الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفاة القاضى بهاء الدين بن شداد
رحمه الله تعالى
(1)
[وورد على الملك العزيز الخبر بوفاة القاضى بهاء الدين بن شداد رحمه الله.
وهو يوسف بن رافع بن تميم، وإنما اشتهر بالنسبة إلى شداد (2)]. وكانت وفاته رحمه الله يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر من هذه السنة، وكان عمره نحو ثلاث وتسعين سنة؛ لأن مولده رحمه الله سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (3).
وصحب السلطان الملك الناصر صلاح الدين، وكان قاضى عسكره ومن أجل أصحابه. ولما توفى الملك الناصر صلاح الدين كان [عمر القاضى بهاء الدين ابن شداد إذ ذاك (4)] نحو خمسين سنة. ثم عاش بعده نحو ثلاث وأربعين سنة، [عند إبنه الملك الظاهر، ثم عند إبن إبنه الملك العزيز محترما مكرما، متوليا الحكم في جميع ممالك حلب، ومرجوعا إلى رأيه ومشورته في أمر الملك.
ونال من المنزلة والحرمة والمكانة ونفاذ الكلمة ما لا أعرف أن معمما في عصرنا هذا ناله.
وبنى بحلب مدرسة عظيمة بالقرب من داره، ووقف عليها وقفا جليلا.
وبنى إلى جانب المدرسة دارا لسماع حديث النبى صلى الله عليه وسلم] (5). [وأوقف
(1) عنوان الخبر ساقط من نسخة م ومثبت في س، وعن ترجمة بهاء الدين بن شداد، انظر ابن خلكان، ج 2 ص 354 - 360.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة م وفى س «وفى هذه السنة توفى القاضى بهاء الدين بن شداد رحمه الله» .
(3)
في نسخة س «تسع وستين وخمسمائة» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من م، انظر ابن خلكان، ج 2، ص 354
(4)
ما بين الحاصرتين للتوضيح من نسخة س وفى م «عمره»
(5)
ورد ما بين الحاصرتين مختصرا وبنفس المعنى في س، والصيغة المثبتة من م.
عليها أيضا وقفا كثيرا، وبنى موضعا لتربته بين دار الحديث والمدرسة متصلة بدار الحديث ولها شباك إلى المدرسة (1)]. ورتب مقرئين يقرؤن القرآن في التربة في حال حياته، واستمروا كذلك بعد وفاته. وكان ولى مشيخة دار الحديث الإمام (2) العلامة نجم الدين بن الخباز الموصلى (3) شيخنا رحمه الله. وكان [نجم الدين (4)] فريد عصره في المذهب والخلاف والأصولين وغير ذلك من الفنون (5). وكان القاضى بهاء الدين يذكر بنفسه الدرس في مدرسته، فلما أسن [188 ب] وضعف عن ذكر الدرس، بقى المعيدون [في كل يوم (6)] يقرأ عليهم في المدرسة العلم، ولا يذكر أحد درسا بالمدرسة إلى أن توفى.
وكنت بحلب سنة سبع وعشرين وسنة ثمان وعشرين وستمائة، وكان الأمر جاريا على ذلك. وكانت الربعة تحضر في كل يوم فيقرأ [منها (7)] ما تيسر ثم يدعو الداعى له ولا يذكر له لقبا بل يقول:«وارض عن واقف هذه البنيه، راجى رحمة ربه الكريم، يوسف بن رافع بن تميم (8)» . [وكان قد غلبت عليه النسبة إلى شداد،
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى م «وجعل بين المدرسة ودار الحديث مكانا يدفن فيه» ، وفى ابن خلكان (وفيات الأعيان، ج 2، ص 356) أنه جعل للتربة «بابان باب إلى المدرسة وباب إلى دار الحديث وشباكان إلى الجهتين وهما متقابلان» .
(2)
في نسخة س «وكان ولى تدريس دار الحديث للشيخ الإمام» والصيغة المثبتة من م.
(3)
عن الإمام نجم الدين بن الخباز، انظر ما سبق، ابن واصل، ج 4، ص 311، 314
(4)
ما بين الحاصرتين للتوضيح من س.
