الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسيرت الصاحبة والدة الملك العزيز كمال الدين بن العديم [32 ا][رسولا (1)] إلى أخيها الملك الصالح [إسماعيل (2)] صاحب دمشق لتحليفه لها ولابن ابنها السلطان الملك الناصر. فاجتمع كمال الدين [بن العديم (3)] بالملك الصالح، فاستحلفه لهما، وتقررت معه (4) قاعدة الإتفاق والمعاضدة. وطلب منه [كمال الدين (5)] نجدة أخرى، غير الذين هم مع الملك المنصور، فأجاب إلى ذلك، وسير نجدة. وأطلقت الأسارى الذين كانوا بحلب من الداوية الذين تقدم ذكرهم.
ذكر دخول الخوارزمية إلى الشام ثانيا وما فعلوه من العيث والفساد
ولما (6) سمعت الخوارزمية بجمع العساكر بحلب [لقتالهم (7)، تجمعوا] بحران. وكان الأمير على بن حديثة (8) قد فارقهم. وكان طاهر بن غنام قد اتصل بخدمة الحلبيين، وأمّر على سائر العرب، وزوّجته الصاحبة بعض جواريها، وأقطعته إقطاعا يرضيه.
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من س، وذكر ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 254) سفارته بقوله: «وسيرت رسولا. . .» .
(2)
ما بين الحاصرتين من س وساقط من ب.
(3)
ما بين الحاصرتين من س وساقط من ب.
(4)
في نسخة س «بينهما» والصيغة المثبتة من ب.
(5)
ما بين الحاصرتين للتوضيح من نسخة س.
(6)
في نسخة ب «سمعت» ، والصيغة المثبتة من س.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى ب «فجمعوا» ، انظر ابن العديم، ج 3، ص 254.
(8)
في نسخة س «حذيفه» والصيغة الصحيحة المثبتة من ب، انظر ابن العديم (نفس المصدر والجزء والصفحة).
فسارت الخوارزمية من حران لست مضين [من شهر رجب (1)] من هذه السنة، ووصلوا إلى الرقة وعبروا الفرات. ووصل خبرهم إلى حلب. فبرز الملك المنصور صاحب حمص بخيمته (2) وضربها شرقى حلب على أرض النّيرب (3). وخرجت العساكر بخيمها حوله.
ووصلت الخوارزمية إلى ألفايا (4) ثم إلى دير حافر، ثم إلى الجبّول، وامتدوا إلى أرض النقرة. وأقام الملك المنصور والعسكر (5) معه في الخيم. ونزلت الخوارزمية في تل عرن (6)، فرحل الملك المنصور، فنزل على بوشلا (7)، والعرب تناوش الخوارزمية.
وعاثت الخوارزمية في البلد، وأحرقوا الأقوات (8) التي في القرى، وأخذوا ما قدروا عليه. وكان البلد قد أجفل فلم ينتهبوا إلا ما عجز أهله عن حمله.
ثم رحل الخوارزمية فنزلوا بقرب الصافية. ثم رحلوا إلى سرمين (9) ونهبوها، ودخلوا دار الدعوة بها المنسوبة إلى الاسماعيلية. وكان قد اجتمع فيها أمتعة كثيرة
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في ب وفى ابن العديم (ج 3، ص 255)«في يوم الاثنين سادس عشر شهر رجب من سنة ثمان وثلاثين وستمائة» .
(2)
في نسخة س «خيمة» والصيغة المثبتة من ب.
(3)
كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن العديم «على أرض النيرب وجبرين» .
(4)
في نسختى المخطوطة «القايا» والصيغة الصحيحة المثبتة من ابن العديم، وذكر سامى الدهان أن ألفايا قرية من عمل المعرة انظر، زبدة الحلب، ج 3، ص 255، حاشية 2.
(5)
في نسخة س «والعساكر» ، والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم.
(6)
في نسخة س «تل عران» ، والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم، وذكر سامى الدهان أن تل عرن قرية مشهورة قرب حلب، انظر، زبدة الحلب، ج 3، ص 255 حاشية 2.
