الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(رمى الكتاب قال إني سائر
…
إليه رده هرقل قيصر)
(وقيل بل أرسله لجبله
…
فقارب الأمر ولكن شغله)
(الملك ثم فى زمان عمرا
…
أسلم ثم ارتد حتى كفرا)
ويلقى بفتح المثناة تحت وقاف والحارث مفعوله، وقوله سائر إليه أي إلى قتاله صلي الله تعالى عليه وسلم فرده هرقل وهو قيصر عن عزمه. وقوله وقيل أي قال هشام وغيره بل إنما أرسله لجبلة بفتح الجيم والموحدة ابن الأيهم بفتح الهمزة وسكون المثناة تحت الغساني وقال ابن عبد البركان ارساله لهما معا ولما قدم على جبلة قال له يا جبلة ان قومك نقلوا هذا النبي الأمي من داره إلى دارهم يعنى الأنصار فآووه ونصروه وإن هذا الدين الذى أنت عليه ليس بدين آبائك ولكنك ملكت الشام وجاورت بها الروم فإن أسلمت أطاعتك الشام وهابتك الروم، وإنما قال له قومك لأنه غساني وغسان قبيلة من الأزد وقوله فقارب الأمر وقال وددت أن الناس اجتمعوا على هذا النبي ولكن شغله الملك وكان آخر ملوك غسان وكان ينزل الجابية ثم أتى جبلة عمر بن الخطاب فى خلافته وأسلم على يديه ثم لاحى رجلا من مزينة فلطم عينه فجاء الى عمر وقيل إلى أبي عبيدة وقال خذ لي حقي فقضى عمر بالقصاص فأنف جبلة وقال عيني وعينه سواء لا أقيم بهذه الدار أبدا ولحق بعمورية وقوله كفر حشو ومات على كفره انتهى من المناوي
(وأرسل العلا إلى البحرين
…
فأسلم المنذر دون مين)
العلا هو ابن الحضرمي وكان مجاب الدعوى وخاض البحر بكلمات قالها له،
وهو أول من بنى مسجدا فى أرض الكفر
وله فى قتال الردة شأن عظيم قاله المناوي والبحرين كتثنية بحر فى حال النصب والجر قاعدة من قواعد اليمن كذا فى النور ولا يخالفه قول القسطلاني ان البحرين اسم لإقيلم مشهور مشتمل على مدن معروفة قاعدتها هجر لأن المراد بالقاعدة الجانب الكبير كالاقليم فلا ينافي أن هجر قاعدة من
قواعده قاله الزرقاني، والمين الكذب ومعنى البيت أنه صلي الله تعالى عليه وسلم أرسل العلاء بنالحضرمي واسمه خالد بن ربيعة الى صاحب البحرين وهو المنذر بن ساوى بفتح السين المهملة والواو وقال القطب بكسر الواو وكذا فى المناوي وكتب له كتابا قال الزرقاني ولم أر من ذكر لفظ هذا الكتاب فأسلم المنذر وكتب إلى النبي صلي الله تعالى عليه وسلم كتابا وساوى هو ابن الأخنس ابن بيان بن عمرو بن عبد الله ابن زيد بن عبد الله بن دارم فهو تميمي دارمي عبدي لا من عبد القيس كما ظنه بعض أفاد ذلك الرشاطي قاله الزرقاني وكان مع العلاء أبو هريرية وذكر الجلال أن أبا هريرة قال لما بعثنا رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم إلى البحرين رأيت منه ثلاثا يعنى من العلاء لما انتهينا الى شاطئ قال سموا الله واقتحموا فسمينا فاقتحمنا فما بل الماء أسفل خفافنا وصرنا بفلات ولا ماء معنا وشكوا إليه فصلى ودعا وإذا بسحابة كالترس فسقينا واستقينا ومات فدفناه بالرمل فسرنا غير بعيد فقلنا يجيء سبع ياكله فرجعنا ولم نره نقله المناوي وكتب المنذر الى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أما بعد يا رسول الله فإني قرأت كتابك على أهل البحرين فمنهم من أحب الإسلام ودخل فيه ومنهم من كرهه وبأرضي يهود ومجوس فاحدث إلى فى ذلك أمرك أي بقطع الهمزة وكسر الدال فكتب إليه صلي الله تعالى عليه وسلم بعد البسملة: من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أما بعد فإني أذكرك الله عز وجل، أي أوامره ونواهيه فإنه م ينصح فإنما ينصح لنفسه وانه من يتبع رسلي ويطع أمرهم فقد أطاعني ومن نصح لهم فقد نصح لى وان رسلي قد أثنوا عليك خيرا وإني قد شفعتك فى قومك فاترك لهم ما أسلموا عليه أي من مال وزوجات وعفوت عن أهل الذنوب المتقدمة فاقبل منهم وانك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على يهوديته أو مجوسيته فعليه الجزية.
