الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر استيلاء مولانا السلطان المنصور ناصر الدين
أبى المعالى محمد بن الملك المظفر على مملكة والده
- قدس الله روحه - وخلد ملك ولده
مولانا ومالك رقنا السلطان الملك المظفر تقى الدين
بالخلف الصالح عن آبائه الأكرمين
ولما توفى الملك المظفر رحمه الله تقلد الملك بعده ولده السلطان الملك المنصور ناصر الدين أبو المعالى محمد، وعمره يومئذ عشر سنين وشهر واحد وثلاثة عشر يوما. وقام بتدبير ملكه الأمير سيف الدين طغريل أستاذ دار والده، والمشير في الدولة شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصارى (1)، والطواشى شجاع الدين مرشد المنصورى، والوزير بهاء الدين بن تاج الدين.
والجميع يرجعون إلى ما تأمر به الصاحبة غازية خاتون بنت السلطان الملك الكامل، والدة السلطان الملك المنصور - قدس الله روحها.
وورد الخبر بموت الملك المظفر، إلى الديار المصرية فحزن لموته السلطان الملك الصالح، وجلس له في العزاء.
ذكر وفاة الملك المظفر شهاب الدين غازى
والملك المغيث بن السلطان الملك الصالح
وورد الخبر بوفاة الملك المظفر شهاب الدين غازى بن الملك العادل صاحب ميافارقين، رحمه الله. وجلس له في العزاء بالقاهرة بالجامع الأزهر. وولى الملك
(1) عن الشيخ شرف الدين عبد العزيز بن مجيد الأنصارى، انظر ما سبق ابن واصل، ج 4، ص 273 - 274، 293، 302.
بميافارقين الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك المظفر شهاب الدين. ولم يزل مالكا لها إلى أن ملكها التتر بعد أن طال حصارهم لها. وصبر صبرا عظيما، وجاهد في الله جهادا لم يجاهد أحد من الملوك مثله رحمه الله، ثم ملكها التتر وقتلوه شهيدا، رحمه الله ورضى عنه (1).
وورد الخبر على السلطان الملك الصالح بموت ولده الملك المغيث فتح الدين عمر بقلعة دمشق وهو معتقل في برج من أبراجها، فاشتد جزع الملك الصالح عليه، وحنق على عمه الملك الصالح حنقا شديدا واتهمه بقتله، وجد في حربه (2).
ولما توفى الملك المظفر صاحب حماه، سير القاضى شهاب الدين ابراهيم ابن عبد الله بن عبد المنعم بن أبى الدم قاضى حماه (3) إلى بغداد رسولا إلى الخليفة المستعصم بالله مخبرا بوفاة الملك المظفر، ومعه زرديته وسيفه ولامة حربه. فلما وصل إلى المعرة مرض بالدوسنطار يا فعاد إلى حماه، فمات بها يوم وصوله إليها.
(1) ذكر سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ج 8، ص 510) وفاة شهاب الدين غازى في حوادث سنة 645 هـ، بينما ذكر النويرى (نهاية الأرب، ج 27، ق 86) والمقريزى (السلوك، ج 1، ص 332) وفاته في حوادث سنة 646 هـ وهذا كله تصحيف إذ ذكر أبو الفدا (المختصر، ج 3، ص 173) وابن أيبك (الدر المطلوب، ص 357) أن وفاته كانت في سنة 642 هـ وهو ما يؤيد قول ابن واصل. وأشار العينى (عقد الجمان، حوادث سنة 642 هـ) إلى هذا الخلط.
(2)
عن وفاة الملك المغيث عمر بن الملك الصالح انظر أيضا، العينى، عقد الجمان، حوادث سنة 642؛ ابن أيبك، الدر المطلوب، ص 357؛ ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج 6، ص 351.
(3)
هو مؤلف كتاب (التاريخ المظفرى) توفى سنة 642 هـ - 1244 م، انظر ما سبق، ابن واصل، مفرج الكروب، ج 4، ص 174 حاشية 2؛ أبو الفدا، المختصر، ج 3، ص 173.
فولى قضاء حماه بعده محيى الدين أبو يعلى حمزه بن محمد بن القاضى أمين الدين أبى القاسم. وأرسل إلى بغداد الشيخ تاج الدين أحمد بن محمد بن نصير الله. ثم سير من حماه الخطيب زين الدين أبو البركات عبد الرحمن بن موهوب إلى مصر رسولا إلى السلطان الملك الصالح ومعه سيف الملك المظفر، وتقدمة للملك الصالح، وذلك لتسع مضين من شوال من هذه السنة. فتوجه في البرية شرقى دمشق وذلك قبل نزول الصاحب معين الدين بن الشيخ، والعساكر المصرية عليها. واجتمع بالصاحب معين الدين وهو نازل بالعساكر الصالحية على بيسان.
ولما وصل الخطيب زين الدين إلى القاهرة أكرمه الملك الصالح، وقبل ما وصل معه من التقدمة، ووعد ابن أخيه السلطان الملك المنصور أعز الله نصره بكل جميل.
وكانت المعرة بيد الحلبيين، وسلميه بيد الملك المنصور صاحب حمص، وليس مضافا إلى حماه إلا بعرين فقط.