الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والقيناة يعزفن خلفهم بزهاء وفخر لم ير مثله وعلى نسائهم الديباج والحرير والخز الأخضر والأحمر وحلي الذهب والفضة والمعصفر وأظهروا تجلدا عظيما، قال ولم يسلم منهم إلا يامين بن عمير وأبو سعد بن وهب فأحرزا أموالهما- انتهى.
وأما غزوة الغابة
وهي غزوة ذي قرد فكانت عند سعد والواقدي في ربيع الأول سنة وست قبل الحديبية وعند البخاري أنها كانت قبل خيبر بثلاثة أيام وخيبر كانت بعد الحديبية بنحو عشرين يوما، والغابة شجر لاحتطاب الناس ومنافعهم على بريد من المدينة وأضيفت غليه الغزوة لأن اللقاح التي أغير عليها كانت ترعي بها والغارة عليها هي سبب هذه الغزوة، وذو قرد بفتح القاف والراء وحكي الضم فيهما وحكي ضم أوله وفتح ثانيه آخره دال مهملة وهو ماء على بريد من المدينة مما يلي بلاد غطفان وقيل على مسافة يوم والقرد في اللغة الصوف وأضيفت إليه الغزوة لكونه صلى الله تعالى عليه وسلم وصل إليه وصلى به، وسببها أنه كان لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عشرون لقحة ترعى بالغابة، وهي بكسر اللام وقد تفتح ذات اللبن القريبة العهد بالولادة بشهر واثنين وثلاثة وهو اسم لا صفة فيقال هذه لقحة، لا ناقة لقحة، فإن أريد الوصف فناقة لقوح أو لاقح، وقد يقال لها ذلك قبل الوضع، قاله الزرقاني، وكان في اللقاح أبو ذر الغفاري وابنه وامرأته واسمها ليلى، وكان أبو ذر استأذنه عليه السلام في ذلك، فقال إني أخاف عليك ولا تأمن عيينة فألح عليه فقال صلى الله تعالى عليه وسلم لكأني بك قد قتل ابنك وأخذت امرأتك وجئت توكئ على عصاك، قال أبو ذر عجبا لي يقول لي ذلك وأنا ألح عليه فكأنه والله ما قال، فلما كان الليل أحدق بنا عيينة مع أصحابه فأشرق لهم ابني فقتلوه وكانت معه امرأته وثلاثة نفر فنجوا ونجت امرأة ابنه الذي قتل وأسرت امرأته هو والعلم عند الله. وروى الطبراني وغيره عن سلمة أن الذي غار عليها عيينة بن حصن وروي عنه أحمد ومسلم أن الذي أغار عبد الرحمن ابن عيينة ولا منافاة فكل من عيينة وابنه كان في القوم، وكان أول من نذر بهم بفتح
النون وكسر الذال المعجمة أي علم، سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي المهاجري وكان شجاعا يسبق الفرس وكان يريد الغابة ولما علم بهم صرخ وا صباحاه، ثم خرج يشتد بآثار القوم وكان مثل السبع حتى لحق بالقوم وهو على رجليه وكان عينية في أربعين فارسا فجعل يرميهم بالنبل ويقوم إذا رمى:
(خذها وأنا ابن الأكوع .. اليوم يوم الرضع)
فإذا وجهت الخيل نحوه انطلق هاربا ثم عارضهم فإذا أمكنه الرمي رمى ثم قال:
(خذها وأنا ابن الأكوع
…
اليوم يوم الرضع)
فيقولون أكيوعنا أول النهار، وبلغ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم صياح ابن الأكوع فصرخ بالمدينة الفزع الفزع، وترامت الخيل إليه صلى الله تعالى عليه وسلم فكان أول من انتهى إليه من الفرسان المقداد بن عمرو ثم عباد بن بشر وسعد بن زيد الأشهلان فعقد لواء للمقداد تعالى عليه وسلم في خمسمائة وقيل سبعمائة فأدرك المقداد ومن معه أخريات العدو وقتل أبو قتادة مسعدة بن حكمة بفتحتين الفزاري رئيس المشركين وسجاه ببرده فاسترجع المسلمون لما رأوه، وقالوا قتل أبو قتادة فقال عليه السلام ليس بأبي قتادة ولكنه قتيله، وضع عليه برده لتعرفوه فتخلوا عن قتيله وسلبه، كذا لابن عقبة ولابن اسحاق أن قتيل أبي قتادة حبيب بن عيينة وكذا في حديث مسلم ولكن سماه عبد الرحمن قال الحافظ ويحتمل أن له اسمين، وأدرك عكاشة بن محصن أوبار وابنه عمرا وهما على بعير فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعا واستنفذ بعض اللقاح وأوبار بفتح الهمزة وسكون الواو ثم موحدة فألف فراء كذا ضبطه البرهان ولابن سعد أنه أثار بضم الهمزة فمثلثة آخره راء وقتل من المسلمين محرز بن نضلة الأسدى من بني أسد بن خزيمة وفي البخاري عن سلمة أنه، أي سلمة، استنقذ اللقاح كلها واستلب ثلاثين بردة وفي مسبلم ما زلت أرميهم بالنبل وأرتجز فألحق
رجلا منهم فأمكنه سهما في رجله وخلص السهم إلي كعبه فما زلت أرميهم وأعقرهم فإذا رجع إلي فارس منهم أتيت شجرة فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به، فإذا تضايق الجبل ودخلوا في مضايقه علوت الجبل فرميته بالحجارة غما زلت كذلك حتى ما خلق الله لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من بعير إلا اخلفته وراء ظهري ثم أتبعهم أرميهم حتى ألقوا أكتر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يتخففون بها – انتهي المراد منه.
