 232، 245، وأبو داود في السنن 4/ 482، كتاب الملاحم (31)، باب في أمارات الملاحم (3)، الحديث (4294)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/ 223، في ترجمة عبد الرحمن بن ثابت الشامي رقم (5356).

ص: 482

4183 -

وعن معاذ بن جبل عن النّبيّ عليه السلام قال: "المَلحمةُ العُظمىَ وفتحُ قُسطنطينيّة وخُروجُ الدجّالِ في سَبعةِ أشهُر"(1).

4184 -

عن عبد اللَّه بن بُسْر أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "بينَ المَلحمةِ وفتحِ المدينةِ سِتُّ سنِينَ، ويَخرُجُ الدجَّالُ في السّابِعةِ"(2) وقال أبو داود: (وهذا أصحّ).

4185 -

وعن أبي الدرداء أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ فُسْطاطَ المسلمينَ يومَ المَلحمةِ بالغُوطَةِ إلى جانِبِ مدينةٍ يُقالُ لها دِمَشق منْ خيرِ مَدائنِ الشّام"(3).

4186 -

وعن ابن عمر أنّه قال [قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم](4): "يُوشِكُ المسلمونَ أنْ يُحاصَروا إلى المدينةِ حتَّى يكونَ أبعَدُ

(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 234، وأبو داود في السنن 4/ 483، كتاب الملاحم (31)، باب في تواتر الملاحم (4)، الحديث (4295)، والترمذي في السنن 4/ 510، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في علامات خروج الدجال (58)، الحديث (2238)، وقال:(حسن غريب)، وابن ماجه في السنن 4/ 1370، كتاب الفتن (36)، باب الملاحم (35)، الحديث (4092)، والحاكم في المستدرك 4/ 426، كتاب الفتن والملاحم، باب الملحمة العظمى. . .

(2)

أخرجه أحمد في المسند 4/ 189، وأبو داود في المصدر السابق، الحديث (4296)، وابن ماجه في المصدر السابق، الحديث (4093).

(3)

أخرجه أحمد في المسند 5/ 197، وأبو داود في السنن 4/ 484، كتاب الملاحم (31)، باب في المعقل من الملاحم (6)، الحديث (4298)، واللفظ له، والحاكم في المستدرك 4/ 486، كتاب الفتن والملاحم، باب يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بدمشق، وقال:(صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

(4)

ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، والحديث من رواية ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند أبي داود في السنن والحاكم في المستدرك وابن الأثير في جامع الأصول 10/ 29 - 30، كتاب الفتن، الفصل الثاني، فيما ورد ذكره من الفتن، الحديث (7477).

ص: 483

مسالِحِهِمْ سَلاح" (1) وسَلاح: قريب من خَيْبر (2).

4187 -

عن ذي مِخْبَر (3) قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ستُصالِحونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فتغَزونَ أنتمْ وهمْ عَدّوًا منْ ورائِكُمْ، فتُنْصَرونَ وتَغْنَمونَ وتَسْلَمونَ، ثمّ ترجِعونَ حتَّى تَنزِلُوا بمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فيَرفَعُ رجلٌ منْ أهل النصْرانيةِ الصليبَ، فيقولُ: غَلبَ الصليبُ، فيغضَبُ رجلٌ منَ المسلمينَ فيدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذلكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وتجمعُ للملحمةِ"(4) وزاد بعضهم: "ويثورُ المسلمونَ إلى أسلحتِهِمْ فيقتتلونَ، فيُكرِمُ اللَّه تلكَ العِصابة بالشهادةِ"(5).

4188 -

عن عبد اللَّه بن عمرو عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "اتْرُكوا الحبشةَ ما تَركوكُمْ فإنّهُ لا يَستخرِجُ كَنْزَ (6) الكعبةِ إلّا ذُو

(1) أخرجه أبو داود في السنن 4/ 449، كتاب الفتن (29)، باب ذكر الفتن ودلائلها (1)، الحديث (4250)، وفي 4/ 484، كتاب الملاحم (31)، باب في المعقل من الملاحم (6)، الحديث (4299)، والحاكم في المستدرك 4/ 511، كتاب الفتن والملاحم، باب من قرأ سورة الكهف لم يسلط عليه الدجال.

(2)

قوله: (وسلاح قريب من خيبر) أخرجه أبو داود عن الزهري من قوله في المصدر السابق، الحديث (4251) و (4300).

(3)

ذو مخبر، ويقال ذو مخمر الحبشي ابن أخي النجاشي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه (الحافظ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 488، القسم الأول من حرف الذال).

(4)

أخرجه أحمد في المسند 4/ 91 و 5/ 372، 409، وأبو داود في السنن 4/ 481، كتاب الملاحم (31)، باب ما يذكر من ملاحم الروم (2)، الحديث (4292)، وابن ماجه في السنن 2/ 1369، كتاب الفتن (36)، باب الملاحم (35)، الحديث (4089)، والحاكم في المستدرك 4/ 421، كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر المصالحة بين الروم والمسلمين. . . وقال:(صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

(5)

أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4293)، وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص 463، كتاب الفتن (31)، باب ما جاء في الملاحم (20)، الحديث (1874)، والحاكم في المصدر السابق، وقال:(صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.

(6)

وردت في المخطوطة والمطبوعة: (كَنْزَي) والتصويب من مسند أحمد وسنن أبي داود والمستدرك والسنن للبيهقي.

ص: 484

السُّويْقَتَيْنِ منَ الحبَشةِ" (1).

4189 -

عن رجل من أصحاب النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، عن النَّبيّ عليه السلام قال:"دَعُوا الحبَشةَ ما وَدَعُوكُمْ، واتْرُكُوا التُّرْكَ ما تَرَكُوكُمْ"(2).