(7)
لم تسعفنا المصادر المتداولة على تحديد موقعها انظر أيضا، ابن العديم، زبدة الحلب، ج 1 ص 204 حاشية 3؛ ج 3، ص 255 حاشية 3.
(8)
كذا في نسختى المخطوطة وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3 ص 255): «وأحرقوا الأبواب التي في القرى» .
(9)
سرمين بلدة من أعمال حلب، انظر ما سبق ابن واصل، ج 4 ص 106 حاشية 4.
للناس ظنا منهم أن الخوارزمية لا تجسر على قربانها (1) خوفا من الاسماعيلية. فدخلوها ونهبوا جميع ما فيها، ثم رحلوا إلى المعرة. ورحل الملك المنصور [32 ب] بالعسكر، ونزل على تل السلطان.
ثم رحلت الخوارزمية إلى كفر طاب (2)، ورحل الملك المنصور إلى الحيار (3).
وأخربت الخوارزمية كفر طاب، ثم ساروا منها إلى شيزر، فاعتصم أهل البلد بالربض الذى تحت القلعة. فهجم الخوارزمية الربض الأسفل، واحتمى الربض الأعلى يوما، ثم هجموه في اليوم الثانى ونهبوا ما أمكنهم نهبه. وأطلق عليهم أهل القلعة الجروخ (4) والحجارة، فقتلوا (5) منهم جماعة كثيرة، [فخرجوا من الربض الأعلى (6)].
ثم بلغ الخوارزمية أن الملك المنصور ومن معه من العساكر، قد وقفوا لهم بينهم وبين بلادهم للقائهم. فرحلوا إلى ناحية حماة، ولم يتعرضوا لبلدها بنهب ولا فساد؛ لأن صاحبها منتم إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين [أيوب (7)] صاحب مصر، والخوارزمية منتمون إليه، ومظهرون (8) أن كل ما يفعلونه خدمة له، لمعاداة الحلبيين وصاحب حمص، وصاحب دمشق له (9).
(1) في نسخة س «قرب بابها» ، والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم، زبدة الحلب، ج 3، ص 256.
(2)
كفر طاب بلدة بين المعرة ومدينة حلب، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(3)
ذكر ياقوت (معجم البلدان) أن الحيار «حيار بنى القعقاع صقع من برية قنسرين. . . بينه وبين حلب يومان» .
(4)
عن الجروخ جمع جرخ انظر ما سبق ص 65 حاشية 8.
(5)
في نسخة س «فقتل» والصيغة المثبتة من ب.
(6)
ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(7)
ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(8)
في نسخة س «ويظهرون» والصيغة المثبتة من ب.
(9)
في نسخة س «لمعاداته للحلبيين وصاحب حمص وصاحب دمشق» والصيغة المثبتة من ب، وذكر المقريزى (السلوك، ج 1 ص 303): «وكان الخوارزمية يظهرون للناس أنهم يفعلون ما يفعلون خدمة لصاحب مصر، فإن أهل حلب وحمص ودمشق كانوا حزبا على الصالح صاحب مصر» .
ودخل بعض الخوارزمية إلى حماة، وتزودوا منها [وباعوا فيها (1)]، ثم رحلوا وتجاوزوها إلى سلمية، وهى لصاحب حمص. ثم قصدوا ناحية الرصافة.
ورحل الملك المنصور، ومن معه من العساكر، وطلبوا مقاطعتهم. ووقع جمع من العرب بهم بقرب الرصافة، وقد تعبت خيولهم، وضعفت لقوة السير وقلة الزاد والعلف. فألقوا أثقالهم كلها والغنائم التي كانت معهم من البلاد، وأطلقوا خلقا ممن كانوا أسروه من بلد حلب وشيزر وكفر طاب. وساروا طالبين الرقة مجدين في السير. واشتغل العرب ومن كان معهم من الجند بنهب ما ألقوه (2).
ووصلت الخوارزمية إلى الفرات مقابل الرقة غربى البليل وشماليه، وذلك لخمس مضين (3) من شعبان من هذه السنة.
ووصل الملك المنصور [صاحب حمص (4)] والعسكر إلى صفين، فساقوا سوقا [قويا (5)] ليسبقوا الخوارزمية إلى الماء، ويحولوا (6) بينهم وبين العبور إلى ناحية الشرق.
