الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر مسير الملك الناصر داود بن الملك المعظم
إلى الديار المصرية واتفاقه مع عمه السلطان الملك الكامل
(1)
ولما جرى ما ذكرناه، أرسل الملك الأشرف إلى [ابن أخيه (2)] الملك الناصر [داود (3)] يدعوه إلى موافقته وأن ينتظم في سلكه كما فعل صاحب حمص وصاحب حماة والحلبيون [وسلطان الروم (4)]، وأن يحلف (5) على ذلك، وشرط له أن [الملك الناصر](6) يكون ولى عهده ويزوجه ابنته؛ ولم يكن للملك الأشرف ولد غيرها.
وعند ورود رسوله إليه بذلك ورد على الملك الناصر من الملك الكامل القاضى الأشرف بن القاضى الفاضل عبد الرحيم البيسانى (7) يدعوه إلى موافقته ويقول [له (8)]: «أنت تعلم غدر الملك الأشرف، وأنه لما مات أبوك الملك المعظم التجأت إليه وأعرضت عن جانبى، فأدى ذلك إلى أن غدر بك ومالأ عليك، وأخذ دمشق منك، ولو كنت التجأت إلىّ لم يذهب منك من ملك أبيك شىء.
(1) في نسخة س «ذكر توجه الملك الناصر داود بن الملك المعظم إلى الملك الكامل واتفاقه معه» ، والصيغة المثبتة من م.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(3)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(4)
ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(5)
في نسخة س «يحلفوا» وهو تصحيف كما يفهم من السياق، والصيغة المثبتة من م.
(6)
ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(7)
هو القاضى الأشرف بهاء الدين أبو العباس أحمد بن القاضى الفاضل، وكان القاضى الأشرف كوالده كبير المنزلة عند الملوك، ولد سنة 573 هـ بالقاهرة ومات بها سنة 43 هـ، انظر ابن خلكان (وفيات الأعيان، ترجمة القاضى الفاضل عبد الرحيم البيسانى).
(8)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م. والسطور التالية إلى نهاية الفقرة وردت في نسخة س في صيغة مختلفة ولكن بنفس المعنى والصيغة المثبتة من م.
والآن فقد بلغنى أنه وعدك أنه يجعلك ولى عهده [في دمشق، وأنت تعلم عدم وفائه (1)]، وأنا التزم لك إن وافقتنى أن أخرج معك بعساكرى وانتزع دمشق منه وأسلمها إليك ناجزا، وترجع إليك مملكة والدك كلها».
ولما ورد على الملك الناصر رسالة عميه الملك الأشرف والملك الكامل بما أرسلا به إليه حار في أمره فاستشار (2) والدته فيما يفعل [ولمن يوافق منهما (3)]، فأشارت عليه [بأن يكون موافقا للملك الكامل ويمضى إلى خدمته لئلا يجرى عليه ماجرى في المرة الأولى. فصمم عزمه على ذلك ورحل إلى الديار المصرية صحبة القاضى الأشرف. فسير القاضى الأشرف يعلم الملك الكامل ذلك، فسر بذلك وأمر بترتيب الإقامات الكثيرة له، واحتفل به التقاه أحسن ملتقى، وزينت القاهرة له (4)].
وأنزله بدار الوزارة ثم خلع عليه خلع (5) السلطنة، وأركبه بالسناجق السلطانية، وأمر الأمراء ومن عنده من الملوك أن يحملوا الغاشية (6)[197 ا] بين يديه [بالنوبة (7)]. وأول من حمل الغاشية بين يديه الملك العادل سيف الدين أبو بكر ابن الملك الكامل، ولى عهد أبيه، ثم حملها ابن عمه الملك الجواد مظفر الدين
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(2)
في نسخة س «وشاور» والصيغة المثبتة من م.
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(4)
ما بين الحاصرتين ورد في صيغة مختلفة في نسخة س، والصيغة المثبتة من م.
(5)
في نسخة س «خلعة» ، والصيغة المثبتة من م.
(6)
عن الغاشية، انظر القلقشندى، صبح الأعشى، ج 4، ص 7؛ ابن واصل: مفرج الكروب، ج 3، ص 25 حاشية 2.
(7)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة م ومثبت في س، انظر أيضا المقريزى: كتاب السلوك، ج 1، ص 255.
يونس بن مودود بن الملك العادل [بن أيوب](1)، ثم حملها الأمراء على مراتبهم واحدا (2) بعد واحد إلى أن صعد إلى القلعة. ثم أمر الملك الكامل بتجديد عقده على [ابنة (3) عمه] عاشورا خاتون [بنت السلطان الملك الكامل (4)] فجدد العقد.
