الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر رجوع العسكر الحلبى المحاصر لحماة إلى حلب
(1)
ولما طال الحصار على حماة وضجر العسكر، تقدمت الصاحبة أم الملك العزيز إليهم بالرجوع إلى حلب فرجعوا، وانفرج الضيق عن حماة. وكان الملك المظفر قد ضاق الأمر عليه [جدا (2)]، وأنفق في مدة الحصار أموالا كثيرة. ولم تكن الصاحبة مؤثرة أخذ البلد منه كما ذكرنا، ولم يكن مقصودها، إلا أنه لا يتعرض لطلب المعرّة. واستمرت المعرّة في أيدى (3) الحلبيين، وسلميّة [11 ب] في يد صاحب حمص. ولم يبق بيد (4) الملك المظفر من مضافات حماة إلا بعرين فقط. وكانت لها (5) قلعة حصينة فخاف الملك المظفر أن يجرى في أمرها نظير ما جرى في المعرّة (6) فتقدّم بهدمها فهدمت.
ذكر قدوم عماد الدين بن شيخ الشيوخ
إلى دمشق ومقتله رحمه الله
لما تحقق الملك العادل [بن الملك الكامل (7)] صاحب مصر استقلال ابن عمه الملك الجواد بن مودود بملك دمشق وعصيانه بها، أحضر أولاد شيخ الشيوخ الأربعة [وهم (8)] فخر (9) الدين، وعماد الدين، ومعين الدين، وكمال الدين وقال:
(1) ورد العنوان في نسخة س «ذكر رجوع الحلبيين المحاصرون لحماة إلى حلب» والصيغة المثبتة من ب.
(2)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(3)
في المتن «يد» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(4)
في نسخة س «في يد» والصيغة المثبتة من ب.
(5)
في نسخة س «لبعرين» والصيغة المثبتة من ب.
(6)
في نسخة س «للمعرة» والصيغة المثبتة من ب.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(8)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(9)
في نسخة س «مجير الدين» وهو تصحيف.
«أنتم ضيعتم علىّ ملك دمشق، فإن أبى الملك الكامل فتحها وتوفى وهو مالكها، فسلمتم دمشق وخزائن أبى (1) إلى الملك الجواد، فتغلب على دمشق وضيع الخزائن، وما أعرف عود دمشق إلىّ وانتزاعها من يد الملك الجواد (2) إلا منكم» . فضمن عماد الدين بن الشيخ (3) رجوعها (4) للملك العادل. فسير الملك العادل عماد الدين بن الشيخ (5) لهذا (6) المهم.
ولما وصل [عماد الدين (7)] إلى دمشق التقاه الملك الجواد وأنزله في القلعة (8) فطالبه عماد الدين بتسليم دمشق إلى السلطان الملك العادل، وأعلمه أنه إن لم يسلم دمشق إليه نزلت العساكر المصرية إليه وملكوها منه عنوة، وقبض عليه واعتقل.
وإن سلمها قبل أن تنزل العساكر إليه أعطى عوضا عنها خبزا (9)[جيدا] بالديار المصرية، وأحسن إليه. فأجابه الملك الجواد بجواب ممغلط (10). وكانت المماليك الأشرفية ومقدمهم عز الدين أيبك الأسمر قد رحلوا من دمشق على حمية بعد رجوع الملك الجواد إلى دمشق، وساروا إلى الملك العادل وخدموا عنده.
(1) في نسخة س «وخزائنها» والصيغة المثبتة من ب.
(2)
في نسخة ب «من يده» والصيغة المثبتة للتوضيح من نسخة س.
(3)
في نسخة س «عماد الدين بن شيخ الشيوخ» .
(4)
في نسخة ب «ذلك» والصيغة المثبتة من س.
(5)
في نسخة س «عماد الدين بن شيخ الشيوخ» .