فوصلوا بعد وصول الخوارزمية بساعة واحدة، فوجدوا الخوارزمية قد احتموا (7) في بستان البليل، وأخذوا منها الأبواب (8)[33 ا]، وجعلوها ستائرا (9)، وأداروا
(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(2)
في نسخة س «ما ألقوه الخوارزمية» والصيغة المثبتة من ب، وذكر أبو الفدا هذه الحوادث في كثير من الاختصار انظر: المختصر، ج 3، ص 168.
(3)
في نسخة س «بقين» وهو تحريف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة ب، وفى ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3 ص 257)«بكرة الاثنين خامس شعبان» .
(4)
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(5)
ما بين الحاصرتين من نسخة س ومن ابن العديم، ج 3، ص 257، وساقط من ب.
(6)
في نسخة س «ويحيلوا» والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم، ج 3، ص 257
(7)
في نسخة س «اجتمعوا» ، والفعل محذوف في نسخة ب، والصيغة المثبتة من ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 257) الذى ينقل منه ابن واصل.
(8)
في نسخة س «وأخذوا شيئا كثيرا وأخذوا الأبواب منها» والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم.
(9)
في نسخة س «بستائر» ، والصيغة المثبتة من ب.
عليهم خندقا. فقاتلوهم [إلى (1)] بعد العشاء، وأخذوا من الغنائم التي معهم شيئا كثيرا.
ولم يكن عند العسكر علوفة لدوابهم ولا زاد لأنفسهم. فعادوا في (2) الليل إلى منزلتهم بصفين. ونام (3) جماعة من الرجالة في البليل، فوقعت (4) عليهم الخوارزمية، فقتلوهم (5).
وعبر الخوارزمية الفرات (6) إلى الرقة، وقد هلكت دوابهم إلا القليل، وأكثرهم رجالة؛ فسيروا إلى حران فأحضروا لهم دواب (7) ركبوها وتوجهوا إلى حران.
ذكر كسرة (8) الخوارزمية
ولما جرى ما ذكرناه سار الملك المنصور بالعساكر إلى البيره، وعبر من جسرها، وسار حتى نزل ما بين سروج والرها. ووصلت (9) الخوارزمية ليكبسوا اليزك، فعلموا بهم وتأهبوا في الليل، فركب العسكر، فولت الخوارزمية بين أيديهم إلى سروج. [ووصلت الخوارزمية (10)] إلى حران، وتجمعوا (11) جمعا كثيرا حتى ألزموا (12) عوام
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب، ومثبت في نسخة س وفى ابن العديم، زبدة الحلب، ج 3، ص 257.
(2)
في نسخة س «إلى» وهو تصحيف، والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة ب وابن العديم.
(3)
في نسخة ب «فنام» والصيغة المثبتة من س ومن ابن العديم، ج 3، ص 257.
(4)
في نسخة س «فنزلوا» والصيغة المثبتة من ب وفى ابن العديم «فوقع» .
(5)
في نسخة س «فقتلوهم عن آخرهم» والصيغة المثبتة من ب وابن العديم.
(6)
في نسخة س «من الفرات» والصيغة المثبتة من ب.
(7)
في نسخة س «دوابا» والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم، ج 3، ص 257.
(8)
في نسخة س «كسر» وفى ابن العديم (ج 3 ص 258)«انكسار» ، وعن هزيمة الخوارزمية انظر أيضا، ابن العديم، زبدة الحلب، ج 3 ص 258 - 259؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج 8، ص 486، أبو الفدا، المختصر، ج 3، ص 168؛ ابن أيبك، الدر المطلوب، ص 344؛ المقريزى، السلوك، ج 1، ص 303.
(9)
في نسخة س «ووصلوا» والصيغة المثبتة من ب.
(10)
في نسخة س «ووصلوا» والصيغة المثبتة من ب.
(11)
في نسخة س «جمعوا» ، والصيغة المثبتة من ب.
(12)
في نسخة س «حتى أنهم» ، والصيغة المثبتة من ب.
