الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن هوازن وخططها للحرب انسل من معسكرهم دون أن يشعر به أحد من رجال العدو.
وحتى إذا ما وصل مقر قيادة الرسول القائد صلى الله عليه وسلم قدم له تقريرًا مفصلًا عن كل ما رآه وسمعه في معسكر العدو (1).
قال سهل بن حنيف: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة هوازن فأسرع السير حتى أتاه رجل فقال: يا رسول الله قد تقطعوا من ورائك (يعني المسلمين)، كأنه يقصد أن جيش الرسول صلى الله عليه وسلم فقد شيئًا من تنظيمه الذي كان عليه- قال سهل: فنزل (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) فصلى بهم العصر وآوى إليه الناس فأمرهم فنزلوا (2).
وجاء فارس آخر ممن كلفوا القيام بمهمة الاستطلاع جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقر قيادته وقدم له تقريرًا آخر عن وضع قوات العدو كما رآه، فقال: يا رسول الله إني انطلقت من بين أيديكم على جبل كذا وكذا، فإذا بهوازن عن بكرة أبيها بظعنها ونسائها ونعمها في وادي حنين. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: تلك غنيمة للمسلمين غدًا إن شاء الله (3).
أعمال الحراسة ليلة المعركة
وعندما اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه من وادي حنين حيث دارت المعركة الفاصلة أمر بإنشاء جهاز الحراسة -يرصد العدو- ويرقب تحركاته لئلا يتعرض المسلمون لهجوم مفاجئ. والهجوم المفاجئ من أحطر ما تتعرض له الجيوش المحاربة.
وكان الذي أوكل إليه النبي صلى الله عليه وسلم مهمة الحراسة ورصد العدو ومراقبة أي تحرك يقوم به هو أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوى (4) وكان فارسًا شجاعًا مقدامًا.
(1) مغازي الواقدي ج 3 ص 893.
(2)
نفس المصدر.
(3)
مغازي الواقدي ج 3 ص 94.
(4)
هو أنيس بن مرثد بن أبي مرثد، كان حليف حمزة بن عبد المطلب، ونسبه في بني غنى بن أعصر، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وحنين، وهو الذي أمره الرسول صلى الله عليه وسلم برجم المرأة التي اعترفت. قتل أبوه شهيدًا يوم الرجيع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. توفى أنيس سنة عشرين هجرية، وروى المحدثون عنه=