الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكسر العين بعدها تاء مثناة من فوق، كما يقلبون الثاء تاء في بعض الكلمات، مثل قولهم: تعلب بدل ثعلب، والتوب مكان الثوب - وطرق الوقاية من مثل هذه الآفات، واصطناع الوسائل التي تحفظ المخطوطات من البلى، مثل فن الترميم.
ومن ميادين هذا العلم معرفة البلدان التي تكثر فيها المخطوطات، أصالة أو انتقالاً، وحديث المكتبات العامة والخاصة، وما فهرس منها وما لم يفهرس.
مسار التأليف العربي:
وقد تنازع معرفة هذا العلم والاهتمام به طائفتان من الناس، الطائفة الأولى: هم العلماء المحققون الذين شغلوا بتحقيق المخطوطات ونشرها، والطائفة الثانية: هم نفر من الناس اشتغلوا بهذا العلم جمعاً وفهرسة ليس غير، كما يعنى جامع الآثار بتحصيلها وتهيئتها للدارسين ليس غير، ومن الناس من حاز الفضيلتين وجمع بين الاهتمامين: تحقيق المخطوطات وجمعها وفهرستها، وهذا الصنف من الناس قليل، ولا شك أن من يشتغل بعلم المخطوطات من العلماء المحققين يكون أقدر من غيره على تقييم ما يقع بين يديه من مخطوطات؛ لأنه يعرف مسار التأليف العربي وتطوره خلال العصور، كما أنه يدرك العلائق بين الكتب شرحاً أو اختصاراً أو نقداً أو تذييلاً، فضلًا عن معرفته بالموجود والمفقود من تراثنا، وتاريخ العلماء وتراجمهم وتقلبهم في العالمين، وقد أدركت نفراً من هذه الطائفة كانوا يعرفون أسماء الكتب ومداخلاتها، وأسماء العلماء وكناهم وألقابهم وأنسابهم، وتاريخ وفياتهم ومبلغ أعمارهم، كما يعرف الناس آباءهم، إلى جانب تلك الحصيلة اللغوية التي تعين على قراءة العسر المعمى من المخطوطات، والخطوة الأولى في الحكم على المخطوط وتقييمه هو قراءته قراءة صحيحة مبرأة من التصحيف، سليمة من التحريف.
وقد كتبت في علم المخطوطات دراسات كثيرة تناولت قضاياه كلها، وذلك في المجلات المتخصصة، مثل مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة، التي صدر العدد الأول منها سنة 1375 هـ - 1955 م وما زالت تصدر بحمد الله، برغم ما تعرض له
المعهد من هزات وتقلبات، ومجلات مجامع اللغة في القاهرة ودمشق وبغداد والأردن، ومجلة المورد العراقية، والمجلات العلمية في المغرب العربي، ومجلات الاستشراق، ثم صدرت فهارس كثيرة للمخطوطات في الشرق والغرب، ترصد المخطوطات وتصنفها وتعرف بها، إلى جانب العملين الكبيرين في هذا الميدان، وهما: تاريخ الأدب العربي للمستشرق الألماني كارل بروكلمان، وتاريخ التراث العربي للعالم التركي مولداً ونشأة، الألماني جنسية وإقامة، الدكتور محمد فؤاد سزجين.
وقد ارتبط هذا العلم بأسماء كبيرة، أحبت المخطوطات حباً شديداً، وسعت لها سعيها، فصرت لها الجهود، وبذلت في تحصيلها الأموال، تسخيراً من الله عز وجل لحفظ ذلك التراث وحياطته وصيانته، ويبرز هنا عالمان جليلان، أحدهما في المشرق العربي، والثاني في المغرب العربي:
فأما الذي في المشرق: فهو العلامة أحمد تيمور باشا، وهو فرد زمانه وواحد عصره، نشأ في بيت عز ونعيم، ثم صرف همته إلى العلم والأدب، وجمع مكتبة قيمة حوت كثيراً من نوادر المخطوطات ونفائسها، صمت بعد وفاته إلى دار الكتب المصرية، وعرفت باسم: المكتبة التيمورية، وقل أن تجد مخطوطة من مخطوطات مكتبته إلا وفي أولها فهرس واف لما تضمه هذه المخطوطة بخطه الدقيق الواضح.
وأما الذي في المغرب: فهو العلامة محمد عبد الحي بن عبد الكبير، المعروف بعبد الحي الكتاني، صاحب «التراتيب الإدارية» و «فهرس الفهارس والأثبات» وهو في شيوخه ومروياته عنهم، سافر وارتحل، وحصل كثيراً من المخطوطات، جمع بعضها في الخزانة العامة (دار الكتب) بالرباط، باسم: المكتبة الكتانية.
ومن وراء هذين العلمين تأتي أسماء كثيرة أيضاً في هذا العلم، مثل: محمد محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي، وشيخ العروبة أحمد زكي باشا، وهو أول من