الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفاة الملك المجاهد صاحب حمص
وفى هذه السنة توفى الملك المجاهد أسد الدين [شير كوه بن محمد بن شير كوه (1)] صاحب حمص، وكان رجع (2) إلى حمص بعد أخذه لدمشق للملك الصالح [عماد الدين إسماعيل من الملك الصالح نجم الدين أيوب وقبضه على الأمير سيف الدين بن أبى على وعلى عسكر حماه وموت الملك الكامل، وقد بلغ جميع أغراضه كلها (3)]. ومن بلغ الحد انتهى. فلحقه [بعد (4) ذلك] مرض شديد [24 ب] وتوفى (5) بقلعة حمص، فكانت مدة ملكه لحمص وبلادها نحو ست (6) وخمسين سنة وكسر؛ فإنه ملك حمص لما مات أبوه ناصر الدين محمد بن أسد الدين شير كوه في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة فأقره ابن عم أبيه السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب رحمه الله على حمص (7). وكان عمر الملك المجاهد يومئذ اثنتى عشرة سنة، فكان [جملة (8)] عمره نحو ثمان (9) وستين سنة.
ذكر سيرته رحمه الله [تعالى
(10)]
كان [الملك المجاهد (11)] ملكا حازما شجاعا داهية (12) متيقظا عاقلا ذكيا فطنا ضابطا
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في ب.
(2)
في نسخة س «قد رجع» .
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى ب «وقبضه على عسكر حماه ونيل أغراضه كلها» .
(4)
ما بين الحاصرتين من س وساقط من ب.
(5)
في نسخة س «فتوفى» .
(6)
في نسخة س «ستة» ، وهو تصحيف والصيغة المثبتة من ب.
(7)
في نسخة س «على مملكة أبيه» والصيغة المثبتة من ب.
(8)
ما بين الحاصرتين من س وساقط من ب.
(9)
في نسخة س «ثمانية» والصيغة المثبتة من ب.
(10)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(11)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(12)
في نسخة س «ذا همة» ، والصيغة المثبتة من ب.
لأعمال مملكته. وكانت الفرنج جيرانه فبنى الأبراج بينه وبينهم، فكان إذا أتاه الخبر بحركتهم إلى طرف من أطرافه، أدركهم قبل أن يصلوا إلى ذلك الطرف وقاتلهم ودفعهم [وانتصف منهم (1)]، وحمى الطريق التي بين دمشق وحمص منهم ومن العرب. فإن الفرنج كانوا يقصدون وادى الربيعة من حصن الأكراد، والعرب [من خفاجة (2)] وغيرهم كانوا يقطعون الطريق على القوافل عند روابى العلمين. فحفظ الطريق من الطائفتين [وغيرها (3)]، فكانت له مع الطائفتين وقائع كثيرة لا تحصى (4).
وحكى لى (5) أن الفرنج مرة أخذوا قفلا في وادى الربيعة واستاقوهم معهم ليمضوا بهم إلى حصن الأكراد. وبلغ (6) الملك المجاهد الخبر فلحقهم قبل أن يصلوا إلى حصن الأكراد فأسرهم جميعهم واسترد (7) القفل المأخوذ منهم. وكان في القفل رجل صوفى فأخبر الملك المجاهد أن رجلا من أولئك الفرنج ما زال يصفعه، إلى أن وصل السلطان وخلّص القفل. وكان ذلك الفرنجى غليظ (8) الرقبة، فقال الملك المجاهد [لذلك الصوفى (9)]:«أفعل أنت به كما فعل بك» ، فتسلمه الصوفى وما زال يصفعه إلى باب حمص.
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة ب وورد بدله في س «أيضا» .
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(4)
في نسخة س «وكان له وقائع كثيرة مع الطائفتين وغيرهما لا تحصى» والصيغة المثبتة من ب.
(5)
في نسخة س «قال: وحكى أن» والصيغة المثبتة من ب.
(6)
في نسخة س «فبلغ» ، والصيغة المثبتة من ب.
(7)
في نسخة س «وخلص» ، والصيغة المثبتة من ب.
(8)
في نسخة ب «غليض» ، والصيغة المثبتة من س.
(9)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.