وفي المواهب أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لحق عشاء فقال سلمة، فقلت يا رسول الله إن القوم عطاش فلو بعثتني في مائة لاستنفذت ما في أيديهم من السرح وأخذت باعناق القوم، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم يابن الأكوع ملكت أي قدرت عليهم فأسجح بهزة قطع فسين مهملة ساكنة فجيم مكسورة فحاء مهملة أي أرفق واحسن، والسجاحة بكسر السين السهولة أي لا تاخذ بالشدة فقد حصلت النكاية في العدو ولله الحمد. ثم قال إنهم الآن ليقرون في غطفان بضم التحتية وسكون القاف وفتح الراء وضمها وسكون الواو من القرى وهو الضيافة وقيل معنى ضم الراء أنهم يجمعون الماء واللبن ولابن اسحاق انهم الآن ليغبقون في غطفان من الغبوق وهو بالغين المعجمة شرب أول الليل – انتهى.
وقد تقدم في رواية مسلم والبخاري عن سلمة انه استنقذ جميع اللقاح ولابن سعد وابن اسحاق والواقدي فلم تزل الخيل تاتي والرجال على أقدامهم وعلى الإبل إلي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بذي قرد فاستنقذوا عشر لقاح وأفلت القوم بما بقي وهو عشر، وأقام به يوما وليلة ورجع وقد غاب خمس ليال قال الشامي وما في الصحيحين هو المعتمد لصحة سنده انتهى.
ولا يرد على كون اللقاح عشرين بمجردها أن معها زيادة عليها الجمل الذي كان لأبي جهل ولا ناقته عليه الصلاة والسلام التي رجعت عليها امرأة أبي ذر، لأنها إنما عادت عليها بعد عودة عليه السلام إلي المدينة -
انظر الزرقاني.
وقصة المرأة انهم أوثقوها وكانوا يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم فانفلتت ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل فإذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى انتهت إلي العضباء فلم ترغ فقعدت في عجزها ثم جزرتها فانطلقت وعلموا بها وطلبوها فأعجزتهم، ونذرت بفتح النون والمعجمة لئن نجت لتنحرنها، فلما قدمت على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أخبرته بذلك فقال إنه لا نذر في معصية ولا لأحد فيما لا يملك، وفي رواية أنه قال بئس ما جازيتها.
فائدة:
قول سلمة اليوم يوم الرضع أي يوم هلاك اللئام الذين رضعوا اللؤم من أمهاتهم، وقيل معناه اليوم يعرف من أرضعته الحرب من صغره وتدرب بها ويعرف غيره وقيل معناه اليوم يعرف هلاك اللئام من قولهم لئيم راضع. قال الزرقاني والأصل فيه أن شخصا كان شديد البخل فكان إذا أراد حلب ناقته ارتضع من ثديها ليلا يحلبها فيسمع جيرانه ومن يمر به صوت الحلب، فيطلبون منه اللبن، وقيل بل صنع ذلك ليلا يتبدد من اللبن شيء إذا حلب في الإناء أو بقى في الإناء شيء إذا شربه، فقالوا في المثل الئم من راضع وقيل المراد من يمص طرف الخلال إذا خلل أسنانه وهو دال على شدة الحرص.