(6)
في نسخة س «لهذا الأمر إليهم» والصيغة المثبتة من ب.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(8)
في نسخة س «فأنزله عنده في القلعة» والصيغة المثبتة من ب.
(9)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(10)
في نسخة س «مغلط» والصيغة المثبتة من ب، وذكر ابن منظور (لسان العرب، ج 9، ص 238)«والمغلطة والأغلوطة الكلام الذى يغلط فيه ويغالط به» .
ولما علم الملك الجواد تصميم الملك العادل على إنتزاع دمشق منه، وعلم أنه لا طاقة له بقتاله، وأنه إن سلّم دمشق إلى الملك العادل لم يعطه إلا خبزا [قليلا](1) بالديار المصرية، سيرّ الشيخ كمال الدين بن طلحة إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب فطلب منه [12 ا] أن يعوضه عن مدينة (2) دمشق سنجار (3)[والرقة (4)] وعانه، ويسلم [هو](5) دمشق إليه، فمضى كمال الدين بن طلحه إلى الملك الصالح بذلك. فأجاب الملك الصالح إلى ذلك، وحلف لابن عمه الملك الجواد على العوض المذكور، وزاده الجديده (6)، وجعلها (7) باسم مملوك من مماليك الملك الجواد يقال له رزيق وكان أخص مماليكه به.
ولما وقع الاتفاق بينهما على ذلك، وتوجه الملك الصالح إلى دمشق، وعلم الملك الجواد قربه منها (8) خاف الملك الجواد من عماد الدين بن الشيخ أن يفسد بينه (9) وبين الملك الصالح فلا يحصل على ما وقع التقرير عليه من العوض الذى طلبه منه، فدس
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(2)
في نسخة ب «من دمشق» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(3)
في نسخة س «بسنجار» والصيغة المثبتة من ب.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب، انظر أيضا، المقريزى، السلوك ج 1، ص 279.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(6)
كذا في نسخة ب وكذلك في المقريزى (السلوك، ج 1، ص 279)، وهى اسم لقلعة في كورة بين النهرين، التي بين نصيبين والموصل، وأعمالها متصلة بأعمال حصن كيفا، هذا بينما ورد الاسم في نسخة س «الحدسه» بغير نقط البته وربما يقصد الحديثة وهو اسم يطلق على مواضع عدة منها حديثة الموصل، وحديثة الفرات؛ والحديثة أيضا من قرى غوطة دمشق، ويقال لها حديثة جرش، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(7)
في نسخة ب «وجعله» والصيغة المثبتة من س.
(8)
في نسخة س «فلما علم الملك الجواد تقربه منه» ، والصيغة المثبتة من ب.
(9)
في نسخة س «ما بينه» ، والصيغة المثبتة من ب.
عليه (1) رجلا وقف لعماد الدين (2) بقصة [وقد ركب ليسير. فظنه عماد الدين](3) متظلما فتناول القصة ليأخذها منه (4)، فضربه ذلك الرجل بسكين فقتله. ثم قبض على ذلك الرجل واعتقله (5) مدة ثم أطلقه.
وأظهر الملك الجواد التألم لقتله (6). وجهز (7) عماد الدين [رحمه الله](8) وحملت جنازته إلى الجامع بدمشق، وصلى عليه فيه، وتأسف الناس [عليه](9) وحزنوا لقتله. وكان يوم دفنه (10) يوما مشهودا حضر (11) جنازته معظم الناس من الفقهاء والصوفية وأهل الدين وغيرهم؛ لأنه رحمه الله (12) كان تام العقل والفضل والكرم [والبأس (13)]
(1) في نسخة س «على عماد الدين» .
(2)
في نسخة س «له» .
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(4)
في نسخة س «فمديده عماد الدين إلى القصة ليأخذها من ذلك الرجل» والصيغة المثبتة من ب.