(5)
في نسخة س «في الحديث والفقه والأصولين والخلاف وغير ذلك من العلوم» والصيغة المثبتة من م.
(6)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(8)
في نسخة س «وارض عن بان هذه البنيه أو واقف هذه البنية، الفقير إلى رحمتك يوسف ابن رافع بن تميم» والصيغة المثبتة من م.
بل لعل ذلك في نسب أمه، ولم يكن في أيامه من اسمه شداد، وأصله من الموصل (1)].
وكان رحمه الله عالما فاضلا دينا محسنا إلى كل من يرد إلى حلب من الفقهاء وأهل العلم. وكان اقطاعه على السلطان يزيد على مائة ألف درهم في السنة.
ولم يعقب وتزوّج ابنتى الشيخ الصالح عبد الرحمن بن علوان المعروف بابن الأستاذ واحدة بعد أخرى، [لما ماتت الأولى تزوّج الثانية (2)]. كانتا في غاية الصلاح والدين، لم تلد واحدة منهما له ولدا. وكان والدهما (3) من المشهورين بالزهد. وولى القاضى بهاء الدين أخاهما زين الدين أبا محمد عبد الله نيابة الحكم بحلب بعد نجم الدين ابن الحجاج. وكان زين الدين هذا فاضلا يقظا شديد الأحكام. [وكان يذكر الدرس في أيام القاضى بهاء الدين في المدرسة الظاهرية التي فيها تربة الملك الظاهر تحت القلعة، ويحكم في المدرسة التي أنشأها القاضى بهاء الدين (4)].
ولما توفى القاضى بهاء الدين كان السلطان الملك العزيز بالبيرة - كما ذكرنا -[وورد عليه الخبر بموت القاضى بهاء الدين. وكان كمال الدين عمر بن العجمى، وهو من أكابر حلب وأغنيائها، متطاولا إلى منصب القضاء (5)] فكاتب السلطان يطلب منه أن يوليه القضاء (6)، فلم يجب إلى ذلك. وسار [الملك العزيز](7) من البيرة [لما رتب أمورها (8)] إلى حارم. [فتوجه كمال الدين إلى حارم (9)]، وبذل له في قضاء حلب
(1) ما بين الحاصرتين من س وساقط من م.
(2)
ما بين الحاصرتين من س وساقط من م.
(3)
في نسخة س «أبوهما» والصيغة المثبتة من م.
(4)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(5)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(6)
في نسخة س «أن يوليه قضاء حلب» ، والصيغة المثبتة من م.
(7)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(8)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(9)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
ستين ألف درهم، وأن يحمل إليه كل سنة من فواضل أوقاف الصدقة (1) ومن كتابة الشروط خمسين ألف درهم. فلم يصغ الملك العزيز رحمه الله إلى شىء من ذلك. وكتب إلى القاضى زين الدين أبى محمد عبد الله بن الشيخ عبد الرحمن [بن علوان (2)] المعروف بابن الأستاذ [يأمره (3)] أن يحكم بين الناس على جارى [189 ا] عادته في أيام القاضى بهاء الدين رحمه الله إلى أن يدخل إلى حلب.
فلما دخل الملك العزيز إلى حلب اجتهد كمال الدين [عمر (4)] بن العجمى في قبول ما بذله [له. وبذل شيئا غير ذلك لخواص الملك العزيز، فحسنوا للملك العزيز قبول ما بذله (5)] وإجابته إلى ما سأله. فجرى على منهاج أبيه [الملك الظاهر (6)] وجده الملك الناصر صلاح الدين [رحمهما الله (7)] في الإحسان. ولم يبع الشريعة المطهرة ومنصب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالأثمان (8). ونظر في مصلحة الرعية، وأرضى الله [تعالى (9)] ونبيه [صلى الله عليه وسلم (10)]، وقلد القضاء لزين الدين بن الأستاذ المقدم ذكره يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول من هذه السنة.
(1) في نسخة م «الأوقاف» ، والصيغة المثبتة من س.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(6)
ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(7)
ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(8)
في نسخة س «ولم يرى بيع منصب النبى صلى الله عليه وسلم بالأثمان» والصيغة المثبتة من م.
(9)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(10)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.