وذكروا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مر في غزوة ذي قرد على ماء يقال له بيسان فغير اسمه وقال بل اسمه نعمان وهو طيب فغير عليه السلام الإسم وغير الله تعالى صفته. ومما قيل من الشعر في يوم ذي قرد قول كعب بن مالك:
(وإنا أناس لا نري القتل سبة ولا ننثني عند الرماح نداعس)
(وإنا لنقري الضيف من قمع الذري ونضرب رأس الأبلخ المتشاوس)
(نرد كماة المعلمين إذا انتخوا
…
بضرب يسلي نخوة المتقاعس)
(بكل فتى حامي الحقيقة ماجد
…
كريم كسرحان الغضاة مخالس)
(يذودون عن أحسابهم وبلادهم
…
بيض تقد الهام تحت القوانس)
(فسل ببني بدر إذا ما لقيتهم
…
بما فعل الإخوان يوم التمارس)
(إذا ما خرجتم فاصدقوا من لقيتم
…
ولا تكتموا أخباركم في المجالس)
(وقولوا زللنا عن مخالب خادر
…
به وحر في الصدر ما لم يمارس)
اللقيطة أم حصن ابن حذيفة جدة عيينة لأن حذيفة ابن بدر التقطها في جوار أضرت بهن السنة فأعجبته فخطبها إلي أبيها وتزوجها وهي بنت عاصم بن مروان وأول أبيات الحماسة محرف، والرواية بنو الشقيقة وهي بنت عباد بن زيد قاله في القاموس، والسبة بالضم العار، والمداعس المطاعن، والقمع محركة رأس السنام والأبلخ بالخاء المعجمة المتكبر، والمتشاوس الذي ينظر بمؤخر عينيه نظرة المتكبر، والمعلم بضم الميم وكسر اللام الذي علم نفسه بسيما الحرب، وانتخوا بالخاء المعجمة تكبروا والمخالس الذي يخطف الشيء على سرعة وغفلة، والمتقاعس الذي لا يلين ولا ينقاد، والقوانس جمع قونس وهي البيضة والتمارس المضاربة في الحرب، والخادر الأسد في خدره أي أجمته، والوحر الحقد.
قوله (وحج حجتين ثم الفرضي) معناه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم حج حجتين بمكة قبل أن يهاجر ثم حج بعد ذلك حجة الفرض سنة عشر وهي حجة الوداع، واختلف في سنة فرض الحج فالجمهور على أنه فرض سنة ست من الهجرة وقالت طائفة بل تأخر فرضه إلي سنة تسع وقال آخرون بل سنة عشر وفي الترمذي من حديث جابر أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حج ثلاث حجج حجتين قبل أن يهاجر وحجة بعد ما هاجر معها عمرة فساق ثلاثا وستين بدنة ثم حاء على من اليمن ببقيتها وعن ابن عباس حج صلى الله تعالى عليه وسلم قبل أن يهاجر ثلاث حجج، وقال ابن الأثير كان عليه السلام يحج كل سنة قبل أن يهاجر.
وقال جابر كما في رواية مسلم مكث صلى الله تعالى عليه وسلم أي
بالمدينة تسع سنين لم يحج، ثم أذن في العاشرة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويعمل مثل عمله قاله في المواهب وقال الحافظ الذي لا ارتياب فيه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يترك الحج وهو بمكة قط لأن قريشاً في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج وإذا كانوا وهم على غير دين يحرصون على إقامة الحج فكيف يظن أنه صلى الله تعالى عليه وسلم يتركها انتهى نقله الزرقاني. فانظر لم اقتصر الناظم على أنه حج حجتين قبل الهجرة.
قوله: (واعتمر الأربع قالوا أيضاً) معناه أنه عليه السلام اعتمر أربه مرات، عمرة مع حجته وعمرة الحديبية التي صده المشركون عنها وعمرة في العام القابل وتسمى عمرة القضاء لأنها قضاء عن عمرة الحديبية التي صده المشركون عنها كما قاله الحنفية أو لأنه عليه السلام عام الحديبية قاضاهم عليها في العام القابل أي عاهدهم وصالحهم ولذا تسمي عمرة القضية، وعمرة الصلح. والحديبية كدويهية وقد تشدد بير أو قرية على سبعة أميال من مكة والرابعة عمرته من الجعرانة بكسر الجيم وسكون المهملة وخفة الراء وبكسر العين وشد الراء حين قسم غنائم حنين فخرج من الجعرانة ليلا معتمرا فدخل مكة ليلا فأتم عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح في الجعرانة.
وفي المواهب ممزوجا بما يحتاج إليه من كلام الزرقاني ما نصه: وفي عدهم أي الصحابة عمرة الحديبية التي صد عنها صلى الله تعالى عليه وسلم/ ما يدل على أنها عمرة تامة، لعل المراد من حيث الثواب لأنه لم يأت من أعمالها بشيء سوى الإحرام، وفيه إشارة إلي حجة الجمهور أنه لا يجب القضاء على من صد عن البيت خلافا للحنفية زاعمين ان عمرة القضاء إنما سميت بذلك لكونها قضاء عن التي صد عنها، فلو كانت عمرة القضية بدلا عن عمرة الحديبية لكانتا واحدة، والصحابة والفقهاء عدوهما اثنتين، قوله:
(وقال مالك ثلاثا اعتمر
…
وحج مفردا)
بصيغة اسم الفاعل حال من فاعل حج يعني أن إمامنا مالكا بن أنس رضى الله تعالى عنه وكذا الشافعي فكل منهما قال إنه صلى الله تعالى عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر فقط، لأنه نفى العمرة التي قال غيره انها وقعت مع حجته وقال مالك إنما حج عليه الصلاة والسلام حال كونه مفردا للحج عن العمرة فلم يحرم قارنا ولا متمتعا.
