الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسلم: "الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفسَهُ وعمِلَ لِما بعدَ الموتِ، والعاجِزُ مَنْ أتبَعَ نفسَهُ هَواها وتَمنَّى على اللَّه"(1)[صحيح](2).
5 - باب التوكل والصبر
مِنَ الصِّحَاحِ:
4088 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يدخُلُ الجنَّةَ منْ أُمَّتي سَبعونَ ألفًا منْ غيرِ حِسابٍ، هُمُ الذينَ لا يَسْتَرْقونَ ولا يتَطيَّرونَ وعلى ربِّهمْ يَتوكَّلونَ"(3).
4089 -
عن ابن عباس قال: "خرجَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: عُرِضَتْ عليَّ الْأُممُ، فجعلَ يَمرُّ النبيُّ ومعهُ الرجُلُ، والنبيُّ ومعهُ الرجُلانِ والنبيُّ ومعهُ الرَّهطُ، والنبيُّ وليسَ معهُ أحدٌ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سَدَّ الأُفُقَ فرجَوْتُ أنْ يكونَ أُمَّتي، فقيلَ: هذا موسَى في قومِهِ، ثمَّ قيلَ لي: انظُرْ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقيلَ: انظُرْ هكذا وهكذا، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقيلَ: هؤلاءِ أُمَّتُكَ ومع هؤلاءِ سبعونَ ألفًا قدَّامَهُمْ يَدخلونَ
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 124، والترمذي في السنن 4/ 638، كتاب صفة القيامة (38)، باب (25)، الحديث (2459)، وقال:(هذا حديث حسن)، وابن ماجه في السنن 2/ 1423، كتاب الزهد (37)، باب ذكر التوبة (30)، الحديث (4260)، والحاكم في المستدرك 1/ 57، كتاب الإيمان، باب الكيس من دان نفسه، وقال:(صحيح على شرط البخاري) وتعقبه الذهبي بقوله: (لا واللَّه أبو بكر -ابن أبي مريم الغساني- واه)، وفي موضع آخر من المستدرك 4/ 251، كتاب التوبة والإنابة، باب الكيِّسُ من دان نفسه، قال:(صحيح الإسناد) وأقره الذهبي.
(2)
ليست في مخطوطة برلين.
(3)
أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 305، كتاب الرقاق (81)، باب {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق (65)، الآية (3)](21)، الحديث (6472)، وقوله:"لا يسترقون" أي لا يطلبون الرقية مطلقًا أو بغير الكلمات القرآنية والأسماء الصمدانية، وقوله:"ولا يتطيِّرون" أى ولا يتشاءمون بنحو الطير ولا يأخذون من الحيوانات: الكلمات المسموعات علامة الشر والخير.
الجنَّةَ بغيرِ حِسابٍ، هُمُ الذينَ لا يَتطيِّرونَ ولا يَسْتَرْقونَ ولا يَكْتَوُونَ وعلَى ربِّهمْ يتَوكَّلونَ. فقامَ عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ (1) فقال: ادعُ اللَّه أنْ يَجعلَني منهُمْ، فقال: اللَّهمَّ اجعلْهُ منهُمْ. ثمَّ قامَ رجلٌ آخرُ فقال: ادعُ (2) اللَّه أنْ يَجعلَني منهُمْ، قال: سَبقَكَ بها عُكَّاشَةُ" (3).
4090 -
عن صُهَيْب قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمْرَهُ كُلَّهُ لهُ خيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ، إنْ أصابتْهُ سرَّاءُ شكرَ فكانَ خيرًا لهُ، وإنْ أصابتْهُ ضرّاءُ صبرَ فكانَ خيرًا لهُ"(4).
