الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على قلعة المعرّة المجانيق (1)، وواتروا (2) رميها بالحجارة [مدة يسيرة (3)] فسلمت إليهم بالأمان فملكوها ورتّبوا أمرها (4).
ذكر منازلة عسكر حلب لحماة وحصارها
ولما افتتح [الملك المعظم (5) و] عسكر حلب المعرة ساروا إلى حماة ونازلوها.
وكان الملك المظفر صاحبها قد ابتنى من جهة القبلة سورا من اللبن خارج السور الأصلى (6)، وجعل فيه بابا سماه باب دمشق. ونهب عسكر حلب ضياع حماة ورساتيقها، واستمر الحصار على حماة إلى آخر السنة [المذكورة (7)].
ولم تضايق حماة المضايقة الشديدة، ولا نصب عليها منجنيق فإن الصاحبة والدة الملك العزيز لم يكن قصدها إزالة (8) ملك ابن أخيها الملك المظفر، وإنما أرادت أن تنتقم منه بأخذ المعرّة ومحاصرة حماة [وإشغال سره (9)]، عقوبة له على ما فعل من انحيازه إلى الملك الكامل ومظاهرته عليها بعد إتفاقه معها، فأمرت العسكر أن ينازلوا البلد ويقطعوا (10) المادة عنه، ولا يجدوا (11) في القتال والزحف.
(1) في نسخة س «المناجنيق» والصيغة المثبتة من ب.
(2)
في نسخة س «وتواتروا» والصيغة المثبتة من ب.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب
(4)
وردت الجملة في نسخة س وفى صيغة مخالفة وبنفس المعنى.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(6)
في نسخة س «من لبن خارج سور الأصل» والصيغة المثبتة من ب.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(8)
في نسخة س «لازالة» والصيغة المثبتة من ب.
(9)
ما بين الحاصرتين من نسخة ب، وساقط من س
(10)
في نسخة س «ويقطعون» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من ب.
(11)
في نسخة س «ولا يجدون» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة ب.
ذكر الوصلة بين السلطان الملك الناصر [ابن الملك العزيز (1)] صاحب حلب والسلطان (2)
غياث الدين كيخسرو سلطان الروم
وقدم (3) في هذه السنة - أعنى سنة خمس (4) وثلاثين وستمائة - رسول السلطان غياث الدين كيخسرو صاحب بلاد الروم (5)[إلى حلب](6)، وطلب (7) من الخاتون الصاحبة والدة الملك العزيز أن تزوجه بنت السلطان الملك العزيز، وأن يزوج السلطان الملك الناصر أخت غياث الدين. فأجيب [غياث الدين (8)] إلى ذلك واستقر الأمر عليه.
واجتمع الناس في دار السلطنة بالقلعة (9). وعقد عقد السلطان غياث الدين [ملك الروم (10)] على غازية خاتون بنت الملك العزيز. وتولى العقد الصاحب كمال الدين عمر بن أبى جرادة (11) المعروف بابن العديم على مذهب أبى حنيفة -
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(2)
في نسخة س «وبين السلطان» ، والصيغة المثبتة من ب.
(3)
في نسخة س «وسير» والصيغة المثبتة من ب، وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 237)«ووصل» .
(4)
في نسخة س «خمسة» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من ب.
(5)
في نسخة س «ملك الروم» ، والصيغة المثبتة من ب.
(6)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(7)
في نسخة س «يطلب» والصيغة المثبتة من ب.
(8)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.
(9)
في نسخة س «بقلعة حلب المحروسة» ، والصيغة المثبتة من ب، وفى ابن العديم (نفس المصدر والجزء، ص 237)«في دار السلطان بالقلعة» .
(10)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(11)
في نسخة س «بن جرادة» والصيغة الصحيحة المثبتة من ب، انظر ترجمة ابن العديم في الجزء الأول من زبدة الحلب من تاريخ حلب، تحقيق سامى الدهان، ص 13 وما بعدها.
رضى الله عنه (1) - لصغر الزوجة (2) على صداق مبلغه خمسون الف دينار. وقبل النكاح عن غياث الدين رسوله الوارد من جهته وهو القاضى عز الدين قاضى دوقات (3).
ونثر الذهب عند الفراغ من العقد.
ووصل عند ذلك الخبر باستيلاء العسكر على قلعة المعرة، وضربت البشائر للامرين (4) جميعا. وسير (5) الصاحب كمال الدين بن العديم رسولا إلى بلاد الروم لعقد الوصلة (6) وهى عقد الملك الناصر على ابنة السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو (7)، وأمها ابنة السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب.