حران بالخروج معهم ليكثروا بهم سوادهم. ووصلوا إلى قريب (1) الرها، إلى جبل يقال له جلهمان (2)، فاجتمعوا به ورتبوا عسكرهم وكثروا سوادهم بالجمال، وعملوا رايات من القصب على الجمال ليلقوا الرعب في قلوب العسكر بتكثير (3) سوادهم.
وركب الملك المنصور [صاحب حمص (4)] في العسكر من منزلته، بعد أن وصل إليه رسول من عسكر السلطان غياث الدين كيخسرو سلطان (5) الروم، يخبر بوصول العسكر في النجدة.
ولم يتوقف الملك المنصور لذلك، وسار إلى أن وصل إلى الخوارزمية، فضرب معهم مصافا، يوم الأربعاء لتسع بقين من شهر رمضان (6) من هذه السنة.
[فانكسرت الخوارزمية، واستبيح عسكرهم، فانهزموا (7)] والعساكر في آثارهم، إلى أن حال الليل بينهم، فعاد العسكر. ووصلت (8) الخوارزمية إلى حران، فأخذوا نساءهم، وهربوا. ورتب حسام الدين بركة خان (9) واليا من قبله بقلعتها.
(1) في نسخة س «قرب» ، والصيغة المثبتة من ب.
(2)
في نسخة ب «إلى بلد يقال له جلهمان» وفى نسخة س «إلى بلد جبل يقال له جلمهار» والصيغة المثبتة من ابن العديم (زبدة الحلب، ج 3، ص 258).
(3)
في نسخة س «بكثرة» ، والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم، ج 3، ص 258.
(4)
ما بين الحاصرتين للتوضيح من نسخة س.
(5)
في نسخة س «صاحب» والصيغة المثبتة من ب.
(6)
كذا في نسختى المخطوطة، وفى ابن العديم «يوم الأربعاء الحادى والعشرين من شهر رمضان» .
(7)
في نسخة س «فانكسروا الخوارزمية، واستبيح العسكر الذى لهم وانهزموا» والصيغة المثبتة من ب.
(8)
في نسخة س «ودخلت» والصيغة المثبتة من ب.
(9)
في نسخة ب «بركتخان» ، والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن العديم.
ذكر استيلاء نواب [السلطان (1)] الملك الناصر صاحب حلب على البلاد الشرقية واستيلاء الملك المنصور صاحب حمص على الخابور وقرقيسا
ثم سارت الخوارزمية إلى الخابور، وأتبعهم الملك المنصور وألقوا (2) أثقالهم وبعض أولادهم، ونزلوا في طريقهم على الفرات، فجاءهم السيل (3) ليلا، فأغرق منهم جمعا كثيرا. فدخلوا (4) إلى بلد عانة واجتمعوا به (5) لأنه بلد الخليفة المستنصر بالله.
وكان الملك المنصور لما سار خلف الخوارزمية بعد مفارقتهم حران، وكّل بها من يحصرها، فأقامت مستحصرة أياما، ثم سلمت إلى نواب الملك الناصر صاحب حلب، [وأخرج (6) من كان بها من الأسرى من أمراء حلب (7)]، وأقارب السلطان الملك الناصر. وبادر بدر الدين صاحب الموصل إلى نصيبين ودارا، وكانتا بيد الخوارزمية فاستولى عليهما (8)، واستخلص من دارا (9) الملك المعظم بن
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في ب.
(2)
في نسخة س «فألقوا» ، والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم، ج 3، ص 259.
(3)
في نسخة س «سيل» والصيغة المثبتة من نسخة ب ومن ابن العديم.
(4)
كذا في نسختى المخطوطة وابن العديم، وفى أبى الفدا (المختصر، ج 3، ص 168): «وهربت الخوارزمية إلى بلد عانة» ، وفى المقريزى (السلوك، ج 1، ص 303): «ومضوا هاربين إلى عانة» .
(5)
في نسخة س «بها» ، والصيغة المثبتة من ب.
(6)
في نسخة ب «فأخرج» ، والصيغة المثبتة من نسخة س وابن العديم.
(7)
ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش في نسخة ب.
(8)
في نسخة ب «عليها» ، والصيغة المثبتة من س وابن العديم (ج 3، ص 259).
(9)
في نسخة ب «دار» والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة س وابن العديم.