[وبلغنى أنه كتب الملك الناصر لما جرى ذلك إلى نائبه بالكرك يخبره بإحسان الملك الكامل إليه. وتمثل في الكتاب ببيت من أبيات أبى الطيب المتنبى وهو](5):
سيعلم قوم خالفونى وشرّقوا
…
وغرّبت أنى قد أصبت وخابوا (6)
وأرسل الملك الأشرف والموافقون له رسلا إلى الملك الكامل يقولون له (7):
«إنا قد اتفقت كلمتنا، ونطلب منك إنك لا تعود تخرج من مصر ولا تنزل إلى الشام، وتحلف لنا على ذلك» . فلما سمع رسالتهم (8) قال لهم: [«أنتم قد اتفقتم، فما تطلبون من يمينى؟ احلفوا لى أنتم أيضا أن لا تقصدوا بلادى، ولا تتعرضوا لشىء مما في يدى، وأنا أوافقكم على ما تطلبون (9)»]. ثم اتفق أنه
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة م ومثبت في س.
(2)
في نسخة س «واحد» والصيغة المثبتة من م.
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(4)
ما بين الحاصرتين ساقط من م ومثبت في س.
(5)
ورد ما بين الحاصرتين في صيغة مختلفة في نسخة س والصيغة المثبتة من م.
(6)
كذا في نسختى المخطوطة وورد البيت في الديوان كمايلى: وأعلم قوما خالفونى فشرقوا وغربت أنى قد ظفرت وخابوا انظر: ديوان أبى الطيب المتنبى، ط. برلين 1861، ص 687؛ اليازجى، العرف الطيب في شرح ديوان أبى الطيب، ج 1، ص 520.
(7)
في نسخة س «فلما تقررت القاعدة أرسلوا رسلا من جهتهم إلى الملك الكامل إلى مصر وقالوا له» والصيغة المثبتة من م.
(8)
في نسخة س «فلما مضت رسلهم بذلك إلى الملك الكامل» والصيغة المثبتة من م.
(9)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وورد مع قليل من الاختلاف في م، انظر ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 228).
عرض للملك الأشرف مرض ولحقه ذرب (1)، فكان لا يستقر الطعام في معدته، وطال مرضه واتصل إلى أن خرجت هذه السنة [وهى سنة أربع وثلاثين وستمائة (2)].
ذكر (3) المتجددات في هذه السنة
أن شهاب الدين [يوسف بن عز الدين مسعود بن سابق الدين عثمان (4)] الذى كان صاحب شيزر اتفق هو وكمال الدين بن العجمى (5) على أن سيّرا رجلا من جهتهما يقال له عز الدين بن الأطفانى (6) إلى الملك الأشرف يطمعانه في ملك حلب.
ووعدا (7) من أنفسهما أنهما يساعدانه بأموالهما (8). [وأوهمه الكمال بن العجمى أن أقاربه وجماعة كثيرة من الحلبيين يبايعونه ويوافقونه على ذلك. وأوهمه شهاب الدين صاحب شيزر أن معظم الأمراء بحلب يوافقونه عليه (9)]. واشترط كمال الدين على الملك الأشرف أن يوليه قضاء حلب إذا أخذها (10) فمضى رسولهما
(1) في نسخة س «فاتفق في هذا الوقت أنه مرض الملك الأشرف بالذرب» والصيغة المثبتة من م، والذرب هو مرض استطلاق البطن المتصل وهو من الأمراض المزمنة، انظر المقريزى، السلوك، ج 1، ص 255 حاشيه 1.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(3)
في نسخة س «ومن» ، والصيغة المثبتة من م.
(4)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(5)
في نسخة م «الكمال العجمى» ، والصيغة المثبتة من س.
(6)
الكلمة غير واضحة في نسختى المخطوطة والصيغة المثبتة من ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 228).
(7)
في نسخة س «ووعداه» ، والصيغة المثبتة من م.
(8)
في نسخة س «يساعدانه بأنفسهما وأموالهما» ، والصيغة المثبتة من نسخة م ومن ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 228).
(9)
ورد ما بين الحاصرتين في نسخة س مع بعض التقديم والتأخير، والصيغة المثبتة من م.
(10)
في نسخة م «أن يولى قضاء حلب» ، والصيغة المثبتة من س.