وللحافظ العراقي:
(وأرسل العلا أي ابن الخضرمي
…
لمنذر وهو ابن ساوى الدرامي)
(كان مع العلا أبو هريرة
…
فانقاد منذر لخير ملة)
(ووفد المنذر عام الفتح أو
…
في عام تسعة خلافا قد حكوا)
(والأشعري ومعاذا لليمن)
(فاسلموا دون قتال وفتن)
الأشعري بالنصب عطف على العلا وهو أبو موسى الأشعري واسمه عبد الله بن قيس ومعاذ هو ابن جبل الخزرجي الجشمي كان عقبيا بدريا من فقهاء الصحابة وفى الحديث نعم الرجل معاذ بن جبل وفيه أرحم أمتي أبو بكر وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، رواهما الترمذي انتهى من الفتح.
ومراده أنه عليه السلام أرسل أبا موسى ومعاذا إلى اليمن أي إلى أهله فأسلموا بلا قتال ولا فتنة ومعناهما واحد فالعطف للتفسير أي أسلم غالبهم وبعث إليهم بعد ذلك عليا فقاتل من لم يسلم منهم حتى أسلموا كما يأتي. وقد إلتفت الناظم إلى المضاف المحذوف فرد عليه الضمير فى قوله "فأسلموا" أي أهل اليمن.
وللعراقي:
(كذلك أرسل معاذا وأبا
…
موسى الى مخالف واقتربا)
وقال يسرا ولا تعسرا
…
طوعا وبشرا ولا تنفرا)
قوله مخالف بفتح الميم وخاء معجمة جمع مخلاف بكسر الميم وهو الكورة والأقليم، واليمن مخلافان أي بعث كل منهما إلى مخلاف واقتربا أي تقاربا في المكانين وقال لهما يسرا على الناس ولا تعسرا وبشرا المؤمنين وكونا طوعا أي تطاوعا ولا تختلفا ولا تنفرا الناس عن الدخول فى الدين فانطلق كل منهم إلى عمله وقال لمعاذ انك ستأتي
قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله فإن أطاعوا فاخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم فإن أطاعوا فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم، انتهى من المناوي. وقوله واليمن مخلافان قال فى المراصد واليمن ثلاث ولآيات الجند ومخاليفها وصنعاء ومخاليفها وحضر موت ومخاليفها انتهى. نقله الزرقاني.
وفي المواهب أنه عليه السلام ولى أبا موسى زبيد وعدن وولى معاذ الجند وولى أبا سفيان بن حرب نجران انتهى وزبيد بفتح الزاء وكسر الموحدة وسكون التحتية ودال مهملة مدينة باليمن وعدن بفتحتين مدينة باليمن أيضا والجند بفتح الجيم والنون فدال مهملة مدينة باليمن ونجان بفتح النون وسكون الجيم موضع باليمن فتح سنة عشر سمي بنجران بن زيد بن سبإ وحضر موت بفتح فسكون وفتح الراء والميم وقد تضم الميم ناحية واسعة فى شرقي عدن حولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف أنظر الزرقاني.
وفي المواهب مع بعض كلام الزرقاني وبعث أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن عند انصرافه من تبوك وكان انصرافه منها فى رمضان سنة تسع وقيل سنة عشر وقيل عام الفتح سنة ثمان داعين إلى الإسلام فأسلم غالب أهلها من غير قتال ثم بعث عليا بن أبي طالب بعد ذلك إليهم فى رمضان سنة عشر كما قال ابن سعد فقاتل من لم يسلم فهزموا وقتل منهم فكف ثم دعاهم إلى الإسلام فأسرعوا الإجابة وكتب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأمره ان يوافيه بالموسم فوافاه بمكة فى حجة الوداع انتهى المراد منهما.
فائدة:
اقتصر الناظم على ما مر من رسله عليه السلام وفي المواهب وشرحها أنه عليه السلام بعث جرير بن عبد الله البجلي بالتحريك