وكان أخوها الملك المعظم - صاحب دمشق - زوّجها من علاء الدين كيقباذ؛ فإبنة السلطان علاء الدين هذه هى ابنة خالة (8)[السلطان (9)] الملك العزيز [والد الملك الناصر (10)].
(1) في نسخة ب «رحمه الله» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك من ابن العديم الذى ذكر في كتابه (زبدة الحلب، ج 3، ص 237)«وتوليت عقد النكاح، على مذهب الإمام أبى حنيفة - رضى الله عنه - لصغر الزوجة، على خمسين ألف دينار» .
(2)
في نسخة س «لصغر سن الزوجة» والصيغة المثبتة من نسخة ب وكذلك من ابن العديم، ج 3، ص 237.
(3)
كذا في نسختى المخطوطة وكذلك في ابن العديم، ولعل المقصود بها توقات وهى بلدة في أرض الروم بين قونيا وسيواس كانت ذات قلعة حصينة وأبنية مكينة، بينها وبين سيواس يومان، انظر، ياقوت:(معجم البلدان)؛ ابن العديم، زبدة الحلب، ج 3، ص 238، حاشية 1.
(4)
في نسخة ب «للأميرين» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة س ومن ابن العديم (نفس المصدر والجزء والصفحة).
(5)
في نسخة س «وسيرت الصاحبة» والصيغة المثبتة من ب.
(6)
ينقطع النص هنا في نسخة ب وسوف يشار إلى نهاية الجزء الساقط: انظر مايلى ص 187 حاشية 1.
(7)
في المتن «كيخسروا» .
(8)
في المتن «خال» وهو تصحيف، والصيغة الصحيحة المثبتة من ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 239) ومن المعروف أن الظاهر بن صلاح الدين والد العزيز تزوّج من ابنة عمه الملك العادل ضيفة خاتون، وتزوّج علاء الدين كيقباذ أختها فإبنة علاء الدين هى ابنة خالة الملك العزيز، انظر، ابن العديم (نفس المصدر والجزء، ص 163).
(9)
ما بين الحاصرتين مذكور في الهامش.
(10)
ما بين الحاصرتين للتوضيح من ابن العديم، ج 3، ص 239.
ووصل كمال الدين بن العديم إلى بلاد الروم، واجتمع بالسلطان غياث الدين بالكيقباذية (1) وهى على باب قيسارية وذلك يوم الثلاثاء لأربع عشرة (2) ليلة بقيت من شوّال من هذه السنة. ووقعت الإجابة إلى عقد العقد، وكان الوكيل من جهة غياث الدين كمال الدين كاميار. ولما تم أمر الإجابة دخل الصاحب كمال الدين بن العديم وكمال الدين كاميار إلى قيسارية الروم (3). وأحضر قاضى البلد والشهود، فقبل العقد كاميار من جهة غياث الدين، وقبل العقد عن الملك الناصر كمال الدين بن العديم، ومبلغ الصداق خمسون ألف دينار مصرية نظير صداق غياث الدين على أخت الملك الناصر (4). وأحضر في ذلك اليوم من التجمل وآلات الذهب والفضة ما لا يمكن وصفه. ونثر من الدنانير الواصلة مع الصاحب كمال الدين بن العديم ألف دينار (5). ونثر في دار السلطان من الدنانير والدراهم والثياب شىء كثير.
وعاد كمال الدين إلى حلب بعد إنجاز هذا الأمر.
وسيّر السلطان غياث الدين رسولا إلى حلب وهو الأمير قمر الدين الخادم، ويعرف بملك الأرمن، وعلى يده توقيع من غياث الدين للسلطان الملك الناصر بالرها وسروج، وهما من بلاد السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل. وكان قد اتفق الأمر مع الملك المظفر شهاب الدين غازى بن الملك
(1) في المتن «باللعادنا» ولعل الصيغة المثبتة هى الصحيحة من ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 240).
(2)
في المتن «عشر» .
(3)
هناك مدينة أخرى على ساحل بحر الشام كانت تحمل نفس الاسم، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(4)
ذكر ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 240): «وعقدت العقد مع كاميار على خمسين ألف دينار سلطانية، مثل صداق كيخسرو الذى كتب عليه لأخت السلطان الملك الناصر» .
(5)
قال ابن العديم (نفس المصدر والجزء والصفحة): «ونثرت الدنانير الواصلة صحبتى وكانت ألف دينار» .