المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر إستيلاء الملك المنصور إبراهيمابن الملك المجاهد على حمص وبلادها - مفرج الكروب في أخبار بني أيوب - جـ ٥

[ابن واصل]

فهرس الكتاب

- ‌«الْجُزْء الْخَامِس»

- ‌مقدمة

- ‌تنويه

- ‌ ودخلت سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌ذكر مسير السلطان الملك الكاملمن الديار المصرية إلى الشرق

- ‌[ذكر الوصلة بين الملك الناصر داودابن الملك المعظم وعمه الملك الكامل]

- ‌ذكر رحيل الملك الصالح نجم الدين أيوبابن الملك الكامل إلى الشرق ومقامه به

- ‌ذكر استيلاء السلطان الملك الكامل على آمد وبلادها

- ‌ودخلت سنة ثلاثين وستمائة

- ‌ذكر رجوع السلطان الملك الكامل إلى الديار المصرية

- ‌ذكر سيرة مظفر الدين رحمه الله

- ‌ودخلت سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌ذكر وفاة الأتابك شهاب الدين طغريل رحمه الله

- ‌ذكر مسير السلطان الملك الكامل من الديار المصريةلقصد الدخول إلى مملكة الروم

- ‌ذكر رحيل السلطان الملك الكامل إلى السويداء ونزوله بها، وما جرى للملك المظفر صاحب حماة وبعض العسكر الكاملى بخرتبرت

- ‌ذكر استيحاش الملك الكامل من ابن أخيه الملك الناصر داود بن الملك المعظم

- ‌[ذكر بناء قلعة المعره

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌ذكر رجوع السلطان الملك الكامل إلى الديار المصرية والملوك إلى بلادهم

- ‌ذكر وفاة القاضى بهاء الدين بن شدادرحمه الله تعالى

- ‌ذكر قدوم السلطان الملك المظفرصاحب حماه إلى حماه ومولد ولده مولانا السلطان الملكالمنصور ناصر الدين أبى المعالى محمد قدس الله روحه

- ‌ذكر استيلاء السلطان علاء الدين سلطان الرومعلى حران والرها من بلاد السلطان الملك الكاملوخلاط من بلاد الملك الأشرف

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌ذكر توجه الملك الناصر داود بن الملك المعظم[إلى بغداد واعتضاده بالخليفة المستنصر بالله رحمه الله

- ‌ذكر مسير السلطان الملك الكامل من الديار المصرية إلى الشرق واستعادة حران والرها من نواب سلطان الروم

- ‌ذكر عود السلطان الملك الكامل إلى دمشق واستقراره بها إلى آخر السنة

- ‌ذكر قدوم الملك الناصر من بغداد إلى دمشق مع رسول الخليفة ثم مسيره إلى الكرك

- ‌ودخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌ذكر رجوع الملك الكامل إلى الديار المصرية

- ‌ذكر وفاة الملك العزيز غياث الدين محمد بن الملك الظاهرصاحب حلب رحمه الله

- ‌ذكر سيرته رحمه الله

- ‌ذكر تمليك الملك الناصر صلاح الدين أبى المظفر يوسفحلب بعد ابيه الملك العزيز رحمهما الله

- ‌ذكر اتفاق الملوك على مباينة الملك الكامل

- ‌ذكر مسير الملك الناصر داود بن الملك المعظمإلى الديار المصرية واتفاقه مع عمه السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر الوقعة بين عسكر السلطان الملك الناصرصاحب حلب والفرنج

- ‌ذكر استيلاء الملك الصالح عماد الدين اسماعيلبعد وفاة السلطان الملك الأشرفابن الملك العادل على دمشق

- ‌ذكر مسير السلطان الملك الكاملإلى دمشق واستيلائه عليها وتعويضهالملك الصالح عنها بعلبك

- ‌ذكر استيلاء السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوبابن الملك الكامل على سنجار ونصيبين والخابور