4091 -
وقال: "المؤمنُ القوِيُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّه مِنَ المؤمنِ الضعيفِ وفي كلٍ خير، احرِصْ على ما ينفعُكَ واستعِنْ باللَّه ولا تَعجِزْ، وإنْ أصابَكَ شيءٌ فلا تَقُلْ: لوْ أنِّي فعلتُ كانَ كذا وكذا، ولكنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّه وما شاءَ فعلَ، فإنَّ لوْ يفتحُ عملَ الشيطانِ"(5).
(1) عُكَّاشة بن مِحْصَن: بضم عين وشدة كاف أكثر من خفتها وإعجام شين، كان من فضلاء الصحابة (الهندي، المغني في ضبط أسماء الرجال، ص 177).
(2)
العبارة في المطبوعة: (يا رسول اللَّه ادع اللَّه) والتصويب من المخطوطة ولفظي البخاري ومسلم.
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 10/ 211، كتاب الطب (76)، باب من لم يرق (42)، الحديث (5752)، وفي 11/ 405، كتاب الرقاق (81)، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب (50)، الحديث (6541)، ومسلم في الصحيح 1/ 199، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (94)، الحديث (374/ 220).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2295، كتاب الزهد (53)، باب المؤمن أمره كله خير (13)، الحديث (64/ 2999).
(5)
أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2052، كتاب القدر (46)، باب في الأمر بالقوة وترك العجز. . . (8)، الحديث (34/ 2664).
مِنَ الحِسَان:
4092 -
عن عمر بن الخطَّاب قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لوْ أنَّكُمْ تتوكَّلونَ على اللَّه حقَّ توكَلِهِ لَرزقكُمْ كما يرزُقُ الطيرَ تَغْدو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا"(1).
4093 -
عن عبد اللَّه بن مسعود عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "يا أيُّها النَّاسُ ليسَ منْ شيءٍ يُقرِّبُكُمْ إلى الجنَّةِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إلَّا قدْ أمرتُكُمْ بهِ، وليسَ شيءٌ يُقربُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ الجنَّةِ إلَّا قدْ نَهيتُكُمْ عنهُ وإنَّ الرُّوحَ الأمينَ -ويُروى: وأنَّ رُوحَ القُدُسِ- نفثَ في رُوعِي أنَّ نفْسًا لنْ تموتَ حتَّى تَستكمِلَ رِزْقَها، ألا فاتَّقُوا اللَّه وأجمِلُوا في الطلَب، ولا يَحمِلَنَّكُمُ استبطاءُ الرزْقِ أنْ تَطلُبوهُ بمعاصي اللَّه، فإنَّهُ لا يُدرَكُ ما عِندَ اللَّه إلَّا بطاعتِهِ"(2).
4094 -
عن أبي ذَرّ عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "الزَّهادَةُ في الدُّنْيا ليستْ بتحريمِ الحلالِ ولا إضاعةِ المالِ، ولكنِ الزَّهادَةُ في الدُّنْيا أنْ لا تكونَ بما في يَديْكَ أوْثَقَ مِمَّا في يَدَي اللَّه، وأنْ تكونَ في
(1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 30، 52، والترمذي في السنن 4/ 573، كتاب الزهد (37)، باب في التوكل على اللَّه (33)، الحديث (2344)، وقال:(حسن صحيح)، وعزاه للنسائي في الرقائق، المزيّ في تحفة الأشراف 8/ 79، الحديث (10586)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1394، كتاب الزهد (37)، باب التوكل واليقين (14)، الحديث (4164)، والحاكم في المستدرك 4/ 318، كتاب الرقاق، باب لو أنكم توكلتم على اللَّه. وخماصًا: جمع خميص أي جياعًا. وبطانًا: أي شباعًا.
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 4، كتاب البيوع، باب خذوا ما حلّ ودعوا ما حرم، وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1458، الحديث (5300/ 6)، وأخرجه البغوي بإسناده في شرح السنة 14/ 303 - 304، كتاب الرقاق، باب التوكل على اللَّه عز وجل، الحديث (4111) و (4112) و (4113).