الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أتحمَّل أنا أو أيُّ عضوٍ من أعضاء الفريق الإثْمَ في حال ثَبَتَ عدم شرعيَّة الموضوع؟ كوننا نعمل في مثل هذه العمليَّات.
الجواب: أجزاءُ الخنزير لا تَطْهُر أبداً، قال الإمام أبو الوليد الباجِيُّ رحمه الله:«وما نَجُسَ لعَيْنِه لم يَطْهُر بِوَجْهٍ» ، غير أنَّ الضرورة أو الحاجة إذا اقتضت استعمالَه فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى، والله تعالى يقول:{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119]. وهذا لا يتعارض مع ما ثبت (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الخَمْر أَيُتَداوَى بِهَا؟ قَالَ: لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهَا دَاءٌ)، وحديث (إنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا)؛ فإنَّ هذا خاصٌّ بمُطْلَق التَّداوي الذي لا اضطرار فيه لاستعمال المُحرَّم، حيث يمكن التَّداوي بالمباح، أمَّا حيث لم يوجد الدَّواء المباح فقد أجاز الفقهاء استعمال النَّجِس، فهذا الحديث مُقيَّدٌ بحالة الاضطرار حفظاً للنّفس، فصار كأَكْل المَيْتَة لمن اضطرَّ، فقد أجاز الفقهاء التَّداوي بالسُّمِّ.
وعليه؛ فلا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- في استعمال جِلْد
(1)
الخنزير، ما دام نَفْعُه أَكْبر، والله أعلم.
[من فتاوى العصر- قيس آل الشيخ (ص 189)]
* * *
اسْتِعْمَالُ الأَدْوِيَةِ المُضَافِ إِلَيْهَا جِيلَاتِينُ الخِنْزيرِ
(1061) السؤال: أنا صيدلانيَّة، وعَلِمْتُ من دكتور في الصناعة الدَّوائيَّة أنَّ معظم الجيلاتين المُستَخْدَم في صناعة كبسولات الدَّواء من الخنازير
، ومِنْ وَقْتِها إلى الآن لا آخذ أيَّ دواءٍ على شكل كبسولات، وإن
(1)
هكذا جاء في المطبوع. محلُّ السؤال هو الصمَّام الخنزيري.
اضطررتُ أبحث عن بدائل على شكل أقراصٍ، وكان فيه تضييقٌ على نفسي بعض الشيء، وتَكْلُفةٌ مادِّيَّة أكبر في الأغلب، لكنِّي لم أكن أجد حَرَجاُ في صَرْف هذه الأدْوية للناس؛ حتَّى لا أُضيِّقُ عليهم، ولم أُخْبِرْ إلَّا الأقارب والأصدقاء من باب أَخْذِ العِلْم، لا منعهم.
أنا الآن في أَشْهُر الحَمْل، وبحاجةٍ لتناول مُكَمِّلات الحديد، وقد صَرَفَت لي الطَّبيبة كبسولات الحديد، وأثبتت الدِّراسات الدَّوائيَّة أنَّه الأفضل أثناء الحَمْل. منذ أسبوعين وأنا أرفض أَخْذَه، وأبحثُ عن بدائل أقراص كنت أتناولها قبل الحَمْل، وعند قراءتي للأبحاث في هذا المجال وجدتُ أنَّ منها ما يُسبِّب مشاكل هَضْمِيَّةٍ، ومنها ما لا يُنْصَح به أثناء الحَمْل، ورَفَضَ الصيدلانيُّ صَرْفَه لزوجي، ونَصَحَه بنَفْسِ النوع الذي صَرَفَتْه الطَّبيبة، مُبيِّناً أنَّني أتحمَّل مسؤولية أَخْذ نوعٍ آخر إذا أَخَذْتُه من تِلْقاء نَفْسي؛ فهل أتناول ما صُرِفَ لي؟
الجواب: الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى تقدير صحَّة ما ذَكَرْتِ عن استخدام جيلاتين الخنزير في صناعة معظم الكبسولات، فهذا بمُجرَّده لا يُوجِب تحريمها؛ لاحتمال أنَّها قد عُولِجَت حتَّى تحوَّلت إلى مادَّة أخرى، ومن ثَمَّ فإنَّها تَطْهرُ على الرَّاجح من أقوال أهل العِلْم
…
وحيث تقرَّر أنَّ تحريم تلك الكبسولات مشكوكٌ فيه؛ فالظاهر: أنَّها تَبْقَى على أصل الإباحة، كسائر الأَطْعِمَة والأَشْرِبَة.
أمَّا إن ثبت كون الجيلاتين المستخدم في الكبسولات المذكورة مُستخرَجاً من الخنزير، وباقياً على أصل نجاسته،