- ‌ذكر سيرة رحمه الله [تعالى

- ‌ذكر استيلاء الملك الجواد مظفر الدين يونسابن مودود بن الملك العادل على دمشق

- ‌ذكر منازلة عسكر حلب قلعة المعرّةوتملكها والاستيلاء على المعرّة وبلدها

- ‌ذكر منازلة عسكر حلب لحماة وحصارها

- ‌ذكر محاصرة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصلالملك الصالح نجم الدين وهو بسنجار ثم هزيمة بدر الدين لؤلؤ

- ‌ذكر إيقاع الخوارزمية بعسكر سلطان الروم

- ‌ذكر إقامة الخطبة بحلب للسلطان غياث الدين سلطان الروم

- ‌ذكر رجوع العسكر الحلبى المحاصر لحماة إلى حلب

- ‌ذكر قدوم عماد الدين بن شيخ الشيوخإلى دمشق ومقتله رحمه الله

- ‌ذكر منازلة الخوارزمية والملك المظفر حمص ثم رحيلهم عنها

- ‌[ذكر بقية حوادث هذه السنة

- ‌ودخلت سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌ذكر ما اعتمده الملك الصالح عماد الدينإسماعيل بن الملك العادل من التدبير إلىأن تم له ما أراد من تملك دمشق

- ‌ذكر قبض الملك المجاهد أسد الدينصاحب حمص على الأمير سيف الدين بن أبى علىومن معه من الأمراء وأكابر أهل حماة

- ‌ذكر استيلاء الملك الصالح عماد الدين إسماعيلابن الملك العادل على دمشق وهو استيلاؤه الثانى عليها

- ‌ذكر استيلاء بدر الدين لؤلؤصاحب الموصل على سنجار

- ‌ذكر وفاة الملك المجاهد صاحب حمص

- ‌ذكر سيرته رحمه الله [تعالى

- ‌ذكر إستيلاء الملك المنصور إبراهيمابن الملك المجاهد على حمص وبلادها

- ‌ذكر القبض على الملك العادل بن الملك الكامل ببلبيس

- ‌ودخلت سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌ذكر القبض على أيبك الأسمروالمماليك الأشرفية وغيرهم من الخدام الكبار

- ‌ذكر الوقعة التي كسر فيها الخوارزميةعسكر حلب

- ‌ذكر ما جرى من الخوارزمية من العيث والفسادبعد كسرهم عسكر حلب إلى أن رجعوا

- ‌ذكر وصول الملك المنصور إبراهيم بن الملك المجاهدأسد الدين صاحب حمص لنصرة الحلبيين

- ‌ذكر دخول الخوارزمية إلى الشام ثانيا وما فعلوه من العيث والفساد

- ‌ذكر استيلاء السلطان غياث الدين كيخسرو سلطان الروم على آمد

- ‌ذكر ما آل إليه أمر الملك الجواد مظفر الدين يونس بن الملك العادل رحمه الله

- ‌ودخلت سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌ذكر الوقعة بين كمال الدين بن شيخ الشيوخ والملك الناصر بن الملك المعظم

- ‌ذكر تسليم الشقيف وصفد إلى الفرنج

- ‌ذكر اتفاق الخوارزمية مع الملك المظفرشهاب الدين غازى بن الملك العادل صاحب ميافارقينوما تجدد من أحوالهم في هذه السنة

- ‌ذكر مرض الملك المظفر صاحب حماه

- ‌ذكر وفاة الملك الحافظ نور الدينأرسلان شاه بن الملك العادل رحمه الله

- ‌ودخلت سنة أربعين وستمائة

- ‌ذكر خروج التتر إلى أطراف الروم

- ‌ذكر كسرة الملك المظفر والخوارزمية

- ‌ذكر سيرتها رحمها الله

- ‌ذكر استقلال السلطان الملك الناصر صلاح الدينيوسف بن الملك العزيز صاحب حلب بالسلطنة

