الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الثاني:
(611 - 175) فقد روى أحمد بن حنبل، قال: ثنا محمد بن سلمة الحراني، عن هشام، عن محمد بن سيرين، قال:
سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيراً، ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه مكرمة لأبي بكر، فأسلم، ولحيته ورأسه كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيروهما، وجنبوه السواد
(1)
.
[لم يذكر قصة أبي قحافة في الحديث إلا محمد بن سلمة عن هشام، وقد رواه غيره عن هشام، ولم يذكرها، كما رواه جمع من الرواة عن أنس بدون ذكرها، والحديث في الصحيحين بدون ذكر قصة أبي قحافة فلا أظنها محفوظة من حديث أنس]
(2)
.
(1)
مسند أحمد (3/ 160).
(2)
تخريج حديث الباب:
الحديث أخرجه أبو يعلى (2831) حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثنا محمد بن سلمة به. ومن طريق الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أخرجه ابن حبان (5472).
ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3686) حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني، قال: حدثنا محمد بن سلمة به. =
. . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق محمد بن سلمة الحراني وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 244) والبزار كما في كشف الأستار (2981).
والحديث اختلف فيه على هشام بن حسان، فرواه محمد بن سلمة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أنس بذكر قصة أبي قحافة كما في حديث الباب.
ورواه عبد الله بن إدريس، عن هشام به كما عند مسلم (2341) ولم يذكر قصة أبي قحافة.
فقد أخرجه مسلم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وعمرو الناقد جميعاً، عن ابن إدريس، قال عمرو: حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي، عن هشام، عن ابن سيرين، قال: سئل أنس بن مالك هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنه لم يكن رأى من الشيب إلا، قال ابن إدريس: كأنه يقلله، وقد خضب أبو بكر وعمر بالحناء والكتم.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3685).
وعبد الله بن إدريس أحفظ من محمد بن سلمة، ولا مقارنة.
ومع هذا فقد توبع عبد الله بن إدريس، تابعه ثقتان: هما روح، ووهب بن جرير. فقد رواه أحمد (3/ 206) قال: أحمد، ثنا روح، ثنا هشام، عن محمد قال:
سألت أنس بن مالك هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال لم يكن رأى من الشيب إلا - يعني يسيراً - وقد خضب أبو بكر وعمر أحسب بالحناء والكتم.
ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3691) عن بكار بن قتيبة، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا هشام بن حسان،
عن محمد بن سيرين، قال: قلت لأنس: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب؟ فقال: إنه لم يكن رأى من الشيب إلا قليلاً، ولم يذكر سوى ذلك، ولكن قد خضب أبو بكر وعمر بالحناء والكتم. اهـ
فهؤلاء ثلاثة حفاظ رووه عن هشام بن حسان، ولم يذكروا ما ذكره محمد بن سلمة. كما رواه غير هشام عن ابن سيرين، ورواه جمع عن أنس من غير طريق ابن سيرين، ولم يذكروا قصة أبي قحافة، وهذا يجعلني أجزم أن ذكر قصة أبي قحافة في حديث أنس ليست محفوظة. والله أعلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . .
= أما من رواه عن ابن سيرين، فقد رواه البخاري من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين. أخرجه البخاري (5894) حدثنا معلى بن أسد، حدثنا وهيب، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: سألت أنسا أخضب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لم يبلغ الشيب إلا قليلا.
ومن طريق معلى بن أسد أخرجه مسلم (2341) والبيهقي (7/ 309).
وأخرجه أبو داود الطيالسي (2100) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا محمد بن سيرين، قال:
سألنا أنساً هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم يبلغ ذلك - وذكر قلة من شيبة- ولكن أبو بكر رحمه الله خضب بالحناء والكتم.
وأخرجه مسلم (2341) قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول،
عن ابن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب؟ فقال: لم يبلغ الخضاب كان في لحيته شعرات بيض. قال: قلت له: أكان أبو بكر يخضب؟ قال: فقال: نعم بالحناء والكتم.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (2729) بإسناد مسلم.
فهؤلاء أيوب وعاصم الأحول، وهارون رووه بما يوافق رواية عبد الله بن إدريس ووهب بن جرير وروح عن هشام عن ابن سيرين أفيكون محمد بن سلمة مقدماً على هؤلاء الستة!! لا شك أن طريقة جمهور المحدثين تأبى قبول زيادة الثقة مطلقاً، وإنما الترجيح للأكثر والأحفظ، وقد اجتمعا في روايتنا هذه.
وأما من رواه عن أنس من غير طريق ابن سيرين، فإليك تخريج رواياتهم:
الطريق الأول: قتادة، عن أنس.
أخرجه أحمد (3/ 192) قال: ثنا بهز، ثنا همام، عن قتادة، قال:
سألت أنس بن مالك أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لم يبلغ ذلك، إنما كان شيء في صدغيه، ولكن أبو بكر رضي الله تعالى عنه خضب بالحناء والكتم.
وأخرجه البخاري (3550) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا همام به.
وأخرجه الترمذي في الشمائل (36) حدثنا محمد بن بشار، أنا أبو داود، أنا همام به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه النسائي في المجتبى (5086) حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا همام به.
وأخرجه مسلم (2341) والنسائي (5087) من طريق المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنس.
الطريق الثاني: ثابت، عن أنس.
أخرجه أحمد (3/ 227) حدثنا يونس، حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن ثابت،
أن أنساً سئل: خضب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لم يبلغ شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخضب، ولو شئت أن أعد شمطاتٍ كن في لحيته لفعلت، ولكنَّ أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم، وكان عمر يخضب بالحناء.
ومن طريق حماد بن زيد أخرجه البخاري (5895)، ومسلم (2341)، وأبو داود (4209)، وأبو يعلى في مسنده (3364).
وأخرجه عبد الرزاق (20178)(20185) من طريق معمر، عن ثابت، عن أنس. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي في الشمائل (37)، والبغوي (3653).
الطريق الثالث: حميد، عن أنس.
أخرجه أحمد (3/ 100) من طريق معتمر بسند صحيح.
وأخرجه أيضاً (3/ 108) وابن ماجه (3629) من طريق ابن أبي عدي بسند صحيح، كلاهما، عن حميد، عن أنس.
وأخرجه أحمد أيضاً (3/ 178) حدثنا سهل بن يوسف، عن حميد به. وسنده صحيح. وأخرجه أحمد (3/ 188) حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا حميد به. وسنده صحيح.
وأخرجه أحمد (3/ 201) وعبد بن حميد (1414) عن يزيد بن هارون، عن حميد، وسنده صحيح.
الطريق الرابع: أبو إياس معاوية بن قرة، عن أنس. أخرجه مسلم (2341).
هذه بعض الطرق إلى أنس، وأعترف أنني لم أتقصاها كلها، ومع ذلك فقد وقفت على عشرة طرق في الحديث، لا يذكرون ما ذكره محمد بن سلمة.
منها ثلاثة طرق يروونه عن هشام، عن ابن سيرين، عن أنس. =