الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نعشها على الصفة المذكورة، فى خبر أسماء ثم بعدها زينب بنت جحش، فقول من قال زينب أول من غطي نعشها أي من أمهات المؤمنين.
وفي البخاري أن عليا صلى عليها وروى ابن سعد أن العباس صلي عليها ونزل هو وابنه الفضل وعلي فى حفرتها ولا خلف، فكل صلى عليها، والإمام العباس لأنه عمه، فقدمه انتهي. ودفنت ليلا وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين. ولما أنهي الكلام على أولاده عليه الصلاة والسلام شرع فى ذكر أعمامه وعماته بادئا بذكر الذكور فقال:
(بيان أعمام النبي المصطفي
…
وذكر عمات الحبيب المقتفى)
بيان خبر مبتدإ محذوف، أي هذا بيان وقوله ذكر بالرفع عطف على بيان وهو عطف تفسير والمقتفى المتبع ولا شك فى كثرة أتباعه صلى الله تعالى عليه وسلم والحبيب من أسمائه عليه السلام فعيل من المحبة، بمعنى مفعول لأنه محبوب لله تعالى أو بمعنى فاعل لأنه محب له تعالى، والأعمام جمع عم وهو هنا أخ الأب.
(أعمامه اثنان وعشرة تعد)
يعني أن عدة أعمامه صلى الله تعالى عليه وسلم أي اخوة أبيه عبد الله المذكور اثنا عشر وعبد الله ثالث عشرهم وهذا هو الأصح وعليه اقتصر العراقي وصدر به فى المواهب، وقوله تعد أي ياتي عدها في البيت الآتي.
(وقيل واحد وعشرة ورد)
أي وقيل عدة أعمامه أحد عشر وعبد الله هو الثانى عشر ورد هذا القول عن العلماء وعليه فيسقط المقدم ويكون هو عبد الكعبة كما في المواهب والمناوي.
وفي نسخة: وقيل تسعة وعشرة ورد. أي وقيل انهم عشرة فقط قاله فى المواهب، فاسقط الغيداق وحجلا قال الزرقاني لأنهما لا وجود لهما
عند هذا القائل، هذا ظاهره. وفى العيون فأسقط عبد الكعبة، وقال هو المقدم، وجعل الغيداق وحجلا واحدا، وتبعه فى السبل ثم قال فى المواهب وقيل تسعة فأسقط قثم أي كما أسقط الغيداق وحجلا، ولم يذكر ابن إسحاق وابن قتيبة غير هذا وبعضهم زاد العوام وقيل انه شقيق حمزة، فيكون الأعمام ثلاثة عشر انظر الزرقاني.
في شرح العراقي للمناوي أن القائل ان الأعمام عشرة أسقط الغيداق وحجلا، والقائل تسعة أسقط قثم انتهي.
وفي الزرقاني أن جملة أولاد أعمامه صلى الله تعالى عليه وسلم خمسة وعشرون وصحبوا كلهم إلا طالبا وعتيبة، المصغر انتهي. ولما ذكر عدد الأعمام ذكر أسماءهم على أنهم اثنا عشر لأنه الأصح فقال:
(الحارث الزبير والمقوم)
أما الحارث فهو أكبر أولاد عبد المطلب بلا خلاف وكان يكنى له وشهد معه حفر زمزم ومات فى حياة أبيه وأمه صفية بنت جندب، وأولاده أبو سفيان ونوفل وربيعة والمغيرة وعبد الله وكلهم صحابة وحفيده الحارث بن نوفل بن الحارث صحابي ولاه الشيخان وعثمان مكة؛ وأما الزبير بفتح الزاي وكسر الباء عند البلاذري وحده وبضم الزاي عند الباقين فهو أسن من شقيقه والد المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم، ومن أبى طالب وهو شقيق لعبد الله أيضا وأمهم فاطمة المخزومية وكان الزبير شاعرا شريفا ذا عقل ونظر وكان رئيس بنى هاشم وأحد حكام قريش ويكمى أبا الحارث وابنه عبد الله، ثبت يوم حنين، وبنات الزبير ضباغة وصفية وأم الحكم وأم الزبير لهن صحبة.
وأما المقوم فهو شقيق حمزة، أمهما هالة بنت وهيب بالتصغير بن عبد مناف بن زهرة وهو بضم الميم وفتح القاف وشد الواو مفتوحة ومكسورة ويكنى أبا بكر ولد له وانقطع عقبه وهذا كله من الزرقاني.
(وعبد كعبة) ومات ولم يعقب وهو شقيق عبد الله أيضا قاله البلاذري. (ضرار) بحذف العاطف وهو بكسر الضاد المعجمة كما فى المناوي كان من فتيان قريش جمالا وسخاء مات أيام أوحي إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولم يسلم، ولا عقب له، وهو شقيق العباس قاله الزرقاني وغيره وأمهما نتلة بفتح النون وسكون الفوقية.
وقال ابن دريد نتيلة بالتصغير وجزم به فى الروض والنتلة واحدة النتل وهو بيض النعام، وصحفها بعضهم بمثلثة وهي بنت جناب بفتح الجيم وخفة النون فألف فموحدة كما فى الإكمال ابن كلب كما فى العموم والإصابة والتبصير.
وقال البرهان صوابه كليب بالتصغير، كما فى الاستيعاب والاكمال ابن النمر بالنون ابن قاسط ويقال انها أول عربية كست البيت الديباج وأصناف الكسورة لأن العباس ضل وهو صغير فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت فوجدته فكسب الكعبة. (قثم) بحذف العاطف بضم القاف وفتح المثلثة معدول عن قاثم وهو الإعطاء؛ مات صغيرا وهو شقيق الحارث نقله العلامة محمد بن عبد الباقي. (كذا المغيرة) بضم الميم وكسر الغين المعجمة وهو جحل. قال فى المواهب وجحل بتقديم الجيم على الحاء وهو السقاء الضخم. وقال الدارقطني بتقديم الحاء وهو القيد، والخلخال ويسمى المغيرة انتهى.
وقال الزرقاني عقب قوله وهو السقاء الصخم قال صاحب العين ونوع من اليعاسيب وقال الدينوري كل شيء ضخم فهو جحل، وقال عقب قوله وقال الدارقطني بتقديم الحاء ما نصه المهملة المفتوحة على الجيم الساكنة وفيه أن عطف الخلخال على القيد عطف تفسير وعزا للمختار أن الجحل الذي هو الخلخال بفتح الحاء وكسرها. قال الزرقاني فلعل اقتصارهم على الفتح أي في ضبط جحل بن عبد المطلب لأنه الذي لقب به انتهى.