- ‌ذكر وفاة الخليفة المستنصر بالله أمير المؤمنينرحمه الله

- ‌ذكر خلافة الامام المستعصم بالله أمير المؤمنينرحمه الله

- ‌ودخلت سنة إحدى وأربعين وستمائة

- ‌ذكر دخول التتر بلاد الروموكسرهم غياث الدين وعسكره

- ‌ذكر وقوع الإتفاق بين السلطان الملك الصالح نجم الدينوبين عمه الملك الصالح وصاحب حمص

- ‌ذكر اتفاق الملك الصالح صاحب دمشق والملك المنصور صاحب حمص والملك الناصر داود مع الفرنج وتسليم القدس وطبرية وعسقلان إليهم

- ‌ودخلت سنة اثنتين وأربعين وستمائة

- ‌ذكر وصول الخوارزمية إلى غزة واستنقاذهمالقدس من الفرنج وما فعلوه في طريقهم

- ‌ذكر كسرة الملك المنصور صاحب حمصوعسكر دمشق والكرك والفرنج على غزة

- ‌ذكر منازلة عسقلان والفرنج الذين بها

- ‌ذكر خروج الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ في العساكر المصرية إلى الشام ومنازلته دمشق

- ‌ذكر وفاة الملك المظفر تقى الدين محمود صاحب حماه رحمه الله

- ‌ذكر سيرته رحمه الله

- ‌ذكر استيلاء مولانا السلطان المنصور ناصر الدينأبى المعالى محمد بن الملك المظفر على مملكة والده- قدس الله روحه - وخلد ملك ولدهمولانا ومالك رقنا السلطان الملك المظفر تقى الدينبالخلف الصالح عن آبائه الأكرمين

- ‌ذكر وفاة الملك المظفر شهاب الدين غازىوالملك المغيث بن السلطان الملك الصالح

- ‌ودخلت سنة ثلاث وأربعين وستمائة

- ‌ذكر استيلاء السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوبعلى دمشق وهو استيلاؤه الثانى عليها

- ‌ذكر خروج الخوارزمية عن طاعة السلطان الملك الصالح نجم الدين

- ‌ذكر وصول التقليد والتشريف من الخليفةالمستعصم بالله إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر منازلة الخوارزمية والملك الصالحعماد الدين اسماعيل دمشق ومضايقتها

- ‌ودخلت سنة أربع وأربعين وستمائة

- ‌ذكر كسرة الخوارزمية وتبدد شملهمومقتل حسام الدين بركة خان مقدمهم

- ‌ذكر وفاة الملك المنصور صاحب حمصرحمه الله

- ‌ذكر سيرته رحمه الله [تعالى

- ‌ذكر استيلاء الملك الأشرفموسى بن الملك المنصور على حمص [وبلادها

- ‌ودخلت سنة خمس وأربعين وستمائة

- ‌ذكر مسير السلطان إلى الشاملفتح عسقلان وطبريه

- ‌ذكر خروج العساكر المصرية إلى الشاملإنجاد الملك الأشرف صاحب حمص

- ‌ذكر وفاة الملك العادل بن الملك الكامل

- ‌ذكر سيرته رحمه الله [تعالى]

- ‌المصادر والمراجع المذكورة في حواشىالجزء الخامس من كتاب مفرج الكروب

- ‌أولا: المصادر العربية

- ‌ثانيا: المراجع العربية والمترجمة

- ‌ثالثا: المراجع الأوربية

الفصل: ‌ذكر إستيلاء الملك المنصور إبراهيمابن الملك المجاهد على حمص وبلادها

وكان الملك المجاهد [مع ذلك (1)] عنده ظلم كثير وعسف لرعيته، وتشديد (2) في استخلاص الأموال [منهم (3)]. وكان إذا حبس إنسانا نسيه، وبقى في حبسه مدة (4) طويلة أو إلى أن يموت. ولفرط جوره في رعيته منع النساء بحمص (5) أن تخرج واحدة من باب [25 ا] المدينة خوفا أن يأخذ أهل البلد عيالاتهم ويهربوا (6).

