الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بقومه في الطائف. وكان الطفيل بن عمرو من السابقين الأولين في الإِسلام ومطاعًا في قومه. فصدع الطفيل بن عمرو بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقبل أن يتحرك الطفيل لتحطيم الصنم. قال: يا رسول الله أوصنى. قال: أفش السلام وأبذل الطعام، واستحى من الله كما يستحى الرجل ذو الهيئة من أهله، إذا أسأت فأحسن، {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (1). فخرج الطفيل سريعًا إلى قومه، فهدم ذا الكفين (الصنم) وجعل يحشو النار في جوفه ويقول:
يا ذا الكفين لستُ من عُبادكا
…
ميلادنا أقدم من ميلادكا
أنا حشوت النارَ في فؤادكا
وقد استجاب قوم الطفيل بن عمرو له. فانضوى تحت قيادته أربعمائة من قومه المسلمين وافى بهم الطفيل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالطائف.
وقد حمل الأزد معهم إلى الطائف من السلاح الثقيل دبابة ومنجنيق. وعندما أرادوا التحرك إلى الطائف. قال بعضهم: يا معشر الأزد، من يحمل رايتكم؟ قال الطفيل بن عمرو: من كان يحملها في الجاهلية، قالوا أصبت، وهو النعمان بن الزرافة اللهبى (2) وصلت الأزد الطائف بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إليها بأربعة أيام (3).
النبي يتحرك إلى الطائف
وهكذا بعد انتهاء معركة حنين على النحو الذي انتصر فيه المسلمون ذلك الانتصار الساحق على هوازن، وبعد أن أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بالغنائم والسبى إلى الجعرانة (قرب مكة) أخذ في مطاردة القوات الرئيسية من هوازن بنفسه. وكانت هذه القوات من ثقيف الذين لجأوا إلى حصنهم واعتصموا به في الطائف.
خالد على مقدمة الجيش إلى الطائف:
وعندما قرر الرسول صلى الله عليه وسلم التحرك إلى الطائف لمطاردة ثقيف جعل خالدًا
(1) سورة هود 114.
(2)
لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من مصادر.
(3)
مغازي الواقدي ج 3 ص 923.
ابن الوليد على مقدمة الجيش، وكان خالد دائمًا منذ خرج الجيش النبوي من مكة إلى حنين- على الخيل. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم الأدلاء العارفين بالطرق ليسيروا أمام الجيش في طريقه إلى الطائف.
وما زال الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بعملية المطاردة حتى وصل الطائف. وقد سلك الرسول بالجيش إلى الطائف وادي نخلة المعروف اليوم (باليمانية) كما سلك وادي لية المشهور.
قال الواقدي: وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد من حنين على مقدمته وأخذ يسلك به من الأدلاء إلى الطائف، فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف .. وكانت ثقيف قد رمّوا (أي أصلحوا) حصنهم، ودخلوا فيه منهزمين من أوطاس وأغلقوه عليهم -وهو حصن على مدينتهم له بابان- وصنعوا الصنائع للقتال وتهيأوا، وأدخلوا حصنهم ما يصلحهم لسنة لو حوصروا.
وقال ابن إسحاق: ولما قدم فلّ (1) ثقيف الطائف أغلقوا أبواب مدينتها وصنعوا الصنائع للقتال.
ولم يشهد حنينا ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات (2) والمجانيق (3) والضّبور (4) ثم سار، رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف حين فرغ من حنين، فسلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن ثم على الميح، ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدًا فصلى فيه. ثم إنه أقاد يومئذ ببحرة الرغاء، حين نزلها، بدم، وهو أول دم أقيد به في الإسلام، رجل من بني ليث قتل رجلًا من هذيل، فقتله به، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلية بحصن مالك بن عوف (قائد هوازن) فهدم، ثم سلك في طريق يقال لها: الضيقة، فلما توجه سأل عن اسمها؟ فقيل له: الضيقة.
(1) الفل (بفتح أوله): الجماعة المنهزمون من الجيش.
(2)
قال السهيلى: الدبابات، من آلات الحرب، يدخل فها الرجال فيدبون بها إلى الأسوار لينقبوها.
(3)
المجانيق: جمع منجنيق (بفتح الميم وكسرها): وهي آلات الحصار يقذف بها المحاربون النار والحجارة ونحوها.
(4)
الضبور قال في كتاب العين: جلود يغشى بها خشب يتقى بها في الحرب وهي تشبه الدبابات المعدة لنقب الأسوار.