الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوبرة. وعند بعضهم: (والله ما يحل لكم مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم (1). فأدوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار وشنار يوم القيامة).
أمانة وشرف الجندى المسلم
قالوا ونادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذّر الجند من أخذ أي شيء من الغنائم (قبل القسمة مهما قل). فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يغل، وجعل الناس غنائمهم في موضع حتى استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما.
وكان عقيل بن أبي طالب (قبل أن ينادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل على زوجته وسيفه متلطخ دمًا، فقالت: إني قد علمت أنك قد قاتلت المشركين، فماذا أصبت من غنائمهم؟ قال: هذه الإبرة تخيطين بها ثيابك، فدفعها إليها، وهي فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة. ثم سمع منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أصاب شيئًا من المغنم فليرده، فرجع عقيل إلى زوجته وقال! لها: والله ما أرى إبرتك إلا قد ذهبت، ثم أخذ الإبرة منها وألقاها في الغنائم (2).
وهذا رجل آخر هو عبد الله بن زيد المازنى (3) أخذ أثناء القتال قوسًا من أقواس المشركين فرماهم بها، فلما سمع منادى الرسول صلى الله عليه وسلم ردها إلى المغنم.
وعقب مناداة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يرد كل من أخذ شيئًا من المغنم، جاء
(1) يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخمس الذي يأخذه لا يستعمله في مصالحه الخاصة وإنما ينفقه في مصالح المسلمين فحسب فهو (فعلا) مردود عليهم.
(2)
انظر رحمك الله كيف تكون الأمانة وازع الإهانة، جندى عرض حياته للموت لا يستحل لنفسه مخيطًا من مال المسلمين الذي هو فيه شريك. بمثل هؤلاء والله تبنى الأمجاد وترفِع رايات الحق عالة وتنكس رايات الباطل في الوحل .. إنه الإيمان والتربية الإِسلامية الجذرية المكينة التي تعمر القلوب.
(3)
هو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو النجارى الأخزرجى الأنصاري. شهد أحدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل المشاهد بعدها. وكان (كما يقول ابن الأثير) هو الذي بالاشتراك مع وحشى الحبشى، قتل مسيلمة الكذاب، كان مسيلمة قد قتل أخاه حبيبًا بن زيد وقطعه عضوًا عضوًا. كان عبد الله بن زيد من رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقتل عبد الله بن زيد يوم الحرة أيام يزيد بن معاوية سنة ثلاث وستين.