الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون مركز الحراسة بعيدًا عن المعسكر الإسلامي وقريبًا من معسكر العدو ليكشف أي تحرك يقوم به المشركون فيحذر المسلمين منه.
قال الواقدي (وهو يصف تحركات الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه نحو حنين) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا فارس يحرسنا الليلة؟ إذ أقبل أنيس بن أبي مرثد الغنوى على فرسه، فقال أنا ذا يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: انطلق حتى تقف على جبل كذا وكذا، فلا تنزلن إلا مصليا أو قاضى حاجة، ولا تغرّن من خلفك. قال: فبتنا حتى أضاء الفجر وحضرنا الصلاة، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أأحسستم فارسكم الليلة؟ قلنا: لا والله فأقيمت الصلاة، فصلى بنا، فلما سلَّم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر خلال الشجر، فقال: ابشروا، فقد جاء فارسكم .. وجاء (أي الفارس) وقال: يا رسول الله إني وقفت على الجبل كما أمرتنى فلم أنزل عن فرسى إلا مصليًا أو قاضى حاجة حتى أصبحت، فلم أحس أحدًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق فأنزل عن فرسك، وأقبل علينا. فقال: ما عليه ألا يعمل بعد هذا عملًا؟ .
كيف عبأ الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه
؟ .
وبعد أن حصل الرسول صلى الله عليه وسلم على المعلومات التي يريدها عن هوازن وقواتها المعسكرة في وادي حنين محمد إلى قواته فعبأها للقتال استعدادًا للمعركة الوشيكة الفاصلة التي نشبت عند فجر اليوم الثالث عشر من شهر شوال عام ثمان للهجرة، فهُزمَ المسلمون -عند الصدمة الأولى- هزيمة منكرة وكادت تكون ساحقة لولا أن ثبت الله رسوله صلى الله عليه وسلم وقلة من خلصاء أصحابه هم هيئة أركان حربه فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والعباس وسادة الأنصار، فعاد المنهزمون إلى الميدان عندما علموا أن نبيهم صلى الله عليه وسلم باق في قلب المعركة وحملوا على جموع المشركين حملة رجل واحد فمزّقوا صفوفهم شر ممزق ثم أنزلوا بهم الهزيمة المدمرة الساحقة. وكانت تعبئة الرسول صلى الله عليه وسلم لجيشه قبيل الفجر.
= حديث الفتنة، وأنها ستكون فتنة عمياء صماء بكماء. الحديث - (أسد الغابة ج 1 ص 135 - 136).
كان الرسول القائد صلى الله عليه وسلم قد عبأ جيشه لخوض معركة حنين على أساس قَبلى، وهو ما فعله عندما استعد لدخول مكة وتحريرها.
فقد عمد إلى جيشه الزاحف نحو حنين والبالغ اثنى عشر ألفًا فقسمه إلى أقسام ثلاثة:
القسم الأول: المهاجرون من أهل مكة وحلفائهم.
القسم الثاني: الأنصار.
القسم الثالث: مختلف القبائل بمن فيهم المهاجرون السابقون الأولون منهم.
أما القسم الأول وهم المهاجرون القرشيون وحلفاؤهم، فقد قسمهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كتائب ثلاث أعطى قيادتها لثلاثة من كبار المهاجرين وكلهم من قريش.
وأما القسم الثاني وهم الأنصار (الذين يمثلون العمود الفقرى للجيش) فقد نظمهم فرقتين رئيسيتين وهما الأوس والخزرج اللتان إليهما ينتسب جميع الأنصار. وأعطى قيادة هاتين الفرقتين إلى سيدين من سادات الأوس والخزرج كل منهما يحمل لواء قبيلته الأعظم.
ثم قسم الرسول صلى الله عليه وسلم رجال هاتين القبيلتين الرئيسيتين إلى فصائل على أساس قبلى أيضًا بحيث صارت كل فخيذة من الأوس والخزرج تشمل رجالها المنتسبين في الجيش فصيلة منفردة لها قائدها الخاص وعلمها الخاص.
على أن يكون ارتباط قائد كل فصيلة من القبيلة بحامل اللواء الأعظم من الأنصار وهو سعد بن عبادة أو أسيد بن حضير اللذان كل واحد منهما قائد عام لقبيلته الأم .. سعد بن عبادة قائد عام لقبيلة الخزرج .. وأسيد بن حضير قائد عام لقبيلة الأوس .. على أن يكون مرجع الجميع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كقائد أعلى للجيش.
أما بقية القبائل العربية في الجيش من غير المهاجرين والأنصار، فقد عبأها النبي صلى الله عليه وسلم على أساس قبلى أيضًا، فجعلهم فصائل.
وكانت هذه الفصائل (قلة وكثرة) حسب عدد رجال القبيلة. فبعض القبائل (لكثرتها) قُسمت إلى أربع فصائل وعيّن لكل فصيلة حامل راية قائد.