وأخباره في العسف والجور (7) كثيرة مشهورة. ولم يشرب الخمر عمره (8)، وكان مواظبا على الصلوات [الخمس في أوقاتها (9)]، غير مقبل على شىء من اللهو، بل أوقاته كلها مصروفة [إلى الجند والنظر في المصالح لهم (10)]. وكان شديد المكر دقيق المكائد (11).

وكان حسن الصورة ذاهيئة جميلة وأبهة وجلالة وشيبة حسنة (12).

‌ذكر إستيلاء الملك المنصور إبراهيم

ابن الملك المجاهد على حمص وبلادها

ولما توفى الملك المجاهد [أسد الدين شيركوه صاحب حمص (13)] كان في يده من

(1) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.

(2)

في نسخة ب «وتشديده» والصيغة المثبتة من س.

(3)

ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.

(4)

في نسخة س «إلى مدة» والصيغة المثبتة من ب.

(5)

في نسخة س «من أهل حمص» والصيغة المثبتة من ب.

(6)

في نسخة س «ويهربون» والصيغة المثبتة من ب.

(7)

في نسخة س «في الجور والعسف» ، والصيغة المثبتة من ب.

(8)

في نسخة س «ومع هذا فكان لا يشرب الخمر مدة عمره كله» والصيغة المثبتة من ب.

(9)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(10)

في نسخة ب «إلى الجد والنظر في مصالحه» والصيغة المثبتة من س.

(11)

وردت الجملة في نسخة س «وكان شديد دقيق الحيل» والصيغة المثبتة من ب.

(12)

وردت الجملة في قليل من التحريف في نسخة س «وكان حسن الصورة داهية جميلة وذو هيبة وجلالة سنيه حسنة» والصيغة الصحيحة المثبتة من ب.

(13)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

ص: 256

البلاد حمص، والرحبة، وتدمر، وسلمية وقلعتها المسماة (1) شميميش (2)، فاستولى ابنه الملك المنصور [ابراهيم (3)] عليها. وجرى في المصافاة والمعاضدة للملك الصالح إسماعيل مجرى والده، وكذلك جرى مجرى والده في معاداة الملك المظفر صاحب حماة.

ثم اتفق (4) الملك المظفر مع خالته الصاحبة صاحبة حلب -[رحمها الله - ظاهرا (5)]، فأطلقت له القرايا المفردة من ضياع المعرة؛ وهى الضياع التي كانت جارية في إقطاع ابن المقدم، [فأخذها الملك المظفر (6)] وأظهر لخالته الموافقة، وهو في الباطن يعمل في تقرير قواعد السلطان الملك الصالح نجم الدين [أيوب (7)].

ذكر خروج [السلطان (8)] الملك الصالح نجم الدين

من الكرك واتفاقه مع ابن عمه الملك (9) الناصر

داود [بن الملك المعظم (10)]

وفى أواخر شهر رمضان من هذه السنة - أعنى سنة سبع وثلاثين وستمائة - أفرج الملك الناصر [صلاح الدين (11)] داود عن ابن عمه [السلطان (12)] الملك الصالح

(1) في نسخة س «المسمى» والصيغة المثبتة من ب.

(2)

في نسخة س «شميمس» والصيغة المثبتة من نسخة ب، انظر ما سبق ابن واصل، ج 4، ص 282 حاشية 7.

(3)

ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.

(4)

في نسخة س «واتفق» ، والصيغة المثبتة من ب.

(5)

ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.

(6)

ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.

(7)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(8)

ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.

(9)

في نسخة س «السلطان الملك» والصيغة المثبتة من ب.

(10)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(11)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(12)

ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.

ص: 257

نجم الدين [أيوب (1)]. وسير إليه يستدعيه ليحضر عنده بنابلس، [فرحل الملك الصالح من الكرك طالبا نابلس](2).