4190 -

عن بُرَيْدة عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث: "يقاتِلُكُمْ قومٌ صِغارُ الأعيُن -يعني الترك- قال: تَسوقونَهُمْ ثلاثَ مرّاتٍ حتَّى تُلْحِقوهمْ بجزيرةِ العربِ، فأمَّا في السّاقَةِ الْأُولَى فينجُو مَنْ هرَبَ منهُمْ، فأمَّا في الثانيةِ فينجُو بعضٌ ويَهْلِكُ بعضٌ، وأمَّا في الثالثةِ فيُصْطَلَمُون" أو كما قال (3).

4191 -

عن أبي بَكرة أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يَنزِلُ أُناسٌ منْ أُمّتي بغائِطٍ يُسمُّونَهُ البَصْرَة عِند نهرٍ يُقالُ لهُ دِجْلة يكونُ عليهِ جِسْرٌ يكثرُ أهلُها، وتكونُ منْ أمصارِ المسلميِن، فإذا كانَ في آخرِ الزمانِ جاءَ بنُو قَنْطُوراءَ عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ الأعيُنِ حتَّى ينزِلوُا على شَطِّ النهرِ فيتفرَّقَ

(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 371، ضمن أحاديث رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 490، كتاب الملاحم (31)، باب النهي عن تهْيِيجِ الحبشة (11)، الحديث (4309)، والحاكم في المستدرك 4/ 453، كتاب الفتن والملاحم، باب يستخرج كنز الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، وقال:(صحيح الإسناد) وأقره الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 176، كتاب السِيَر، باب ما جاء في النهي عن تَهْيِيجِ الترك والحبشة.

(2)

أخرجه أبو داود في السنن 4/ 485 - 486، كتاب الملاحم (31)، باب في النهي عن تَهْيِيجِ الترك والحبشة (8)، الحديث (4302)، والنسائي في المجتبى من السنن 6/ 44، كتاب الجهاد (25)، باب غزوة الترك والحبشة (42)، وقوله:"ما ودعوكم" أي ما تركوكم.

(3)

أخرجه أحمد في المسند 5/ 348 - 349، وأبو داود في السنن 4/ 487، كتاب الملاحم (31)، باب في قتال الترك (9)، الحديث (4305)، ويُصطلمون: أي يحصدون بالسيف ويستأصلون، من الصلم وهو القطع المستأصل.

ص: 485

أهلُها ثلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٌ يأخُذونَ في أذناب البقر والبَرِّيةَ (1) وهلَكوا، وفِرقةٌ يأخُذُونَ لأنفُسِهمْ وهلَكوا، وفِرقةٌ يَجعلونَ ذَراريهمْ خلفَ ظُهورِهْم ويُقاتلونهم وهُمُ الشُّهداءُ" (2).

4192 -

عن أنس أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يا أنسُ إنّ النّاسَ يُمَصِّرونَ أمْصارًا، وإن مِصرًا منها يُقالُ لهُ البَصْرَة، فإنْ أنتَ مررتَ بها أو دخلْتَها فإيّاكَ وسِباخَها وكَلَّاءَها وسُوقَها وبابَ أُمرائِها، وعليكَ بضَواحِيها، فإنّه يكونُ بها خَسْفٌ وقَذْفٌ ورَجْفٌ، وقومٌ يبيتونَ يُصبحونَ قِردةً وخَنازيرَ"(3).

4193 -

عن صالح بن دِرهَم (4) يقول: "انطلقنَا حاجِّينَ، فإذا رجلٌ

(1) في المطبوعة: (والذرية) والتصويب من مخطوطة برلين وسنن أبي داود.

(2)

أخرجه أحمد في المسند 5/ 45، وأبو داود في السنن 4/ 487 - 488، كتاب الملاحم (31)، باب في ذكر البصرة (10)، الحديث (4306)، الغائط: البطن المطمئن من الأرض، والبصرة: الحجارة الرخوة وبها سميت البصرة، وبنو قنطوراء: هم الترك (الخطابي، معالم السنن المطبوع مع مختصر سنن أبي داود 6/ 168).

(3)

أخرجه أبو داود في السنن 4/ 488 - 489، كتاب الملاحم (31)، باب في ذكر البصرة (10)، الحديث (4307)، السِباح: جمع سَبِخة وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلّا بعض الشجر. والكلاء: شاطئ النهر وهو موضع حبس السفينة، وكلاء البصرة موضع منها. والقذف: الريح الشديدة الباردة أو رمي أهلها بالحجارة، والرجف: الزلزلة الشديدة.

وهذا الحديث مما استخرجه الإمام القزويني من كتاب "المصابيح" وقال: إنه موضوع، وقد أجاب الحافظ ابن حجر عنه في أجوبته عن أحاديث المصابيح (الحديث الخامس عشر) فقال:(قلت: أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم من طريق موسى الحناط، قال: لا أعلمه إلّا عن موسى بن أنس عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يا أنس إن إياس يمصرون. . . ". ورجاله ثقات ليس فيه إلّا قول موسى -الحناط-: لا أعلمه إلّا عن موسى بن أنس. ولا يلزم من شكه في شيخه الذي حدثه به أن يكون شيخه فيه ضعيفًا، فضلًا عن أن يكون كذابًا، وتفرد به، والواقع لم يتفرد به، بل أخرج أبو داود أيضًا لأصله شاهدًا بسند صحيح من حديث سفينة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم). انتهى كلام ابن حجر.

(4)

صالح بن درهم الباهلي، أبو الأزهر البصري، وثقه ابن معين، من الرابعة (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 1/ 359).

ص: 486