الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في المعركة (1) الملك الصالح بن الملك الأفضل بن صلاح لدين، وأخذ أولاد الملك الزاهر بن صلاح الدين، واستولى على (2) جميع أثقال العسكر. [ونهبت العرب الأحلاف - وكانوا مع الحلبيين - أكثر أثقال العسكر، وكانوا (3)] أشد ضررا على العسكر من أعدائهم.
ونزلت الخوارزمية حول حيلان (4)، وامتدوا على النهر إلى فافين، (5) وقطعوا على جماعة من العسكر أموالا أخذوها [منهم](6)، وابتاعوا بها أنفسهم، وشربوا طول تلك الليلة [وسكروا (7)]، وقتلوا جماعة من الأسرى (8)، فخاف الباقون من الأسرى. فمنهم من خلص، ومنهم من أخذوا منه المال وغدروا به ولم يطلقوه.
ذكر ما جرى من الخوارزمية من العيث والفساد
بعد كسرهم عسكر حلب إلى أن رجعوا
ولما جرى ما ذكرناه، وقع الاضطراب في حلب، وتقدمت الصاحبة [ضيفة خاتون صاحبة حلب (9)] إلى مقدمى البلد بحفظ الأسوار والأبواب، وجفل أهل
(1) في نسخة س «وقتل في هذه الغزاة» والصيغة المثبتة من ب.
(2)
في نسخة س «واستولوا الخوارزمية» والصيغة المثبتة من ب.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة ب، وفى س «وكانوا الأحلاف. . .» .
(4)
في نسخة ب «ونزلت الخوارزمية حيلان» وفى سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ج 8، ص 486)«وساقوا إلى جيلان» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن العديم، زبدة الحلب، 3، ص 251، وحيلان من قرى حلب، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(5)
في نسخة س «قاقين» وهو تصحيف، وذكر سامى الدهان أن فافين قرية معروفة قرب حلب، انظر ابن العديم، ج 3، ص 251 حاشية 4.
(6)
ما بين الحاصرتين من نسخة س ومن ابن العديم، زبدة الحلب، ج 3، ص 251.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب وابن العديم.
(8)
كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن العديم «وقتلوا جماعة من الأسرى صبرا» .
(9)
ما بين الحاصرتين للتوضيح، وهى والدة الملك العزيز الذى توفى سنة 634 هـ وتصرفت بعده في الملك تصرف السلاطين، انظر أبو الفداء المختصر في أخبار البشر، ج 3، ص 171.
الحاضر وكل من كان خارج السور، ودخلوا المدينة ونقلوا ما قدروا على نقله (1) من الأقمشة والأمتعة.
ولم يكن في المدينة من الجند غير الأمير شمس الدين لؤلؤ الأمينى، وعز الدين ابن مجلى في جمع قليل لا يزيدون عن مائتى فارس (2)، وكانوا يركبون ويخرجون إلى ظاهر البلد يتعرفون الأخبار (3). وبثت الخوارزمية سراياهم في أعمال حلب، فانتهت غاراتهم (4) إلى بلد عزار وتل باشر، وبرج الرصاص وجبل سمعان وطرف العمق. بغتوا أهل هذه النواحى بغتة، فلم (5) يستطيعوا الهرب منهم، وأخذوا من الغنائم من المواشى (6) والأمتعة والنساء والصبيان ما لا يعد ولا يحصر (7). وفعلوا من ارتكاب الفواحش مع حرم المسلمين ما لا يفعله التتر، ولا غيرهم (8) من الكفار.
ثم رحلوا إلى بزاعا والباب، فعذبوا أهل هذين البلدين، واستقرءوهم على أموالهم [31 ب] التي أخفوها (9)، فحملوها إليهم، وقتلوا منهم جماعة. ونهبوا كل ما وجدوه فيها من الأمتعة والمواشى وغير ذلك. وكان بعض أهل هذين البلدين قد هرب بحرمه ومتاعه إلى حلب، فنجا.
(1) في نسخة س «ونقلوا كلما قدروا عليه من نقله» والصيغة المثبتة من ب.
(2)
في نسخة س «لا يزيدون على أكثر من مائتى فارس» وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 252)«في جماعة لا تبلغ مائتى فارس» ، والصيغة المثبتة من ب.
(3)
في نسخة س «الأجناد» ، وهو تحريف والصيغة المثبتة الصحيحة من ب، انظر أيضا ابن العديم.
(4)
في نسخة ب «غارتهم» والصيغة المثبتة من س.
(5)
في نسخة ب «ولم» ، والصيغة المثبتة من س.
(6)
في نسخة س «والمواشى» ، والصيغة المثبتة من ب.
(7)
في نسخة س «ولا يحصى» ، وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 252)«ما لا يحد ولا يوصف» والصيغة المثبتة من ب.
(8)
في نسخة ب «ولا غيره» والصيغة المثبتة من س.
(9)
في نسخة ب «أخذوها» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن العديم، نفس المصدر والجزء والصفحة.