فحكى [لى](3) بهاء الدين زهير كاتب الإنشاء - وكان كما ذكرنا عند الملك الناصر - قال: قال لى الملك الناصر اخرج إلى أستاذك لتلقيه (4). قال: فكدت استطير فرحا، وتوجهت إليه وأنا أنشد:

يا هند ما جئتكم زائرا إلا

وجدت الأرض تطوى لى

ولا ثنيت العزم (5) عن بابكم

إلا تعثرت بأذيالى

قال: فلما وصلت إليه قبلت (6) الأرض بين يديه فوجدت عنده من الاستبشار والسرور بى مالا مزيد عليه. ووصل إلى نابلس [وأنا معه](7)، فاجتمع بابن عمه الملك الناصر، وضرب له دهليز السلطنة فنزل به.

واجتمع اليه (8) مماليكه وأصحابه الذين أقاموا عند الملك الناصر [داود (9)]،

(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(2)

ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.

(3)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(4)

في نسخة س «لتلتقيه» والصيغة المثبتة من ب.

(5)

في نسخة س «العزة» والصيغة المثبتة من ب.

(6)

في نسخة ب «ووصلت وقبلت» والصيغة المثبتة من س.

(7)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(8)

في نسخة ب «واجتمع» وفى نسخة س «واجتمعت اليه» وفى المقريزى (السلوك، ج 1، ص 293)«واجتمع عليه» .

(9)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

ص: 258

منهم الأمير شهاب الدين بن سعد الدين، وشهاب الدين بن الغرس (1)، [وكاتبه بهاء الدين زهير (2)]. وأمر الملك الناصر بقطع خطبة الملك العادل، وخطب للملك الصالح وأظهر أمره. وتسامع به أصحابه فقصدوه من كل ناحية.

ثم سار الملك الناصر صلاح الدين داود والملك الصالح نجم الدين أيوب (3) إلى القدس، واجتمعا (4) عند الصخرة المقدسة وتحالفا، فيقال انهما اتفقا على أن تكون الديار المصرية للملك الصالح [نجم الدين أيوب (5)]، والشام والشرق للملك الناصر.

وكان الملك الصالح يتأول بعد أن ملك ديار مصر أنه حلف مكرها إذ كان في الحقيقة في حكم الملك الناصر داود (6). ثم سارا (7)، بعد توكيد الأيمان بينهما، إلى غزة فخيما بها. وبلغ ذلك الملك العادل (8) فعظم عليه وخرج بالعساكر المصرية طالبا الوصول إلى الشام. فنزل بلبيس (9)، وأرسل إلى الملك الصالح عماد الدين [إسماعيل](10) صاحب دمشق بأن يخرج بالعساكر الدمشقية [ويقصدهما لتلتقى عليهما عساكر دمشق ومصر

(1) في نسخة س «وشهاب بن الغرس» ، والصيغة الصحيحة المثبتة من ب، انظر المقريزى، السلوك، ج 1، ص 293.

(2)

ما بين الحاصرتين ساقط من ب ومثبت في س وكذلك في المقريزى، نفس المصدر والجزء والصفحة.

(3)

في نسخة ب «الملك الصالح والملك الناصر» والصيغة المثبتة من س.

(4)

في نسخة ب «واجتمعوا» ، والصيغة الصحيحة المثبتة من س.

(5)

ما بين الحاصرتين من نسخة س.

(6)

في نسخة ب «أنه تحت حكمه» والصيغة المثبتة للتوضيح من نسخة س.

(7)

في نسخة ب «ثم سار» والصيغة المثبتة من س.

(8)

في نسخة س «وبلغ الملك العادل ذلك» .

(9)

في نسخة س «ببلبيس» والصيغة المثبتة من ب.

(10)

ما بين الحاصرتين من نسخة س.

ص: 259

ويقبض عليهما، وينتزع البلاد من يد الملك الناصر (1)]. فرحل الملك الصالح [عماد الدين إسماعيل](2) من دمشق في عساكره ونزل بالغوّار من أرض السواد ومعه الملك المنصور إبراهيم بن الملك المجاهد صاحب حمص بعسكره.

