الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأعرض عنه بالكلية. وحكى لى بعض أولاد الملك الناصر رحمه الله أن ذلك كان بسبب اتفاقه مع الملوك لما كانوا داخلين من جهة الدربند، وقد كنا أشرنا إلى ذلك.
[ذكر بناء قلعة المعره
(1)]
في هذه السنة [أعنى سنة إحدى وثلاثين وستمائة (2)] كان أشار على الملك المظفر صاحب حماه سيف الدين بن أبى على [الهذبانى (3)]- وكان غالبا على أمره كله ومتحكما في دولته التحكم الكلى والأمور كلها راجعة اليه - أن تبنى في المعرة قلعة (4). وأوهمه أن في ذلك مصلحة ظاهرة، فأجابه إلى ذلك وجدّ في بنائها فبنيت في مدة شهرين. وساعده على ذلك ما في المعره من الحجارة (5) المنحوتة المهيأة ظاهر البلد وباطنه (6). وسلم إلى كل أمير من أمراء الدولة برج من أبراجها، فكمل بناؤها في هذه المدة اليسيرة. ورتب فيها جامع، وحشدت بالرجالة والوالى. وأودعت من العدد وآلات الحرب ماجرت به العادة. ولم يكن بناؤها مصلحة، ولم يكن [الرأى (7)] الذى أشار به سيف الدين صوابا [187 ا]. وظهر فساد هذا الرأى لما انتزعها الحلبيون من أيدى نواب الملك المظفر، وصارت بأيدى الحلبيين.
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س، وساقط من م.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س
(4)
وردت هذه الفقرة في نسخة س بصيغة مخالفة ولكن بنفس المعنى، والصيغة المثبتة من م.
(5)
في نسخة س «الأحجار» والصيغة المثبتة من م
(6)
في نسخة س «وداخله» والصيغة المثبتة من م.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من نسخة م.
ولما كمل بناؤها (1) مدح الشيخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد الأنصارى الملك المظفر وهنأه ببنائها بقصيدة مطلعها: -
مضى بمضاء عزمتك القضاء
…
وشاء لك (2) المهيمن ما تشاء
فمر وانه الزمان تجده طوعا
…
له منك ائتمار وانتهاء
وما أيام دهرك والليالى
…
إذن إلا عبيد أو إماء (3)
بهرت خلائقا شرفت كمالا
…
فللدنيا بها ولك الهناء
وصلت كما وصلت فكل قلب
…
تعارض فيه خوفك والرجاء
ومنها [يقول (4)]:
ووافيت المعرة مستجدا
…
بناء لا يطاوله (5) بناء
لديه تخضع الأملاك صغرا
…
وفيه تحسد الأرض السمآء
دلفت له بجد غير كاب وجدّ
…
لا يفتره التوآء
حميت به حمى ثغر مذال
…
تصول على الأسود به الظبآء (6)
مضيت على يقين الرشد حتى
…
شفيت سقامه والشك داء
فأضحى (7) والبلاد سوى حماة
…
وما فيها لقلعتها فداء (8)
(1) في نسخة س «ولما كملت قلعة المعرة» والصيغة المثبتة من م.
(2)
في نسخة س «وأعطاك» والصيغة المثبتة من م.
(3)
في نسخة س «إلا عبيدك والأماء» ، والصيغة المثبتة من م وكلاهما صحيح.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(5)
في نسخة م «لا يطاولها» ، والصيغة المثبتة من س.
(6)
سقط البيت من نسخة س ومثبت في نسخة م.
(7)
في نسخة س «وأضحى» ، والصيغة المثبتة من م.
(8)
في نسخة س «كفاء» ، والصيغة المثبتة من م.
تتيه على بروج الشمس فخرا
…
وأنت لكل أبرجها (1) ذكاء (2)
لقد أتممتها (3) نورا ومجدا
…
فتم بها السنا ونمى السناء
لها بوقارك الوافى ثبات (4)
…
ومن طماح همتك اعتلاء
تناهت في مدى ستين يوما
…
وقد (5) بارى أياديك الشتاء
ولولا لزبة عرضت وطالت
…
لكان لها على الشهر (6) استواء
وآخرها [يقول (7)]:
سما برّا ففداه البرايا
…
بأنفسهم وقلّ له الفداء
وبدّ (8) العالمين إلى المعالى
…
وطاولهم (9) فطال له البقاء
وفى (10) هذه السنة سافر القاضى شهاب الدين قاضى حماه إلى جهة العراق بنية الحج مع الحاج العراقى. واستناب بحماة القاضى شمس الدين ابراهيم ابن عبد الله بن البارزى (11). ولما وصل إلى بغداد سافر مع الحاج العراقى، ولما وصلوا
(1) في نسخة س «أبراجها» ومعها يختل الوزن، والصيغة المثبتة من م.
(2)
ذكاء بالضم اسم الشمس، انظر، لسان العرب، ج 18، ص 314.
(3)
في نسخة م «ألممتها» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من س.
(4)
في نسخة س «لها بوقارك الباقى ثنايا» ، والصيغة المثبتة من م.
(5)
في نسخة س «بوقد» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(6)
في نسخة س «الدهر» وهو تحريف كما يفهم من البيت السابق عليه، والصيغة المثبتة من نسخة م.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(8)
في نسخة س «ويد» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من م.
(9)
في نسخة س «وطالهم» وبها يختل الوزن وهو تحريف، والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة م.
(10)
السطور التالية حتى نهاية حوادث السنة ساقطة من نسخة س ومثبتة في م.
(11)
هو قاضى حماه شمس الدين ابراهيم المعروف بابن البارزى المتوفى سنة 669 هـ عن تسع وثمانين سنة، انظر ابن العماد: شذرات الذهب، ج 5، ص 328.
إلى منزلة يقال لها لينه (1)، قطع عليهم العرب الطريق وجرت عليهم شدة عظيمة، ورجعوا إلى بغداد فخلع الخليفة على القاضى شهاب الدين، وعاد إلى حماه في السنة القابلة.
(1) لينة موضع في بلاد نجد كانت المنزل الرابع لقاصد مكة من واسط، انظر ياقوت (معجم البلدان).