الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفاصلة .. وهذان المصدران هما ابن عمه نوفل بن الحارث وصفوان بن أمية.
كان صفوان بن أمية (حتى معركة حنين مشركًا) وفي مكة فاتحه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بحاجة إلى السلاح نظرًا لكونه مقدمًا على خوض معركة كبيرة حاسمة مع هوازن، وطلب منه أن يمده بالسلاح قائلا: يا أبا أمية أعرنا سلاحك نلقَ به عدوَّنا غدًا. فقال صفوان: أغصبًا يا محمد؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك. قال: ليس بهذا بأس. فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح (رماحًا وسيوفًا). وعند ذلك طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان أن يتولى نقل السلاح إلى مكان المعركة قائلًا: إكفنا حملها، فحملها صفوان على إبله إلى أوطاس فدفعها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (وكان من كبار تجار السلاح أيضًا) فقد أعان النبي صلى الله عليه وسلم في معركة حنين بثلاثة آلاف رمح، وقد استفاد الجيش الإسلامي فائدة عظمى من رماح نوفل بن الحارث هذه يوم حنين ، شهد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لنوفل: كأني أنظر إلى رماحك تقصف أصلاب المشركين.
استقراض الرسول صلى الله عليه وسلم المال من أهل مكة
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد فتح مكة عنوة، وكان في استطاعته -بعد أن استسلمت له مكة- أن يأخذ (كفاتح منتصر) من المغلوبين أهل مكة ما شاء من أموال وسلاح.
أما السلاح فبالرغم من أن الأعراف الحربية تقضي بأن يصادر المنتصر كل قطعة سلاح في حوزة العدو المهزوم -فإن الرسول المنتصر صلى الله عليه وسلم لم يستول على شيء منها إلا التي ألقت بها في الشوارع بعض الوحدات القرشية التي عصت أمر أبي سفيان وقاومت الجيش النبوي وهو يدخل مكة ثم انهزمت.
أما الأسلحة المخزونة في البيوت بمكة، سواء كانت للتجارة أو للاستعمال الخاص، فلم يسمح الرسول صلى الله عليه وسلم بمصادرة شيء منها، فلم يحدث أي اقتحام لأى بيت من بيوت المهزومين القرشيين من قبل الجيش الإسلامي المنتصر بحثًا عن السلاح لمصادرته وقد رأينا كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعار من
صفوان بن أمية الجمحى (وهو من كبار قادة المشركين في مكة) السلاح، وعندما سأله صفوان: أغصبًا يا محمد؟ قال: بل عارية ومضمونة حتى نؤديها.
كذلك الأموال، فقد كان الجيش النبوي في أمس الحاجة إليها عندما سيطر على مكة، ورغم أنه كذلك، ورغم أنه جيش فاتح منتصر سيطر على أعظم وأكبر مدينة في بلاد العرب يوم ذاك، فإن هذا الجيش (وبأمر من قائده الأعلى النبي) قد عفّ عَنْ أن يأخذ درهمًا واحدًا أو أي شيء من أموال أهل مكة قسرًا أو بالقوة.
وكل ما فعله النبي القائد المنتصر، هو أنه لما رأى ما عليه بعض جنده من فقر وعوز وفاقة، طلب من أغنياء مكة التي فتحها أن يعطوه من أموالهم قرضًا ليخفف به من الضائقة التي يعاني منها بعض الجند من أصحابه، على أن يسدد لهم هذا القرض عندما يكون قادرًا على ذلك، فأقرضه أغنياء مكة مائة وخمسين ألف درهمًا أعادها إليهم (بعد معركة حنين) مشفوعة بالشكر والحمد لهم.
وهذا التصرف من الرسول القائد المنتصر، خُلُق لم يصل إلى مستواه في النبل والنزاهة والعفة والشرف العسكري والعدل المدني حتى هذا اليوم أحد من قادة العالم.
لقد كان بإمكانه (كفاتح منتصر على ألد عدو له) أن يأخذ بأسلوب المصادرة ما شاء من أموال أهل مكة الذين لم يتركوا وسيلة للقضاء عليه وعلى دعوته إلا واتبّعوها، ولكنه لم يفعل شيئًا من ذلك ولكن لا غرابة فهو إنما جاء لتحرير البشرية لا لقهرها وإذلالها.
قال الواقدي أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فاستلف من عبد الله بن أبي ربيعة أربعين ألف درهم فأعطاه، فلما فتح الله عليهم هوازن وغنَّمه أموالها ردّها وقال: إنما جزاء السلف الحمد، وقال: بارك الله لك في مالك وولدك، كما ذكر الواقدي في موضع آخر أن الرسول صلى الله عليه وسلم استقرض من حويطب بن عبد العزّى أربعين ألف درهم ومن صفوان بن أمة خمسين ألف درهم، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من أهل الضعف.