عز الدين المذكور إلى الملك الأشرف بدمشق [واجتمع بفلك الدين المسيرى، وكان متقدما في الدولتين الكاملية والأشرفية (1)]، وذكر له الأمر الذى جاء بسببه. [فذكر فلك الدين ذلك للملك الأشرف فأنكره (2)] ولم يجب إليه، وأجاب بأنه لا يمكن أن يبدو (3) منى غدر (4) ولا قبيح في حق أحد من ذرية الملك الظاهر (5).
واتصل هذا الخبر (6) بالصاحبة [إبنة السلطان الملك العادل (7)] والمقدمين بحلب، فسيروا من وقف للرسول في طريقه. فلما رجع الرسول [إلى حلب](8) قبض عليه وأصعد (9) إلى القلعة، وسئل عن الحديث، فأخبرهم به على فصّه (10) فحبس، وحلقت لحيته (11)، وسيّر [به (12)] إلى دربساك، فاعتقل بها. وأحضر كمال الدين بن العجمى
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة م وفى س «واجتمع ببعض خواصه» .
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة م وفى س «فلما بلغ ذلك الملك الأشرف. . .» .
(3)
كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 229)«يبدر» .
(4)
في نسخة س «غرر» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من م ومن ابن العديم، ص 229.
(5)
ذكر ناسخ نسخة س بعد ذلك «وكان الشخص المتكلم في ذلك بين الملك الأشرف ورسول المذكورين فلك الدين بن المسيرى» .
(6)
في نسخة م «الأمر» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 229) وذكر ابن العديم أن فلك الدين المسيرى أخبره بأنه هو الذى كان المتكلم بين الملك الأشرف وبين رسولهما.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(8)
ما بين الحاصرتين من نسخة م وساقط من س.
(9)
في نسخة س «وصعد» ، والصيغة المثبتة من م ومن ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 229).
(10)
كذا في نسخة م وفى ابن العديم (نفس الجزء والصفحة) وفى نسخة س «قصته» وورد في لسان العرب، ج 8، ص 333 أن فص الأمر أصله وحقيقته.
(11)
في نسخة س «فجلس بعد أن حلقت لحيته» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من م وانظر ابن العديم (نفس الجزء والصفحة).
(12)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
وشهاب الدين صاحب شيزر فاعتقلا (1) بالقلعة، وأخذت أموال شهاب الدين جميعها، [فيقال أنها كانت أربعين عجلة محملة ذهب وفضة (2)]. ولم يتعرضوا (3) لأموال كمال الدين بن العجمى تطييبا لقلوب أهله. وهذا الحديث كان في جمادى الأولى من هذه السنة، فداما في الاعتقال (4) إلى أن مات الملك الكامل ثم أطلقا (5).
ومن المتجددات (6) في هذه السنة أن أميرا من أمراء التركمان يقال له قنغر جمع جمعا [كثيرا (7)] من التركمان بعد وفاة الملك العزيز، وعاث (8) في البلاد وأطراف حلب من ناحية قورس (9)، ونهب ضياعا متعددة، وكان يغار (10) ويدخل إلى بلد (11) الروم، فخرج إليه عسكر حلب فكسرهم ونهبهم. فتخوف (12) المقدمون بحلب أن يكون ذلك بأمر سلطان الروم؛ فسيروا إليه رسولا في معناه. فأنكر ذلك وأمره برد ما أخذه (13) من بلد حلب. فردّ بعضه، وانكف عن العيث والفساد (14).
(1) في نسخة س «واعتقل» ، والصيغة المثبتة من م.
(2)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(3)
في نسخة س «ولم يتعرض» والصيغة المثبتة من م.
(4)
في نسخة س «الحبس» والصيغة المثبتة من م.
(5)
في نسخة س «إلى أن ماتا السلطانين الأشرف والملك الكامل» والصيغة المثبتة من م، انظر ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 229).
(6)
في نسخة س «ومن الحوادث» والصيغة المثبتة من م.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(8)
في نسخة س «وغار» والصيغة المثبتة من م ومن ابن العديم، ص 229.
(9)
قورس كانت كورة من نواحى حلب؛ وذكر ياقوت (معجم البلدان) أنها كانت في أيامه خرابا.
(10)
كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن العديم، ص 230.
(11)
في نسخة م «بلاد» والصيغة المثبتة من س ومن ابن العديم.
(12)
في نسخة م «فخاف» والصيغة المثبتة من س، وفى ابن العديم (نفس المصدر، ج 3، ص 230)«وتخوف» .
(13)
في نسخة س «ما أخذ» والصيغة المثبتة من م ومن ابن العديم.
(14)
في نسخة س «فرده ولم يرد الكل وكف عن العبث والفساد» ، والصيغة المثبتة من نسخة م ومن ابن العديم.