(5)
في نسخة ب «واعتقل» والصيغة المثبتة من س. وذكر سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ج 8 ص 477) رواية مخالفة إذ يقول: «فاستدعى صاحب حمص بعض نصارى قارا وأمره بقتله فركب ابن الشيخ يوما من القلعة وقت العصر فوثب عليه النصرانى فضربه بالسكاكين حتى قتله» . أما المقريزى فقد ذكر (السلوك، ج 1، ص 277) رواية ثالثة «فسيروا فدائيين قتلاه على باب الجامع في سادس عشرى جمادى الأولى، وأشيع أنهما غلطا في قتله وإنما كانا يريدان قتل الملك الجواد، فإنه كان كثير الشبه به» ، عن الفداويه انظر:
B. Lewis، The Assassins، London، 1967 .
وترجمه إلى العربيه سهيل زكار: الدعوة الاسماعيليه الجديدة (الحشيشية)، بيروت 1971.
(6)
في نسخة س «وأظهر الملك الجواد الحزن الكثير على قتل عماد الدين» والصيغة المثبتة من ب.
(7)
في نسخة س «وجهز الملك الجواد» ، والصيغة المثبتة من ب.
(8)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(9)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(10)
في نسخة س «دفن عماد الدين» والصيغة المثبتة من ب.
(11)
في نسخة ب «حضره» والصيغة المثبتة من س.
(12)
في نسخة س «رضى الله عنه» والصيغة المثبتة من ب.
(13)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
والرئاسة، وكان مقصدا لمن يفد إليه. اجتمعت (1) به في هذه السنة مرارا في الدار التي أنزله فيها (2) الملك الجواد التي تسمى دار المسرة، وبحثت معه في الأصول وغيره، رحمه الله ورضى عنه [فإنه كان معدوم المثل في وقته (3)]. وقطع الملك الجواد الخطبة لابن عمه الملك العادل، وخطب لابن عمه الملك الصالح نجم الدين أيوب، وضربت السكة باسمه. وسافر (4) الملك المجاهد [أسد الدين (5)] إلى حمص خوفا من الملك الصالح لأنه علم أن الملك الصالح يقصده، هو والملك المظفر [صاحب حماه (6)]؛ وأنهما لا يبقيان عليه. [وكان الملك المظفر لما قصد الملك الصالح إلى حماه التقاه وسافر معه إلى دمشق (7)].
ذكر وصول السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب [ابن الملك الكامل (8)] إلى دمشق وتملكه لها [ومعه الملك المظفر صاحب حماه (9)] وتعويض الملك الجواد سنجار وغيرها
وسار الملك الصالح بعد الاتفاق بينه وبين الملك الجواد إلى دمشق وطلب نجدة من بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل. وكان قد وقع الاتفاق بينه وبينه وصالحه،
(1) في نسخة س «قال جمال الدين بن واصل صاحب هذا التاريخ واجتمعت» والصيغة المثبتة من ب.
(2)
في نسخة س «بها» والصيغة المثبتة من ب.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(4)
في نسخة س «فعند ذلك سافر» والصيغة المثبتة من ب.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(6)
ما بين الحاصرتين من نسخة س، وساقط من ب.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س، وساقط من ب.
(8)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س، ومثبت في ب.
(9)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
فبعث إليه بدر الدين [لؤلؤ (1)] نجدة. وأرسل إلى الملك المظفر صاحب حماة يدعوه إلى اللحاق به ليدخل معه إلى دمشق (2)، فسر الملك المظفر بذلك سرورا كثيرا (3)، ورجا أن يأخذ به ثأره (4) من صاحب حمص وينتقم منه، [فلحقه إلى البرية بجماعة من عسكره](5) ومعه الأمير سيف الدين على بن أبى على الهذبانى.