ففي الصحيحين والسنن من طريق الموطإ ان عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج وعمرة ومنا من أهل بالحج وحده وأهل بالحج وحده وأهل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالحج. وفي رواية لمسلم عنها أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أهل بالحج وحده. وفي البخاري عن ابن عمر انه صلى الله تعالى عليه وسلم أفراد بالحج. ولابن ماجه عن جابر انه عليه السلام أفرد بالحج، وفي الصحيحين عن عمر ان ابن حصين انه كان قارنا وفيهما عن عائشة وابن عباس أنه كان متمتعا وجمع الإمام الشافعي ومن وافقه بأن إضافة القران والتمتع إليه اتساعا لكونه عليه الصلاة والسلام أمر بهما وان الراجح انه كان مفردا أو يجوز في لغة العرب إضافة الفعل إلي الأمر به كما تجوز إضافته إلي الفاعل له. يقال بنا فلان دارا أي أمر ببنائها وضرب الأمير فلانا إذا أمر بضربه، وكما روي أنه عليه السلام رجم ماعزا وإنما أمر برجمه انتهى.
والإفراد هو الإهلال بالحج وحده والتمتع هو الاعتمار في أشهر الحج، ثم التحلل من تلك العمرة والإهلال بالحج وقد يطلق التمتع على القرآن وهو الإهلال بالحج والعمرة معا، ولا خلاف في جوازه أو الإهلال بالعمرة ثم يدخل عليها الحج أو عكسه وهذا مختلف فيه انتهى ملخصا من المواهب وشرحها.
قوله: (فحقق الخبر) أي حقق الأحاديث في كونه عليه السلام حج مفرداً أو قارنا أو متمتعا وقد رأيت ما قال العلماء فيها وما جمعوا به به بين الروايات والله تعالى أعلم.
(وكلهن كن في ذي القعدة
…
على الذي حققه من عده)
يعني أن عمره عليه السلام غير التي قرنها بحجته على القول بها كان جميعها في ذي القعدة على القول الذي حققه من عد كلهن أي تعرض لعدده، فالناظم رحمه الله تعالى تفنن في العبارة فأنث الضمير أولا وجمعه باعتبار المعنى وأفرده ثانيا وذكره مراعاة للفظ كل، لأنها مضافة لمعرفة قال الشيخ المختار ابن بون.
(وان تضف كل إلي معرف
…
فبينما الوجهين تخيير قفي)
والوجهان اعتبار اللفظ واعتبار المعنى فراعي المعنى في قوله كن واللفظ في قوله عده لكن في التنبيه عن المرادي ان ذلك انما هو في المضافة معنى إلي معرفة فمثال اعتبار المعنى فيها وكل آتوه داخرين ومثال اعتبار اللفظ فكلا أخذنا بذنبه. قال والمسموع في المضاف إلي معرفة لفظا مراعات اللفظ فقط نحو {وكلهم ءاتيه يوم القيامة إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا} قال والضمير في احصاهم راجع لمن لا لكل، ولا يكاد يوجد في لسان العرب كلهم يقومون وكلهن قائمات، وان كان موجودا في تمثيل كثير من النحاة انتهى والله تعالى أعلم.
وقوله ذي القعدة بفتح القاف وبكسر سمي بذلك لأنهم كانوا يقعدون فيه عن الأسفار قاله في القاموس، وأشار بقوله حققه إلخ .. إلي أن التحقيق انه عليه السلام لم يعتمر إلا في ذي القعدة كما قال أنس وعائشة. وأما ما في البخاري عن ابن عمر أنه عليه السلام اعتمر في رجب وان عروة بن الزبير قال لعائشة رضي الله تعالى عنها بحضرة ابن عمر يا اماه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت وما يقول؟ قلت يقول اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب، فقالت يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب وما اعتمر من عمرة إلا وانه أي ابن عمر لمعه وابن عمر يسمع كلامها فما قال لا ولا نعم بل سكت فقال العلماء إنها قالت ذلك مبالغة في نسبته إلي النسيان حيث قال ان أحداهن في رجب، قالوا وسكوته يدل على انه اشتبه عليه أو