الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجاء كتاب السلطان الملك الصالح [نجم الدين أيوب (1)] إليه بأن لا يؤمن عمه الملك الصالح [إسماعيل (2)] ويقبض عليه ويرسله إليه، ففات الأمر فيه. ووقع الإنكار من الملك الصالح نجم الدين على معين الدين في تنفس خناق عمه وتمكينه من ذهابه سالما بحشاشة (3) نفسه، فإنه كان لا يرى إلا إعدامه حنقا عليه بسبب إتهامه بقتل ولده، ولما بدا منه في حقه.
وأقام معين الدين نائبا بدمشق عن الملك [51 ا] الصالح. وورد على حسام الدين بن أبى على وهو بنابلس كتاب من الملك الصالح [نجم الدين أيوب (4)] يأمره بالتوجه إلى دمشق متوليا لها، فمضى إلى دمشق فدخلها وأقام بها. ومرض الصاحب معين الدين بدمشق، وتوفى بها بعد دخول حسام الدين بأيام. وقرر الملك الصالح بقلعة دمشق الطواشى شهاب (5) الدين رشيد الكبير.
ذكر خروج الخوارزمية عن طاعة السلطان الملك الصالح نجم الدين
كانت الخوارزمية لما كسروا مع عسكر مصر صاحب حمص ومن معه من العسكر الشامى والفرنج، وانتصر بهم الملك الصالح على أعدائه، صار لهم عليه بذلك إذلال كثير، سيما وقد تقدم لهم كسرهم لبدر الدين (6) صاحب الموصل لما نازل
(1) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(2)
ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(3)
الحشاشة بقية الروح في المريض، انظر ابن منظور، لسان العرب، ج 8 ص 172 (مادة حشش).
(4)
ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(5)
انظر أيضا سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ج 8 ص 499)؛ النويرى (نهاية الأرب، ج 27، ق 81).
(6)
هو الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل.
الملك الصالح وهو محصور بسنجار، فاعتقدوا أنهم لما فعلوا ما فعلوا معه في هاتين المرتين أنهم قد استحقوا أن يقاسمهم البلاد، ويمكنهم من الاستيلاء على أكثرها، وأنه يكون لهم أخباز عظيمة بالديار المصرية.
فلما لم يحصلوا منه على ذلك ولم يمكنهم من الوصول إليه إلى مصر، وخرج معين الدين في عساكر مصر، وتحكم في البلاد، ولم يعطهم منها شيئا، نفرت نياتهم وفسدت، واتفقت كلمتهم على الخروج عليه.
وكان بغزة الأمير ركن الدين بيبرس الصالحى وهو أكبر أمرائه، وهو الذى كان معتقلا معه بالكرك، ومعه بغزة عسكر، فكاتبته الخوارزمية في أن يتفقوا معه، ويكون هم وهويدا واحدة، ويزوجوه إمرأة منهم. فأصغى إليهم فيما قيل، وعزم على الخروج عن الطاعة. واستمالوا الملك الناصر داود بن الملك المعظم إليهم فمال اليهم، واتفق معهم، ونزل اليهم واجتمع بهم وتزوج منهم، إلا انه رجع إلى الكرك ولم يقم معهم.
وكان الأمير حسام الدين أبو على بن محمد بن أبى على بدمشق واليا بها، من قبل الملك الصالح، كما قدمنا ذكره فبقى هو بها، والطواشى شهاب [51 ب] الدين رشيد الكبير في القلعة واليا الحل والعقد بها، ويجتمعان كل يوم ويتفقان على مصالح الدولة.
ولما جرى ما ذكرنا من اتفاق الملك الناصر [داود صاحب الكرك (1)] مع الخوارزمية، بعث الملك الناصر ولاته إلى نابلس والقدس والخليل وبيت جبريل والأغوار، واستولى على ذلك كله.
(1) ما بين الحاصرتين للتوضيح.