ولما رأى الملك الصالح [نجم الدين أيوب (3)] والملك الناصر [صلاح الدين داود (4)] العساكر قد طلبتهما من جهة مصر [ومن جهة دمشق (5)]، ولم [يأتهما مكاتبة أحد من الأمراء من جهة مصر (6)]، [وكانا يظنان أنهما إذا نزلا غزة كاتبتهما أمراء مصر، وقفز إليهما بعض عساكرهما. فلما لم يريا لذلك أثرا ورأيا كثرة العساكر الطالبة لهما خافا فرجعا إلى نابلس فأقاما بها وهما في غاية من الخوف والفزع (7)]. وعزم الملك الناصر [صلاح الدين داود (8)]- على ما قيل -[على](9) أن يذهب [26 ا] هو والملك الصالح إلى الكرك ليعتصما بها (10) ويتحصنا، إذ ليس معهما من العسكر ما يقوم بحرب عساكر مصر وعساكر دمشق. وقيل بل عزم الملك الناصر [على (11)] أن يردّ الملك الصالح [نجم الدين أيوب (12)] إلى الاعتقال ويأخذ في مداراة

(1) ما بين الحاصرتين من نسخة ب وورد في نسخة س في قليل من الاضطراب.

(2)

ما بين الحاصرتين من نسخة س.

(3)

ما بين الحاصرتين من نسخة س.

(4)

ما بين الحاصرتين من نسخة س.

(5)

في نسخة س «والشام» ، والصيغة المثبتة من ب.

(6)

ما بين الحاصرتين من نسخة ب وساقط من س.

(7)

ورد ما بين الحاصرتين في نسخة س في صيغة مضطربة، والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة ب.

(8)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(9)

ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.

(10)

في نسخة س «ويعتصما به» والصيغة المثبتة من ب.

(11)

ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.

(12)

ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة ب ومثبت في س.

ص: 260

[عمه الملك الصالح [عماد الدين (1)] إسماعيل وابن عمه الملك العادل، وأن الملك الصالح نجم الدين أيوب] (2) اطلع على هذا، فلهذا واخذه فيما بعد به، ولم يجازه على إحسانه، والله أعلم بحقيقة ذلك.

واتفق (3) في بعض الأيام أن الملك الصالح (4) انفرد بنفسه وصعد إلى جبل الطور الذى هو قبلى نابلس (5) وفيه مزار مشهور، [وقصد الصلاة فيه وأن يبتهل إلى الله سبحانه (6)] أن يفرج عنه ما هو فيه من الضيق. [فبينما هو (7) كذلك] إذ جاءه الفرج بما لم يكن في حسابه ولا حساب أحد (8) من الخلق؛ وهو أنه جاءه نجّاب بالبشرى - بما سنذكره [إن شاء الله تعالى (9)]- فسير النجاب إلى الملك الناصر فسر به غاية السرور ورجع عما كان عزم (10) عليه، وبادر إلى السفر إلى الديار المصرية.

[وكان لما بلغ الملك الصالح إسماعيل، والملك المنصور صاحب حمص رجوع الملك الصالح والملك الناصر فرحا بذلك وكانا خائفين أن يكون مضيهما إلى غزة بمكاتبة وردت اليهما من مصر (11)]. فلما رجعا وتحققا اجتماع العساكر (12) ببلبيس [لحربهما (13)]

(1) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

(2)

ما بين الحاصرتين من نسخة س.

(3)

في نسخة س «فاتفق» .

(4)

في نسخة س «والملك الصالح نجم الدين أيوب شديد الخوف أنه» ، والصيغة المثبتة من ب.

(5)

في نسخة ب «قبل» والصيغة المثبتة من س.

(6)

في نسخة س «فصلى فيه ركعتين وابتهل إلى الله تعالى» والصيغة المثبتة من ب.

(7)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(8)

في نسخة س «ولا في حساب غيره» ، والصيغة المثبتة من ب.

(9)

ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

(10)

في نسخة س «قد عزم» والصيغة المثبتة من ب.

(11)

ورد ما بين الحاصرتين في نسخة س في صيغة مضطربة والصيغة المثبتة من ب.

(12)

في نسخة س «عساكر مصر» والصيغة المثبتة من ب.

(13)

ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في ب.

ص: 261