وقدم السلطان الملك الصالح دمشق، وزين البلد لقدومه، وخرج الملك الجواد لاستقباله (6). ودخل الملك الصالح قلعة (7) دمشق هو والسلطان الملك المظفر [صاحب حماه](8) والملك الجواد. ثم انتقل الملك الجواد إلى دار السعادة التي عند باب النصر، وكانت للملك الأمجد صاحب بعلبك - كما تقدم ذكره (9) - ثم انتقلت بعده إلى الملك الأشرف. وكان الملك الجواد لما ملك (10) دمشق تزوج بنت عمه الملك الأشرف.
وكان استيلاء الملك الصالح [نجم الدين](11) على دمشق في جمادى الآخرة من هذه
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(2)
وردت هذه الجملة في نسخة س في صيغة مخالفة، والصيغة المثبتة من ب.
(3)
في نسخة س «عظيما» ، والصيغة المثبتة من ب.
(4)
في نسخة س «رجاء أن يأخذ ثأره» والصيغة المثبتة من ب.
(5)
في نسخة س «فأتى اليه بجماعة من عسكره» والصيغة المثبتة من ب.
(6)
ذكر سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ج 8، ص 475، أن الملك الصالح عندما دخل دمشق كان «الجواد بين يديه قد حمل الغاشية من تحت القلعة وحملها المظفر صاحب حماه من باب الحديد، واتفق أن صنجق الصالح انكسر عند باب القلعة. . .» وذكر ابن أيبك (الدر المطلوب ص 332)«واتفق أن سنجق الملك الصالح انكسر عند باب القلعة، فتطيرت الناس من ذلك. وكان فألا لما ناله الملك الصالح بعد ذلك من تغلب اسماعيل الملك الصالح على دمشق واعتقال الملك الصالح بالكرك» .
(7)
في نسخة س «إلى قلعة» والصيغة المثبتة من ب.
(8)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(9)
في نسخة س «كما قدمنا ذكره» ، والصيغة المثبتة من ب، انظر ما سبق، ابن واصل: مفرج الكروب، ج 4، ص 284.
(10)
في نسخة س «لما تملك» ، والصيغة المثبتة من ب.
(11)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
السنة، أعنى سنة ست وثلاثين وستمائة. وكانت مدة ملك الملك الجواد لدمشق (1) عشرة أشهر وكسرا (2).
ولما استقر الملك الصالح بقلعة دمشق ندم الملك الجواد على ما فعل، وخاف أن لا يفى (3) الملك الصالح بما شرطه له، واستقل الجماعة الذين جاءوا مع الملك الصالح.
وكان العسكر الذى في دمشق (4) أكثر، منهم فجلس [الملك الجواد (5)] في دار السعادة، وأحضر إليه عسكر دمشق، وأخذ في استحلافهم لنفسه ليثب (6) على دمشق، ويخرج الملك الصالح من القلعة. وكادت تقع فتنة عظيمة، فقام الملك المظفر [صاحب حماه (7)] في إطفاء هذه الفتنة، ونزل من القلعة إلى دار السعادة، واجتمع بالملك الجواد وعاتبه على ما فعل، وضمن له عن (8) الملك الصالح [نجم الدين أيوب (9)][القيام (10)] بما شرطه له، فطاب قلب (11) الملك الجواد بذلك، واستحلفه الملك المظفر للملك الصالح [13 ا] واستحلف الملك الصالح له؛ فحينئذ خرج الملك الجواد من
(1) في نسخة س «دمشق» ، والصيغة المثبتة من ب.
(2)
ورد في المقريزى (السلوك، ج 1، ص 280)«فكانت مدة نيابته دمشق عشرة أشهر وستة عشر يوما» .
(3)
في نسخة س «لا يفى له» والصيغة المثبتة من س.
(4)
في نسخة ب «الذين بدمشق» والصيغة المثبتة من س.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(6)
في نسخة س «ليثبت على دمشق» والصيغة المثبتة من ب.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(8)
في نسخة س «من» والصيغة المثبتة من ب.
(9)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(10)
ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.
(11)
في نسخة ب «قلبه» ، والصيغة المثبتة للتوضيح من نسخة س.