الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن الصديق فرضوا فلما كانوا اثناء الطريق أتاهم راكب فأخبرهم أنه من عند عثمان بكتاب بإقرار ابن أبي سرح ومعاقبة جماعة من أعيانهم فأخذوا الكتاب ورجعوا وواجهوه فحلف أنه ما كتب ولا أذن، فقالوا أسلم لنا كاتبك ورجعوا وواجهوه فحلف أنه ما كتب ولا أذن، فقالوا أسلم لنا كاتبك مروان ابن الحكم فخشي عليه القتل منهم فلم يسلمه لهم فغضبوا وحاصروه فى دراه واجتمع جماعة يحمونه منهم، فنهاهم عن القتال، إلى أن تسوروا عليه فقتلوه يوم الجمعة بعد العصر لثمان عشرة وقيل لسبع عشر وقيل لاثنين وعشرين خلت من ذي الحجة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وأشهر على الصحيح فعظم ذلك على الصحابة وغيرهم من أهل الخير فكان ما كان أنظر الزرقاني.
وقال المحقق اليوسي فى حواشي الكبرى أعلم ان عثمان لم يقتله أحد من الصحابة بل ولا حضر قتله أحد منهم ولا رضي به، قال ابن حجر المكي حيث تكلم على قتل عثمان رضي الله تعالى عنه
احذر لئلا تهلك أن تعتقد أن أحدا من الصحابة
أراد قتل عثمان ولا عاون عليه بوجه وإنما سكت عنه من سكت لأحد أمرين اما الخوف على النفس لأن أولئك المتمالئين من أهل مصر والشام وغيرهما على حصره أخلاط كثيرون ولا يوقرون كبيرا ولا صغيرا واما رجاء ان ذلك الحصار يودي الى تسليم مروان ليقضي بينه وبين من سعى في قتلهم ويقام عليه موجب ذلك فإنه لا يخلو حاله أي مروان من أن يكون افتات علي عثمان بكل ما فعل وهو الظاهر الذي لا يمتري فيه ذو لب إلى آخر كلامه أي اليوسي وفي آخر كلامه ما نصه والصحابة رضي الله تعالى عنهم كلهم على هدى والمدخل نفسه في خلاف ذلك موقع لها فى ورطة يخشى عليه منها سلب الإيمان والعياذ بالله تعالى وأما من قاتل عليا فإنما قاتلوه اجتهادا لا عدوانا، ولا طلبا لدنيا لكن أخطؤوا فى اجتهادهم لأن عليا هو الإمام الحق وقد علم ان المجتهد لا يأثم بالخطإ بل له أجر الاجتهاد انتهى كلامه.
وقال أبو الحسن فى تحقيق المباني فى شرح قول الرسالة: والإمساك عما شجر أي وقع، من النزاع بينهم بعد كلام يجب على المسلم أن يتأول
ما نقل عنهم نقلا صحيحا أحسن التأويلات فيتأول ما وقع بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما أن عليا طلب انعقاد البيعة أولا إذ لا تقام الحدود ولا يستقيم أمر الناس إلا بإمام وطلب معاوية القصاص من الذين قتلوا عثمان، فوقع ما وقع ولكن اتفق أهل الحق أن عليا اجتهد فأصاب، فله أجران وأن معاوية اجتهد فأخطأ فله أجر واحد انتهى المراد منه.
وقال القلشاني بعد كلام .. قال بعض الأئمة أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كلهم عيون ودواء العين أن لا تمس انتهى المراد منه.
ولاشك أن من ثبت له اسم الصحبة لا يتكلم فيه بغير الثناء إلا من أراد الله تعالى خذلانه، نعوذ بالله تعالى من ذلك. وأما علي فهو ابن أبي طالب، عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، قال الإمام أحمد واسماعيل القاضي والنسائي لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجيدة أكثر مما جاء فى حق علي وروى الطبراني أنه عليه السلام قال لعلي الله ورسوله وجبريل عنك راضون.
وروى هو وأحمد أنه عليه السلام قال لفاطمة أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي إسلاما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما؟ وفي رواية للطبراني: أول المسلمين إسلاما؟
وقال له لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، رواه مسلم. بايعه المهاجرون والأنصار وكل من حضر وكتب بيعته إلى الآفاق وأذعنوا كلهم إلا معاوية فى أهل الشام قال في المواهب وأقام في الخلافة أربع سنين وتسعة أشهر وثمانية أيام وتوفي شهيدا على يد عبد الرحمن بن ملجم واختص بكتابة الصلح يوم الحديبية انتهى. وعمره ثلاث وستون على الصحيح المشهور. وملجم بضم الميم وسكون اللام وفتح الجيم كما قيده غير واحد منهم النووي والأسنوي وعن الاقتاع كسرها، وذلك أنه تعهد ثلاثة من الخوارج على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص ليلة واحدة،
ليلة سبع عشرة من رمضان فقال ابن مجلم المرادي أنا لكم بعلي وقال البرك بن عبد الله التميمي أنا لكم بمعاوية وقال عمر بن بكير التميمي أنا لكم بعمر ثم توجه كل إلى المصر الذي فيه صاحبه فأتى ابن ملجم الكوفة واختفى وتزوج قطام امرأة من الخوارج كان علي قتل أباها فشرطت عليه قتل علي فلما كانت ليلة سابع عشر رمضان سنة أربعين خرج علي للصبح فضربه ابن ملجم بسيف مسموم في جبهته فأوصله إلى دماغه فقال علي فزت ورب الكعبة فمسكوا ابن ملجم وحبسوه حتى مات علي رضي الله تعالى عنه ليلة الأحد فقطعت أطراف ابن ملجم وجلع فى مقصرة وأحرق بالنار وروى الطبراني أنه عليه السلام قال لعلي من أشقى الأولين؟ قال عاقر الناقة قال من أشقى الآخرين؟ قال الله ورسوله أعلم. قال قاتلك ولاذي سار إلى معاوية ضربه فداووه فصح لكن صار لا يلد وقطعت أطرافه أي صاحب معاوية وولد له فقال زياد أيولد له ومعاوية لا يولد له فقتله. وأما عمرو فاشتكى بطنه تلك الليلة فأمر خارجة بالصلاة بالناس فقتله فقيل له إنما قتلت خارجة فقال أردت عمرا، وأراد الله خارجة، فقتلوه أنظر الزرقاني. ويأتي إن شاء الله تعالى مزيد كلام في الخلفاء عند ذكر الناظم لهم فيمن يقطع لهم بالجنة.
(وثابت)، أي ومن كتابه عليه السلام خطبيبه ثابت وهو ابن قيس ابن شماس بفتح المعجمة وشد الميم فألف فمهملة ابن زهير ابن مالك الخزرجي خطيب الأنصار. وقال عليه السلام نعم الرجل ثابت بن قيس. رواه الترمذي ولما نزل {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} قعد ثابت يبكي فقال له عاصم بن عدي ما يبكيك؟ فقال أتخوف أن تكون نزلت في وأنا رفيع الصوت، فرفع ذلك عاصم إليه صلى الله تعالى عليه وسلم، فدعا به، فقال أما ترضى أن تعيش حميدا؟ وتقتل شهيدا وتدخل الجنة؟ قال رضيت ولا أرفع صوتي أبدا على صوت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. فأنزل الله:{إن الذين يغضون أصواتهم} (الآية).
أخرجه ابن جرير واستشهد باليمامة سنة إحدى عشرة وأجيزت وصيته
بعد الموت ولا يعلم ذلك لغيره. فعن أنس لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت ألا ترى يا عم وجدته متحنطا قال ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء فقاتل حتى قتل فكان عليه درع فمر به رجل مسلم فأخذه فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه فقال إني أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما قتلت أخذ درعي فلان ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس وقد كفى علي الدرع برمة فإيت خالدا فمره فليأخذها وليقل لأبي بكر أن علي من الدين كذا وكذا وفلان عتيق، فاستيقظ الرجل فأخبر خالدا فبعث إلى الدرع فأتي بها وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته نقله الزرقاني.
قال مؤلفه عفا الله تعالى عنه فقد ألغزت بهذه القصة فقلت:
(من ذا الذي أوصى وهو ميت
…
فأنفذ الإيصاء منه يا فتى)
وأجبت سؤالي فقلت:
(ذاك خطيب المصطفى ثابت ابـ
…
ـن قيس الخزرجي ذا فيه أتى)
وهو بتشديد الواو والخزرجي بحذف الياء وثابت هذا هو الذي كتب كتاب قطن بالتحريك بن حارثة العليمي بالتصغير نسبة لبني عليم بطن من كلب واسلم قطن وصحب.
(وعامر) أي ومن كتابه عليه السلام عامر بن فهيرة بضم الفاء التيمي مولى أبي بكر أحد السابقين كان يعذب فى الله فاشتراه أبو بكر وأعتقه واستشهد فى أهل بئر معونة باتفاق وفي البخاري وغيره أن عامرا بن الطفيل سأل من رجل منكم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض قالوا عامر بن فهيرة (وعمرو) من الكتاب أيضا وهو ابن العاصي بن وائل السهمي قال فى المواهب أسلم عام الحديبية انتهى. وفى الإصابة أسلم قبل الفتح فى صفر، سنة ثمان وقيل بين الحديبية